شبكة ذي قار
عـاجـل










إنا غدا صائمون بإذن الله تعالى تضامنا مع أهلنا في ساحة الحويجة عسى الله يفرج عنهم وعن العراقيين هذه الغمة السوداء التي جلبها لنا المحتل البغيض فجلبوا لنا العار والشنار وحلت بأرضنا الفتن والمحن وسالت الدماء الحمراء كما يسيل الماء في السواقي الجارية وسبوا مقدساتنا وشتموا عظماءنا وأهانوا كبراءنا واعتقلوا شرفاءنا وقتلوا شبابنا ونهبوا ثرواتنا وسلبوا حريتنا وأرعبوا أطفالنا وفعلوا أكثر ما يفعله مصاصو الدماء في أفلام الرعب الخيالية تحت أيدي مليشيات منظمة غدر وفرق الموت.


إنها الجاهلية الجهلاء تعود بظلمها وظلامها لتحاصر ساحة الغيرة والشرف في الحويجة وفيها الأطفال والشيوخ العجزة وتمنع عنهم الطعام والماء ودخول الأدوية وتأبى إخراج الجرحى ومداوتهم ، وجل ذنبهم أنهم خرجوا نصرة للمعتقلين المظلومين في سجون الحكومة الصفوية ويطالبون بإسقاط هولاء الظلمة المجرمين فوصل السيل الزبى ونفذ صبر الشعب فثار عليهم ، ولأنه شعب عظيم حليم حكيم كانت ثورته سلمية واستمرت طيلة أربعة أشهر تقريبا وبعد أن راهن المالكي على الوقت واستهان بهم وظن أنهم لن يصمدوا فإذا بهم ثابتون ثبات الجبال الراسيات في الأرض لا يهزهم ريح وبدأ يخسر الرهان وصار يتهدد ويتوعد بعد أن كان يتبجح ويقول هذه الديمقراطية وهذا العراق الجديد فإذا به يحرك مليشياته الوطواط ولوفي المطاط ولكنه خاب وخسئ واصطدم بهولاء الرجال الأحرار الشرفاء.


إن المتظاهرين الأحرار اليوم يعيدون إلينا الدروس الحية من السيرة النبوية التي كنا نقرأها وإنهم يعيدون إلينا أمجاد اولئك الرجال العظماء الذين حوصروا وذاقوا ما ذاقوه وما ردهم عن دينهم شيئا ، فهم اليوم صابرون ثابتون يتشاركون في الرغيف الواحد الخمسة من الأفراد بحيث تكاد تكون حصة كل واحد منهم لقيمات لا تشبع البطن ولا تسد الجوع ومع ذلك فهم يؤثرون بعضهم على بعض في هذه اللقيمات ولو كان بهم خصاصة ، وهكذا كان حال أسلافهم من الصحابة رضي الله عنهم فقد روى أبو موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ( إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم ) ومعنى أرملوا اي نفد طعامهم وزادهم.


إننا رأينا صور الأطفال الجوعى المرابطين في ساحة الغيرة والشرف في الحويجة ورأينا كيف أنهم ورغم صغر سنهم ومثلهم لا يقوى على تحمل الجوع رأيناهم كيف هم صابرون لا يقل صبرهم عن الكبار وكيف أن احدهم يضع يده على بطنه بكل عفوية ويرفع الأخرى متحديا كل الظلم والطغيان الذي تمارسه الطغمة الفاسدة من هذه الحكومة الصفوية العميلة.


إننا بهذه الهمم وبهذه العقيدة الإيمانية وبهذا التوكل وبهذه التربية الربانية وبهذه الأخوة والمحبة سننتصر وسنهزمهم بإذن الله تعالى ولعل دعوة صادقة سرت في جوف الليل زُفّت بزفرة حرّى يرفعها الله فوق الغمام.
( والله على غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .


 ٢٢ / نيســان / ٢٠١٣

 

 





الاثنين ١١ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ابو الهدى العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة