البعث ليس حزبا سياسيا فقط ولا حزبا جماهيريا فقط ولا حزبا يحمل ثقافة محددة فقط ولا حزبا يحمل هما او بعض هموم الامة ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب يشمل كل ذالك بل هو حزب الامة ورسالتها الخالدة وفي محطاته ينصهر الرجال ويصبح المواطن العربي حزبا كاملا وتنظيما كاملا بل امة كاملة اينما يتحرك واينما يتواجد ولعل ابرز دليل على ذالك حينما انطلق الحزب في سوريا كان يعكس ذالك التوجه وقام باول وحدة عربية مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ظل التقسيم والتجزئة وقدم البعث تجربة رائدة في ذالك حينما حل نفسه ثمنا لأهدافه ولوحدة الامة .
وفي العراق الشقيق كان تعبير البعث اكثر وضوحا عن ذاته وكان منسجما تماما مع نظريته حينما قام بثورته البيضاء على نظام الحكم العارفي ومغتصبي السلطة وجهاد وكفاح البعث في العراق فكانت ثورة 17-30 تموز المجيدة التي حررت العراق ووضعته في مصاف الدول الناهضة والمتقدمة وجعلت منه رائدا المشروع القومي النهضوي في قادسية العرب وفي ام المعارك وفي ام الحواسم تجلت شخصية البعثي وعنفوانه وفكره ومبادئه واخلاقه ومعنى الانتماء الى البعث كان واضحا في مقاومة العراق الباسلة والتي يقودها امين الامة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه هو ومجاهدي العراق وفصائل مقاومته الباسلة .
اما في فلسطين فكان للبعث دور كبير وبارز في قضيتها وفي مركز الصراع العربي الصهيوني اذ تبنى القضية الفلسطينية وجعلها بالنسبة له ولمنتسبيه هي قضية العرب الاولى بل القضية المركزية للحزب وللامة وقدم المناضلون البعثيون من اجل قضية فلسطين الشهداء والتضحيات الغالية والنفيسة وما زال يقدم البعث مواقفه الجريئة والشجاعة دعما لجهاد شعب فلسطين ومن اجل عودة فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر .
اما في لبنان فكان عطاء البعث كبيرا وواسعا حيث تبنى القوى الوطنية والتقدمية في لبنان ودعمها بالمال والعتاد ودعم مقاومته الباسلة ضد العدوان الصهيوني ودعم صمود شعب لبنان واوجد الية للتفاهم بين فصائل الثورة الفلسطينية وفصائل المقاومة اللبنانية وقواها الوطنية مما كان له الاثر الفاعل في انتصار مقاومة لبنان على العدو الصهيوني وانهاء الحرب الاهلية في لبنان وعودة لبنان عربيا حرا الى امته .
اما في الجزائر فكان للبعث دور عظيم حيث دعم ثورة المليون ونصف مليون شهيد وقام منتسبو البعث بجمع التبرعات وفتح مراكز التدريب دعما للمجهود الحربي الجزائري ودعما لثوار ومجاهدي الجزائر التي نالت استقلالها واصبحت قطرا عربيا وطنيا متحررا يدعم قضايا الامة ويساند مشروعها القومي التحرري .
اما في اليمن فحدث ولا حرج عن موقف البعث وطليعته الثورية التي شاركت في بناء اليمن ووحدته واستقلاله وفتحت الجامعات والمعاهد والمعسكرات لاستيعاب الاخوة اليمنين وتعليمهم وتدريبهم فكانت ثورة الوحدة في اليمن اكبر مثال على ذالك .
ونضالات البعث كانت واضحة ومميزة في جيبوتي وارتريا والصومال والاسكندرونة والاهواز وسبته وام ليله والجزر العربية الثلاث وموريتانيا وليبيا ومصر والاردن ودول الخليج العربي فأنتجت هذه التضحيات طلائع ثورية ورجالات مؤمنة .
اما في السودان فتحية الى شعب السودان والى ابطال السودان ومجاهدي السودان ومدرسة البعث في السودان كانت الرائدة والاولى في انطلاقتها وتفجير شرارة ثورتها ضد التخلف والتجزأة والجهل والمرض فكانت الثورة الشعبية في السودان بقيادة الاخوة والرفاق الابطال والصناديد الذين رفضوا سياسة الخنوع والخضوع للوضع العربي المتردي واستنهضوا الهمم وفجروا طاقاتهم وامكانياتهم المتواضعة من اجل حرية السودان ووحدته وتقدمه وازدهاره فكان رواد هذه الثورة المعتقل محمد البوشي الامين القطري المساعد والرفيق عبد الله الحسن مسئول اللجنة السياسية في الحزب ومنتسبي مكتب الثقافة والاعلام ورواد مكتب الطلبة والاخوات المجاهدات الماجدات وداد درويش ومروة التجاني ونمارق ورضوان داؤود .
وهكذا يقدم البعث نموذجه الوطني والقومي على ارض السودان ثورة شعبية طلائعها من منتسبي ومناضلي البعث المثقفين والثوريين وطليعته الرسالية المؤمنة فهنيئا للسودان بثورته الشعبية وبمدرسة البعث التي يقودها وهنيئا للبعث بطليعته المؤمنة الرسالية الثورية التي نفضت الغبار عن كاهلها واستعادة زمام المبادرة في التصدي لاعداء الامة من الإمبرياليين والصهاينة والرجعيين والشعوبيين لتزهر ثورة السودان ولتزهر شائق النعمان في السودان مشاريع شهادة ومشاريع بناء وتضحية ومشاريع ثورة باسم الامة كلها ماضيها وحضرها ومستقبلها ومستلهمة ثورتها من دروس الاوائل من الصحب الكريم على نهج ذات الشوكة ليصدق عليهم قول الحق عز وجل " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً" .
عاش البعث العظيم وطلائعه الثورية
عاشت الامة العربية المجيدة
عاشت ثورة السودان بقيادة مدرسة البعث ومجاهديه
