شبكة ذي قار
عـاجـل










يعرف المواطن العربي ، الخلفية التاريخية لقيام الجامعة العربية. حيث كان انبثاقها في حينه، في اطار تداعيات اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت ، التي ارتكب فيها الغرب ،ابشع جريمة في حق العرب،في تاريخهم المعاصر ، عندما قسم الوطن العربي الى دويلات ، ومحميات هزيلة ، اعجز من ان تحمي نفسها من أي تحدي يواجهها ، في حركة تطور الحياة المعاصرة . وبهذا لم تكن مبررات قيام الجامعة العربية من الناحية العملية ، استجابة لرغبة عربية محضة لتوحيد العرب ، ولم الشمل ومواجهة التحديات المصيرية التي تواجههم ، بقدر ما كانت استجابة لمصالح الامبريالية الكونية ، واسنراتيجيتها الدولية في المنطقة العربية.


ولذلك لم يكن المواطن العربي في يوم ما ، يتطلع بشيء من الامل الى ما ستتخذه الجامعة من قمتها في بغداد ، من قرارات ترتقي الى مستوى التحديات المصيرية التي تواجه الامة العربية ، ارضا وانسانا وكيانا ، بسبب من الاحباط الذي احاط بالمواطن العربي ، منذ نشأة الجامعة العربية ، وما عقدته من قمم ، حتى هذه اللحظة . اذ يرى فيها اداة اقليمية بمسماها بغطائه العربي ، مسخرة لخدمة اغراض القوى الكبرى بالدرجة الاولى .


وقد جاء اجتماع القمة هذه المرة كالعادة ، بائسا ومتواضعا ، على وفق ما توقعه الجمهور العربي منها، سواء على مستوى التمثيل الرسمي للحضور، اوعلى مستوى القرارات المتواضعة التى اتختها القمة ، التي لاتسمن ولاتغني العرب من جوع . ولعل العربدة الصهيونية ، في قمع الفلسطينيين في ذكرى احيائهم يوم الارض ، الذي تزامن مع انعقاد القمة ، خير دليل على استهانة العدو الصهيوني، بقرارات القمة ، واستخفافه بها ، كما ان اقرار القمة بان الازمة السورية قد خرجت من سلطة الجامعة العربية ، الى اروقة مجلس الامن ، تعكس عجزمؤسسة الجامعة وقمتها،عن التعاطي مع الازمات والقضايا العربية ، بارادة عربية خالصة ، وتشرعن التدخل الاجنبي في الشان العربي ، على كل تداعيات هذا التدخل السلبية على الحال العربي،وما حصل من تقسيم للسودان ، واحتلال امريكي غاشم للعراق ، والفوضى في اليمن ، ونفض يد القمة العربية من الاصلاحات والتنمية الشاملة المستدامة ، للارتقاء بالحال العربي المنهك الى مستوى افضل ، على غنى الوطن العربي بالنفط والموارد الطبيعية ، ماهي الا دلائل دامغة ، على عجز الجامعة العربية ، وهزال اجتماعات قممها المنهكة ، عن درء التحديات المحدقة بالعرب من كل حدب وصوب ، وهو ما يتوافق مع انطباع الانسان العربي ، عن اجتماعات القمم العربية.

 

 





السبت٠٨ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة