شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال العجالة التي تناولتها في الحلقة الأولى  أن حزب البعث العربي الاشتراكي غني عن التعريف في مسيرته النضالية الجهادية من اجل الأمة ومصالح جماهيرها وتصديا" لكل المشاريع والأجندة التي اعتمدتها قوى الاحتلال والهادفين التمدد على حســـــــــاب الأرض العربية والمصالح القومية وعلى كافة ألا صعده والمستويات , وقد اجزم في القول انه الحزب العربي القومي الذي يحق له أن يطلق عليه هكذا وصف لأنه أول من بدا العمل العربي الثوري بصيغته النضالية الجهادية الحقيقية بعيدا عن أهواء واتجاهات الانفلات أو الحدود ألضيقه لفهم الوطن والأمة (( نحن أمام حقيقة راهنة هي الانقطاع بل التناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب. كانت الشخصية العربية كلاً موحداً، لا فرق بين روحها وفكرها، بين عملها وقولهاأخلاقها الخاصة وأخلاقها العامة، وكانت الحياة العربية تامة ريانة مترعة يتضافر  فيها الفكر والروح والعمل وكل الغرائز القوية. أما نحن فلا نعرف غير الشخصية المنقسمة المجزأة، ولا نعرف الا حياة فقيرة جزئية، اذا أهلها العقل فان الروح تجفوها، وان داخلتها العاطفة فالفكر ينبو عنها : انها فكرية جديبة، أو عملية هوجاء، فهي ابداً محرومة من بعض القوى  الجوهرية، وقد آن لنا ان نزيل هذا التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها، وللحياة العربية تمامها. يجب ان تتحد الصلاة مع العقل النير مع الساعد المفتول، لتؤدي كلها الى العمل العفوي الطلق الغني القوي المحكم الصائب )) ، والتعامل مع جماهير الأمة العربية كهدف وغاية ووسيلة لتحقيق طموحاتها المشروعة انطلاقا" من معادلة أساسية  تربط فيما بين الإنسان والزمن والحاجة وهنا الجدلية التي عجزت التيارات الأممية التي سبقت البعث من فهمها ووعيها والعمل بها . ولم ينسى البعث قيمة الانسانيه ورفد الانسانيه بالمساندة والدعم والوقوف ضد المشاريع الاستعمارية التي سلبت الإنسان كرامته قبل ثروته وعملت الامبريالية والصهيونية على تخلف الإنسان وعدم إدراكه مستلزمات حياته اليومية  كي يكون أداة تتحرك بإرادتهم  ورغباتهم  ، ولما كان البعث الخالد كذلك في فكره ومنهاجه وقد اتضح ذلك بشكل جلي من خلال تجربته النضالية بقيادة عملية التغيير الجذري في العراق بانبثاق ثورة 17 - 30 تموز1968 ووقوفه ضد كل مواطن الخيانة والعمالة والاحتكار من خلال كشف ومحاكمة شبكات التجسس الصهيونية الإيرانية ، وتأميم شركات النفط الاحتكارية وإعادة الثروة الوطنية القومية لأبناء العراق ،

 

وتصديه للأطماع التي استهدفت العراق وآلامه من خلال الاشتراك بفاعلية بحرب تشرين بالرغم من سماع القيادة  بها من خلال الإعلام وعمل القيادة إلى تحويلها من حرب تحريك إلى حرب تحرير لكامل التراب العربي المحتل والمغتصب ، وكان ولا يزال قوة نضالية ضد كل هذه  الإطماع وأشكالها وقد تجسد بإعلانه عن تشكيل القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني ما بعد الغزو والاحتلال  ومقاتلته الغزاة والمحتلين  , وان هاجس المقاومة لديه واحد وكل لا يتجزأ ، ولما تقدم فان هذا الوليد والجماهير التي وجدت فيه ضالتها  أصبحوا خطرا" على مخططات القوى المعادية للأمة العربية  ولابد من إيقاف نموه واتساع قاعدته بالمباشر أو من خلال الأدوات التي يمتلكونها  ومن هذه الأدوات تنمية الفكر الطائفي والشعوبي ( لنا حلقات في هذا الجانب لاحقا" ) وتمكينه من ذلك من خلال الدعم المادي والمعنوي وإيجاد جملة من المساحات التي تحقق ذلك  ، فكان نظام الشاهنشاه البهلوي العصا الغليظة للامبريالية والصهيونية  وبعد نفاذه استبدل بنظام الملا لي الذي رفع شعار تصدير الثورة واختيار العراق  ليكون واجهتهم بالرغم من كونه موطن الإيمان والمؤمنين ومرقد الأئمة الأطهار عليهم السلام  والأرض التي انطلق منها جند الحق ليحرروا إيران من الجبروت الكسروي وينشرون الإسلام فيهم ليهتدوا إلى السلام والتعايش مع الأمم والشعوب بعيدا عن العدوان  والغل في معركتي القادسية الأولى  ونهاوند (  فتح الفتوح  ) ، واستهداف البعث والعراق بشكل مباشر من قبل أمريكا والكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وإيران الحقد والكراهية سابقا" وحاضرا" والعملاء الذين ارتهنوا لأسيادهم لقاء المال السحت الحرام الذي ينهبونه من أفواه العراقيين بستار المقاولات والمشاريع ، وان هذا العداء لا يحتاج إلى الكثير من العناء في التحليل والتفسير لان واقع العداء وأسبابه وأهدافه واضحة كوضوح الشمس ، ولا يستغرب من الدور الإعلامي الموجه إن كان العربي والإيراني والأمريكي وتحامله على البعث وثورته وقادته لأنها جزء من الحرب التي تقودها أمريكا والصفوية الجديدة الحليف الوثوق لها , وأقول لهؤلاء البعث بعث الجهاد والمقاومة وبعث الروح والقيم وليس بعث الطائفية والشوفينيه والعنصرية والعمالة كما تنعقون ، 

 

وان التحدي لما تقولون قوي بقوة الإيمان بالأمة وقدرها ونباحكم لا يغني من فاقة ويشبع من جوع  بل يستمر كونكم غير امنين على مكان جلوسكم  لأنكم  محميين من أسيادكم وعندما ينهض الشعب نهضته المحسوبة والمدروسة سنرى أين  موضع المداس وكيف تبحثون عن الجحر التي تؤويكم من حساب الشعب الذي  تماديتم بالتنكيل والاجتثاث والتهميش والقتل والترهيب  وان الألسن الأعجمية التي تتحدثون بها سوف تحرقها كلمات الحق اليقين التي تتضمنها هتافات الشعب المنتفض الثائر , والبعث ليس شيعيا ولا سنيا ومن يريد للعراق الخير عليه أن يرفض منطق التقسيم الطائفي والعرقي ولاثني لبلد كان ينعم بالإخوة والمساواة بين كل أبناء شعبه ، وذكر عسى أن تنفع الذكرى على الذين يتحدثون من على شاشات الفضائيات متهجمين على البعث الخالد وناعتيه بالفاض أن يوفروا جهدهم ويصبوا البندقية لأعداء العراق والأمة العربية وفي مقدمتهم أمريكا وحلفائها وأقزامها الذين جاءت بهم  ليكونوا أدواتها لتخريب العراق وتمزيق وحدته الاجتماعية وبث سموم الفتنة الطائفية  المذهبية التي لم يسلم منها حتى المذهب الواحد , ويشيعوا الفساد والإفساد ويتفننوا بسرقة المال العام ويتفاخرون برفع الصوت النشاز ، فأقول أليس هؤلاء هم أول قائمة البراءة إذا كنتم  أحرارا" كما تتظاهرون حقا وأبناء جهاد ومقاومه . وأتقدم لكم بالنصيحة والإرشاد أن تبقوا بقمقمك أو الاتجاه مع المقاومة مثل ما كنتم عند بدء خط الشروع قبل أن تصبحوا مسيرين من إيران البغض والكراهية والحقد الدفين ، وان تحافظوا على بعض الأوراق للمستقبل لان الذي يقود العراق ويستحق هذه القيادة هم أبناء العراق الشرفاء وفي مقدمتهم أبناء البعث الخالد والوطنيين من حملة البندقية والقلم , وبالمناسبة إذا كان ولازال للبندقية المقاومة صوتها وفعلها فان للقلم صوت لا يستهان به في معركة ساحتها العالم كله .

 

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 

 





الخميس ١٠ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة