شبكة ذي قار
عـاجـل










التحولات الكبري هي فعل تراكمي متصاعد لجملة من النضالات المحدودة .. موزعة علي أكثر من مستوي و في أكثر من قضية وطنية أو قومية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو حضارية أو دينية ... بل هي نتاج جهد دؤوب ميزته الصبر و العقلانية يسعي الي توحيد الجهود و تضافر القوي و التلاقي علي المشتركات ...و الحوار حول نقاط التباين سواء في جانبها الفكري أو السياسي أو التاريخي ...و أمامنا اليوم حالات نضالية متعددة يتشابك فيها الوطني بالقومي و الاجتماعي بالاقتصادي و الثقافي بالحضاري و الديني ... الحوارـ الخطاب يؤشر علي العديد منها بصيغة الحلول سواء في جانبها الترتيبي أو الفعل الميداني المباشر و يأخذ مداياته في المحاور الثلاث الذي تناولها بصيغة الصدمة ...لماذا ؟ ليس من السهل أن يأخذ رجلا يجمع بين يديه جملة مهمات فعلها يتجاوز ما هو آني و يتخطي الحدود القطرية و القومية الي ما هو اقليمي و عالمي علي عاتقه التصريح بما صرح به سواء بمفهوم الرؤية أو الاعلان ما لم يكن علي قناعة تامة بأن ما مصرح به حقيقة لا يرقي اليها الشك .. أول: من ناحية ما تفرضه عليه هذه المهام من صياغة الرؤية التي تقطع مع الوقوف عند السبب و العمل علي معالجة النتائج المترتبة عنه بالنسبة للعراق خاصة و الوطن العربي عامة ... ثاني: من ناحية الاعلان عن السلاح النووي الايراني من أن عاملا مضافا الي جملة العوامل القائمة سابقا في الفعل و التصور الايراني علي العرب و العراقيين بالذات أخذها بعين الاعتبار لا بل ربط مختلف فعلهم و رؤيتهم بما يمكن أن يترتب علي هذا العامل من اعادة صياغة لرؤيتهم سواء فيما يتعلق بجانب الصراع القائم أو بما يتعلق بمسألة الأمن القومي العربي ... ثالث: من المواجهة مع التحالف الامريكي الصهيوني الايراني ... الي كيف يمكننا تحويل حركات الاحتجاج الي ثورة عربية ؟ فما الذي يجب استخلاصه من الحوارـ الخطاب سواء كغاية أو كهدف ؟

 

Iـ مسألة الكويت و الاحتلال   :

مسألة الكويت في الحوارـ الخطاب و ردت في اطار السرد التاريخي لحالة الاعتراض علي تجربة النهوض العربي في العراق منذ اعدام الجواسيس مخطط اعتراض انطلق من الاستخدام بالنياية الي الاعتراض المباشر مثلته مسألة الكويت ... طبيعي جدا كان فخ بمقياس الموازنة بين الدخول في الصراع المباشر ... و هو ما حصل و قاد الي ما قاد اليه من نتائج ... و يبقي أيضا فخ في حالة الرضوخ و عدم الاعتراض علي الحرب الاقتصادية ... و يمكن تشبيهه الي حد ما بالتخلي عن قيادة القطر العراقي أو المواجهة العسكرية سنة 2003 ... فالمقصود بالكلمة كما أفهمها " فخا محكما " أي أن القيادة وجدت نفسها بين خيارين التضحية و المواجهة و التعويل علي عامل الزمن و قدرة المطاولة و بين الرضوخ و بالتالي التخلي نهائيا عن أهداف الأمة في التحرر و الاستقلال ... و نري الآن من أن النتائج و ان كان ما هو بائن منها يعد مؤلما إلا أنه أسس لحالة مناهضة للمشروع الأمريكي " الشرق الأوسط الجديد" اذ لو رضخت القيادة الوطنية في العراق في 1990 لكان المشروع الأمريكي الآن حقيقة قائمة ...

 

الا أن تمسك البعض ممن قرأ الحوارـ الخطاب باعتبار القصد من "كلمة الفخ " هو " الخطأ " تجعل من مسألة تناول الموضوع بصيغة أوسع ضرورة لقطع التداخل و محاولة التشويش و الاستخدام المنحرف . و بعيدا عن مسألة الحق التاريخي للعراق في الكويت كجزء من ترابه الوطني (و هي مسألة ثابتة و لا يمكن لأي كان مناقشتها بصيغة تحميل القيادة تبعاتها لكونها مسألة متأصلة في الضمير الجمعي عند الشعب العراقي ) باعتبار أن الرؤية التي تحكم القيادة الوطنية في العراق رؤية متجاوزة للحدود القطرية الي ما هو قومي تخطيطا و فعلا و في مختلف الحلقات سواء منها الاقتصادية أو الدفاعية أو التربوية المعرفية ... رؤية ترفض الاقتتال العربي العربي لا بل مارست التنازل عن حقوق قطرية لفائدة أقطار الجوار بصيغة تحفيزها علي الثبات و المطاولة من ناحية و من ناحية أخري تفويت فرصة التدخل الأجنبي (و يكفي الاشارة هنا الي مسألة المنطقة المحايدة التي كانت تمتد علي الحدود العراقية السعودية الكويتية و كيف تعاملت مع الأطراف الأخرى باتجاه أن لا تكون مدخلا للنزاع بين أبناء الأمة الواحدة ) ... فإذا كانت القيادة تؤمن مبدئيا بذلك و طبقته واقعا فما الذي جعلها تتجاوزه في مسألة الكويت سنة 1990؟

 

لن أعود الي سرد الأسباب و التي هي معروفة للقاصي و الداني ... و لكن كيف يتناسي من يتمسك بالظاهر اللفظي ما قاله الشهيد صدام حسين في مؤتمر قمة بغداد أفريل 1990 و بحضور النظام العربي الرسمي بتمامه و كماله " قطع الأرزاق من قطع الأعناق" ... مقولة لم تفهم من قبل سامعيها ... تفسيرها أن هناك حربا معلنة علي العراق و من أن العراق لن يبقي مكتوف اليدين... حرب اشتركت فيها أطراف خليجية بصيغة المشارك الفعلي أو الساكت عنها بصيغة المحايد و هي حقيقة تسفهها طبيعة العلاقة التي تربط أقطار الخليج بعضها ببعض ضمن ما يسمي مجلس التعاون النتيجة فعل مشترك يستهدف العراق فعل ينطلق من مصلحة ذاتية لهذه الأقطار أو مدفوع من قبل قوي دولية ترتبط بها و تخضع لتوجهاتها الكونية منذ فترة الوفاق الدولي و حتى حصول الحدث و لازالت فانه في محصلته أدي لذات النتيجة التي هي معروفة و هو اخراج العراق من دائرة الفعل السياسي المؤثر و القائد للعمل العربي في فترة شهدت ما شهدته من تحولات كبري علي مستوي الساحة الدولية كما قاد الي ما يعيشه العراق كشعب و كقطر و تجربة منذ ذلك التاريخ و حتى الآن ... أي انكشاف الساحة العربية أمام الأجندات الأجنبية ... دولية كانت أو اقليمية. من خلال هذا التقديم يمكننا فهم لماذا عبر المجاهد عزة ابراهيم علي مسألة الكويت تعبيره القائل " فخ وقعت فيه القيادة "انطلاقا من:

 

أ) . تحت طائلة اعلان الحرب في جانبها الاقتصادي من قبل أطراف عربية و تحولها الي حرب شاملة . اصبح مبدأ اقتتال الأخوة الذي يرفضه العراق و يعمل علي تثبيته في العلاقة بين الأقطار العربية حالة قائمة و مسموح بها .

 

ب) . فتح الباب أمام الاستعانة بالأجنبي و تشريع ذلك تحت لافتة الدفاع عن الذات لينتقل التدخل من حالة محتشمة الي حالة علنية حد املاء السياسات بصيغة أجندات سواء اقليمية أو دولية علي العرب و بشكل مكشوف .

الكلمة في معناها لا يجب تناولها ظاهريا بقدر ما يجب أن تقرأ في جانبها السياسي العام بمفهوم الرؤية القومية و أثر الحدث لاحقا عليها من ناحية و عدم حصرها قطريا في جانبها العراقي و انما تعميمها علي الساحة العربية عامة و الخليجية خاصة ... فما قاله المجاهد عزة ابراهيم ورد في اطار سرد تاريخي لمسألة استهداف التجربة العراقية منذ بداية التأسيس لها بأشكال متعددة من التآمر و اعتراض علي نهوضها و طبيعتها المستقلة بلغ أوجه فيما سماه " الفخ المحكم " مسألة الكويت ... " فخ " أطرافه متعددة وضع العراق بين اختيارينكل منهما نتائجه لا تقل خطورة عن الآخر :

 

أ) . السكوت و قبول نتائج الحرب الاقتصادية أي انهيار العراق لا كتجربة مادية فحسب و انما كحالة معنوية أصبحت محل اهتمام كل أبناء الأمة العربية لتنكفئ قطريا في حدود العراق ***( و هذا ما يكشفه عرض الفاتكان لاحقا سنة 1993 المرفوض عراقيا جملة و تفصيلا رغم ظروف الحصار و فعل لجان الرقابة الدولية و طبيعة الحرب اليومية التي عبرت عنها منطقتي الحضر الجوي )*** .

 

ب) . المواجهة بالرغم مما هو مؤشر بصيغة تباين في موازين القوي و ما يترتب عليها ... و ما هو حاصل فعلا الآن .

في النهاية نعم توصيف المجاهد عزة الدوري لمسألة الكويت بالفخ المحكم في محله ... فهل فهمه العرب ممن انخرطوا في العداء للعراق و للقيادة بذات الصيغة ... و هل راجعوا مواقفهم من ذلك ؟

ما نلاحظه هو الاستمرار في اضافة عوامل أخري لذات "الفخ المحكم " بالبحث علي عوامل حماية من خارج الأمة سواء بارتماء بعض الأطراف ممن عادت العراق في أحضان "ولاية الفقيه / ايران " و أخري في أحضان "الغرب و أمريكا و تغطية في أحضان تركيا / العثمانية الجديدة " ... بدل العمل علي كسر "الفخ المحكم " الذي ساهموا في وضعه حول رقبة العراق ... و الذي تعمل المقاومة العراقية علي تفتــــيته .

 

II ـ مسألة ايران و السلاح النووي:

التصريح و الاعلان عنها تحكمه جملة غايات قصد التأشير عليها لكونها حقائق قائمة بالرغم من ثقل الاحتلال من ناحية و من ناحية ثانية تسفيه اعلام الاحتلال و القوي الدولية الاعلام و السياسات القائمة علي ثنائية القيس بمكيالين و ميزانين مختلفين كلما تعلق الأمر بالعرب ... كما يستهدف العرب عامة و البعثيين و القوي الوطنية خاصة و طرق تعاطيهم مع هذه المسألة اعلاميا من ناحية و من ناحية ثانية علي مستوي الرؤية بما يحصن الفعل النضالي و الوطني و يجعله علي طريق التقدم الي أمام .

 

.1) الغايــــات:

أ). الدولة العراقية قائمة كمؤسسات و فاعلة رغم ثقل الاحتلال و سياساته:

قطعا العراق بأجهزته التي كانت قائمة و التي لازالت فاعلة متابعة بصيغة التحسب لحالات المستقبل لم تحصر نفسها في جانب واحد من جوانب المواجهة المفروضة عليها منذ الاحتلال تبقي أكثر الجهات القادرة علي تحديد مدايات التقدم الحاصل عند الايرانيين في هذا الاتجاه ...فايران تمتلك برنامج مدعوم أمريكيا منذ الخمسينات من القرن الماضي ( سبع مفاعلات دون المخابر الملحقة بها تماما كالسلاح الكيمياوي اذا كانت ايران مخزن للسلاح الأمريكي و الذي لم يسحب عند سقوط الشاه من ذالك غاز السيرين المستخدم في حلبجة و الذي اتهموا به العراق رغم عدم امتلاك العراق لذلك المكون الكيمياوي ) برنامج حضي بالدعم الروسي أيضا و استفاد من سرقة العلماء العراقيين الذين هم الآن في السجون الايرانية و موضوعين تحت اختيارين اما التصفية مع عائلاتهم أو العمل لفائدة البرنامج الايراني ...اضافة الي ما قاموا بتفكيكه و تحويله من منشآة عراقية الي ايران تحت نظر و حماية الأمريكان ... و في هذا الاطار اشارة ضمنية الي القوي الدولية تسفيها لجهودها و خطابها القائل بحرصها علي عدم الانتشار النووي و من أن سياسة المكيالين قائمة و فاعلة تطبيقا علي العرب لا غير ...

 

ب) . وضع حد للصخب الاعلامي بأدواره المزدوجة ( الأمريكي ـ اللصهيوني من ناحية و من ناحية ثانية الايراني ) و المستخدم بصيغة اعلام الفزاعة المراد منها الابتزاز في جانب شكلي منتهي للتغطية علي الاستهداف المتنامي لكل العرب و من كلا الجانبين ..

 

. 2) . الهــــدف :

الكشف عن هذه الحقيقة يستهدف منه المجاهد عزة ابراهيم جملة أهداف منها ما هو سياسي قائم و منها ما هو تعبوي يمكن حصرها في ما يلي :

أ‌) القطع مع النقاش الذي يتبع التصريحات الاعلامية بصورة فقاقيع الهدف منها تبييض صورة ايران من خلال ـ ايران ستتعرض الي ضربة عسكرية ...مرة صهيونية و مرة أمريكية ... المفاوضات الماراطونية التي تكشف زيف فعل مجموعة الخمسة زائد واحد (ألمانيا) أي مطالبة العرب بنقاش المسألة من خلال أنهم في مواجهة قوة نووية الآن و ما عليهم الا الارتقاء رؤية و فعلا الي مستوي تحقيق التوازن ... بصيغة أخري المهام النضالية لم تعد مرهونة فقط بمواجهة الصهيونية كحالة قائمة في فلسطين و انما أصبحت الأمة العربية تخضع الي كماشة ثلاثية الأبعاد "أمريكا و الغرب ـ الكيان الصهيوني ـ ايران ) .

 

ب‌) التذكير و الدعوة بأن لا حماية للعرب الا من خلال امكاناتهم ... و في ظل سكوتهم عن جملة الاختراقات البائنة للجسد العربي من قبل ايران في أكثر من ساحة قطرية بصيغة بائنة ( العراق .. لبنان .. سورية .. اليمن ... البحرين ) أو بصيغة مبرمجة لأن تكون حالة ملحقة ( الكويت .. شرق السعودية .. الامارات ) . امكانات من غير الممكن تفعيلها في ظل التشتت و تباين الرؤي .. أي دعوة ضمنية لإعادة تفعيل التضامن العربي في حده الأدني بما يحفظ الأمن القومي العربي .

 

ت‌) تسفيه الاعلام العربي و بشكليه سواء الاعلام السمعي البصري أو المكتوب بصيغة النقد لانخراطه جملة و تفصيلا في كل ما هو مؤذي للأمة العربية باعتبار تركيزه علي ما هو ظاهري دون أن يكون اعلاما ناقلا للحقيقة و جزءا من المنظومة الهادفة توعية أبناء الأمة بالمخاطر التي تستهدفهم في هويتهم و مستقبلهم و الاستهانة الكاملة بكل ما هو فعل نضالي هادف الي التحرير و النهوض خاصة موقف هذا الاعلام من المقاومة العراقية في فعلها أو في ما يتعرض له العراق شعبا و أرضا تحت طائلة الاحتلال من مآسي و سياسات اجتثاث لكل ما هو عربي و توطين فارسي متنامي دون اعتبار الهيمنة علي هياكل الدولة و ما فرخه من مليشيات و ما يحتله بصيغة مباشرة من مجال جغرافي او ما يمارسه من اعتداءات يومية .

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





الاثنين ٢١ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة