يا أبناء شعبنا العراقي الأبي

أيها الرفاق في كافة منظماتنا الحربية

79 عاماً مضت على مسيرة حزبنا الشيوعي العراقي , كانت زاخرة بالمواقف الوطنية والتقدمية والتضحيات الجسام من اجل حرية شعبنا وكرامته رغم كل محاولات التشويه والانحراف التي تعرض لها , وبهذه المناسبة الخالدة لابد لنا كمناضلين شيوعيين من إعادة التأكيد على هويتنا الحقيقية وهي إننا حزب الطبقة العاملة وكل الكادحين العراقيين ولا يمكن أن نكون في صف واحد مع عملاء الرأسمالية والامبريالية , لذلك لابد لنا أن نستقبل هذه الذكرى الخالدة في قلوب الشرفاء من رفاقنا الذين لم ينخرطوا في درب الخيانة الوطنية الذي سلكته قيادة العميل حميد مجيد موسى البياتي , بروح نضالية لا تقهر نؤكد على ثوابت حزبنا التاريخية وفي مقدمتها إننا حزب مناهض للامبريالية ومن المستحيل الجمع بين الشيوعية ودعم غزوات الامبريالية , وعلى هذا الأساس ينبغي علينا مواصلة عملية تنقية وتطهير صفوف حزبنا من الخونة والمنحرفين والانتهازيين وإبقاءه سائراً بثبات على سكة النضال التحرري والاشتراكي.

إن الاحتفاء بميلاد حزبنا الشيوعي العراقي الذي تأسس في 13 آذار 1934 , كان وما يزال من بين التقاليد الراسخة لعموم منظماتنا الحزبية وهي تحتفي بهذا اليوم الخالد الذي ولدت فيه الطليعة الطبقية الثورية للعمال والفلاحين والكادحين والتي تجسدت في ظهور الحزب الشيوعي العراقي والدور الذي نهض فيه أوائل المناضلين الوطنيين وكان في مقدمتهم الرفيق الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف – فهد – الذي صاغ الأسس والمبادئ التنظيمية ورسم البرنامج السياسي استناداً إلى النظرية الماركسية – اللينينية.

وقد حدد الحزب الأهداف الرئيسية التي تلبي مصالح وطموحات العمال والفلاحين وسائر الكادحين وكان في أساس تلك السياسة هو محاربة الاستعمار والصهيونية والقوى الرجعية الحليفة لهما , فكان هذا هو الخط السياسي الواضح والصائب في منهج الحزب وبناء منظماته الحزبية والجماهيرية.

إن الانحراف في الخط السياسي المعادي للامبريالية والصهيونية والرجعية وصل إلى نقطة الارتداد الكلي عن المنهج الثوري الحقيقي الذي رسمه الحزب لمسيرته النضالية الطويلة وقدم عشرات الشهداء في سبيل ذلك والى حين انتقلت الزمرة الخائنة ( زمرة حميد مجيد البياتي ) إلى صف أعداء الشعب والوطن وأصبحت ضمن دائرة طابور قوى التآمر التي تعاونت مع الاحتلال في حربه العدوانية وانضوت تحت راية الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ووظفت جهود وسمعة الحزب لخدمة مشروع الاحتلال الاستعماري.

إن ما قامت به هذه الزمرة الفاسدة التي تسللت إلى هرم الحزب القيادي وجرت الحزب إلى صفوف أعداء الشيوعية تعد سابقة خطيرة وخطوة لم تحصل في تاريخ الحركة الشيوعية , ولهذا لابد وان تقف كافة الأحزاب الشيوعية والعمالية اليسارية وقفتها المبدئية والجريئة المطلوبة لنبذ واحتقار وفضح هذه الزمرة المخابراتية وعزلها عن الحركة الشيوعية والعمالية لأنها لوثت وشوهت سمعة الأحزاب الشيوعية بسلوكها المرتد والخياني هذا .

إن خيانة الوطن لابد أن تفضي إلى خيانة الشيوعية , وما فعلته زمرة حميد مجيد البياتي كان خيانة للوطن قبل خيانة الشيوعية , وهذه الحقيقة تؤكدها مجمل تجربتهم المريرة والمخزية طيلة السنوات العشر التي مرت على احتلال وطننا العراق وما تعرض له من هول كوارث الحرب العدوانية , نجدهم يقفون بلا حياء يلمعون صورة الاحتلال بكل بشاعات جرائمه اليومية , ويراهنون على تحقيق المستقبل الواعد لعراق ديمقراطي جديد بتمسكهم وإصرارهم على إصلاح ما يسمى بالعملية السياسية المنهارة , متجاهلين كل ما حصل من انتصارات لصالح المقاومة الوطنية العراقية بعد أن هزمت جحافل قوى التحالف الاستعماري وآخرها هروب القوات الأمريكية في نهاية عام 2011 .

إن الصراعات والتناحرات المحتدمة التي تنهش الكيانات العميلة وصلت إلى منعطفات خطيرة جداً وتشعبت باتجاهاتها وأبعادها بحيث أصبح من المستحيل تطويقها ومعالجتها ولا سيما بعد هيمنة ما يسمى بالتحالف اللاوطني على مراكز القوة وصنع القرار والسعي من وراء ذلك إلى إقصاء وتهميش الكيانات الأخرى المشاركة في العملية السياسية , واعتماد الأساليب الطائفية المنبوذة عبر مسلسل التفجيرات والحرائق والتصفيات الجسدية والاغتيالات واختلاق التهم المفبركة والكاذبة بهدف الإيقاع بكل من يخالف إرادة النهج الديكتاتوري الذي يتزعمه المجرم نوري المالكي , وقد افرز هذا الواقع الكثير من الإشكالات والتعقيدات وعمق بتداعياته الأزمة الخطيرة المتسارعة التي تعصف في العملية السياسية المنهارة , وسادت حالة التراشق بالاتهامات ونشر غسيل الفساد المالي والإداري عبر القنوات الفضائية  وصولاً إلى مقاطعة  وزراء ونواب القائمة العراقية والتحالف الكردستاني لجلسات مجلس الوزراء ومجلس النواب .

ومن بين العوامل الهامة التي زادت في اتساع الأزمة في العملية السياسية المنهارة هو حالة النهوض الثوري العارم لأبناء شعبنا العراقي المتمثل في الانتفاضة الشعبية الواسعة في غالبية المحافظات منذ أكثر من ثلاثة أشهر وهي تطالب بحقوقها المشروعة وفي مقدمتها حقها الأساسي الأول في إسقاط سلطة الاحتلال هذا الحق الذي لا بديل عنه من اجل التحرر والخلاص النهائي من كل مخلفات الاحتلال .

في هذه المناسبة التاريخية في حياة حزبنا الشيوعي العراقي , نعلن لأبناء شعبنا العراقي وللعالم اجمع موقفنا الواضح والصريح الذي لا يقبل المساومة بأي شكل من الإشكال وهو ( إننا لا نقبل ولا نعترف ونرفض أية قرارات بترسيم الحدود مع الكويت , وان ما قدمته وتقدمه سلطة الاحتلال من اعتراف بترسيم الحدود يعتبرا باطلاً ولا شرعية قانونية له , وان شعبنا العراقي بقواه الوطنية والقومية والإسلامية اجمع على موقفه الرافض لكل ما نتج عن الاحتلال وسلطته من اتفاقيات ومعاهدات تمس حقوق العراق في الاستقلال والسيادة الوطنية .

إن شعبنا العراقي وهو يخوض كفاحه البطولي بثبات وصمود ويواجه أبشع أساليب الطغيان والاستبداد والقهر والقمع والحرمان على أيدي عصابات القتل والإجرام , يواصل انتفاضته الثورية الواسعة حتى تحقيق انتصاره الكامل وسحق ما تبقى من فلول البغي والعدوان .

ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا وان نحيي الرفيق المناضل الجسور عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي حليفنا الأساس في نضالنا ضد الاحتلال وفلوله المهزومة , القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وهو يتصدر قيادة مقاومتنا الوطنية العراقية ببسالة وعزم وإقدام وإيمان ثابت على تحقيق النصر الحاسم على قوى الشر والرذيلة والقضاء التام على بقايا العملاء والخونة والمجرمين , وإعادة الأمن والاستقرار والبناء إلى ربوع وطننا الحبيب .

تحية إلى أبناء شعبنا الأحرار في ساحات الاعتصام وهم يواصلون انتفاضتهم الجبارة متحدين كل أشكال الممارسات الوحشية لأجهزة القمع والقتل والترهيب , وهي تستخدم مختلف الوسائل القذرة لقمع المتظاهرين وإنهاء الاعتصامات , فقد كررت السلطة الفاشية يوم الجمعة الموافق 29 آذار اعتداءاتها للمرة الثالثة بضرب المتظاهرين في مدينة تكريت بالأسلحة النارية , وأصابت العديد من المتظاهرين المسالمين العزل.

إننا نجدد التأكيد بدعوة كافة منظماتنا الحربية الى العمل الفعال لدعم الانتفاضة الشعبية وبكل الإمكانات المتوفرة والتنسيق والتعاون في مجال النشاطات الشعبية الجماهيرية على مختلف الأصعدة بين القوى الوطنية المعارضة للاحتلال .

إن عصابات فيلق القدس الإيراني تعيد تجارب جرائمها القذرة في ضرب المساجد والجوامع  من خلال عمليات التفجير لتلك الأماكن الدينية , وان ما حصل في كركوك وبغداد من تفجيرات طالت الجوامع يستهدف إشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء العراق وإعادة سيناريوهات عام 2005 .

المجد والخلود لشهداء مسيرة ثورتنا الوطنية التحررية بكل قواها الوطنية والقومية والإسلامية المناضلة الخيرة .

تحية إلى الجماهير الثائرة في وطننا العربي , وهي تكافح من اجل نيل حريتها وكرامتها وحقوقها المشروعة .

المجد للذكرى التاسعة والسبعين لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي .

الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية

هيئة النشر والإعلام

بغــــــــــــداد - ‏٢٩‏ آذار  ٢٠١٣