يدين المجلس التنسيقي للمؤسسات و الجمعيات الإسلامية في النمسا بأشد العبارات المجزرة البشعة التي نفذتها قوات الحكومة العراقية في ساحة الاعتصام بقضاء الحويجة شمالي العراق، وهو ما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المعتصمين العزل.
وإن المجلس التنسيقي ليتقدم بخالص التعازي لذوي الشهداء، سائلين المولى سبحانه أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويعجل بشفاء الجرحى والمصابين. ويحيي المجلس المعتصمين في ساحات مدن العراق المختلفة الذين يحملون مطالب مشروعة في مقدمتها الإفراج عن المعتقلات والمعتقلين وتوقف الحكومة العراقية عن إلصاق تهم الإرهاب بميزان طائفي بحت.
ويرى المجلس أن هذه المجزرة إنما تعدّ استمرارا لسلسلة تهييج النعرات الطائفية بالدول العربية، بهدف تعكير صفو الامن الاجتماعي و القومي فيها.
إن سياسة دولة إيران في المنطقة يخالطها مطامح مذهبية ضيقة ومطامع قومية بغيظة، وهو ما يمثل عامل سلب هدام في جدار الأمة الإسلامية، لا يستقيم مع سيرة آل البيت رضوان الله عليهم، والذين تتبرك زعامات إيران الروحية والسياسية بكراماتهم ليل نهار.
وبهذا الصدد يدعو المجلس التنسيقي دولة إيران إلى انتهاج سياسة تتماشى مع نهج آل البيت المكرمين، وعلى رأسها العمل على وحدة المسلمين بعيدا عن أية تحزبات طائفية لا تسهم إلا في إذكاء نيران التعصب البغيض وتؤجج الفتن بين أبناء الدين الواحد.
إن المجلس التنسيقي إذ يؤسفه الدور الذي تقوم به إيران في المنطقة، وبخاصة في كل من العراق وسوريا و لبنان و اليمن و البحرين، فإنه يناشد أهل الحكمة والعقل إلى تغليب مصلحة الأمة الواسعة على المصالح المذهبية والطائفية الضيقة، والتي لا توّسد إلا للفرقة والفتن بين المسلمين.
إن أمة الإسلام على أعتاب الأشهر الحرم، التي يعظم فيها جزاء من يسفك الدماء بغير حق. وإنها لسانحة لمن حادوا عن طريق الحق، أن يعودوا إلى جادة الصواب ويُعلوا من قيم الدين الحنيف.
الأمانة العامة للمجلس التنسيقي للمؤسسات والجمعيات الإسلامية في النمسا
فيينا في ٢٥ / ٤ / ٢٠١٣
