شبكة ذي قار
عـاجـل










- صراعنا مع اسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود
- جماهير مصر ترفض التطبيع والسفير الاسرائيلي يهرب من القاهرة بالمروحية
- رداً على الهزيمة لا صلح لا مفاوضات لا استسلام


الخامس من حزيران 67 كانت خسارة معركة ولم تكن خسارة حرب فجولدا مائيير التي قالت اني انتظر القادة العرب على الهاتف من اجل ان يعلنوا استسلامهم قد انتظرت طويلاً ولم يحصل ما تمني به نفسها فالجماهير في مصر وباقي الدول العربية التي خرجت تأييداً للرئيس الرمز عبد الناصر رافضة تنحية عن السلطة اكدت انها اقوى من الهزيمة فجاءت القمة العربية لتؤكد ان لا صلح ولا مفاوضات ولا استسلام.


هزيمة معركة جاءت بتواطئ عربي ظهرت بعض خيوطه عندما تم تضخيم التهديد الاسرائيلي باجتياح سوريا ترافق مع تخطيط اسرائيلي بشن الحرب وتزامن مع وصول صفقة طائرات الميراج الفرنسية الى اسرائيل والتي تعاقد عليها شيمون بيريز الرئيس الحالي الاسرائيلي مع فرنسا.


لكن ورغم النصر الذي حققه الجيش العربي المصري في حرب تشرين عام 1973 وعبوره القناة وتحقيق مفاجأة العدو والحاق به خسائر فادحة فقد أدت الى تحول عبر عنها في اتفاقات كامب ديفيد, هذا التحول الذي كان كيسنجر وزير الخارجية الاميركي يمني النفس ان يكون شاملاً بقية الجبهات, هذا التحول قد ووجه بقرار عربي تمثل في القمة العربية التي عقدت في بغداد رداً على كامب ديفيد, وحالت العراق بقيادة البعث في منع انتشار حالة الاستسلام ان تمتد خارج مصر وبالتالي فان استهداف عراق صدام حسين بالعدوان الاميركي البريطاني عام 2003 بعد ما تبين كذب ادعاءات اميركا وبريطانيا حول اسلحة الدمار الشامل انما هو استهداف لمركز قوة الامة العربية ومصدر عزتها ومنعتها فالرئيس الشهيد الرمز صدام حسين كان المتصدي القوي في مواجهة المخطط الغربي الاسرائيلي لفرض الاستسلام على الامة العربية والاعتراف باسرائيل على الارض الفلسطينية.


واذا كان البعث بقيادة الرفيق الامين العام عزة ابراهيم استطاع ان يهزم اميركا في العراق ويفرض عليها الانسحاب بعد ان كبدتها كتائب المقاومة والتحرير الخسائر الفادحة, فان البعث يواجه اليوم جناحي اميركا في المنطقة المتمثل في اسرائيل وايران ومخططاتهم لاقامة الدويلات الطائفية في الوطن العربي وما يجري اليوم في كل من سوريا والعراق انما هو تنفيذاً لهذا المخطط الصهيوني الايراني لتفتيت المنطقة اثنياً ومذهبياً.


فالتحالف الفارسي اليهودي يمتد منذ ايام قورش الفارسي الذي حرر اليهود من سبي نبوخذ نصر العراقي وسمح لهم بالعودة الى فلسطين.
وحديثاً فاستعانة الخميني باسرائيل في حربه ضد العراق فيما عرف بايران جيت, كما ان العدوان الاسرائيلي على المفاعل النووي العراقي انما هو لمنع العراق من تطوير سلاح يضمن تفوقه في الحرب ضد الفرس انما هي عناوين لهذا التحالف الازلي الفارسي اليهودي.


لذلك فان البعث لا زال يمثل ارادة الامة العربية في رفضها للمخطط الصهيوني الفارسي في تمزيق وفرض حالة الاستسلام وسيبقى البعث يؤكد على استراتيجية الامة العربية لا صلح لا مفاوضات لا استسلام, وان فلسطين عربية من النهر الى البحر


والحلول المرحلية التي يمني بها البعض انفسهم ثبت انها مجرد اوهام فالصراع هو صراع وجود وليس صراع حدود وتأتي الاحداث لتؤكد صحة موقفنا المبدأي وذلك بوصول المفاوضات الى طريق مسدود وسقوط اتفاقات اوسلو باعتراف اصحابها. ورغم توقف المفاوضات اقرت القمة العربية في الدوحة تعديل مبادرتها التي اقرتها في بيروت عام 2002 والتي تتلخص بتطبيع عربي كامل مع اسرائيل مقابل انسحاب اسرائيلي شامل من الاراضي المحتلة عام 67 قدمت القمة العربية في الدوحة تنازلاً جديداً يدل على بؤس الوضع العربي وهو اقرار التبادل في الاراضي مع اسرائيل وهذا مؤشر على ان الامة العربية في مرحلة انحطاطها تقاد باضعف حلقاتها والمتمثلة في دولة قطر


لذلك فاننا نؤكد ان تصعيد المقاومة وبكافة اشكالها في مواجهة اسرائيل والتوجه الى المؤسسات الدولية ومنها لجنة حقوق الانسان ومحكمة العدل العليا والمحكمة الجنائية الدولية وجعل هذه المؤسسات مسرحاً لفضح ومحاكمة سياسة اسرائيل التعسفية وبالطبع اجراء المصالحة الوطنية والاستمرار في رفض المفاوضات انما هي خطوات اساسية لاعادة استنهاض شعبنا الفلسطيني وتعزيز مسيرة نضاله الذي يشكل رأس حربة الامة العربية ضد اعدائها من امبرياليين وصهاينة وفرس.


الامر الثاني : ان الولايات المتحدة ليست لها سياسه خاصة في المنطقة خارج المواقف الاسرائيلية وهذا ما قاله دينس روس بان الموقف الاميركي انما هو اعادة صياغة للموقف الاسرائيلي وتقديمه للفلسطينيين باسم اميركا.
فسياسة التنمية الاقتصادية للاراضي الفلسطينية المحتلة التي اعلنها جون كيري والتي يستلزم تطبيقها اربعة مليارات دولار وسوف تؤدي كما هو متوقع منها الى تخفيض البطالة الفلسطينية من 22% كما هي حالياً الى 8% انما تهدف الى مزيد من تطبيع العلاقات مع الاقتصاد الاسرائيلي ومزيد من الارباح المالية الى اسرائيل.


وقد حذر الرئيس الشهيد الرمز صدام حسين رحمه الله من بناء المؤسسات الاقتصادية ومؤسسات الدولة على اختلافها في ظل الاحتلال كي لا يصبح الحفاظ عليها قيداً على شعبنا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي, فبناء المؤسسات يأتي بعد التحرير لا في ظل الاحتلال كما يحصل حالياً فمشروع كيري هو مشروع صهيوني بصبغة اميركية.


والامر الثالث: تتعرض قوى الثورة العربية لهجوم شرس من اعدائها في وصفها بانها غربية وقامت بتخطيط اميركي ونحن نريد ان نسأل هل ثورة الشعب لاسقاط الدكتاتوريات المستبدة المقيدة لطموح شعبنا العربي هو خدمة للامبريالية؟ هل النضال من اجل الديمقراطية والتعددية هو خدمة للمخططات الغربية؟ هل الثورة الشعبية الخالصة التي اندلعت في وجه انظمة الاستبداد والقهر ان كان في تونس او في مصر وليبيا وسوريا هي من تخطيط اميركي؟ ان هذه الثورات الشعبية الخالصة التي تجاوزت الاحزاب انما جاءت لتصنع فجراً جديداً لامتنا العربية ولتسقط الزيف عن هذه الانظمة المستبدة خلال ما يزيد عن اربعة عقود. صحيح ان الغرب الامبريالي تحركه مصالحه وليس مبادئه فلم يتحمس لانقاذ عملائه في المنطقة ومنذ البداية بدأ في مد الخيوط مع هذه الثورات ومحاولات احتوائها الا اننا نؤمن ايماناً قوياً بان حكم الشعب في نهاية المطاف لن يكون في صالح القوى الامبريالية وحليفتها اسرائيل.


فاسرائيل قد بدأت باعداد الدراسات لمواجهة هذا التحول في مسيرة الامة العربية وبدأت بعقد صفقات السلاح ليس كما يدعي البعض زوراً بانها تستهدف المفاعل النووي الايراني وانما هي تستهدف ضرب ارادة الشعب العربي المتصاعدة فالجماهير المصرية التي حاصرت السفارة الاسرائيلية في القاهرة حيث تم انقاذ السفير الاسرائيلي عن طريق المروحيات هذه الجماهير هي ذاتها الجماهير التي رفضت الاستسلام في الخامس من حزيران وخرجت تهتف لا صلح لا مفاوضات لا استسلام.


لذا فان المرحلة هي مرحلة صراع الامة العربية الهادفة الى تحقيق اهدافها في الوحدة والتحرير الكامل لفلسطين واقامة المجتمع الديموقراطي التعددي ضد اعدائها الطامحين الى ضرب مسيرة الجماهير وتحطيم طموحها وتقييدها باتفاقات تسوية مع اسرائيل, وايقاد النعرات المذهبية والاثنية لاخضاعها واحتوائها, هذا الدور الذي تقوم به ايران والذي جاء به خميني حليف اسرائيل.


لكننا نؤمن ان البعث الذي هزم خميني وفرض الانسحاب على اميركا قادر على صنع فجر جديد لامة عربية حرة مستقلة.


المجد والخلود لشهدائنا الابرار
الحرية لاسرانا البواسل
وانها لثورة حتى التحرير


جبهة التحرير العربية
الأمانة العامة
 ٥ / حـزيران / ٢٠١٣

 

 





الاربعاء ٢٦ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جبهة التحرير العربية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة