شبكة ذي قار
عـاجـل










ما أجمل الوفاء لأهل الوفاء


أنه لأمر أخطأ تقديره المعتدون يوم شدوا رحالهم صوب العراق غازين ، وفات على كل الذين ظلوا مخالب الأجنبي من أهل اللسان والجنسية العربية ، وفات تقديره حتى على الذين راهنوا على انتمائهم إلى العراق من الذين عاشوا في كنف المعتدين وتأسست هناك خلاياهم الداعمة لمؤامرات قوى البغي والعدوان ضد أرض الرافدين وإنسانها وخيراتها . فات على هؤلاء جميعا معرفة حقيقة شعب العراق الذي عاش عهد التحرر والشمم والنهضة والطموح تحت قيادة ثورة تموز العظيمة ومفجرها حزب البعث العربي الاشتراكي . ومايزال هذا السؤال بلا إجابة عندهم حتى الآن : كيف عاش العراق والعراقيون الأباة عقدا من حرب التحرير بمعاركها اليومية بذات العنفوان والزخم الذي استهلت به تلك المسيرة المباركة في مواجهة الغزاة وأدواتهم؟ لم يدركوا إن الكثير مما عايشوه في العراق في عهود وهن الإرادة وخفوت الأمل ، قد ولى بفعل ثورة الإحياء والتجديد التي بعثت الأمل وأهلت جنوده وحماته من مناضلي البعث وشباب وشيوخ العراق وحرائره وماجداته لحمل الرسالة والدفاع عن حق الأمة في التمتع بحياة العزة والكرامة على أرض العراق وعلى امتداد الوطن العربي.


نعم دفع العراق من فلذات أكباده مهرا غاليا لهذه الحرية إذ ما تزال يد صناديده تدق باب الحرية بقبضة حمراء مضرجة بدمائهم الزكية دكت حصون الغزاة وولوا مدبرين وستلحق بهم أوكار الخيانة والعمالة من وكلاء المارينز وأبناء بريمر. والفجر الذي يستقبله أبناء العراق اليوم هو فجر الأحرار والتحرير ليس فيه للخيانة مكان.فالسر في ذلك الصمود الرائع وهذه المقاومة البطولية هو مبدأ ( أتبعني ) لقادة البعث والمقاومة والتحرير الذين تقدموا الصفوف وصدقوا ما عاهدوا الله وشعبهم وأمتهم ورفاقهم عليه فأوفوا بالنذر وتقدموا صفوف الخيرين والكرماء قادة ومناضلين وشهداء فما أعظم هؤلاء في قلوب العراقيين وما أطيب ذكراهم . فكان أبطال المقاومة من رجال ونساء العراق نارا تحرق المعتدي ونورا يهدي إلى فجر التحرير والخلاص من براثن الغزاة وأعوانهم وأدواتهم المحليين والإقليميين فما أجمل الوفاء لأهل الوفاء.


واليوم تمر علينا الذكرى السادسة لاستشهاد الرفيق القائد صدام حسين شهيد عرفة الخالد وأبناء العراق ومقاومته الباسلة قد حققوا نصرا كبيرا بقبر مشروع التآمر على العراق والأمة في أرض الرافدين كما قال لهم الشهيد قبل تنفيذ المؤامرة ( إن بغداد ستكون مقبرة الغزاة الجدد ).


ولأن البناء الذي شيده البعث كان عميقا ومتجذرا في كل العراق الإنسان والأرض والموارد جاء كل الأشرار والحاقدون الذين أصيبوا بخيبة في مآربهم خلال العقدين الفائتين في قادسية صدام وأم المعارك بكل أحقادهم على العراق تاريخا وحاضرا ومستقبلا فكانت مؤامراتهم وحربهم عليه بذاك العمق والحقد الدفين.فكما شنوا حربا غير إنسانية على كل فرد في العراق قرروا خاضوا الحرب أيضا على العراق الحضارة والثقافة والدين والبنية التحتية والموارد وحتى الحجر والنخل ومياه دجلة والفرات. فماذا كانت النتيجة؟


لقد أضاف الاستعماريون الجدد خيبة جديدة على خيباتهم المتكررة ومنيت مخططاتهم بفشل ذريع من خلال :


1/ تكبد الغزاة خسائر مادية وبشرية هائلة لا يزال جزؤها الأكبر مخفيا في طي الكتمان المتعمد ولن يستمر هذا التستر على الحقائق التي أفرزتها المعركة في ارض العراق طويلا وقد أخذ بعضه يتكشف وتظهر عورات وعوار تحالف الأشرار مع كل يوم وإثر كل أزمة يدخلونها من تداعيات تلك الخيبات.


2/ تكسرت أحلام الهيمنة والاستعمار تحت ضربات المقاومة العراقية الباسلة فكان القرار بتحول الغزاة إلى سرّاق للموارد وخيرات البلاد علهم يعوضون ما خسروا فتخاصم اللصوص وظهر المسروق كما يقول المثل.


3/ اختل التوازن ومال المؤشر في ارض المعركة لصالح أهل أصحاب الحق المقاومين وهزم قادة التآمر على العراق حتى في أوكارهم في الانتخابات الأمريكية فكان القرار بسحب قوات الغزو أدراجها من حيث أتت فارة بجلدها بعد سنوات من الموت على يد المقاومة العراقية.


4/ توحد أهل العراق في وجه جوقة الفساد والرذيلة التي أتت بها.


5/ انهيار مولود الحرب العدوانية وتهاوي ما سمي بالعملية السياسية تحت وطأة اشتداد الحرب وصراع المصالح الذاتية بينهم من ناحية وبين مصالح أسيادهم من ناحية أخرى.


6/ تفاقم معاناة الشعب العراقي مع استمرار نهب خيراته وانعدام أهم مقومات الحياة من ماء وكهرباء ودواء وغذاء وتوطن الغلاء الفاحش في بلد كان أهله ينعمون بتوفر هذه المقومات رغم ظروف الحرب والمؤامرات الدولية والإقليمية عليهم.


6/ انهيار حلف الشر من صياصيه وتهاوي عروش كانت منفذة للمؤامرة على العراق وتخلت عن واجبها في الدفاع عن حرية وحرمة الأرض العربية واستهانت بدماء أبناء العراق الزكية وساهمت بتمرير المؤامرة وتوفير الغطاء العربي لها.


إذن فشلت المؤامرة الدولية ولم تفلح كل المساحيق في تجميل وجهها القبيح وصار العراقيون في أغلبيتهم اليوم أعداء لديمقراطية القتل على الهوية والتدمير بالأسلحة المحرمة وتفتيت العراق وسرقة معاني الحياة من أطفاله.


تأتي ذكرى استشهاد سيد شهداء العصر الرئيس صدام حسين السادسة وشعب العراق يتلاحم مع المقاومة الباسلة ومئات الآلاف من أبنائه يقفون في وجه بقايا العدوان وخلفاء بريمر وبوش ووكلاء عمائم بلاد فارس. إنها المعركة التي يخوضها مناضلو البعث وفصائل المقومة الأخرى على الصورة التي وضعها القائد الشهيد صدام حسين وكان ويوصي بها أهل العراق كلهم ومقاومتهم الباسلة في المقدمة من المعتقل ويبشرهم بالنصر إذا ما تمسكوا بها وهو يحمل بين يديه المصحف الشريف ويتلو قول الله عز وجل ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ).التوبة14


تمر هذه الكرى وشمس فجر الخلاص والتعافي تبزغ في كل بقاع ارض الرافدين وهتافات ( يسقط نظام وكلاء الأجنبي ) تدوي وتشق عنان السماء في الانبار وسامرا والموصل وبابل وكل مدن العراق وقراه .


إنها الثورة الشاملة التي سترمي بكل العملاء في مزبلة التاريخ وتعيد العراق إلى أهله وأمته وتضعه من جديد في خدمة الإنسانية فليهنأ الشهيد القائد صدام حسين وكل الشهداء بوفاء الأوفياء وبقاء العراق حرا عصيا على المؤامرات.

 

 





الاحد ١٦ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو كفاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة