الاسرى الابطال .. لاتربطني أي علاقة مع أحد منكم ، بل مايجمعني بكم هو حب العراق والانتماء لشعبه الاصيل ، ولم أعمل بالقرب من أحدكم ،، ولم التقي بأي منكم الا من خلال لقاءات عامة ، لكن من الانصاف على كل عراقي أن يذكر الحقيقة ، وهي .. أن العراق في عهدكم كان دولة قوية فاعلة في محيطها بل وفي العالم ، وذات سيادة وطنية مستقلة ، وله جيش وطني قومي وأجهزة أمنية مهنية ولائها للعراق ولشعبه، وليست ميليشيات طائفية وحزبية فاشلة .. في عهدكم كان العراق واحدا موحدا" ، للعراقي حريته وكرامته أينما يذهب ويحل ، وكان يخطو خطوات سريعة في التقدم والتطور وبناء المجتمع والانسان أشاد بها العالم ، كانت هنالك نهضة علمية وفكرية وصناعية وزراعية ، والكهرباء وصلت الى القرى النائية ، وفي عهدكم كانت مجانية التعليم والتعليم الالزامي ومحو الامية والجامعات لكل العراقيين ، وبرنامج صحي مجاني لكل العراقيين ، شهدت به وأشادت به المنظمات الدولية كتجربة رائدة ،ومؤسسات قضائية وأدارية وأجهزة تنفذية نزيهة بدون فساد أو محسوبية ، وفي عهدكم كان الامن والامان يعم العراق ، لم تكن هنالك طائفية أو عرقية ، كانت أبواب مكاتبكم مفتوحة لمن يريد مقابلتكم من العاملين بمعيتكم أو المواطنين ، ولم تتحصنوا بمنطقة معزولة عن الشعب وكانت بيوتكم بين بيوتنا في أحياء بغداد وعوائلكم تتبضع من نفس الاسواق التي نتبضع منها ، وليس من الاسواق العالمية ، كما عوائل المسؤولين اليوم ، المقيمة في العواصم الغربية ، كنتم تتجولون بسياراتكم بحماية لايتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة،ولم تكن لكم مواكب تقطع لها الشوارع وتغلق الجسور ، كان أبناءكم يدرسون معنا في نفس المدارس والجامعات ، حتى أبناء الرئيس رحمهم الله جميعا ، كانوا معنا في نفس الجامعات ويرتدون الزي الجامعي الموحد أسوة بباقي الطلبة من أبناء العمال والفلاحين والموظفين ومن كل المحافظات ، في عهدكم لم نسمع عن عمليات فساد أو تهريب الأموال بالرغم من مرتباتكم التي لاتكاد تذكر بما يتمتع به لصوص اليوم .
كنتم أبناء بررة للشعب العراقي ، بناة أوفياء مخلصين للعراق ، تحملتم المسؤولية بشرف وأديتم الرسالة بكل أخلاص وأمانة ودافعتم عن العراق ببسالة ، وهذا ماأغاض ويغيض اعداء العراق وعملائهم الدخلاء على العراق الغرباء عن شعبه الاصيل ، تحية لكم والعزة والفخر والحرية لكم ، والذلة والعار والعبودية لسجانيكم ومن يقف ورائهم .
