انه بوق النهوض الصباحي ، ولكنه ليس صباحا ، فلماذا ؟ نهضت وارتديت ملابسي واتجهت ساحة العرض . فوجدت من سبقني اليها ، كما وجدت ضابطا وبكامل قيافته وعدته العسكرية . اديت التحية ووقفت في الصف متسائلا والم اجد جوابا عند زملائي . حتى تكامل الجند وبقية الضباط . قال الامر ، السلام عليكم اخوتي وحياكم الله . قد تستغربوا هذا التجمع ولكنه لضرورة قصوى ووطنية . ان عدوكم يتحشد على حدودنا ويقترب منها ورغم اننا لم نتلق اوامر بعد او معلومات الا بهذا التقرب وعليه لابد ان نتخذ الاستعدادات اللازمة تحسبا لاي طاريء . نعم ، ان عدوكم غادر ويتحين الفرص ، فلا تعطوه فرصة وكونوا له بالمرصاد . فانطلق صوت عال ، لبيك سيدي ، لبيك يا عراق . ابتسم وقال لن نذل ما زال لدينا هؤلاء الاسود . نعم انكم اسود ، روابض على حدودكم .
مهمتكم حماية الوطن ، اهلكم وابناءكم . ثم وزعنا على مناطق اختيرت لنا واتخذت الاجراءات المطلوبة . كحفر الخنادق ومواقع الاسلحة الساندة كالهاون والقاذفات وبقية الاسلحة من رشاشات وبنادق القنص . وكلنا يقظة وترقب . ولما شعر العدو باستعدادنا ولى هاربا داخل اراضيه . ومن يومها لم يقترب قال الله سبحانه وتعالى (( واعدوا لهم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوكم واخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم )).
هذا هو جندي الوطن وليس من يحشد على ابواب البيوت كي يقتل اخاه او يمارس اعمال ارهابية ترعبه واطفاله ونساءه. بينما الحدود فارغة يدخل من هب ودب . شتان ما بين المقاتل بالامس واليوم رغم انهم ابناء هذا البلد ولكن الفرق في الاعداد والتوعية والتوجيه وزرع حب الوطن والشعب بلا تفرقة شعارنا الوطن للجميع ومسؤولية حمايته مسؤولية جماعية . بينما نرى اليوم الجيش قد تحول الى مليشيات متعدد الولاءات ، عبارة عن عصابات تابعة لاشخاص ، وكأن الجيش مرتزقة يدافعون عن الذي يدفع اكثر ويغري بالمال .
لقد اختصر الجيش على ولاءات حزبية وطائفية بعيدا عن عقيدته العسكرية والمهنية . واصبح جيشا خاويا لانه فقد روح المبادىء والقيم والوطنية والقومية والانسانية , واصبح غير قادر على حماية الحدود لانه غير مؤمن الا بالولاءات الخاصة والمهزوزة المبنية على الرغبة المادية فقط . وقد تم التخلي عن الخدمة الالزامية التي ينخرط فيها كل ابناء الشرائح الاجتماعية ليتعايشوا ويتحابوا . مهمتهم واحدة وسياقهم واحد وولاءهم للوطن والشعب تجمعهم الثكنات والخنادق والساحات المشتركة , بعيدين عن فلان وعلان يرددون الجيش سور للوطن نعم الجيش سور للوطن فهل ينتفض الجيش ليعود بزيه المو حد ومهمته الشريفة وواجبه المقدس والتزاماته العالية والعراقية ؟ ويرفض كل ما طريء عليه من اساليب تبعده عن حب الوطن والاهل ، تنتزع منه الغيرة الوطنية ليصبح مصدر رعب وارهاب بعد ان كان محبوبا حتى لدى الطفل والمرأة والشيخ وكل شرائح المجتمع .
الكل يصفق له ويحييه باحترام عال . اما الان مجرد ذكره يرعب ويخيف المواطن . اخي العسكري انت ابني واخي وابن عمي وخالي واحد افراد عشيرتي فلا تبيعني لفلان الذي ولاءه ليس لنا بل للاجنبي . نحن اولى بك وانت اولى بنا ، فكن ذاك الذي عرفناه في القادسية وام المعارك وكل منازلات الشرف . حياك الله وسدد خطاك على طريق خدمة العراق والعراقيين . وما النصر الا من عند الله .
عاش العراق حرا ابيا
عاش الجيش بغيرته الوطنية والقومية
الرحمة لكل شهداء الجيش
