شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد الإجراءات القسرية التي قام بها الوقف الشيعي في العراق ،بأستملاك مرقد الإمامين العسكريين عليهما أفضل السلام،وبعض الجوامع في البصرة والموصل وبغداد وكركوك وغيرها من المحافظات،وانفجار الوضع السياسي بين الكتل المتصارعة على السلطة والحكم،بشكل محموم وسريع ،أصبح من المؤكد أننا ذاهبون إلى حرب الأهلية ،التي طالما حذرنا منها مرارا وتكرارا،وسببها غياب الثقة بين الأطراف وانعدام الشعور الوطني للأحزاب المتنفذة والحاكمة في العراق منذ انتهاء تواجد الاحتلال الأمريكي من العراق ولو شكليا،وتفرد الحزب الحاكم في الاستحواذ على المناصب السيادية والأمنية وإقصاء الكتل السياسية وتهميش فئة رئيسية من الشعب من الحكم وزج غالبيتهم في السجون السرية والعلنية بحجة الإرهاب ،وصار كل من يعارض السلطة مشمول بمادة ( 4ارهاب ) والتي حورها الآخرون إلى مادة ( 4سنة ) ،وهكذا يكون المشهد السياسي والشعبي قد دخل في النفق الأظلم في العراق،وصرنا قاب قوسين أو أدنى من الحرب الأهلية إن لم نكن قد دخلناها فعلا بعد استيلاء الوقف الشيعي على جوامع السنة وفشل الكتل السياسية في حلحلة وضع الحكومة المتأزم جدا والذي يشهد عملية انهيار تام بسحب الثقة من حكومة المالكي،والجديد في الأمر هو دخول التيار الصدري بقوة هذه المرة وإصراره على سحب الثقة والاصطفاف مع خصوم المالكي من القائمة العراقية والتحالف الكردستاني ، بالرغم من ضغوط إيران المباشرة على زعيم التيار مقتدى الصدر ( اجتماعه وطرده لقاسم سليماني في النجف ) بعد زيارته له والضغط عليه للعدول عن رأيه بسحب الثقة من المالكي،في وقت ترشحت الأخبار أن حزب الدعوة يخزن السلاح في مقراته في الجنوب، لمواجهة احتمالات سحب الثقة ،وتحركات جيش المهدي ،الذي ابلغه زعيمه بالحيطة والحذر والاستعداد عن أية حالات طارئة تواجهه بعد سحب الثقة من الحكومة،وتشهد اربيل والسليمانية حراك سياسي محموم لتجميع الأصوات اللازمة من أعضاء االبرلمان لسحب الثقة من حكومة المالكي ،خاصة بعد إعطاء الصدر الضوء الأخضر لاجتماع اربيل والنجف، وإعلانه انه جاهز لإعطاء أصوات التيار الصدري لغرض سحب تلك الثقة ،وردا على اسئلة أتباعه واحمد الجلبي له حين طلبوا منه الإيضاح عن ضغوطات إيرانية ومرجعية عليه قال ÷ ( سأصبح علمانيا ولا التزم بأية ضغوط تمنعني من سحب الثقة عن المالكي ) ، وفي المقابل يعمل المالكي لحشد الأصوات والعشائر والبرلمان والقوات العسكرية والاستقواء بإدارة اوباما وتدخلات سفيرها في العراق وكذلك تدخلات حكام طهران السافرة ،وإجراء مناورات مفضوحة الغرض منها الابتزاز السياسي والضغط على خصومه من التحالف الكردستاني والعراقية لغرض تخويفهم وعدولهم عن سحب الثقة،وما إجراءات مجالس المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الدعوة وتهديدها بإعلان الأقاليم والنزول إلى الشارع في حال سحب الثقة ،إلا دليل على استماتة المالكي وحزبه في السلطة ، وعدم قبوله المشاركة في الحكم ،وتفرده في السلطة،وإعلان الدكتاتورية الفردية في الحكم،إذن نحن على مفترق طرق جحيمية يعيشها العراقيون من تفجيرات واغتيالات واعتقالات وصراعات سياسية دموية على السلطة والمناصب والمكاسب،أوصلتنا إلى حرب أهلية حقيقة،وما تفجيرات الأمس في بغداد إلا إيذانا لها،وعودة إليها ،يغذيها نظام طهران وجهات إقليمية ودولية أخرى في مقدمتها أمريكا وإسرائيل، الحرب الأهلية قائمة لا محالة والله يستر .......

 

 





السبت١٢ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة