شبكة ذي قار
عـاجـل










الحقيقة أن هذا الموضوع كثيراً ماعانى منه الشعب العراقي بسبب طبيعته الإثنية والإجتماعية, فالبعض منهم للأسف الشديد تعبأ عقائدياً على إنتظار حالة طبقاً لمعتقداته التي يعتقدها, ومن أنه ممكنا أن يحقق العدل بعد ذلك بها ! وهذا في الواقع خطأ كبير لابد من مغادرته وتركه, لأنه منقول عن الفكر الأجنبي الذي لايخلوا من الدس لغرض إشعال الفتن الطائفية بين أبناء الشعب الواحد.

 

لذلك لانتوقع من العناوين الدينية للشعب العراقي إلا الخير عندما يخلصون النية والموقف, وعندما يتصرفون طبقاً لروحية ووصف تلك العناوين على أساس قياسنا لتراث الأمة وماتحمل من معاني وما نتوقعه كذلك من حامل ذلك العنوان من مسؤولية تجاه خالقه أولاً وضميره بالدرجة الثانية.

 

فقد أعتمد الأسلام على التعبئة العقائدية في السلم والحرب. ففي السلم تجده على سبيل المثال يرسخ "مبدأ المسلم أخو المسلم" ( لايظلمه ولايخذله ولايحقره ) و ( حرام دمه وماله وعرضه ) . وفي الحرب تجده مثلاً يرسخ "مبدأ لاتغلوا ولاتغدروا" ( لاتقتلوا شيخاً ولاتقتلوا أمرأة ولاتقطعوا شجر ) .

 

لذلك تجد المسلمين في معركة بدر قابلوا طغيان قريش وكبريائها وأسلحتها, بل وبكل جبروتها بما لايزيد عن 313 مقاتلاً. فماذا كانت أسلحتهم ياترى ؟ خمسة سيوف وبضع من الخيل وناقة ! ولكن كانت لديهم التعبئة الإيمانية التي زلزلت الأرض تحت أقدام المشركين. فالنصر لايرتبط مفهومه بالعدة والعدد وإنما يرتبط بالإيمان والعقيدة, فقد عبئهم الإسلام تعبئة لو تداعت عليهم أمم الأرض لهزموها, تلك هي التعبئة النفسية ( السلاح رقم واحد ) .

 

وبالمناسبة, هناك علم يدرس حالياً لطلبة الكليات العسكرية في معظم دول العالم هو علم النفس العسكري أو الإجتماع العسكري, مهمته هو تعبئة المقاتل أو الطالب الفرد. وأول دروسها هي ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ) و ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) .

 

فأول التعبئة هي النفس, تلك التي تضمن الخلود في الدنيا والآخرة. فيتعلم المرء منها من أنه إذا ترك الدنيا يبقى ذكره خالداً بين الناس, هذا فضلاً عن الجزاء والمجد والعزة والإرث الذي سيتركه للأمة بما سيحصل عليه من الشهادة في سبيل الله تعالى.

 

إذن فالإقدام في مثل هذا المورد متعين. أما إذا ماأعطيته السلاح من دون عقيدة ! فجوابنا في ذلك هو علوج الأقزام خير مثال, وصدق الشاعر حين قال:

 

أيها المستعير ألف سلاح ..... لأعاديك كل ماتستعير

هزك الذعر, لا الحديد ولا النار .... وعبئ على الوغى المذعور

فالقلاع المحصنات, إذا الجبن حماها ...... خورنق وسدير

 

لذلك, من يبارز البعث ومجاهديه اليوم يعلمون جيداً أنه لا فرار لهم من الموت, لأنهم مهزومون من داخل أنفسهم, فقد هربت جحافل المحتل ومدرعاته وسيلحق بهم أعوانه بإذن الله, بالإيمان والعقيدة التي هي الأساس والقوة في النصر وذلك هو الإنجاز.

 

ذلك هو ماأعتمده الرسول الكريم مع جيوشه في مواجهة أعداء الأمة بالتعبئة العقائدية. فالفرد الذي يتحلى بهذه النفسية وتلك الروح العقائدية في الإقدام والتضحية, فلا تنتظر منه إلا الفتح المبين.

 

فالإنسان إذا ماشعر قليلاً بالغيرة على دينه وأمته ووطنه, سيعرف حينذاك ماذا يعني الشاعر في قوله

ولو أن الحياة تبقى لحي لعددنا أضلنا الشجعانا ..... وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا

 

فالفكرة هي عندما ينهزم البعض من الداخل, لأنه لايحمل تلك العقيدة وذلك الإيمان بدولة البعث ليكون من النخبة من أبنائها المخلصين المجاهدين, الذين تقودهم العقيدة وتدفعهم العزيمة لبلوغ مايطمحون إليه.

فهم نماذج قل أن تأتي بهم الدنيا, ولو راجعنا تأريخ الجيوش والحروب والثورات لوجدنا أن هناك أبطالاً عظام, فذاك سيد شهداء أهل الجنة الحسين ( ع ) , وذاك خالد بن الوليد, سعد بن أبي وقاص, القعقاع, المهلب بن أبي صفرة, شرحبيل, موسى بن نصير وغيرهم ممن خلدهم التأريخ بأنقى وأشرف صفحاته.

 

ولجيش القادسية ( قادسية القائد الشهيد صدام ) نصيب هو الآخر من تلك الرموز والأعلام الشامخة فالقائد الشهيد والشهيد عدنان خير الله, وعبد الجبار شنشل, وسلطان هاشم, وهشام صباح الفخري, وغيرهم من أبطال ذلك الجيش الأبي اليعربي. فقد أنتصر العراق بجيشه المقدام, لأنه كان ناصراً لله محصناً وقوياً من الداخل, فهو مؤمن بعقيدته وقضيته كذلك, وهو باق كذلك وسيبقى.

 

ولكم المثل في أحد رجالاته, ذات مرة شاهدت من على شاشة التلفاز الفريق الركن رعد الحمداني قائد فيلق الحرس الجمهوري  ...الله ...الله يابلدي كم أنت عظيم وكبير, حقيقة يشعر المرء بالفخر عندما يعلم أن هناك أبناء مخلصون لقائدهم وبلدهم بل ولأمتهم كذلك, والأمثلة كثيرة بل وكبيرة أيضاً, ومثال آخر عن اللواء ممتاز البياتي آمر مدرسة الدروع ( من منا لايعرف هذا الرجل في كل العراق ) .

 

حقيقة هما عنوانان من عناوين الأيمان والعقيدة التي يحملها ذلك الجيش العراقي الباسل, لقد رفضوا كل المغريات وآثروا البقاء في منازلهم على خدمة المحتل وأعوانه, فطوبى لكم ولأمثالكم ودمتم رجالاً وأبطال.

 

ولانذهب بعيداً عن شيخ الجهاد والمجاهدين قائد العراق وشعبه الشرعي المهيب الركن عزة إبراهيم ( أعزه الله ) وأيده بنصره, فهو قائد الركب المؤمن بالله ورسوله ومتقدم المجاهدين والمقاومين الأبطال.

 

تحية لكم

 

 





الاحد ٢٠ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. علي خليل أسماعيل الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة