شبكة ذي قار
عـاجـل










مرت اكثر من اربعة اشهر الآن على بدء مرحلة تصفية مخلفات الأحتلال والعراقيون اشد تمسكا بحقوقهم المشروعة في عيش مسالم عادل في وطن حر موحد. يدافع العراقيون اليوم عن وجودهم وعن مستقبل اولادهم، عن مستقبل بلدهم في خريطة العالم. إذ عانى العراقيون كثيرا في الثلاثين عاما الماضية وكان اصحاب النار من الفرس سببا مباشرا في بعض معاناتهم وسببا غير مباشر في بعضها الآخر. قاتل العراقيون حكام ايران ومن والاهم ثمان سنوات دفاعا عن ارضهم وعرضهم حتى اجبروا عبد الصهيونية ليتجرع السم ويقول قبلت وقف اطلاق النار مجبرا. وكان بمقدور العراق ان يستمر بعد ان استعاد كل ارضه ليقتطع اجزاء من وهنا وهناك من ارض ايران في ظل تقهقر الجيش الأيراني وتراجعه في الستة اشهر الأخيرة من الحرب، لكن العراق ليس من شيمه الأنقضاض على فريسة مريضة، نطيحة او متردية. فكان ان بارك العراق الخطوة وفتح صفحة جديدة مع ايران التي لا يريد حكامها ان يفتحوا اية صفحة غير صفحاتهم السوداء الحقودة، ففتحت ايران صفحة اخرى من مجلد مؤامراتها على العراق واهله الطيبين بطيب انبياء الله المودعين بارضه، والطاهرين بطهارة آل بيت النبوة المنتشرة اضرحتهم ومقاماتهم في كل ارض العراق.

 

فغدر حكامها كما هي صفات اجدادهم من اصحاب النار، وكانت لدغتهم قوية كادت ان تؤدي بالعراق الى ما لا يحمد عقباه لولا رحمة رب العزة وسواعد النشامى من ابناء الجيش العراقي الأصيل التي اوقفت المد المجوسي على العراق في نيسان من عام 1991 ميلادي ليتجرع حكام الفرس من اصحاب النار كأس سم آخر بفشلهم باسقاط حكومة العراق مستغلين كالثعالب الخائبة العدوان الثلاثيني على العراق في السابع عشر من كانون الثاني من العام 1991 ميلادي. ظن البعض ان الأفعى قد قُتِلَت بهذه الحرب، ولكن رأسها لا زال حيا واذا لم تَقتُل رأسَها لا يمكن ان تأمن شرها. عاد حكام المجوس الجدد ليداهنوا ويتملقوا لحكومة العراق الوطنية آنذاك ودخل العراق في جولات من المفاوضات لحسم وغلق جميع الملفات ذات العلاقة بالبلدين، منها ملفات الأسرى والحدود وغيرها وفتح ملفات جديدة من التعاون الأقتصادي. وشهدت المرحلة زيارات مكوكية لمسؤولي البلدين من اجل تسريع وتيرة العمل لغلق الملفات العالقة، وعلى الرغم من المماطلة والتسويف اللذين عرف بهما حكام المجوس الجدد الا ان العراق كان مخلصا في الوصول الى حلول منطقية وقانونية لكل المشاكل والملفات المتبقية، ليس فقط من اجل تصفية الأمور مع جار ابتلانا الله بجيرته ولكن لأن العراق كان مشغولا بالحصار الذي انهك عضد الدولة في العراق، وأكل قوته المادية والمعنوية على السواء، ولا يمكن لأي بلد او امة ان تقاتل على كل اطرافها، فعليه كان قرار العراق ان يتم التركيز على قضية الحصار والعلاقة مع مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة الأخرى لأخراج العراق من بوتقة الفصل السابع من الميثاق على الاقل عمليا، اذ كانت قيادة العراق تؤمن ان الحصار لن يتم رفعه بقرار من مجلس الأمن وانما سوف يتآكل ليكون نسيا منسيا من خلال وسائل تكسير الحصار التي نجح العراق بالوصول اليها بالجهد المثابر لكوادره الوطنية الفنية والدبلوماسية.


وعندما اصبح اليمين المتشدد في امريكا وحلفائها متيقنين من ان العراق سيخرج معافى من الحصار الأقتصادي بعد ان استطاع بالقليل القليل الذي كان يحصل عليه من مذكرة التفاهم بخصوص برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء ان يعيد بناء قطاعاته المهمة مثل الصناعة والتعليم والزراعة وغيرها، اعتقد اليمين المتشدد انه لم يبق وقت وان العراق سيكون خارج السيطرة الأمريكية قريبا، إذ لم يكن يفصل العراق عن اعلان كسر الحصار الأقتصادي الا شهور قبل ان تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها قرارها الأحمق باحتلال العراق مهما كلفها ذلك ومن دون تخويل من مجلس الأمن. اتخذت امريكا القرار وبلغته للأخرين من عرب واعاجم، ولقت اكثر مما كانت تتوقعه من ترحيب من دول كثيرة بعضها مجاور للعراق وبعضها بعيد لا تربطه بالعراق اي صلة وبعضها بعيد ولكن تربطه بالعراق صلات. اتخذت امريكا قرار الحرب ولكنها تعلم انه من غير مساعدة الدول المجاورة والقريبة عن العراق لن تستطيع القوات الأمريكية ان تنفذ مهامتها على اكمل وجه. كما انها ارادت ان تضمن ان لا مساعدات تقدم فيما بعد الأحتلال لأية مقاومة ستنشأ جرائه.


نفذت امريكا اجندتها في احتلال العراق وضُرِبَ العراق وقُصِفَ من قواعد امريكية في الأرض العربية وقدمت بقية الدول دعما لوجستيا للقوات الأمريكية. وفيما اتخذ بعض العرب قرار مساعدة القوات الأمريكية بوصفهم اصدقاء للولايات المتحدة الأمريكية، اتخذت ايران قرار المشاركة بالحرب من غير ان تكون صديقة للولايات المتحدة الأمريكية كما يدعي الطرفان. استغلت ايران كما الأفعى الحرب وانشغال المعتدى عليه بالحرب لتدخل متسللة الى العراق وتقوم بتصفية الكثير من العلماء وضباط الجيش والطيارين ونخبة العراق العلمية والأجتماعية لتضمن ان لا عودة لعراق قوي. وكذلك لكي تستطيع ان تعيد ترتيب تشكيلة المجتمع العراقي من خلال مليشياتها التي ادخلتها الى العراق ليكون المجتمع متقَبِلاً لفكرة الطائفية التي تعد مفتاح تدمير تشكيلة نسيج المجتمع العراقي التي تميزت بالتناسق منذ ان تأسست الدولة العراقية الحديثة في العشرينيات من القرن الماضي الى ان قرر الرعاع من رعاة البقر ان يهدوا الحضارة العراقية الحديثة ويقتلوا بناتها. جاء الفرس من اصحاب النار مع الأمريكان ليهدموا حضارة العراق، وما قول ابطحي نائب خاتمي ببعيد عنا اليوم حين قال "لولا ايران لما تمكنت امريكا من احتلال كابول وبغداد". وها هي ايران حاضرة في المشهد العراقي منذ عشرة سنوات وتزيد، تقتل وتدمر صراحة او بواسطة كل متحرك وثابت، قتلت البشر واحرقت الشجر، دمرت البناء وازهقت روح العلم وكرست الجهل، لم يبق شيئ في العراق الا وطالته اليد الفارسية الآثمة. يعلم اخواننا العرب اليوم بما اقترفته ايديهم من غدر بالعراق واهله، وفتح الطريق لأحتلاله وتدميره. وها هي مدن العرب اليوم بلا استثناء هدفاً للمؤامرات الأمريكية ولمؤامرات الفرس من اصحاب النار. لم تعد هناك اية مدينة على الخليج العربي بمأمن اليوم من الأطماع الفارسية. بل اصبح اسم "الخليج الفارسي" البديل الحاضر لأسم الخليج العربي من دون اعتراض من العرب الخليجيين وغيرهم. ولم لا فقد غاب اسد العرب وصقر البوادي العربية واصبح الفارسي عبد النار سيدا. ويقول حال اخوتنا في العروبة اليوم "أُكِلنا يوم أُكِل الثور الأبيض".


لم يهدأ للنشامى من رجال العراق بال حتى اخرجوا المحتلين من ارض العراق النقية، فأعترف الأمريكان بهزيمتهم من خلال انتخاب المرشح الرئاسي الذي اعترف بقرار الحرب الخاطئ الذي اتخذه المجرم جورج بوش الصغير ووعد المرشح الرئاسي ذاته بسحب القوات الأمريكية حال انتخابه رئيساً. سحبها الرئيس الجديد اوباما وابقى بعض من قواته لتقدم دعما لوجستيا وفنيا وتدريبيا لحكومة المالكي العميلة المزدوجة لضمان بقائها بالسلطة وإدامة العملية السياسية العرجاء. غادرت القوات الأمريكية من هنا واستكملت الميليشيات والقوات الحكومية أبشع عملية تطهير عرقي شهدتها المنطقة للقرن الفائت والتي كانت قد بأتها بوجود ومساعدة القوات الأمريكية. تطهير عرقي ضد كل ما هو وطني شريف، ومن غير مسميات، من البشر الى الحجر فالقوانين والتشريعات. كل ما يذكّر العراقيين بوحدتهم اقتلعته السلطة الفارسية الصهيونية، لا يريدون الا انتقاما من اهل العراق الذين اذاقوا الفرس من اصحاب النار الزقوم. لا يريدون الا ان ينتقموا من الرجال الذين ما انستهم مصائبهم من ان يوجهوا صواريخهم الى الكيان الصهيوني مغتصب الأرض العربية. ورثت ولاية الفقيه الحكم في العراق من شريكتها الحكومة الأمريكية الصهيونية، واستولت على مقدرات العراق وبدأت تتعامل مع العراق كأنه ضيعة من ضياعها، يمثلهم فيها سركالهم حزب الدعوة العميل والصغار الآخرين من امثاله من جيوش النتانة والميليشيات الأيرانية. يزورون الأنتخابات تلو الانتخابات، يسرقون المال العام والخاص على السواء لا يقفون عند حد، كما هم السراق الغرباء الذين لا تحدهم حدود ليس كما السراق من اهل البيت الذين يضعون حدودا لسرقاتهم لأنهم بالنهاية من اهل البيت يعيشون فيه ويأكلون من قصعته وينامون في مخادعه. غرباء هؤلاء الدعوجيون، عملاء ليس لهم قيم او شرف. لا يؤمنون بدين او حتى مذهب، عملاء فقط لأي اجنبي، مهما كانت جنسيته وفصيلته. اليوم عرف القاصي والداني ما هي اطماع الفرس من اصحاب النار ليس في ارض العروبة فقط بل وفي كل ما جاور ارض فارس. وبعد ان طال الأحتلال الأمريكي الصهيو صفوي انتفض العراقيون اليوم انتفاضتهم التي بدأت من الفلوجة والرمادي ليتوجوا منهج تضحيتهم بالغالي والنفيس في حويجة الأبطال، وقرروا ايقاف المد الفارسي على ارض العروبة غير عابئين بقوة فارس اليوم او بقوة حامي مملكتها من صهاينة وامريكان، قرار لا رجعة فيه الى ان يهزمون الفرس من اصحاب النار ويخرجوهم من ديارنا والى الأبد لنطوي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق والأمة العربية والأسلامية.


أتخذت نخبة العراق الوطنية قرار تصفية مخلفات الأحتلال متوقعة ان يتبعها كل اهل النخوة من العراقيين والعرب، من اولئك الشركاء في مقاتلة المحتل منذ اليوم الأول للأحتلال الى اولئك الذين تأخروا عن مقاتلة المحتل لأسباب لم نفهمها بدءاً ولكننا لم نشكك في وطنيتهم وقوميتهم خوفا على وحدتنا الوطنية والقومية. لكن اليوم مختلف عن الأمس، اليوم يقاتل النخبة لوحدهم كل ابناء الخبث الأمريكي الصهيو صفوي ، ولا ينبغي ان يكونوا اليوم لوحدهم بعدما تكشفت كل الحقائق. لا ينبغي لشركاء المقاومة الأنتظار، والى متى الأنتظار. ولا ينبغي لأولاد عمومتنا من العرب الأنتظار، فالى متى ايضا الأنتظار. تقاتل اليوم العشائر العربية والجهد العراقي الوطني وجيوشهما المنصورة لتخليص العراق والأمة العربية الأسلامية من بقايا الأحتلال والعدوان الامريكي الصهيو صفوي، فالى متى الأنتظار والتأخر عن نصرة رجال العراق الشجعان. انه يوم الفصل الذي يفصل فيه الوطني والقومي عما هو عكسهما. فالى ماذا ينتظر البعض منا. انه اليوم لا رمادية فيه، اما ان تكون مع الحق واهله او تكون مع الباطل واهله، فالحق بيّن والباطل بيّن، فالى اي الفريقين ننتمي الى فريق الحق واهله او فريق الباطل واهله. وهل بعد ذلك لمتأخر عذر.


نصر الله جيش رجال الطريقة النقشبندية الأصيل
نصر الله رجال العشائر العربية الأصيلة وجيشها المقدام
ملتقانا ساحة الأحتفالات الكبرى ببغداد المنصورة بإذن الله

 

 





الاربعاء ٢٠ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمود خالد المسافر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة