استوقفني مشهد مؤلم عرضته قناة الشرقية لمأساة عائلة مواطنة عراقية اصيبت بمرض خبيث اضطرتها الظروف الى بيع كل ما تملك لغرض علاج ابنتهم بعد ان وجدوا ان لا شفاء لها داخل العراق والسبب ان مستشفياتنا تفتقر الى الاجهزة والكوادر الطبية التي غادرت العراق هربا من جحيم الموت المنظم الذي كان يلاحقهم وخسر العراق خيرة اطباءه وكوادره بفضل حكومات نصبها الاحتلال .. وقد تبنى مشكورا مالك القناة قضيتها كما تبنى حالات عديدة .. وهذا ليس من اجل الدعاية لقناة الشرقية وانما هو انتقاد للحكومة العراقية التي باعت ابناءها وجعلتهم تحت رحمة الاخرين وكان الاولى بها ان تتبنى هذه القضية وقضايا اخرى يعاني منها المواطن العراقي في بلد تبلغ ميزانيته اكثر من 120 مليار دولار ..

اذكر قبل الاحتلال الامريكي كانت وزارة الصحة العراقية تتبنى حالات معالجة المرضى اللذين لاشفاء لهم داخل العراق وكانت هذه الطلبات ترسل الى ديوان الرئاسة ويتم الموافقة على ارسال المريض الى خارج العراق مع مرافقه الخاص وعلى نفقة الدولة بالرغم من ان امكانياتها المادية في ذلك الوقت لاتساوي عشر امكانية العراق حاليا ومع ذلك وتم ارسال العديد من هذه الحالات وكان احد المقربين لي قد استفاد من هذه الحالة وتم ارساله في حينها الى دولة اجنبية وتم علاجه والحمد لله.

فلماذا لاتقوم وزارة الصحة العراقية بتبني حالات المرضى اللذين لاعلاج لهم داحل العراق وتتركهم تحت رحمة الاخرين؟
اليس من مسؤولية الحكومات مراعاة ابناءها .. وخاصة ان العراق يملك ميزانية تفوق ميزانية اربع دول مجاورة.

فلو كانت الحكومة حريصة لخدمة مواطنيها لما تركتهم بهذا الحال ولكنها حريصة على سرقة اموال هذا الشعب المظلوم الذي ابتلى بحكومة لاترحم ابناءها وهمها الوحيد هوه سرقة ماله دون رحمة ودون خوف من دين او وازع اخلاقي ..