شبكة ذي قار
عـاجـل










بغض النظر عن كل الدراسات و ما تسجله من رؤي فانها تتفق علي أن تمـــــــوز هو “إله” الخصب في الاساطير والطقوس السومرية والبابلية التي تصفه بانه “إله” شاب وراع لكل مظاهر الخير في الطبيعة، بل ان “دموزي” كما دعاه السومريون ومعناه “الابن المخلص” هو إله سائر الماشية والخضار... و الخصوبة و الشباب و مظاهر الخير، صفات تجسد دوما التطلع الي التقدم و تحقيق السعادة . هكذا هي ثورات الشعوب التي سجلت منعطفات هامة في التاريخ البشري و الغريب في أن ما حصل منها في التاريخ الحديث و المعاصر كان في شهر تموز ـ يولية ـ جويلية ، بدأ من الثورة الفرنسية ، و ثورة الاستقلال الأمريكية ، و ثورة مصر سنة 52 و ثورة العراق 1958 و 1968 و ما تشهده ساحة مصر سنة 2013 ... ثورات كل منها رسمت مشاريع لها بعضها امتد فاعلا و بعضها أخفق تحت طائلة العداء الخارجي حد الحرب بهدف اسقاطها كثورة العراق .


شهر بدأت فيه مظاهر الاحتفال و ما يقترن بها من تحايا ، جذب البعض منها الانتباه و هي تعم صفحات العالم الافتراضي اليوم الذي يصادف " عيد الاستقلال الأمريكي " وصل بالبعض حد استبدال قناعاته انتماءا لفائدة الحلم بما هو قائم ظاهريا . ظاهرة تفرض علي المرء تصحيح من يود أن يصحح رؤيته ، ممن يعز عليه استبدال انتمائه بما هو ثابت نحو حالة لا يري منه الا ما هو ظاهري يحمل أكثر من لغم . من هنا أكتب ما يلي في هكذا مناسبة :


** 1 ـ ان من يعتقد من العرب في أن قسوة مجتمعات التضامن و مجتمعنا العربي عينة بارزة فيها ، بما هو موروث فاعل أو مغيب و بكل ما فيها من مساوئ أدني رقي ، و تطلع لما هو انساني صادق قياسا بما تؤكده مجتمعات الشركات و علي رأسها المجتمع الأمريكي رغم ما يبرزه ظاهره من مسائل لامعة حد الانجذاب الطوعي له تحت لافتة البريق و تحريك مكامن الذات كذات لتعميق النزعة الفردانية المتعالية في حقيقتها ، كما يؤكده الخطاب المزدوج لهذه المجتمعات بصيغته الانسانية الي الداخل و المليئة رذائل حد التقزز الي الخارج يكون قطعا كمن يستجير من الرمضاء بالنار .


** 2 ـ و حتي لا نكون ممن ينطبق عليهم القول فلان استبدل ثوابته بما هو "مضئ" ليعلم الكل منا من أن استبدال الثوابت يحولنا أحببنا أم كرهنا الا الي أعداء أكثر عدوانية لها من الأعداء التقليديين و لكم في من ركب الدبابة أو قدم متخفيا في حذاء جندي هنا أو راء صاروخ هناك مهما حاولوا تنميق الخطاب مزاوجة بين الانبهار و تحريك الثوابت نحوها .


أقول لمن يستخدم هكذا خطابات من أبناء الأمة العربية أو ممن تهزهم ظواهر الضوء بأكثر من لون ، ان الزهور المييتة لا يمكن أن تخلف بذورا منتجة و ان صادف أن خلفت فلن تكون الا زهورا سامة .


** 3 ـ صحيح من أن ثورة الاستقلال الأمريكية مثلت رافعة من روافع الفعل الانساني في فعلها لا تستحق من كل منصف الا توجيه التحية لها غير أن هكذا تحية لا تلغي ادانة صريحة و بصيغة التجريم لمخلفاتها كزهور وليدة بذور ألقيت في مستنقعات مليئة أدران لم تنتج الا ما هو بذيء في رائحته و ساما في مذاقه تماما كزهور الدفلة ــ اللولياندا ــ التي تغطي المجتمع الأمريكي مغييبة ما هو مشرقا فيه و هذه حقيقة لا يمكن تغطيتها لا بالرقي و لا حتي بالانتقال العلمي و فوارقه. زهور دفلة تجعل المرء لا يتردد في استحضار خطاب الممثل الايطالي "روبار دينيني " في مقطع من فيلم ( لم يبقي لنا سواء البكاء ) عندما قال " سأمنع كريستوف كولمب من اكتشاف أمريكا " و لم عارضه صاحبه أجابه " هل يمكن أن تذكر لي شيئا مفرحا فعله الأمريكان ".


ايطالي يا عرب يقول هذا فما أنتم قائلين يا تري و العراق و فلسطين أمامكم ؟

 

d.smiri@hotmail.fr
 

 

 





الخميس ٢٥ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة