شبكة ذي قار
عـاجـل










" هذا موضوع عن الطائفية نشرته قبل أربع سنوات في جريدة البلاد البحرينية أرى من الضروري نشره مجدداً هذه الأيام لأنه يلقي الضوء غلى تماثل السياستين الاحتلاليتين البريطانية والأمريكية ".


الألوان المتعددة أفضل وأحلى وأبهى وأنضر وأحسن وأجمل وأمتع من اللون الواحد.. ولا يظهر حسن اللون وجماله إلا متى اجتمع مع الألوان الأخرى، دعك من حالة استثنائية ونادرة يمتلكها المصابون بعمى الألوان.
والمتطرفون الطائفيون من هذا الاستثناء النادر.


والطائفية سوسة متى تسربت إلى مجتمع نخرته وهدمته وأوقفت عجلة التطور فيه، ولكنها في الأحوال كلها تبقى مساحتها محدودة في أي مجتمع لكنها تسود في ظروف غير طبيعية وسرعان ما تنحسر متى واجهها التفكير الواعي العقلاني، والطائفي لا يطيق رؤية غيره في الوجود ولا يتحمل الرأي الآخر ولا يعرف معنى الحوار، وهو لا يعرف إلا الاجتثاث والإقصاء .. إنه من جماعة ( حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ).


وما نراه في المجتمع العراقي بعد الاحتلال يمكن أن نتخذ منه نموذجاً نفهم من خلاله الآلية التي تعمل من خلالها الطائفية وتسود، فالمجتمع العراقي مجتمع متماسك متفاهم لا يسأل الواحد فيه عن مذهب الآخر أو دينه أو اتجاهه الفكري أو السياسي، وقد تجد فيه أصدقاء يعيشون عشرات السنين من دون أن يسأل أحدهما الآخر من أي دين أنت أو أي مذهب!!. ولذلك تجد ازدهار الزيجات بين أبناء المذاهب المتعددة فيه، بل تجد الكثير من المسلمين تزوجوا مسيحيات، وأكثر من ذلك لا تجد في العراق قبيلة أو عشيرة تتمسك بمذهب واحد، أو، مثلاً، عندما تجتمع اي قبيلة أو عشيرة في مؤتمر تعقده ويقفون لصلاة الجماعة في موعد الصلاة تجد الجميع يصلون كل بصلاته ولا يهمهم إن كان الإمام من هذا المذهب أو ذاك، مع عدم انكارنا وجود عقليات طائفية متطرفة متعصبة، ولكنها محدودة التأثير أو لا تأثير لها في وسط متماسك مثل هذا.


عندما حدث الاحتلال فوجئ العالم كله بمن يريد أن يثبت له أن المجتمع العراقي مجتمع طائفي يقتل السني فيه الشيعي، والشيعي السني، والعربي الكردي، والكردي العربي والمسلم المسيحي، والمسيحي المسلم.. فكيف حدث هذا بين ليلة وضحاها ؟.. ثم ضحك العالم ملء شدقيه عندما أصدرت الحكومة بيانات قالت فيها إنها قضت على الطائفية !!!


أببيان حكومي يقضى على الطائفية ؟!!
والواقع أن المجتمع العراقي ظل يحترم ثوابته الوطنية ويمقت الطائفية لكن الذي حدث أن المحتل ساند الفئة المحدودة جداً في المجتمع بالمال والإعلام وجاء لها بأحزاب طائفية من خارج العراق، سنية وشيعية، تنفذ أجندته وحاول وما يزال إشاعة ثقافة جديدة تقوم على التنابذ والانفصال في مجتمع عاش متماسكاً لآلاف السنين.


وأفرحني خبر نشر في أيام عيد الفطر المبارك الماضي يثبت أن الهجوم المضاد على العقلية الطائفية المتطرفة وعلى محاولات الاحتلال في نشر الثقافة الطائفية بدأ من طرف قوى المجتمع التي تمقت في مجملها هذه العقلية.
يقول الخبر : ( فؤجئ أهالي الفلوجة ضحى يوم الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك، بحسب الوقف السني، بزيارة تاريخية كسرت الحواجز التي صنعتها سنوات المحاصصة والعنف الطائفي، عندما وجد الفلوجيون وفداً يمثل رؤساء عشائر الجنوب وعدداً من المحافظات العراقية يشاركهم الفرحة بعيد الفطر المبارك، ويتجول في المدينة، ويشاركهم بأداء صلاة الظهر موحدة في أحد مساجد الفلوجة ).


والأكثر من ذلك، بدأ أناس من داخل العملية السياسية التي فرضها المحتل، من الذين كان خطابهم طائفياً محضاً يعترفون بلا جدوى المضي في تنفيذ الأجندة الطائفية الاحتلالية، فهذا هو الأمين العام للتيار الوطني المستقل النائب في مجلس النواب الحالي نديم الجابري يعلن : ( إن هناك بعض الأحزاب التي تبنت المنهج الطائفي تحاول أن تعيد صياغته بمنهج وثوب جديدين بعد فشله، وأن هناك خطأ استراتيجيا ارتكبته معظم الكتل السياسية من خلال تبنيها المنهج الطائفي في الانتخابات النيابية السابقة ).


وهذا هو النائب المسيحي ( يونادم كنه ) يتهم دولاً خارجية لم يسمها بالسعي إلى إفراغ العراق والمنطقة من المسيحيين، موضحاً أن هجرة المسيحيين إلى خارج البلد ما تزال متواصلة.


وهذا يذكرنا بإفشال العراقيين الأجندة الطائفية التي حاول زرعها الاحتلال البريطاني للعراق في عشرينات القرن الماضي ومع اندلاع ثورة العشرين الكبرى، إذ روى لي العلامة الراحل الدكتور علي الوردي مرة أن مواكب عزاء حسينية نظمها أبناء الأعظمية لمشاركة أبناء الكاظمية عزاءهم بذكرى استشهاد الإمام الحسين في العاشر من المحرم وكانت مواكب الاعظميين تردد : ( أرد أناشدكم يشيعة صدك زينب أسروها ) فتجيبهم مواكب الكاظميين : ( إي وحك جدها وأبوها حتى الخيام احرقوها )، وكانت وفود الكاظميين ومواكبهم تشارك الأعظميين احتفالاتهم ومواليدهم.


والواقع أن مفكرين تنويريين من طراز العلامة الوردي يظلمهم الطائفيون المتطرفون، فهذا هو الأستاذ الدكتور حازم طالب مشتاق يقول عن الوردي : ( وكان جريئا شجاعا في رفضه للطائفية على اختلاف وتعدد صورها واشكالها السياسية والاجتماعية. اعتبر الطائفية نوعاً من أنواع البدع والضلالات. ونظر إليها بوصفها عرضاً من أعراض التخلف والانحطاط. والمفارقة هي أنه كان شيعياً بالاسم، لكنه لم يكن طائفياً على الإطلاق، وإن لم يتنكر للطائفة الشيعية ).


الخاتون تروج للطائفية في العراق

نعم، لا طائفية في العراق.. والصراع في جوهره سياسي وتنازع على سلطة، ومال، وجاه، ومنصب.. تجاوز به السياسيون والمليشياويون و(الاسلاماويون) سقف المحرمات، التي تمس وحدة المجتمع العراقي ومصالحه العليا، وانتقلوا من التنافس السياسي إلى العزل الطائفي، وهو انتقال غير مسوغ بالصراع من أبعاده المشروعة إلى ما يصب في تفكيك وحدة المجتمع العراقي وتآلفه، ومهما تخفى السياسيون وراء عناوين ظرفية وعابرة، فإنهم لا يتجاوزون أهمية الأداة الصغيرة في العمليات الكبرى، وأعني بها عملية تقسيم الوطن وشرذمة سيادته المعنوية والترابية.. فالعراق الآن عبارة عن مستودع سلاح محرم، أو جموع مستلبة تحت وطأة سلطة غير مكترثة، أو شعب يلهث خلف لقمة العيش، أو بلد قابل للانشطار والتراكم في أية لحظة.


 ووعدت أن أعرض لمذكرات جيرترود بيل، وهي المس بيل، التي لم أطلع عليها، من قبل، وإنما اطلعت على مراسلاتها مع أبيها في انكلترا من العراق، والتي نشرت تحت عنوان ( صانعة الملوك ) في ستينات القرن الماضي، ولكني قبل أيام اطلعت على مذكراتها التي يبدو أنها قد أفرج عنها مؤخراً بوصفها من الوثائق المهمة التي تتعلق بالاحتلال البريطاني للعراق في مطلع القرن الماضي، والعراقيون يطلقون على المسز بيل اسم "الخاتون".


 والخاتون كلمة تركية تعني السيدة، ولكن أحد كبار الموسوعيين العراقيين يرى أنها كلمة عربية أصلها ( القاطون )، والقاطون هي السيدة لأنها تقطن مع الرجل في البيت.


عملت المسز بيل أول ما عملت موظفة إدارية في شركة الهند الشرقية التابعة لوزارة المستعمرات البريطانية التي تعادل دائرة الاستخبارات الخارجية، وكانت تبدي اهتمامها كباحثة آثارية ومهتمة بالعشائر والعادات العربية والعراقية، وأسست تبعاً لاهتمامها هذا المتحف العراقي، ثم صارت المستشارة الأولى للحاكم البريطاني وسكرتيرة المندوب السامي البريطاني في العراق السير برسي كوكس أثناء الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1917، وبقيت في العراق حتى وفاتها فيه عام 1926، ودفنت في العراق.


كانت للمسز بيل علاقات واسعة مع رجالات العراق وكانت تزورهم في بيوتهم وبساتينهم، ولكن أشهر أصدقائها كان الحاج ناجي الكرادي الذي يملك بساتين في منطقة الكرادة، وكانت تستأنس بآرائه عن المجتمع العراقي وعاش 128 سنة، ويبدو أن العراقيين أطلقوا اسم الحاج ناجي على الاستعمار البريطاني ككل نسبة إليه.


في مذكرات المسز بيل اشارات طائفية كثيرة، حاول البريطانيون تسريبها إلى المجتمع العراقي وترسيخها للاستفادة منها في إدارة بلاد ما بين النهرين، لكنهم لم ينجحوا إلا قليلا بسبب تماسك العراقيين ووعي طبقتهم المثقفة آنذاك.


ولعلنا نستفيد من هذه المذكرات أن الاحتلال الأمريكي للعراق سار مع النهج الاستعماري البريطاني الذي اتبع آنذاك حذو النعل للنعل في مجال الترويج للطائفية وإدارة البلاد.


في هذه المذكرات حشد من المغالطات والأكاذيب، نقرأ منها في الصفحة 69 قول المسز بيل: ( إن سادة الفرات الملاّكين هم مصدر قوة لنا، فكلهم تقريباً ضد الأتراك لكونهم شيعة لا يكنّون أيّ حبًّ لكل حكومة سنية )، في حين أن السيد محمد سعيد الحبوبي قائد الجهاد ضد الاحتلال البريطاني ألف جيش المجاهدين سنة 1914 من أبناء هذه العشائر وسار بهم إلى الشعيبة في البصرة لمقاتلة الجيش البريطاني نصرة للدولة العثمانية المسلمة، كما كانوا يعتقدون.. ولكن هؤلاء سيتحولون في نظرها في مكان آخر من المذكرات إلى ( مشكلة مزعجة )، ففي الصفحة 188 تقول : ( قد تكون مشكلة الشيعة أخطر المشاكل وأشدها إزعاجا في البلاد.. انك لا تستطيع مطلقاً أن تشكل ولايات ثلاثاً مستقلة تمام الاستقلال في حكمها الذاتي، ولذلك يجب أن يُحتفظ بالموصل السنية في ضمن الدولة العراقية من أجل تنظيم التوازن ... على أن السلطة النهائية يجب أن تكون في أيدي السنة ). وهي هنا تقر بوجود مخطط لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ولكن الواقع العراقي منعهم من تحقيق ذلك، وها هم قد عادوا إلى المخطط نفسه بعد أن أعطوه اسما جديداً هو الفيدرالية.


وهي تحاول في أكثر من مكان أن توصم شيعة العراق بأنهم من الفرس لإحداث شرخ بينهم وبين إخوانهم السنة، ففي الصفحة 121 تقول : ( لأن الموظفين العرب كما تلاحظونهم ـ ويجب أن يكونوا كذلك دوماً ـ من البغداديين السنة بسبب عدم وجود طبقة مثقفة أخرى في البلاد، والعشائر ـ ومعظمها من الشيعة على ما تذكرون ـ تكرههم)، ثم تقول في الصفحة 148: ( وأنا متأكدة من أن تسعين بالمئة من أهل السنة ينفرون من الاحتكاك بالشيعة والعكس بالعكس )، ولا أدري من أين جاءت بهذا التأكيد؟!!!.


ثم تضيف في الصفحة 214: ( لهذا يحسن بالنقيب “تقصد السيد عبد الرحمن النقيب أول رئيس وزراء عراقي في حكومة الاحتلال” أن يضم احد رجال كربلاء والنجف البارزين إلى عضوية مجلس الوزراء، لكن إحدى الصعوبات هي أن جميع رجال الشيعة البارزين في المدن أو كلهم تقريباً هم من رعايا إيران!!)


وتقول: ( فالشيعة يشتكون من أنهم غير مُمَثَلين تمثيلاً كافياً في المجلس وهم بهذا يتغاضون بالكلية عن أن قادتهم كلهم تقريباً “رعايا إيرانيون”، وعليهم ان يغيّروا جنسيتهم قبل أن يتبوأوا المناصب في الدولة العراقية، إنهم أصعب العناصر انقياداً في البلاد، وهم كلهم متذمرون مستاؤون تقريباً ، ولا يبالون بالمصلحة العامة بالمرّة ) ص219


وسنرى كيف أن رجالات الشيعة الذين وصمتهم بأنهم فرس إنما هم عرب أقحاح ذنبهم الوحيد أنهم ناهضوا الاحتلال البريطاني، كما يفعل الاحتلال الأمريكي الآن عندما يلصق شتى التهم بالسنة في العراق.. ولكن العراق دائماً ينفض عن نفسه هذه التسميات ويعود عراقاً، مثل طائر العنقاء.


باي باي أمريكا
وتوغل المسز بيل في الاستهانة بشيعة العراق الذين لم تختلف مطالبهم عن مطالب جميع العراقيين، وتستمر بوصمهم بأنهم فرس، فهي تقول: ( ولأنه ـ تقصد البرلمان ـ أيضا كان يضم أعضاء من الشيعة أقل بكثير من الوزراء السنة، والشيعة كما بينت في مناسبات عديدة من قبل، يكونون مشكلة من أعظم المشاكل.. إن رجالهم المتقدمين في المجتمع من العلماء وأسرهم كلهم من رعايا إيران.. عندما يأتي إليّ بعض الناس شاكين من أن فلاناً أو فلاناً لم يدخل اسمه في قائمة الوزراء، وأنا أسألهم قائلة: أفندم، هل يمكنني أن اسأل عما إذا كان الموما إليه من رعايا الدولة العراقية أم لا؟ فيكون الجواب: أفندم، كلا انه من رعايا إيران !!!) ص223.


ثم تأمل من شيعة العراق أن يكونوا عرباً ليسهموا في تمشية أمور الدولة!!!.. أرأيتم أشد من هذه الصفاقة في بث الفرقة بين أبناء المجتمع المتماسك الواحد: (هذا هو موقف الشيعة.. اني آمل في الأخير أن يصبح قسم منهم عرباً بالتمام ليسهموا في تمشية شؤون الدولة) ص214 ـ 215..


وعندما تحدثت بيل في الصفحة 441 عن السيد محمد الصدر والشيخ مهدي الخالصي الكبير وهما من كبار قادة ثورة العشرين ذكرت : ( إنهما من رعايا إيران )، في حين أنهما عربيان عراقيان الأول يعود نسبه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وتعود تسميتهم نسبة إلى جدهم الأقدم السيّد صدر الدين الذي كانت رحلته مع أهله من لبنان إلى العراق سنة 1197هـ. أما الشيخ مهدي الخالصي الكبير فهو من قبيلة بني أسد العربية المعروفة.


ثم تصف السيد الصدر الذي تولى مناصب عدة في العهد الملكي منها رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس الأعيان بقولها : ( إن معكر صفو السلم هو السيد محمد الصدر، وهو عالم طويل القامة، اسود اللحية، ذو تقاسيم شريرة، قفز إلى الظهور البغيض بصفته رئيس المحركين خلال الإضطرابات وأخذ يدور في أنحاء البلاد ويسري شرّه فيها كما يسري لهيب الحرب، فقد صادف أن أُقيمت حفلة استقبال في المدرسة الإيرانية، حيث ذهبت كالمعتاد وكان من الضروري أن أذهب إلى هناك لأن السيد محمد الصدر هو المنظم للحفلة ....) ص333.


وتجانب المسز بيل الواقع بوقاحة حين تقول في الصفحة 259 من مذكراتها : ( فهناك عدد كبير من الشيعة البارزين في الفرات يفضلون الإدارة البريطانية “التي لا يمكنهم إبقاءها” على إدارة عربية سنية أو تركية سنية، لكن الظروف إذا حكمت لا يجرؤ المسلم مطلقاً على رفع صوته ضد المسلم حتى إذا كان مسلماً من نوع يكرهه )، بل أن المسز بيل نفسها لا تجرؤ أن تذكر أن الفرات الأوسط هو الذي أشعل شرارة ثورة العشرين ضد الوجود البريطاني ثم عمت الثورة العراق كله وشارك فيها العراقيون كلهم ولم يشذ عن خط الثورة في هذه المناطق عراقي واحد.


وفي الصفحة 258 تطلق الأكذوبة التي نسمعها الآن من المحتل الأمريكي، ولكن بنحو مقلوب تماماً، بقولها : ( سمعت شائعات مفادها أن سنة بغداد ينظرون الآن فيما كان من الأوفق لهم أن ينصب أحد الأمراء الأتراك ملكاً على العراق، لأنهم خائفون من أن يطغى عليهم مدّ الشيعة )..


ومثلما جرى في عشرينات القرن الماضي عندما كتب المحتل دستور البلاد وفرضه على أبناء الشعب المحتل، فعل الاحتلال الأمريكي الشيء نفسه، وهذه المسز بيل تقول: ( نحن الآن في معمعان وهياج عنيف ونشعر بقلق... إننا نعتقد بان ذلك يعزى لدرجة كبيرة إلى الخطأ الذي اقترفه المقر العام للقيادة العسكرية في البلاد، فقد انتهي من وضع الدستور ولم يبق إلا أن يترجم إلى العربية ) ص135


واقرأوا هذه الأكذوبة الأخرى التي يروج لها المحتل الأمريكي الآن، تجيء على لسان المسز بيل في القرن الماضي: ( إن من إمارات تبلور الرأي العام في بعض الأحيان ظهور جمل وشعارات خاصة تعبر عنه، والشعار الجديد هو: إنكم إذا ما رحلتم عن البلاد فالناس سيأكل بعضهم بعضاً ـ ناس تأكل ناس، وهذا بلا شك الصدق بعينه ) ص271


وتتحدث المسز بيل عن الأكراد بقولها : ( وليس الأكراد ضد البريطانيين، إنما يريدون دولة كردية مستقلة تخضع لحمايتنا ) ص335


وتقول عنهم أيضاً: ( والملحوظ أن الحركة الكردية هناك تقطع أشواطا في مسيرها، مع أني اعتقد بأنها لغو وهراء وأن فكرة وجود كردستان مستقلة فكرة خيالية تماما ) ص562


لقد أنفق الاحتلال البريطاني على بث الفرقة والطائفية والتنازع بين العراقيين الكثير من الأموال وما أفلح في فصم عرى العلاقات المتينة بينهم، وتنفق أمريكا ومن والاها اليوم أموالاً طائلة للغرض نفسه، إلا أن مخططها يعيش نهاياته في هذه الأيام بعد أن تغلب منطق المجتمع المتماسك على أشرس مؤامرة أريد بها تمزيق المجتمع العراقي وتفكيكه.

 
وقريباً سيقول العراقيون بالقوة أو سواها لأمريكا : باي باي .. يا ذات الوجه القبيح.

 

 





الثلاثاء ٣٠ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة