يمكن تعريف جرائم الحرب ، هي ( خرق لقواعد القانون الدولي الانساني خلال نزاع مسلح بين الدول او خلال احتلال بلد ما. (
والقانون الدولي الانساني هو جزء من القانون الدولي العام ، ويتجسد القانون الدولي الانساني في الاتفاقيات التي تبرمها الدول لتنظيم النزاع المسلح ( المعاهدات ) ، وكذلك العرف الدولي النابع من ممارسات الدول  والمقبول من جانبها باعتباره إلزاميا ، فضلا عن المبادئ العامه للقانون.

وجاء قسم كبير من قواعد القانون الدولي الانساني في اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 ، واليوم تعد جميع الدول ملزمه باحترام هذه الاتفاقيات.

لكن أمريكا في السنوات الماضية أخذت تفعل ما تريد دون النظر لأي قانون أو مواثيق ومعاهدات دولية ، لأنها تتصرف وكأنها هي سيدة العالم وعلى الآخرين اطاعتها وعدم الاعتراض على سلوكها وتصرفاتها ، وقد عبر عن ذلك الأرعن بوش عندما أكد بأنه ( من لم يكن معنا فهو عدون ) . لذلك قامت بخرق المواثيق الدوليه واتفاقيات جنيف عند غزوها واحتلالها العراق ، وكنماذج على ذلك الآتي :

1 – جرائم القتل العمد :

تجسد ذلك في آلاف الجرائم ، سواء عن طريق قتل المعتقلين جراء التعذيب،  او بطريقة الاستهتار بحياة المواطنين في شوارع مدن العراق  ، او اثناء المداهمات والاعتقالات لدور ومساكن المواطنين الآمنين . وقد كانت حصيلة هذه الجرائم التي نفذتها القوات الأمريكية ، وعملاء الحكومة التي نصبته ( 000 /500/2 ) مليونان وخمسمائة شهيد من المواطنين العراقيين ، دمائهم في رقبة من سهل للأمريكان غزو واحتلال العراق ، ومن يصر على موقفه ويعبر على ذلك بحضوره مؤتمر ( القمامة ) في بغداد المحتلة . ويعلم هؤلاء أن هذه الجرائم لا تسقط بتقادم الزمن ، وسوف يعاقب عليها من ساهم بها عاجلاً أم آجلاً .

2 -  التعذيب :
يمكن تعريف التعذيب وفق قرار الجمعيه العامه للأمم المتحدة 3452 ( د-30 ) 1975 :

" اي عمل ينتج عنه ألم او عناء شديد،جسديا كان او عقليا،يتم الحاقه عمدا بشخص ما بفعل أحد الموظفين العموميين أو بتحريض منه ،  لأغراض مثل الحصول من هذا الشخص أو من شخص آخر على معلومات أو اعتراف  .".

يضاف الى التعذيب ، جرائم الاغتصاب او الاعتداء على كرامة الشخص او القيام عمدا بإحداث معاناة شديدة بالجسم والصحة ، وهذا ما نص عليه الاعلان العالمي لحقوق الانسان في الماده 5 – 1948.

إزاء هذا التعريف يتبين أن ما حصل في سجن ابو غريب من تعذيب وعمليات اغتصاب اطلع عليها الرأي العام العالمي خير تجسيد لهذا الخرق. ويبدو أن الشرفاء في العالم يطلعون على هذه الجرائم ويعبرون عن موقفهم الانساني من خلال ادانتها ، لكن الحكام العرب الذين يحضرون مؤتمر ( القمامة ) في بغداد وهي في ظل الاحتلال ، لا يطلعون على ذلك ، أو أنهم وجهوا الجهات الاعلامية في مكاتبهم بعدم اطلاعهم على ذلك لكي لا يشغلوا أنفسهم بأمور لا قيمة لها في نظرهم !!!. وما يؤكد ذلك حضورهم مؤتمر في مدينة عربية محتلة من قبل دولة أجنبية ، قامت بتسهيل بسط النفوذ الفارسي فيها . وكأن أمريكا تريد تقول لهؤلاء الحكام ، أذهبوا لحضور المؤتمر في العراق لكي تشاهدوا على أرض الواقع ما حل بالعراق ، وكيف سيطرت إيران عليه ، ومثل هذا الشيء سيطبق عليكم فيما إذا لم تنفذوا أوامر السفير الأمريكي في بلدانكم !!!!.

وعندما نشير إلى جرائم سجن أبو غريب فلا يعني هذا أن مثل هذه الجرائم غير موجودة في سجون ومعتقلات أخرى ، مثل معتقل الجادرية ، أو تسفيرات الرصافة ، أو المعتقل الخاص بمكتب ( رئيس الوزراء نوري الملكي ) والذي يقع في ( المنطقة الخضراء ) ، أو سجن ( جومان ) التابع ل ( رئيس الجمهورية جلال الطلباني ) ، أو أي سجن ومعتقل آخر من السجون والمعتقلات التي عددها أصبح في آخر إحصائية رصدتها المقاومة الوطنية العراقي ، هو ( 905 ) سجن ومعتقل !!.

وهنا نسأل ( ممثلي العرب !!! ) في مؤتمر ( القمامة ) : هل يمكن لأحدكم أن يطلب من الطلباني  أو المالكي أن يطلعكم على ( ديمقراطية السجون ) ، من خلال تنظيم زيارة لكم لأحدها ؟.

3 - مهاجمة او قصف المدن او القرى او المساكن.
نصت اتفاقية لاهاي 1910 المادة ( 25 )  :
"حظر مهاجمة او قصف المدن والقرى والمساكن و المباني أياً كانت الوسيلة المستخدمه".

لكن ما جرى في العراق بكل محافظاته هو عكس ذلك وانتهاك له ، حيث أصبح كل شيء في مدن وقرى العراق عرضه للقصف العشوائي دون تمييز بين اهداف عسكريه او مدنيه .

4 -  استخدام اسلحه او قذائف محرمة دولياً : 

لقد استخدمت قوات الاحتلال في العراق اسلحه تعتبر محرمه دوليا كالقنابل العنقوديه ، والقنابل الفراغيه التي تعتبر من أسلحة الدمار الشامل ، وقنابل النابالم المحرمة دوليا منذ عام 1980 ، والفسفور الأبيض الذي استخدم في معركتي الفلوجه ، كما تم استخدام اليورانيوم المنضب في جنوب العراق، وإن آثاره أصبحت  واضحة على حديثي الولادة من آثار تشوه خلقي.

5 – نهب وتدمير الممتلكات الثقافية :

 اوضحت اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافيه في حالة النزاع المسلح عام 1956 الماده ( 5 ) :

"على الاطراف المتعاقدة التي تحتل كلا او جزءا من اراضي احد الاطراف ان تعمل على حماية الممتلكات الثقافيه للبلد المحتل والمحافظة عليها"

وما حدث في العراق ان الاحتلال الامريكي ، ومن تعاون معه من المرتزقة الكويتيين ، قاموا بإحراق المراكز الثقافيه وسرقة الآثار العراقيه التي تعتبر ثروة قوميه ، وتم بيع الكثير منها خارج العراق  .

6 - من جرائم الحرب الأخرى التي ارتكبها الاحتلال الاميركي ،مهاجمة سيارات الاسعاف وتعذيب المصابين ، وهذا ما ترفضه جميع الشرائع الدوليه.

يضاف الى ذلك ان جميع المواثيق الدوليه بما فيها ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة لاهاي وجنيف ، كفلت حق الشعوب في المقاومه المسلحه ضد ألاحتلال ، في حين اعتبر الاحتلال الاميركي مقاومة الشعب العراقي اعمال إرهابيه ، وهو ما يعتبر خرقا لهذه المواثيق.

مما تقدم من ايضاح لبعض جرائم الحرب التي ارتكبت في العراق من قبل القوات الأمريكية ، والتي تعتبر خرقا للقانون الدولي الانساني ، فمن الواجب الشرعي والوطني اللجوء الى محكمة الجنايات الدوليه لمقاضاة قادة الدول التي احتلت العراق ومن ساهم معهم بذلك ، ومحاكمتهم كمجرمي حرب ، لأن قانون محكمة الجنايات الدوليه يقاضي مرتكبي الافعال التي تعتبر خرقا للقانون الدولي الانساني. وهذا ما أكد عليه ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خضير المرشدي حيث طالب المجتمع الدولي بمحاكمة مجرمي الحرب   ودفع تعويضات للعراق ، وذلك خلال حديثه في ندوة أقيمت في الذكرى التاسعة للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق وتزامن عقدها مع اجتماعات الدورة التاسعة عشرة لمجلس الأمم المتحدّة لحقوق الإنسان الذي اختتمت أعماله في جنيف مساء الجمعة 23 آذار 2012 ،  حيث قدم عرضاً للجرائم الأمريكية التي ارتكبت ضد أبناء الشعب العراقي بدءاً بجريمة الحصار الاقتصادي وما نجم عنه من ضحايا الى جريمة الغزو الأمريكي والاحتلال الذي أعقبه وما أرتكب خلاله من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة ضد أبناء العراق وضد العراق ، دولة ومؤسسات وتأريخ.

بالإمكان الإطلاع على كلمة الدكتور خضير المرشدي حول جرائم الأمريكان في العراق :

http://www.albasrah.net/ar_articles_2012/0312/morshdi_250312.htm

https://www.thiqar.net/Art.php?id=27736