شبكة ذي قار
عـاجـل










مع تصاعد وإنتشار التظاهرات والإعتصامات السلمية والحضارية في عدة محافظات عراقية، وما يقابلها من تهديد ووعيد بالقمع التي يطلقها رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي. فقد أنبرى جيش رجال الطريقة النقشبندية على يد الناطق العسكري بقراءة الإعلان يوم أمس الأربعاء المصادف 2-1-2013 والذي أستوفى فيه شروط الرد الشرعي والوطني والأخلاقي والإنساني تجاه حماية المتظاهرين والمعتصمين. وقبل أن نستنتج أبعاد هذا الأعلان الخطير في هذه المرحلة العصيبة والحساسة التي يمر بها العراق والمنطقة، لنسرد أهم المحاور :


أولاً : يؤكد النقشبنديون على "إن هذه الإنتفاضة صفحة مشرقة في تاريخ جهاد الشعب العراقي ضد المحتل وأذنابه وبقاياه، وهي تضاف إلى صفحاته البيضاء، وفي مقدمتها صفحة الجهاد المسلح التي أنطلقت وخاضها مجاهدونا ... وأن هذه الإنتفاضة والتظاهرات باب من أبواب الجهاد الذي فرضه الله على المسلمين".


ثانياً : "إن سبب كل ما جرى ويجري هو الدستور المزيف الذي كتبته اليد الصهيونية ووقع عليه عملاء الإحتلال من عنصريين طائفيين".


ثالثاً : إقرار وإعتراف الجيش النقشبندي: "بأننا لم نستهدف أي عراقي أبداً طيلة سنوات الجهاد والتحرير الماضية، ولكن بعد أن طفح الكيل بجرائم الطائفيين والعملاء والمأجورين وكشر ما يسمى برئيس حكومة الاحتلال الرابعة عن أنيابه الطائفية القذرة وهدد بكل وقاحة أبناء شعب العراق الذين خرجوا بمظاهرات سلمية لرد الظلم والمطالبة بحقوق مشروعة، بأنه سيستخدم القوة لسحق وفض هذه التظاهرات، لذلك يرى جيشكم الإيماني جيش رجال الطريقة النقشبندية أن من واجبه الشرعي والأخلاقي الدفاع عنكم يا أبناء شعب العراق الأصلاء".


رابعاً : إصرار قيادة الجيش النقشبندي بقولهم: "ولن نكون البادئين بأي عمل قتالي حفاظاً على وحدة شعبنا وبلدنا، وسنكون بالمرصاد وعلى إستعداد تام لقطع أي يد آثمة تمتد بالعدوان والأذى على أي عراقي".


خامساً : توجيه دعوة صريحة ومخلصة لكافة "شيوخ العشائر والوجهاء أن يقفوا مع أبنائهم من المتظاهرين والمعتصمين"، وكذلك إلى جميع "منتسبي الأجهزة الحكومية في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية" بالمبادرة في الوقوف إلى جانب المتظاهرين، وفتح أبواب السجون، وإزالة الحواجز والسيطرات، والكف عن المداهمات وملاحقة المجاهدين. وأن كل "من يقف منهم متفرجاً أو على الحياد فقد جعل نفسه حامياً للحكومة العميلة وضد المتظاهرين".


ولم يفت على قيادة الجيش النقشبندي أن يدعوا جميع "السياسيين ممن تورطوا بالمشاركة في هذه العملية السياسية أن ينسحبوا منها فوراُ". علاوة على مناشدتها الدول العربية والدول الصديقة "أن يعيدوا النظر في علاقتهم مع حكومة الاحتلال العميلة قبل فوات الأوآن".


نخلص من هذا البيان إلى أن جيش رجال الطريقة النقشبندية كأحد أهم وأخطر فصائل المقاومة العراقية، بأن حمايته للمتظاهرين والمعتصمين المسالمين لا تعني الإبقاء على هذا الجانب فقط. حيث أن قيادة الجيش النقشبندي وبقية قادة فصائل المقاومة الأبطال وقيادات القوى المدنية المناهضة للإحتلال تعلم يقيناً بأن إنتفاضة الشعب العراقي هي ثورة ضد الظلم والطغيان، كما وأنها لا تنفصل عن محيطاها العربي. خصوصاً ما يجري في سوريا وتعرض المشروع الصفوي الإيراني إلى ضربة شبه قاضية لمشروعه الطائفي في المنطقة. لذا فأن نوري المالكي وبدعم إيراني لإستنساخ عملية قمع الإيرانيين في 2009، سيعمل بكل وحشية معتادة على مجابهة المسالمين من المتظاهرين والمعتصمين. وأن هكذا إشتباك شوارعي قادم بين قوات المالكي وفصائل المقاومة العراقية يعني لنا ما يلي :


1- الدخول في مرحلة بداية النهاية بالنسبة لفصائل المقاومة الوطنية المسلحة. إذ بعد عام من إجبار قوات المحتل الأمريكي على الإنسحاب الهزيمي لها، بدأ عام الحسم ضد قوات المالكي والاحتلال الصفوي الإيراني القائم في العراق.

 

2- أن الأشتباك القادم بين فصائل المقاومة العراقية وقوات المالكي الطائفية ستوضح للجميع، داخل العراق وخارجة، عن مدى الثقل الحقيقي والحجم الكبير الذي تتمع فيه المقاومة مع أبناء الشعب العراقي. فضلاً عن كشف العزيمة وقوة الإيمان الذي يقاتل فيها حامل السلاح. بين مَنْ هو نابع من صميم المجتمع، وبين مَنْ هو دخيل متسلط.


3- أن البيان يعكس الثبوتية والمبدئية التي كان ومازال وسيبقى عليها جيش رجال الطريقة النقشبندية حتى يتم، بعونه الله تعالى، تحرير العراق كاملاً. وهو بيان يصب في حقل البيانات الأخرى الصادرة من بقية الفصائل المجيدة والبطلة.
 

4- أن المحك الآن هو شباب ورجال التظاهر والإعتصام، وأن التجربة الماثلة في عدة بلدان عربية أثبتت نجاعة هذه السلوكية الحضارية. وإذا وقف الجيش المصري وكذلك الجيش التونسي مع أبناء شعبه، فأن دعوة البيان النقشبندي توجب على الأجهزة العسكرية أن تقف مع أبناء شعبها. وبالتالي فأن القوة التي تقتل المتظاهرين المدنيين تثبت بأنها ليست عراقية، وعلى المقاومة واجب مقاتلتها، فينتقل المحك من المجابهة السلمية إلى المجابهة المسلحة حيث الحسم الذي يتطلع له الشعب العراقي في عموم أرجاء الوطن.


5- إذا كانت الأنظمة العربية وكذلك الدول الصديقة تعتبر ما يجري بالعراق شأن داخلي، فأن دعوة البيان النقشبندي تسمح لهذه الدول أن تعيد النظر في موقفها تجاه حكومة المالكي المرتبطة بالمشروع الصفوي الإيراني الذي يعبث بالمنطقة. بمعنى أنها فرصة حقيقة لهذا الدول "قبل فوات الأوآن".


6- رغم أن البيان يرمي بطوق النجاة إلى المتورطين بالعملية السياسية بأن ينسحبوا منها ويقفوا مع أبناء الشعب. فلا نتوقع أن يحدث ذلك إلا بعد وقوع الإشتباك الميداني وما يحققه بواسل المقاومة ضد قوات المالكي. وهنا قد تحدث بالعراق صورة ما جرى ويجري من تصدعات للظام السوري الدموي مع الثوار.


7- أن فحوى هذا البيان النقشبندي المتلاقي تماماً مع بيان المجلس السياسي للمقاومة العراقية وجبهة الجهاد والتغيير وغيرها من أقطاب الجهاد التحرري في العراق، يعني أن قادة المقاومة العراقية بالقدر الذي أستجابت به فوراً للمستجد في الحراك المدني، فأنها قد باشرت وبنفس السرعة في تنفيذ خطة ضمن خططها الإستراتيجية في مجابهة حكومة الاحتلال والتسلط الصفوي الإيراني الجاثم على صدور ورقاب العراقيين.


8- أن البيان ينبأ بأن قادم الأيام سيدخل العراق في منعطف تاريخي آخر سائر على طريق التحرير والحرية والسيادة الحقة. وأنه قد أُعذر من أُنذر من التقاعس في إيداء واجبه تجاه الله والوطن والتاريخ.
 

 

 





الخميس ٢٠ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عماد الدين الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة