شبكة ذي قار
عـاجـل










I ) في لعبة تحريك الغرائز :

منذ فترة و ليست بالقصيرة تعود الي فترة السبعينات تنبه أبرز القادة و أكثرهم بعد نظرو يعلم الله كم علي العرب أن يترقبوا حتي تنجب أمتهم غيره ممن يقترب منه رؤية و فعلا الي مسألة تعامل العقل العربي و المستجدات السياسية التي لا يري فيها الا الصفحة المكشوفة و ردا علي أحد الصحافيين الغربيين قال : ان الزمن الذي يتعامل فيه الغرب مع العقل العربي باعتباره عقلا لا يقرأ الأمور إلا من خلال صفحة واحدة قد ولي فالعربي و هو يمتلك ارادته المستقلة قطع مع ذلك و أصبح يبني رد فعله علي أي ظاهرة بقراءتها في صفحات متعددة ... أي عليكم أن تتعاملوا معنا باعتبار أن المقابل لكم يمتلك العقل البنائي في رؤيته و ليس انسان كسول حتى بفكره و لا يجول ببصره و بصيرته فيما تخفيه الصفحة من صفحات أخري و لو بالتخمين و القراءة ... رؤية اعتقدنا أنها فاعلة بصيغة التقدم الي أمام ... غير أننا و منذ اندلاع الحراك الشعبي نشعر بارتداد تحول العقل العربي فيه الي عقل اخباري ناقل و متفاعل غرائزيا مع ما يروجه الاعلام دون أن يكلف نفسه و قتا محدودا جدا بقياسات ما يمارسه من وقت في المتابعة لذات الخبر و تفاعلاته ... النتيجة عقل ينحدر الي ما قبل ظهور الاسلام بصيغة الرؤية و يدفع الي انتاج سلوك اجتماعي يقترب حد التطابق مع ما كان سائدا في فترة الجاهلية التي تتفوق عليه بوجود أمثلة متقدمة وعيا عليه رغم الفارق الزمني الذي نعرفه ... مثالا علي ذلك .. كل أدبياتنا الاخبارية الناقلة لتاريخ أجدادنا العظام تؤكد حادثة هامة حصلت قبيل ظهور الاسلام و في سنة مولد الرسول العظيم ( صلي الله عليه و سلم ) تلك الحادثة التي جمعت بين ابرهة الحبشي و عبد المطلب جد الرسول و المتعلقة بحجز الأول و هو يستهدف حصار مكة و هدمها ابلا تعود ملكيتها لعبد المطلب سيد قريش ( مكة ) و المكلف بإدارة البيت ( سقاية و رفادة ) و كيف تعاطي عبد المطلب مع الحادثة و هو يعرف ماذا يستهدف ابرهة من مجيئه و حصاره لمكة ... " ألم يقل له للبيت رب يحميها " كرد علي محاولة الاستفزاز التي مارسها ابرهة بحقه ... ثم هل كانت الحادثة الوحيدة في تاريخ أجدادنا لا أبدا ففي ظل الاسلام و حتي في فترات الضعف أو استعادة القوة تتكرر مثل هذه المواقف:" هل غاب عنا سلوك الناصر صلاح الدين الأيوبي في تعاطيه و جملة الأفعال المرتكبة من الغرب في حق المقدسات ... ثم ألا يعرف العرب المسلمون أن أكبر كاتدرائية في البرتغال في مدينة "كوينبرا" تحتوي علي بيت قداس مغلفة بعظام المسلمين الذي نبشها البرتغاليون من المقابر الاسلامية و ألصقوها علي جدران بيت القداس بصيغة التبرك ... ثم ألم يستخدم الاسبان المسجد الجامع الشهير ـ جامع الزيتونة ـ مربطا لخيلهم و دمروا مكتبة العبدلية بما فيها من نفائس و مؤلفات ...لمدة أسبوع كاملا سنة 1557 ... اذن مسألة استهداف المقدس ليس حديثة و ليست وليدة مرحلة ما من مراحل العلاقة القائمة بين العرب المسلمين و الغرب المسيحي ...فهي حالة تظهر كلما تفوق الغرب قوة و اقتدارا علي العرب و تنكفئ كموجة كلما استجمع العرب المسلون قوتهم ... فلماذا تفعيل رد الفعل بصيغة اعلامية علي حساب تفعيل القوة المادية الضرورية لجعل الآخر ينكفئ قبل التفكير في الاستهداف ؟.... الاجابة علي ذلك تفسرها طبيعة الأطراف الاسلامية التي أثارت الصخب الاعلامي حول هذه الاساءة في وضعها الزماني رغم حدوث الاساءة بصيغة سابقة و الصخب الاعلامي الذي مارسته و افرازاته المؤشرة في جانب و في جانب آخر يكشفها أيضا السكوت التام من طرف اسلامي آخر رغم أنه أقام الدنيا و لم يقعدها عندما صدر كتاب "الآيات الشيطانية " ...مما يجعل السؤال هل تثوير الغرائز هذه لها موقع ما في لعبة تقليم الأظافر القائمة في علاقة الأطراف الدولية و الاقليمية بالكعكة العربية .

 

II ) تثوير الغرائز عامل من عوامل لعبة تقليم الأظافر القائمة في علاقة الأطراف الدولية و الاقليمية بالكعكة العربية:

اذا كان الأستاذ صلاح المختار قد عالجها استباقا بصيغة مكثفة و في مختلف جوانبها في سلسلة المقالات التي نشرها تحت عنوان  اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود وبين الاستهداف المراد من تفعيلها و التركيز عليها سواء في جوانبها السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ... محدد:... ) طبيعة انعكاساتها سواء الآنية أو المستقبلية داعيا الي احلال العقل في زمن عربي طغت فيه الصورة علي الحجة ... و النظرة المنقولة علي النظرة النابعة من احتياجات الناظر نفسه ... و السلوك التابع بدلا علي السلوك النابع من الذات في علاقتها بالواقع ... بما يجعل من فعل الأمة العربية الجمعي يتجه نحو الفعل المحصن لا الفعل الحاث علي تعدد الاختراقات بما يسهل التمدد الدولي و الاقليمي في الجسد العربي و تحويله الي حالة مفعول بها لا فاعلة ... ـ ب ) تسفيهها كعامل يمكن أن تبني عليه السياسات في مختلف ميادين الحياة ... مؤشرا في ذات الوقت جملة من الأدوات سواء النظرية أو العملية لمواجهتها عامة أو التقليل من مخاطرها علي الأمة العربية باعتبار تحريك الغرائز في المجتمعات محدودة الوعي و المتعلقة بالموروث تستخدمها الولايات المتحدة كأداة استراتيجية في صراعها من أجل النفوذ في فترة الوفاق الدولي و تستخدمها بأكثر اصرار ما بعد سقوط نظام ثنائية الاستقطاب الدولي لجعل رؤيتها القائلة بأن القرن الواحد و العشرين قرنا أمريكيا رؤية قابلة للتحقق ...اما بصيغة استغلال الأزمات و تعميقها أو بصيغ افتعالها ... حتى و ان كان الافتعال متعارضا و ما ترفعه من شعارات " ديمقراطية و احترام الآخر ..." و التي بموجبها تناسي العديد من العرب عهرها البائن و المكشوف و الموثق في العراق و نذالتها في فلسطين و انساقوا صداقة لها و تلميعا لصورتها و هي تركب حراكهم الشعبي الذي بشر بولادة جديدة للأمة في انطلاقته لتحوله انحرافا صورة و فعلا و تصورا لفائدة استراتجيتها تحت أنظارهم و بقبول يثير القرف حد النقمة وصل حد الاحتضان لرموزه ( صورة الجبالي و هو يحتضن ماكين ـ و شعارات التكبير المرددة في استقبال هيلاري في طرابلس الغرب أو تلك التي رددت في استقبال للسفير الأمريكي في مدينة حمص السورية ) ... ذاتها أنتجت الفلم و بشخوص عرب بشكل خليط يجمع كل المراقبين علي أنهم حالة منبتة كتلك التي سلمتها ادارة العراق بعد احتلاله من ناحية و من ناحية ثانية شخوص يماثلون الشخوص التي ساعدتهم علي استلام مفاتيح السلطة في بعض الأقطار الحراك الشعبي بصورة المرحلة الانتقالية ... أي التوجه الي فرقعة الواقع الاجتماعي بصيغتين الطائفية الدينية في المناطق التي تضم مكوناتها و مذهبية داخل حتى الطائفة الواحدة و تغذية الطائفية السياسية بعوامل صراع جديدة بلغت في بعض الأقطار حد الملا سنة اللفظية بين أعضاء السلطة التشريعية ( حادثة محرزية عضوة المجلس الوطني التأسيسي التونسي عن حركة النهضة الاسلامية في دفاعها عن الأمريكان و محاولة اسكاتها للسيد أحمد ابراهيم عن تطرقه محملا الأمريكان الانهيارات القائمة في السياسة الدولية ) .

 

غير أن قانون الأفعال مهما كانت يحتسب امكانات ارتداد الفعل علي فاعله كما بينه الاستهداف المباشر للأمريكان ( حادثة مقتل السفير الأمريكي في بنغازي ) بما جعلهم يصرحون كاشفين دورهم في ايصال الأسلمة الي السلطة تحت تأثير الصدمة ( قطعا سيتراجعون عن ذلك بعد تحقيق غرضهم من الحادثة و يعتبرون التصريح زلة لسان بفعل الغضب ) .غير أن "مجتمع ألشركات " سياسيا كالمجتمع الأمريكي لا يعير وزنا كبيرا لمثل هكذا خسائر بقدر ما يحتسب نتائجها ربحا ...سواء بصيغة التوظيف الاعلامي لترويج تصور لتحقيق الحشد الضروري وراءه أو بصيغة التغطية علي حالة انسانية مقرفة و تقديم النفس علي أنه مجتمع الضحية و أمثلة ذلك قائمة في تاريخ هذا المجتمع ( حالة الرهائن الأمريكيين من أصل ياباني ... و التضحية بميناء بيرل هاربر قبل الدخول المباشر في الحرب الثانية ) .هذا السلوك يتممه سلوك قائم في مجتمعات الأطراف الاقليمية الفاعلية ( تركيا ـ ايران ) التي اعتبرت نفسها غير معنية بالأمر ... علما من أن ايران و تركيا ... أقامتا الدنيا بصخب اعلامي غير مسبوق عندما نشر كتاب " الآيات الشيطانية " هل يعني ذلك تخليا منهما عن لافتة الدين ؟ و هذا غير وارد جملة و تفصيلا ... أم ترقبا لأجراءات السيد قصد الانخراط فيها ... أم أن لعبة شرذمة الأمة العربية بتفعيل الغرائز تستهويهم ليقدموا أنفسهم بدائل عنها بصيغة التقاسم ...؟

 

يتبع ..

 

 





الجمعة ٢٧ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة