شبكة ذي قار
عـاجـل










اخلع نعالك قبل أن تطأ أديمها ... فأرض العراق قدت من رفات أبنائها

 

ان التراكم القيمي الذي هو نتاج تعاقب الحضارات سواء بصيغة الفعل العقلي المادي للإنسان أو بصيغه الروحية الذي عبرت عنه الديانات السماوية نتيجة التطلع الدائم للرقي و السعادة و الاحساس بالآخر أسس لجملة ثوابت مشتركة بين البشرية جمعاء غير قابلة للارتداد أو الاختزال أو الاستخدام التفاضلي أو ذاك المرتبط بأي شكل من الاشكال المصلحية ( سياسية / اقتصادية / اجتماعية ) لأمة من الأمم علي حساب أمة أخري أو لشعب من الشعوب علي حساب شعب آخر أو لفئة مقابل فئة أخري ، ثوابت يؤكدها **الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ** انطلاقا من الديباجة و يؤشرها في المواد الثلاثين التي يتضمنها ...مواد نراها اليوم تشمل ساحات معينة و تستثني ساحات أخري بما يجعلنا نري هذه الثوابت قد أصبحت جزء من منظومة التعامل بمفهوم تفاضلي للإنسانية "المكيالين و الميزانين المختلفين " ،هنا انسان يستحق الاهتمام و الدفاع عنه و هناك انسان لا انسان تداس كل القيم الانسانية و القانونية عندما يتعلق الأمر به ، و لا يحض بما يجب أن يحض به غيره من اهتمام . هذا الانسان هو الانسان العراقي الذي كان سباقا في الإبداع و التأسيس لكل هذا التراكم القيمي الحضاري سواء في شكلها المادي أو الروحي ... و لكم في الدراسات الحضارية للبشرية المراجع الكافية للتدليل علي ذلك.

 

العراق و منذ احتلاله قبل تسع سنوات و نيف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها سواء الغربيين أو الاقليميين تعرض و يتعرض الي التدميرو القتل الممنهج و المنظم للإنسان و ما بناه في مختلف جوانب الحياة و ميادينها و لكل ما هو قيم انسانية ثابتة بتصور و فعل متصاعد يتجاوز ما هو مقرف لما كان الانسان في العصور المظلمة يتعاطاه . كل ذلك تحت لافتات ظاهرها مشرق مستجيب لروح العصر "الديمقراطية " وباطنها و فعلها و نتاجها تدمير الانسان ماديا و روحيا.تدمير يستهدف الذات البشرية بعد أن تجاوز تدمير الوطن والعقل و الوجدان حد حرمان الأسير حقوقه العامة و المتفق عليها دوليا وحرمان السجين من الأدوية دون اعتبار الاهمال المتعمد و المبرمج للعلاج الذي تفرضه الحالات المعروفة الي جانب اخضاعه الي الاعتداء الأخلاقي لفظا و فعلا كما كشفتها وسائل الاعلام و ما هو مسرب الي المنظمات الدولية و الأهالي من حالات موثقة . حالة لم يقف عندها " المثال الديمقراطي النموذج " الذي زرعه الاحتلال في العراق بل تجاوزها الي القتل الجماعي للشعب و الاخلاء المبرج الغير منفصل عن رؤية تهدف اجتثاث العراق كوطن موحد بمفهوم الهوية دون اعتبار فصله عن انتمائه القومي العربي .

 

صحيح من أن الاعلام العربي اعلام لقيط و منبت بكل المواصفات إلا أن العاملين في هذا الميدان ممن تحركهم نزعتهم الانسانية حتى لا نقول الفكرية و السياسية نراهم ساكتين في هذا الاتجاه و فطاحلة الزمان رؤية و خطابا في مواضيع أخري أقل الحاحا و العديد منها منحرفا. فهل غادروا هم و الحقوقيين العرب قيمهم أيضا و أين هي منظمة الدفاع عن حقوق الانسان العربية حتى لا نقول المنظمات الدولية... و لماذا السكوت .؟ في زمن كان أغلبهم يتسابقون لنيل شرف أن تطأ أقدامهم أرض العراق .

 

هل أصبح الكل مقتنع بأن :

ــ الديمقراطية و الحرية تعني تدمير الدولة و اسقاط مؤسساتها ؟

ــ الديمقراطية تعني تحويل الأسري الي محاكم للرؤية السياسية للأسير؟

ــ الديمقراطية تعني تأجيج الصراع الاجتماعي بصيغ الطائفية ؟

 

الديمقراطية تعني التعذيب "أبو غريب " و " بوكا " و غيرها في ظل ادارة الاحتلال الأمريكية ، و تعني السجون السرية و اغتصاب السجينات و الأطفال و هرسلة الأسري أخلاقيا و ماديا و صحيا في ظل العملية السياسية المخابرتية مزدوجة الولاء ؟

 

ــ الديمقراطية تعني تهجير الانسان من مواطن نشأته الي مواطن قريبة أو خارج وطنه؟ الديمقراطية تعني القتل علي الهوية و الانتماء أو السجن الذي تجاوزت مقراته المعلنة و السرية من حيث العدد البشري الذي بداخلها و مقراتها محتشدات النازية ؟اذ تؤكد حتي الاحصائيات الرسمية لحكومة الاحتلال المزدوج الأمريكي ـ الايراني أن عدد المساجين تجاوز 400 ألف نسمة و عدد السجينات 10 آلاف حرة اضافة الي المئات من الأطفال .

 

قطعا ايجا بتكم ستكون بلا ، لكن كل ما تم سرده مفعل و قائم في العراق بما في ذلك القتل الجماعي للشعب بصيغ الارهاب المنظم "شكل التفجيرات " و " كواتم الصوت " و " الحرائق " التي تستهدف سجن المواطن في دائرة الخوف و انعدام التوازن الذي تمارسه الأجهزة التي نصبها المحتل والمنسحب اعلاما و قائم فعلا و توجيها أمنيا و عسكريا.

 

أيها الاعلاميون أيها الحقوقيون أعضاء هيآت الدفاع عن حقوق الإنسان:

بتوجهنا لكم نهدف القول أن الساحات التي تداس فيها حقوق الانسان واحدة بغض النظر عن تصور الانسان للصيغة التي يراها محققة لذاته فعلا أو تصورا لسعادته علي أن لا تكون متجاوزة للثوابت التي يقرها **الاعلان العالمي لحقوق الإنسان ** ووصولكم لهكذا رؤيا تسمح لنا بأن نطالب كل منكم بإدانة ما مرتكب في العراق من استهتار بها ... و العمل من منطلق انساني علي ادماج وضع العراق الانساني كنشاط ملح و متأكد في فعالياتكم راجين مراسلتكم بالصيغة و التصور الذي يمليه عليكم ضميركم الهيآت الدولية أو الاقليمية أو القطرية ذات العلاقة بالموضوع.

 

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





الثلاثاء ٢٠ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة