شبكة ذي قار
عـاجـل










في السابع من حزيران الجاري ، تمر على العراقيين والعرب ، الذكرى الحادية والثلاثين للعدوان الصهيوني الاثم ، بالإغارة على المفاعل النووي العراقي بالطائرات الصهيونية ، وقصفه بقنابل مختلفة الانواع والتأثير.


فمن المعلوم ان القيادة السياسية ، منذ مطلع عقد السبعينات من القرن العشرين المنصرم ، كانت قد التفتت إلى فرنسا ، للحصول على التقنيات الغربية المتقدمة ، في المجال النووي ، لنقلها الى العراق ، حيث تكلل التعاون العراقي الفرنسي يوم ذاك ، في تجهيز العراق ، بمفاعل يعمل بالماء المخفف واليورانيوم المخصب.


وكان البرنامج النووي العراقي المذكور ، حلقة متقدمة ، في سلسلة حلقات التنمية الشاملة في جانب التصنيع الوطني ، ونقل التكنولوجيا المتطورة ، التي كانت تتقبل فكرة النفقة المستنفدة في الصناعات الاستراتيجية ، ومنها نقل التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية ، التي كان ينظر اليها كعامل توازن للقوى ، في الصراع العربي الصهيوني ، حتى ولو تم ذلك في اطار امتلاك العراق ناصية تلك التكنولوجيا ، للأغراض العلمية ، والاستخدامات السلمية فقط.


ولأن الاستراتجية الصهيونية الاقليمية ، كانت مبنية على الهيمنة والتفوق التقني والعسكري في المنطقة ، بحيث ينفرد الكيان الصهيوني بدور شرطي المرور فيها ، وهو ما نبه اليه البروفسور اليهودي إسرائيل شاحاك في كتابه ( أسرار مكشوفة .. سياسات الكيان الصهيوني النووية والخارجية ) من ( أن الاستراتيجيات الإسرائيلية إقليمية في توجهها في نهاية الأمر ، وهي فرض سيطرتها على كامل الشرق الأوسط من خلال انفرادها بسياستها النووية ) ، فانه لم يكن من المسموح به في حسابات القوى الكبرى ، ان يتخطى العراق الناهض ، تلك الحدود المسموح بها ، ومن ثم كان لابد من ضرب قاعدته العلمية والتكنولوجية ، وإيقاف عجلة التنمية فيه ، لكي يظل بلدا متخلفا ، عاجزا عن التأثير في الساحة الاقليمية.


وتطبيقا لتلك الاستراتيجية التي ذكرها البروفسور اليهودي شاحاك ، فقد استغل الكيان الصهيوني المدعوم استراتيجيا من امريكا وأوربا ، انشغال العراق بالحرب مع إيران ، التي كان قد مضى عليها ثمانية اشهر ، واستثمر المعلومات ، وصور الاقمار الصناعية ، لموقع المفاعل النووي العراقي ، التي تلقاها من حلفائه في الغارة التي قامت بها الطائرات الإسرائيلية على ( المفاعل النووي العراقي ) ، وتدميره بالكامل في السابع من حزيران من العام1981 ، وبذلك العدوان الاجرامي ، تحققت الصفحة الاولى من صفحات مخطط سحق مشروع الامة الناهض ، الذي كان عراق ثورة السابع عشر من تموز المجيدة ، قاعدته الناشئة ، الذي انتهى بالاحتلال العسكري الامريكي البربري للعراق في التاسع من نيسان عام 2003.

 

 





الاربعاء١٦ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة