شبكة ذي قار
عـاجـل










إن تداعيـات اضطراب المشهد السياسي الكوني اليوم من تدهور اقتصادي الى تفكك العلاقات الدولية وصولا الى الانهيار في الاسواق المالية العالمية الذي افضى الى اعلان افلاس كبرى الشركات العالمية في امريكا وعموم دولة اليونان وستجر في ذيلها اسبانيا ونية بريطانيا للخروج من الاتحاد الاوربي الذي يشكل تهديدا حقيقيا على شكل هذه المنظومة ذات العضلات الاقتصادية العملاقة في العالم ، تمخض ذلك عن الوقفة الشجاعة للشعب العراقي طيلة اربعة عقود بوجهة الهجمة الامبريالية ، الاولى من نوعها في التاريخ الانساني ضد بلد لم يطلب سوى استحقاق الامة العربية لتعيش تحت مظلة واحدة وتكتب حضارتها من جديد يتماهى وقيمتها الانسانية وتتعايش مع امم الارض بالاحترام والعطاء المتبادلين .


كان العقد الاول الذي بانت فيه معالم التنمية النهضوية للعراق منذ سنة 1968 ورسوخ التوجه القومي العروبي للدولة وبناء مؤسساتها الحديثة لتحقيق النهضة الشاملة في التنمية البشرية التي حققت نمو سكانيا مرادفا للتطوير التعليمي بكافة مرافقه ومراحله وشملت بالتكامل التنمية الصناعية والزراعية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي بامتلاك الدولة والشعب كل مصادر الخيرات الطبيعية واهمها النفط وتطويرها لصالح الاهداف الاستراتجية للنهوض بالوطن والامة.


قطف اهل العراق في العقد الثاني ثمار التنمية البشرية النهضوية في بنـاء اقتصـاد متنوع أستُخدم لاجلها خيرات باطن الارض وماعليها من نفط ومياه وجبال وسهول واقيمت الجسور ومدت الطرق السريعة بين المحافظات ودول الجوار وتسارع العمل لاكمال البنية التحتية للاقتصاد العراقي دفع للامام النهضة الصناعية بشقيها الحياتي والعسكري واصبحت الامية في خبر كــان والامراض المتوطنة في غياب عن السجل الموسمي لحياة العراقيين اما البطالة فلم يكن لها وجود بل احتاج العراق لملايين الايدي العاملة العربية والاجنبية وازدهرت الحياة والسلم الاجتماعي والاطمئنان بالمستقبل الواعد لكل طبقات وشرائح المجتمع العراقي .واصبح العراق في ميادين التعليم والتعليم العالي والصحة والجيش من الدول المتقدمة على ما يعرف بالعالم الثالث . وبدء العراق خطوات نحو الدخول الفعلي لمصاف الدول المتقدمة ومن اهم هذه الخطوات العمل مع المانيا وتركيا لاحياء خط طريق الحرير الاقتصادي الذي يربط اقتصادات دول المنطقة بالعالم مرورا بالبلقان والبندقية ومناطق تركمانستان ومن سوريا الى البحر الابيض المتوسط .


لقد توج أهل العراق هذين العقدين بنصر عربي عراقي مبين ضد بلاد كورش في القادسية الثانية وتجرع قادتهم السم لعدم تمكنهم من ضـم العراق كولاية تابعة لبلاد فارس بعد حرب عدوانية دامت ثمان سنوات وخابت احلامهـم رغـم كل الدعم الغربي استطلاعيا ومخابراتيا وقدم الكيان الصهيوني العون الكامل عسكريا لايران (إيران غيت) ، ولم يقف بعض القادة العرب مكتوفي الايدي حيث نزلت صواريخهم المهداة للفرس على رؤس أطفال العراق في مدارسهم وتهديم بيوتهم وقتل ابائهم .


ثأرا لتجرع قادة إيران السم الزعاف وهزيمتهم أمام أبناء العراق تجحفـل العالم الماسوني بحرب صليبية ضد العراق بحجة إخراج العراق من الكويت فكانت حربا كونيـة شارك فيها اكثر من ثلاثين جيشا بقيادة امريكا وتكتلات بشرية من عرب واعاجـم ومن كل مزابل البشرية ومخابراتها ومكوناتها الجرثومية من سُراق دوليين وتجار دماء . ومن هنا دخل اهل العراق عقد الصمود الذي بداء باعادة ما دمرته آلـة العدوان الهمجية وما ألـت اليه من خراب شـمل البنى التحتية لمياه الشرب وشبكات الصرف الصحي وجميع الشبكات الكهربائية بدءا بالمحطات العملاقة التي كانت تغذي جميع مدن العراق وقُراها من الشمال الى الجنوب بالكهرباء ، ولم يستثنى من هجموم البرابرة القطاع الصحي المتميز في المنطقة وتدمير اكثر من مئة مستشفى عام ومتخصص ومصانع الادوية ومذاخرها في عموم العراق ولم يسلم مصنع في ارض الرافدين من الضرر والتدمير . ولقد تضررت البنية التحتية للمواصلات في أرض الرافدين فلقد تم تدمير جميع المطارات والطرق الدولية والجسـور الرئيسية والفرعية وبذلك دمروا كل المنجزات التاريخية التي حققها الشعب العراقي بجهده المتميز وتطلعاته لمستقبل مزدهر ومتطور .

 

ومنعأ ولاجل اعاقة محاولة الشعب العراقي باعمـار ما تم تدميره شرعوا باصدار جملـة من القرارات الاممية لاطباق الحصار الكامل الاقتصادي والتقني والمعلوماتي وجميع مجالات المواد الغذائية الرئيسية للشعب العراقي وشكلت الماسونية العالمية لهذا الغرض الدنيئ لجنة سميت باسم القرار الاممي سيئ الاهداف لجنة 661 تكونت من اسوء خلق الله على الارض لتراقب المواد التي يريد استيراها العراق فمنعوا اقلام الرصاص وحددوا كميات السكر والطحين والدواء ومستلزمات المستشفيات ومختبراتها ونتيجة لعمل هذه اللجنة استُشهد اكثر من مليون وستمائة الف عراقي ويشكل الاطفال اكثر من اربعين بالمئة منهم. ومن تناقضات المواقف لهذه اللجنة والامم المتحدة انها كانت تطالب بحرية الاعلام في العراق علنا وتخنق الانفتاح العراقي على الاعلام الخارجي بقرارات لجنة 661 التي رفضت بشكل غير مبرر ولاغراض تجسُسية فقط تعاقد العراق مع شركة ايركسن السويدية لاطلاق 32 قناة فضائية والهاتف الجوال منها الجزيرة والبي بي سي البريطاني /عربي و ال سي ان ان الامريكية / عربي والمصرية وقناة عراقية واحدة واشترطت اللجنة ان تكون الشركة بريطانيـة او أمريكية لاستخدامها لاغراض التجسس وعنُفت شركة ايركسن لمحاولتها التعاقد مع العراق وتدخلت الحكومة السويدية لحماية ايركسن ورفض ذات العرض من الشركات الهندية والصينية لنفس الاهداف. واذا حاولنا سرد سوء السلوك لهذه اللجنة الخبيثة نحتاج لوقت فيه اطالة ولا نضيف ماهو معروف للمتابع السياسي لسنين الحصار . فهل كتب التاريخ إن شعبا تم حصاره ثلاث عشر سنة وبقى صامدا لم يضمحــل ،، هذا فقط شعب العراق العريق .


وبعدما تاكدت الماسونية العالمية إن ما قامت به من تدمير للعراق غير كافي ولم يحقق الاهداف المنشودة لمخططاتهم ولم ينزلق الشعب العراقي نحو هاوية السقوط الاجتماعي والادبي ولم تنتشر المخدرات ورفض المجتمع لها رفضا قاطعا محتميا بالحملة الايمانية التي انطلقت في العراق ردا على اهداف بني ماسون والتي تشمل النوايا الصهيوفارسية لتدمير وتمزيق العراق ارضا وشعبا ، أقدمت على سن قانون احتلال العراق امريكيا وهذه السابقة الخطيرة ليس لها مثيلا في التاريخ السياسي الحديث والقديم لامم الارض .


وفي يوم التاسع من نيسان/أبريل 2003 ولج العلوج ارض أدم وأبراهيـم ونوح ويونس وايـوب محتلين غادرين يملكون حقدا لا تحمله ارض الدنيا بما رحبت فعاثوا بارض الرافدين اسوء انواع الفساد بعد ان استعملوا اقذر انواع الحرب البايلوجية والكيميائية ناهيك عن عدم توازن القوى بين العراق المحاصر لاكثر من عشر سنوات مع اقوى جيوش العالم تسليحا وقدرات فنية بقيادة اعتى دول العالم عدوانا ووحشية امريكا وحلفائها الاوربيين وفرس وصهاينة ورجعيين عرب . ولم يبقى لهذا الشعب العظيم غير الاستمرار بالصمود واطلاق المقاومة المسلحة في عقد ذهبي لم يحظى به شعب في التاريخ ان يدحر اقوى وابشع احتلال وقوض موقع امريكا الانفرادي والاوحد الى مرتبة ثانوية تتوسل ان تبقى باحلامها المتعالية على سكان الارض وحملت الاف النعوش وانتحر المئات من جنودهم رعبا وانكسارا ولم تتجرء أمريكا بعد هذا بالتدخل المباشر في أي صراع مسلح وبقيت تستخدم الاذرع البعيد مثل الناتو وعصابات القتل والتدمير التي انشائها نيغروبونتي وبريمر ومشعوذي البيت الابيض. لقد هوى الخط البياني لمرحلة الامبريالية الراسمالية نحو السقوط في العراق وعلى ايدي رجالها الاشاوس رجال المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية ،، قبل ان يتـمم مسيرته الطبيعية التي يفترض ان تسمتر لقرن اخــر وفقا لتطورات العالم الاقتصادية بقيادة امريــكا المطلقة دون مقاومة تحد من أحاديتهـا في قيادة دفـة السفينة الاقتصادية والسياسية للعالم بعد إنتهـاء دور ما يعرف بالمعسكر الاشتراكي وانتصار البيت الابيض على الكرملين وهزيمة الاخير اقتصاديا وسقط مغشيا عليه بلعبة سباق التسلح التي غرق في مجاهلها .


وفي اشارة سابقة الى تخمينات وتوقعات البيت الابيض التي كانت على الورق المقدم الى الكونغرس لنيل الموافقة لاحتلال العراق ، إن تكون الاعباء الاقتصادية للستة اشهر الاولى فقط من عمر الاحتلال ليتسنى لهم إنـشاء قوى أمنية تتدبر أمر بعض المعترضين العصاة !! وبعدها يكفي 50 الف شرطي و 40 الف جندي وكفى امريكا شر القتال . فما كان من أبنـاء الرافدين إلا يزيحوا بمقاومتهم الفريدة في التاريخ أمريكا عن الطريق كوحش يخيف العالم فكان من حظ الاعداء الصدمة والرعب والهزيمــة بتضحيات أهل العراق لمدة عقــد ذهبي مقاوم . ولم يحمي أمريكا أكثر من نصف مليون جندي ومرتزق للوقوف بوجه هؤلاء الرجال ولم ترفع من معنوياتها اعلامهم الكاذب وكل ابواق قــم وأبيــب وأدواتها المجرمة من تنظيمات فارسية وشبكات تجسس ولم تنفعهم كنوزهم الترليونية وما سرقوه من خزائن ونفط العراق . فالنصـر مؤزرا كان من حق أهـل التضحيـات والشهامة أسود الرافدين .


ولم يتبقى من طريق النصر الشامل والعميق غير الاحتلال الايراني وعملائة واقزام بريمر وفرق الموت الايرانية وميليشيات قم أبيب ، فمن يهـزم امريكا وجحافلها لقادر على ازاحة بقاياها وكنس المجوس من ارض القادسية ، ويساهم قطع اذرع إيـران في سوريا ولبنان في الاسراع بدحر حكام طهران وسيتقوقعوا حول محافظاتهم الثلاثين والاحواز العربية المحتلة لا غير ليتسنى للشعوب الايراني ضرب السفهاء في طهران .


إن ســاعة النصــر قادمــــة لامحــال ، والنصـر صبــر ســاعة
 

 

 





الاثنين ٢٠ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة