شبكة ذي قار
عـاجـل










حدث ما حدث , وخان من خان , ووقف كل المجرمين في وئام , فاحتل العراق , بعد ان كنا نتنادى بتحرير فلسطين , وها نحن ندرك بعد هذا واكثر , اقول ندرك ونعي كل الوعي تداعيات كل هذا , وندرك ان الأمة تسير في مسار خطير , وتباع الأوطان بأخس الأثمان وهذا أقل التقدير , وتصرف مقدرات الوطن او ما تبقى منها على الفجر والفسوق والفاسدين من رعيل , وفي الوقت الذي كان علينا ان نقف وقفة عز وفخار امام النهاية الاسطورية التي انتهى اليها صدام , ونقول بجدارة اننا نحن ابناء هذا الرجل المقدام , وهو الرجل الصادق فيما كان له من ايام , وجعل لهذه الأمة عمقا عظيما اقل ما يقال فيه انه لا يستهان ,وكان ايضا رجلا شجاعا لا يهاب , ولم يحابي هذا او ذاك , وكانت كلماته هي التعبير الأصدق عن معادن الرجال , وبقدرة من الله كانت اخر كلماته وهو ينادي بوحدة العراق وشعبه , وعروبة فلسطين , ثم اتبعها بنطق الشهادتين . هذه كانت اخر رسائل صدام الشهيد لأمته قبل ان يتقدم للموت بهمة الرجال وايمان المؤمنين المطلق بالقضاء والقدر , وقدرة الله الخالق المحيي والمميت .


فهذه الرسائل التي وجهت من قبل صدام الشهيد , كان لكل منها عبر وحكم وايمان راسخ وتاريخ مجيد , فكان يقول لشعبه ولأمته ان اياكم والخديعة , اياكم والتشتت فهو ما يسعى اليه المحتل واذنابه ممن هم في داخل العراق او في جسم الأمة هنا وهناك , وان تحرير فلسطين ابدا لا تجعلوه بعيد المنال فكأنه يقول ان فلسطين ستبقى قضيتنا بالأمس واليوم وبعد تحرير العراق , ثم كانت الشهادتين اخر الكلمات والعبارات التي نسمعها من هذا البطل المقدام ليقول لنا جميعا ان لا شيء نناله الا ان كان الايمان هو المحرك لكل خطواتنا ونحن نسير الى الأمام , ثم كان الفعل العظيم وهو يتقدم للشهادة بكل شجاعة وايمان واقدام , ويضرب لنا مثلا حيا بكل هذه المعاني العالية ويرسخها في اذهاننا اولا , ولتكون للأجيال بعدنا الطريق على الدوام , هذا هو الشهيد وهذا بكل بساطة هو صدام .


ولكن ماذا بعد ,,, وماذا نقول للشهيد الخالد بعد هذه السنين ؟؟

فنحن نقرأ التاريخ لتبرز لنا اسئلة كثيرة علينا ان نجتهد لنجد لها اجوبة واقعية وحقيقية , لأن في قراءتنا للماضي في الحقيقة لنستفيد منه في خطواتنا للمستقبل , فبعد ان حاولوا بشتى وسائلهم على تشويه صورة صدام الشهيد في اذهاننا وقيل ما قيل بحق هذا القائد المقدام , ولن اذكر ما قيل بحقه من تفاهات لأنها حقا لا تليق بمقام الشهداء والقادة الذين رسخوا لدينا معاني الأمة وتاريخها المجيد كما كان القائد والشهيد , ولكني هنا لا اقول الا ان وقفة صدام امام الموت وحدها تكفي لنعرف حقا من هو هذا الرجل القائد والمفكر والانسان ونعي معاني الصدق التي تمثلت بهذه الوقفة العظيمة .


اما بعد سيدي .....

فرفاقك ها هم على العهد باقون ويسيرون بخطواتك التي عهدتها فيهم وبنفس الصبر والثبات , وضرباتهم الحقت الهزيمة بالغزاة وكل ادواتهم الحربية بكل ما تحوي من تفنن وفنون , وها هي انتصارات العدو المزيفة تكاد تصبح هزائم متتالية بعزيمة رفاقك الذي تعرفهم وتعرف تفاصيلهم , يوم سلمتهم الراية التي حملتها بثبات وعزيمة الرجال المؤمنين , وها هم يتقدمون وباذن الله منتصرون وسيهزم كل الاذلاء والطامعين والحاقدين الذين ساروا بركب المحتل البغيض وشكلوا معه كل ادوات الفجر والفسوق وكل ما هولعين .


اما الحكام الاذلاء ومن سار بركبهم اللعين فلا اقول لك سيدي الا انهم ازدادوا فجرا وفسوقا وبطشا حتى باتوا وهم الصخرة الجاثمة على صدورنا فبان اثرها بعد كل هذه السنين , فها هم يقتلون ويسفكون دماء الشعب في الوطن الكبير , وها هم يتسابقون الى احضان الصهيوني وكل محتل بغيض , ويبيعون اوطانهم بأبخس الأثمان دونما حسيب ,ويضيقون الخناق على المجاهدين بشتى الطرق والوسائل المتاحة وغير المتاحة , وهاهم سيدي حتى ذلك الشجب والزيف لم يعد في جعبتهم فيتباهون بحجم ما يقدمون للمحتلين من خدمات وتمحيص وتنقيب , ويسعون بكل قوتهم لفرقة امتك التي قدمت لها ما قدمت لتكون الأمة الواحدة التي تتباهى بتاريخها المجيد , ولن ازيدك تعريفا بهم سيدي فأنت من عانيت وتعنيت من عمالتهم وخيانتهم على مر السنين .


وها هي الأمة سيدي تتشتت ويزرعون في خلجاتها ان انا وحدي وكل فالى الهاوية فليسير , ويزرعون شعارات الأنا في جوارح الأجيال لتنسى انها الى امة مختارة هي تنتمي وعلى درب ابطال وشهداء خالدين تسير , وها هم يحققون بعض من اهدافهم اللعينة الا من رحم ربي ممن ما زالوا لم يتلوثوا بهذا الزمان الخطير , وها هي الحالة تثمر وتبين صور ساخرة لزعماء غرباء عن مجتمعهم وشعبهم وامتهم ولم يعودوا يختلفوا عن كل هؤلاء المحتلين ومن رافقهم من خونة وعملاء وطامعين ومحتلين .


وها هو القرار سيدي قد اخذ في اتجاه اثارة النعرات الدينية والمذهبية , ويخترقوا كل الدفاعات التي تمسكت بها انت ورفاقك ومن سبقكم من قادة امة على مر السنين , وها هم يوجهون الضربات تلو الضربات لارادة المقاومة في ارجاء الوطن الكبير , وها هو الأخ يصبح عدو او حالة ليست منا ولا نحن منها , والمحتل صديق , والطامع والحاقد الذي الحقت به الهزائم تلو الهزائم انت ورفاقك في قادسيتك المجيدة , ومن سبقك في القادسية الاولى , والاجداد في ذي قار الخالدة , ومن كان من قبل على مر السنين والتاريخ المجيد , اقول لك سيدي ها هم هؤلاء الطامعين والحاقدين يبطشون ويقتلون ويصولون ويجولون , وها هي الأمة تتخبط غير عابئة بكل ما حذرت منه انت ورفاقك على مر كل ما مضى من سنين .


وها هو الشعب سيدي يتخبط رغم ما نراه من روح المقاومة والبأس والمجابهة ضد العملاء والخونة من حكام ومن رافقهم من فاسدين ووصوليين , نعم فها هي الأمة لم تعي خيارها بعد , ولم تحسم موقفها بعد , فتذهب في اتجاه تارة وفي اخر تارة , ولم تصل الى الحقيقة الثابتة التي اطلقتها سيدي منذ اللحظة الأولى لاستشهادك او حتى قبلها بسنين , حين اعطيت الدرس تلو الدرس , والعبرة تلو العبرة , والتلميح والتوضيح ان ارادة المقاومة والايمان بالأمة وبقدرتها ومقدراتها وقبل هذا كله الايمان بالله وبنصره , ليكون كل هذا معا هو المسار وهو المسير .


هذا جزء من الحالة سيدي ولن ازيد , ولكني اوجهها رسالة لنا نحن , وليس لك وانت القائد والمفكر والمؤمن الشهيد , ولا لرفاقك الذين ما زالوا يسيرون على نهجك فها هم كما عرفتهم مجاهدين ابطال واكثر من هذا وأزيد , نعم هي رسالة لنا نحن بأن نأخذ قرارنا بعد كل ما عانينا في هذه السنين وما سبقها بفعل الخيانة والتبعية وحب الذات والانانية غير عابئين بما تحمل هذه الأمة من رسالة خالدة ومن مجد تليد .
فكلنا نعرف حق المعرفة اين كنا واين اصبحنا ؟


وكلنا عانينا من تبعات تخاذلنا ...
وكلنا نتذكر ماضي اجدادنا العريق ...
ونعي ان هذه الأمة ابدا لا يليق بها التخاذل , والى احضان الأعداء نتسابق في الطريق ....
ونعرف حق المعرفة ان هنالك شهداء خالدين قدموا تضحيات وبطولات وحددوا وحدهم لهذه الأمة الطريق ...


في ذكراك السادسة سيدي نوجه الدعوة لأنفسنا انك انت وكل الشهداء الخالدين , ومن ساروا على نهجكم من ابطال ومجاهدين انتم وحدكم المسار والمسير وانتم الهدف والطريق .


فرحمك الله سيدي وها نحن نقف عاجزين لنبرر لك تخبطنا وضعفنا بعد كل ما قدمتموه لنا من مثل ومثالا يحتذى في سيرتكم ومسيرتكم ... وبطولاتكم وتضحياتكم , وبعد ان بايمانكم انرتم لنا الطريق .

 

 





السبت ١١ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس صهيب الصرايره نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة