شبكة ذي قار
عـاجـل










-حتى لا يتحول العقل العربي الي لوحة يعلق عليها المنبت والعميل مواويل الطائفية المقيتة ويتهم المقاومة وأنصارها بالصلاة في هياكل ولاية الفقيه-


اذا كانت عهود الكبت و الصنصرة المعرفية بكل أنماطها سواء بصيغة المثاقفة الفكرية المباشرة أو الاعلامية في صيغة خبر أو تعليق قد جعلت من المواطن العربي يستخدم العقل في كل ما يقع أمام عينيه من حدث سواء كان مادي أو معرفي أو اعلامي و يمارس النقد المستند الي الحجة و البرهان والرؤية المنطقية ازاء نفسه و اتجاه الآخر من أبناء أمته بحثا عن نقاط الالتقاء و التوحد لإزالة الهم المشترك...مما جعل انتاج مرحلة الكبت و الصنصرة التي مارستها الأنظمة العربية تزخر بكتابات تعد بمستوي المراجع رؤية و تحليلا لما تعانيه الأمة العربية من حالات تغييب و اقصاء محددة بشكل علمي طبيعة الأعداء و أصنافهم و أسلوب خطابهم و الطرق التي يعتمدونها لخلق مزيد الاختراق في نسيج المجتمع العربي بهدف شيطنة ثقافة المقاومة التي توافقت و صعود الفعل المقاوم في العراق ردا علي الاحتلال المركب الصهيو ـ أمريكي ـ ايراني أساسا أو حرف أنظار أبناء الأمة بالتخليق المصطنع في شكل من أشكال خلط الأوراق و صناعة قيادات ميدانية بمفهوم الترويج و ابعاد الأمة العربية عن همومها الحقيقية مثالها (( حزب حسن بن نصر الفارسي )) ... فان الحراك الشعبي العربي وفي انطلاقته من تونس أشر بداية واعدة في بلورة و ظهور العقل العربي المستند الي الرؤية العميقة والمعتمد تاريخية الظاهرة و خصوصيتها الانسانية في حدود الأمة العربية أو باتجاهاتها الإنسانية عامة بما يجعل من العقل العربي يتحول الي اتجاه العقل الفلسفي قاطعا بذلك علاقته بمرحلة العقل السياسي الايديولوجي الاخباري الخطابي ... تأشير اصطدم

 

ـ أولا بخلط متعمد للمفاهيم والرؤى لعب فيه الاعلام الموجه دورا مركزيا مؤثرا تحول من خلال تأثيره كل العرب الي متابعين نجباء لوسائل الاعلام و ملاحقة الخبر... وفي مثل هذا التساوي تتعادل العقول في اكتساب الخبر ولكنها تتباين قدرة علي الاستنتاج و الرؤية السليمة مما يجعل من المعرفة مجالا للتنافس والعداء بين أبناء الأمة العربية بدلا من أن تكون مجالا للتكامل والبناء بينهم...

 

ـ ثانيا استغلال انهيار حاجز الكبت العام للتنفيس الذاتي دون اعتبار لأي رادع قيمي بالمفهوم الأخلاقي الانساني باعتبار الفهم المنقوص لمفهوم حرية الرأي و التعبير في ذات العديد ممن هم متصدين للكتابة و المثاقفة حتى و ان هم مارسوا الشتم و الاتهام و الشيطنة للآخر دون دليل مما يجعل ممارستهم تلك لا تخلو من تقصد يطرح أكثر من تساؤل...؟نراه متأكدا في النقاش القائم و المرتبط بالحراك الشعبي في سوريا المركوب عالميا و اقليميا من أكثر من طرف و ما يقدمه من نماذج صارخة في هذا الاتجاه... كيف ذلك؟

 

تطالعنا عديد المنشورات طارحة جملة رؤى مرة تحليلا و أخري بصيغة تساؤلات... تسفه وجهة نظر المتبنين للفكر العربي الثوري و لأكن واضحا أكثر "وجهة نظر البعثيين" رؤية و تحليلا فيما يعيشه الوطن العربي من ضغوطات دولية و ان أثبتت تلك الرؤي صحتها تحليلا و استقراء بما يجعل من رؤية البعث العلمية حالة متقدمة في الواقع العربي..ابتدأت هكذا منشورات اما بصيغة الشيطنة أو التساؤل الاستنكاري :

ـ أولا : منذ صعود الخمينية للسلطة في ايران بحجة "الثورة المثال " التي أسقطت الشاه حليف الغرب و الصهيونية.."الثورة " حليفة الثورة الفلسطينية متغاضين عن شعارها القائل " تحرير القدس يمر عبر كربلاء ـ بغداد " محملين النظام الوطني في العراق مسؤولية التصعيد الذي أفضي الي حرب دامت ثماني سنوات و شكلت البداية الحقيقية لما تبعها من استهداف مباشر للعراق من قبل حلفاء الشاه في قراءة غرائزية تنفي مفهوم الوطن و تحل محله العقيدة بفهم سطحي لا يعكس الا العداء لما هو قومي تحرري بهروبه الي العالمية غير مترددين في الانحياز خطابا و فعلا و الالتقاء مع النظام السوري الذي ينتقدوه الآن في ذات الكفة الي جانب أعداء الأمة العربية سواء بمنظور الرؤية التاريخية أو بمنظور المصالح الجغراسياسية التي يفرضها الحس الوطني في عصرنا الحاضر...انحياز أفضي الي جملة توترات داخلية في الوطن العربي جعلت من الخمينية تحقق اختراقا استراتيجي لا في الأرض العربية و انما حتي في العقل العربي بتوليدها لتابع منضبط لفهمها في لبنان تحول مع التداعيات التي عرفتها الساحة العربية منذ 1990 الي منطلق لفعل استراتيجي ايراني بصيغة المرحلة و بما يشكل ذراع فاعلة لتحقيق الحلم الامبراطوري الفارسي الذي عجز الشاه في تحقيقه من ناحية و من ناحية ثانية تحريك النزعة الطائفية بمفهوم الانقسام الأفقي و العمودي للمجتمع العربي الذي فشل الاستعمار بمختلف أشكاله و طيلة قرن من الزمان في تفعيله رغم اعتماده الحركة الصهيونية في ذلك ...

 

ـ ثانيا : الحراك الشعبي العربي و ما أفرزه من توترات داخلية لا تخلو تجلياته من تعدد الأيادي الأجنبية القذرة فعلا و رؤية بداخله...

منشورات و رؤى يطرح مروجها أو القائمين عليها أنفسهم بصيغة " سقراط " العرب الذي علي العقل العربي أن يتبعه... يركب الحدث و يحلله علي مزاجه... بهدف تحقيق حلما ما يتخيله أصحابها في علاقة سخيفة بإعادة احياء الفتنة الكبري بمنظور عصري ... ويتناسي أصحاب هذه الرؤى من أن هكذا طرح هو ما خططت له الدوائر ذات المصلحة في جعل العرب يراوحون في ذات المكان و عملت علي تحقيقه من خلال اصال الخميني للسلطة بديلا عن الشاه بمفهوم " ثورة تسليم مفاتيح " تماما كما هو قائم في أكثر من قطر عربي حاليا كنتاج للحراك الشعبي العربي و هذا ما يقوله أحد قادتهم و مساند نشط لما حصل من قتل و تدمير في ليبيا و لما يحصل الآن في سوريا الدكتور * راشد الغنوشي * في مقال ( بعد طي صفحة صدام والبعث . العراق الي أين؟ ) اثر اغتيال الشهيد صدام حسين المجيد أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي <<إن من كيد الله بالأمريكان والصهاينة أن يجيشوا كل هذه الجيوش لإسقاط حاكم علماني طالما خدم مخططاتهم فينزعوا السدادة التي طالما حالت والعمائم من كل حجم ولون أن تملأ ألساحة كما لم يحصل ويؤمل من زمان بعيد .... خسئ هو وأشكاله ... فهو لا يعدو أن يكون إلا طرفا من مجموع هذه الأطراف التي ولغت من وعاء أنظمة الخليج العربي المعروفة توجها وولاء حتى الثمالة و من ولغ ماديا فلا نعتقد من أنه لم يلغ معنويا من ذات الوعاء الذي تلغ منه ذات الأنظمة ... نعم أنا شخصيا ضد اسقاط الدولة ضد تدمير المؤسسات ... علي شاكلة ما حصل في أفغانستان و الصومال ... و علي شاكلة ما حصل في العراق و ليبيا أساسا. فإذا كنا مع الوصول بالدولة الي مستوي دولة الوحدة بما تعنيه من مؤسسات و هياكل فلن نكون إلا ضد العودة بالدولة القطرية الي ما قبل مرحلة ظهور المؤسسات نصنف علي أننا من أنصار هذا النظام أو ذاك النظام ... فأليكن و ليشرب أصحاب هذه الرؤى ماء البحر ... فالمحافظة علي مؤسسات الدولة القطرية يبقي خطوة متقدمة علي طريق تحصين المواطن العربي و أفضل بكل المقاييس من الانخراط في فوضي عصابات الطائفية بشقيها " ولاية الفقيه أو العثمانية الجديدة كما تمثله الأسلمة السياسية" المستخدمة للخطاب القومي بصيغة تحريضية مشتتة و منافية لطبيعته الوطنية و القومية الانسانية...

 

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





الثلاثاء ١٠ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة