شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أريد من هذا العنوان أن يكون مدخلا إلى ما يحدث في البلدين، من دمار وقتل وتهجير واعتقالات بالجملة وتفجيرات دموية يذهب ضحيتها العشرات من أبناء الشعب ،بقدر ما أريد أن أثبت حقيقة للرأي العام هي أن ما يتعرض له الشعب العراقي والسوري وراءه أجندة واحدة بعدة رؤوس ،وإحدى ابرز هذه الرؤوس هي أجندة إيران ،ونفوذها الطاغي في البلدين العسكري والسياسي والديني ،وهذا أصبح علنيا للجميع وعلى السنة قادة طهران والسبب واضح أيضا هو تصدير الأزمات الداخلية الإيرانية إلى الخارج ( البرنامج النووي والصراع على السلطة وقضية العقوبات الدولية التي قصمت ظهر إيران اقتصاديا )، وهناك المشروع الأمريكي في المنطقة وضرورة استكماله عبر سقوط نظام الأسد لضمان امن إسرائيل والنفط العربي وتقسيم المنطقة قوميا وطائفيا وعرقيا واثنيا بمشروع برنارد لويس سيء الصيت ،لذلك نرى أن المخطط الأمريكي - الإيراني في المنطقة يسيران في خط واحد وتخادم سياسي مفضوح والدليل السكوت الأمريكي المخزي على التدخلات الإيرانية في العراق وسوريا ( جرائم الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا ومعها فيلق القدس والحرس الثوري وحزب الله اللبناني والنفوذ القوي لإيران فيهما ) ،

 

إذن ما يحدث في العراق من فوضى سياسية وصراعات على النفوذ والتفرد في السلطة وانهيار في الحكومة والوضع الأمني وانتفاضة العراقيين في المحافظات والتي قاربت الثلاثة أشهر ،ما هي إلا سيناريو إيراني لإشعال فتيل الحرب الطائفية في العراق، وانعكاسا لما حققته ثورة الشعب السوري من انتصارات تقرب نهاية نظام بشار الأسد وما تصريحات قادة إيران الأخيرة إلا دليل على تخبط هؤلاء واستشعارهم بنهاية نفوذهم في المنطقة ( تصريحات ولاياتي وصالحي ولاريجاني حول سوريا وقولهم أن سوريا هي المحافظة 35 لا يران وسوريا خط احمر وسقوط بشار الأسد هو سقوط طهران )و(إذا أرادت حكومة المالكي تدخل إيران فسنرسل خمسين ألف من الحرس الثوري أو طلبهم من المالكي ضرورة قمع التظاهرات العراقية بالقوة ، وآخر التصريحات هي أن هذه التظاهرات خطيرة على المنطقة وعلى إيران )،في حين يبشر ويهدد رئيس الوزراء نوري المالكي ( بان الحرب الطائفية على الأبواب ) ،فماذا يعني كل هذه التصريحات والأقوال والأفعال، تجاه من يريد الحرية والحقوق المشروعة في العيش الكريم ،والعمل على الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة ،أليس هذا هو شعار التظاهرات السلمية في العراق اليوم ،

 

ثم نأتي إلى صراعات حكومة المالكي، ونقول أبقيت حكومة أم بقيت سلطة بيد شخص واحد وحزب واحد ؟، بعد انسحاب العراقية والتحالف الكردستاني من العملية السياسية ، وتفرج المجلس الإسلامي الأعلى والتيار الصدري على ما يحدث في تشظي وتشرذم الحكومة وسط صمت مريب غير مبرر ، ناهيك عن الاستقالات في الوزراء والنواب والفساد الإداري والمالي الذي لم يستطع احد تقدير حجمه الفلكي في تاريخ العراق وسوء خدمات قل نظيرها في العالم ( بغداد أسوء مدينة في العالم ... تصوروا ) ، مع انفلات امني غير مسبوق على الإطلاق يرافقه غلق شوارع وأحياء العراق كلها وتواجد أكثر من مليون وربع جندي وشرطي في شوارع العراق دون السيطرة على جرائم بالإرهابين والميليشيات الطائفية التي تعيث قتلا وتهجيرا أمام أنظار القوات الحكومية مع استعراضات عسكرية بحضور نواب في البرلمان ،أهذه نسميها حكومة بالله عليكم ؟، تصوروا صدور أمر اعتقال قائد ميليشيات هدد العراقيين بالقتل والتهجير لا تستطيع الحكومة إلقاء القبض عليه وهو يستعرض قواته في ملعب رياضي وسط بغداد ، فكيف يستتب الأمن والميليشيات تملا شوارع العراق وتعيث فسادا بأرواح العراقيين ، في حين تصدر أوامر إلقاء القبض على رموز وقادة التظاهرات السلمية وتقتل المتظاهرين العزل ، وما يجري في سوريا على عصابات وشبيحة بشار الأسد ، هو نفسه ما يحدث في العراق تماما ، من خراب ودمار وقتل وتهجير وذبح على الهوية وقطع الطرق وتفجيرات وتهديم مدن بأكملها على رؤوس ساكنيها بالطائرات والصواريخ المدمرة والمحرمة بقتل السكان ،وتهجير الملايين من أبناء البلدين ، هذا هو السيناريو الأمريكي - الإيراني في المنطقة ، والعراق وسوريا ضحية هذا السيناريو المدمر .... والعراق وسوريا حالة واحدة في الخراب .

 

 

 

 





الاثنين ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة