شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أجد مبررا إصرار البعض على إطلاق تسمية الربيع العراقي على ما يجري في الساحة الوطنية من انتفاضة رفض للاحتلال وعملاء الاحتلال ، ورفض للطائفية والاثنية والشيوفونية والمناداة بحياة العراق وطنا حرا سيدا مستقلا معافى من كل الأمراض والأدران التي فرضت عليه بفعل الاحتلال وأهدافه الخبيثة والخطيرة في تفتيت الوطن وبمعونة من حملوا زورا الهوية العراقية ، فمن حيث الشكل ، فالربيع فصل ينتهي ويأتي من بعده فصل آخر ، فهل المقصود في أن تكون هذه الفعاليات الرافضة لمحنة الوطن فصلية موسمية تنتهي بانتهاء تحقيقها لأهداف تكتيكية تخدم المخطط المعد للعراق والمنطقة من قبل الصهيونية العالمية وبالرعاية الوثقى للإدارة الأمريكية ، نعم هذا ما تريده أمريكا والصهيونية العالمية ، فلم نحن نرقص طربا على ما هم لنا عازفون ،

 

ولم هذا التمسك حتى بالمصطلحات المعدة من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وأين انتهى الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن واليوم في سوريا ، إلى ما نحن نناضل ، إن كان المطلوب أن نفتح الأبواب والنوافذ للفاتح الأمريكي فنحن كعراقيين وكعرب ومسلمين اصلاء أكثر من اكتوى بهمجية الفاتح الأمريكي وإجرامه وعنجهيته التي طالت كل بيت وزقاق في العراق وكل مصنع وحقل ، دمر الوطن وهجر الأهل واغتيلت النخب الوطنية والعلمية وبثت الفتنة لتفريق المجتمع العراقي الموحد ما بين طائفية وشيفونية ودينية وغيرها لم يسلم منها أي من الطيف العراقي الزاهر الجميل ، ومن حيث المضمون فان أول من أطلق على الانتفاضات الشعبية ربيعا هي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، كان ذلك في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي أثر اندلاع أعمال الرفض في الشارع الجيكي لتبعية جيكسلوفاكيا ( سابقا ) للاتحاد السوفياتي السابق ، وراحت الإدارة الأمريكية ومخابراتها وأجهزة إعلامها تنفخ في هذه الاحتجاجات كي تحقق أهدافها منها في تقويض القطب المناوئ لها ( المعسكر الاشتراكي ) على صعيد التأثير والهيمنة الدولة ، ولتطلق وبقوة على هذه الأحداث بربيع براغ ، بيد ان تحسب السوفيت السريع دفعهم الى حسم الموضوع عسكريا من خلال تدخل القوات الروسية المباشر والحاسم وبغطاء حلف وارسو لإجهاض هذه الأحداث ، واليوم حين نردد ما تريده الادارة الامريكية وما تسعى لتعميمه على اساس اظهار قوة التأثير في كل المجتمعات ،

 

فإننا في ذلك نكون نحن أول المخدوعين وكذا نكون أداة تمرير لما تريده الإدارة الأمريكية ، فهل يا ترى ان مهمة العراقيين باتت تلبية الحاجات الأمريكية ( حاشى ) ، ام ان بين العراقيين وممن كانوا المعول الداخلية لتهديم الوطن وتدميره خدمة للمصالح الأمريكية ما زال سادرا في غييه ملبيا لكل الطلبات الامريكية ابتغاء مكاسب شخصية على حساب المجتمع والوطن والامة ، والى متى يبقى هؤلاء في غييهم بعد ان فضح المستور وبان الغث من السمين ، فهل لانسان بصرف النظر عن امكاناته العقلية والثقافية الا ان يقف بالضد مما تسعى له الادارة الامريكية ، وان كان البعض يبرر هذا التمادي باستخدام ما تريد امريكا بالعفوية ودون قصد ، نقول له ان معركتنا مع الطغاة والادارة الامريكية في مقدمتهم فاصلة ، ومن موجبات ادارة المعركة ان نعرف عدونا جيدا وبكل التفاصيل ، ولا يشفع لنا غفوة هنا او وهن هناك اذ ان نتيجتهما الحسم لا سمح الله لصالح الاعداء ، للننطلق بقوة وبدراية وعقل مدبب في تصدينا لكل الاعداء ولنديم زخم الانتفاضة العراقية اليوم وغدا وبعد غد ولحين تحقيق كامل الاهداف الوطنية في الحرية والسيادة والاستقلال الكامل وقبلها في التوحد الوطني المؤمن الممهد لذلك.حي على الجهاد .. حي على الجهاد  .

 

 





الثلاثاء ١٨ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة