لم تعد الأطماع الإيرانية في العراق،ودول الخليج العربي بصورة خاصة، والمنطقة العربية بصورة عامة خافية على أحد. فتدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية،من خلال إنشائها،ودعمها لمجاميع طائفية في المنطقة الشرقية،واستمرارها باحتلال إقليم الأحواز، والجزرالثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من الإمارات، ومطالبتها الوقحة رسميا بالبحرين،ناهيك عن تدخلها في الشأن السوري واللبناني،اصبحت واقع حال يعرفه القاصي والداني، ولم يعد الامر بحاجة الى أي استدلال للتوكيد.

على ان سعي النظام الإيراني الصفوي لركوب موجة ما يسمى بالربيع العربي ليتغلغل ويؤسس مواطيء قدم له في كل أقطارنا العربية، استعدادا للغزو المرتقب،وفقا لموجبات مشروعهم القومي،تحت غطاء مشروع تصدير الثورة الاسلامية،هو الاخر امر واضح، ولا يحتاج الى فرضيات اخرى للإثبات.

وغني عن البيان ان تدخل ايران بالشؤون الداخلية للأقطار العربية بصورة عامة،ودول الخليج العربي بصورة خاصة،بعد ان اكملت تغلغلها في العراق بتنسيق الامر مع المحتل الامريكي الغاشم، يؤكد حقيقة نوايا ايران الصفوية الشعوبية المعروفة عبر التاريخ، وأطماعها التوسعية لأجل الهيمنة،والسيطرة على مقدرات الامة العربية،ونهب ثرواتها،والمس بكرامتها،وهدم قيمها،ومسخ ثقافتها،والنيل من نقاء دينها الاسلامي الحنيف،مدفوعة بكل ما للشعوبية الصفوية من حقد دفين على العرب، كونهم وعاء الإسلام ومادته،يؤازرها في هذا المسعي الشرير، بؤر النفوذ التي استنبتتها ايران في اقطارنا العربية،بشتى الوسائل والذرائع،لغرض استخدامها في الكثير من ساحات الامة العربية،لخلق الاضطرابات الطائفية،و الصراعات الاثنية لإنهاك الحال،والاستعداد للغزو المنتظر.