شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُ )

صدق الله العظيم


الى شيخ المجاهدين الرفيق عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي المحترم


من الجميل ان تتقارب ذكرياتنا ومناسباتنا الوطنية مع بعضها البعض، ففي هذه الايام يحتفل شعبنا الطيب بذكرى بيان 11 اذار التاريخي، واعلان الحكم الذاتي لشعبنا الكردي الوفي، ومناسبة اعياد نوروز.


فبعد مرور تسع سنوات على الاحتلال البغيض لعراقنا الموحد الشامخ العزيز بعربه واكراده تتكشف الحقائق كعين الشمس لدى شعبنا العظيم من الشمال الى الجنوب، فسنون الاحتلال التي مضت اثبتت ان المواقف المبدأية والصامدة والمجاهدة ستبقى دلالاتا تاريخية مشرقة نعتز ونتشرف بها، اما المواقف الرخيصة والمتخاذلة والمخجلة فستتلاشى خارج تاريخ العراق وتندحر امام وعي وادراك الجماهير.


لقد اندمج العرب والكرد عبر التاريخ بروابط راسخة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرسمية من اجل ان يكونوا دائما ابناء مخلصين حريصين على سيادة وامن واستقرار العراق، وتصرفوا بمواقف مشهودة ومعروفة للقاصي والداني اكدت للعالم والتاريخ انهم كانوا على صواب في مسيرتهم على طريق الحق والشرعية.


اليوم لا غطاء لمن يخون العراق من العرب او الكرد، فظلم الاحتلال واجراميته جعل مطاليب الحق والحرية والوطنية تصرخ بقوة اكبر واوسع من اجل دحر الظلم والعدوان والاحتلال، فلم يعد هناك من يقف من العرب او الكرد ضد العراق، الا الخونة والعملاء، فهؤلاء لم يكونوا في يوم من الايام مخلصين للعراق ولا للعرب ولا للكرد.


فاليوم عرف العرب والكرد كيف يحمون حقوقهم ويدافعون عنها بكل صلابة ورجولة وثبات وايمان، منطلقين من ثوابت الوحدة الوطنية الاصيلة.
لقد سعت تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي الخالدة الى ان تعطِ للكرد حقين: حق في الحكم المركزي، وحق في الحكم الذاتي، نعم نقول حق وليس منة او فضل من احد، بل لاننا كنا راعٍ ومسؤولون عن رعيتنا، كما يأمرنا الله سبحانه وتعالى جلت قدرته، فلم يجد البعث هذا كثيرا على الكرد كما تجده بعض الدول تجاه الكرد في دولهم، فلقد كان البعث على يقين ان المواطن الكردي العراقي يعمل لمصلحة دولة العراق، وليس لمصلحة دولة اخرى، ويخدم دولة العراق ويمنحها ولاءه الصادق، ولا يخدم دولة اخرى او يمنحها ولاءه, ومثلما كان للكرد حقان، كان عليهم واجبان، يناضلون مع الكرد العراقيين نيابة عن العرب، ويقاتلون مع العرب لحماية العراق وشعبه العظيم، انهم يحمون العراق ويدافعون عنه لانه هويتهم وهيبتهم وعزهم وقدرهم ورمز وحدتهم.


هذه سلوكيات الكرد العراقيين المخلصين مندمجة مع الشخصية العراقية ومتضامنة في قومياتها واديانها واطيافها، انها الانموذج الامثل في التعايش الاجتماعي السلمي المتقدم.
لهذا لم يستثنِ فكر البعث وقيادته التاريخية مكانة الكرد لا في برامج السياسة العامة ولا في المشاركات الوطنية والسياسية والحزبية، فلقد سعى فكر البعث الى تركيز النوايا الحسنة في مواقفه تجاه مكانة الكرد، ولم يكن عنصريا في استقبال من ياتي من ابناء شعبنا الكردي للعمل الوطني او السياسي او ان يعمل مع البعث، فكانت ثورة البعث للكرد مثلما هي ثورة العرب، وكان حزب البعث العربي الاشتراكي عربيا وكرديا، وهو عربي الانبعاث وكردي المشاركة والمسؤولية الاجتماعية وعدالتها، يجمعهم التطبيق الميداني للمبادئ والمثل العليا للثورة المجيدة، فكلاهما في خدمة نضال الامة العربية والاسلامية، وفي صون وحماية ثرواتها الكبيرة، وخبراتها الموروثة وطاقاتها الخلاقة.


ان ملابسات الحل السلمي والديمقراطي للمسألة الكردية لم تثنِ او تعق الخيرين من ابناء العرب والكرد ان يناضلوا ويجاهدوا بفهم وادراك وطني مخلص، وبترابط متين مع هوية المواطنة العراقية، فهويتنا العراقية كانت ستبقى اقوى من كل مراهنات الخونة والعملاء والمنافقين والانتهازيين.


ان ما قلناه عن الحقوق الكردية قبل ومنذ عام 1972 في بيان 11 اذار والحكم الذاتي نؤكده اليوم في ذكرى احتفالات اعياد نوروز، وان نحث الجميع على ان يفهموا ويتبينوا كيف يحصل التعامل بين الاخوة والاصدقاء من جهة ومع الخصوم والاعداء من جهة اخرى، والاهتمام بالمسؤوليات القادمة من اجل سيادة وامن وحرية واستقرار العراق، فرغم ظروف الاحتلال لن نتجاهل او نغض الطرف عن الذين تمتد اياديهم وتتجرأ على قصف شمالنا الحبيب بين الحين والاخر، فكانت قدسية دماء الابرياء التي سالت جراء القصف على قرى شمال العراق هي ذاتها قدسية دماء الابرياء التي سالت جراء الجرائم اليومية التي ارتكبها المحتل والخونة والعملاء في بقية المحافظات العراقية.


ان ظروف الاحتلال تدعونا جميعا ان نكون حذرين ومنتبهين من الذين جاؤوا مع المحتل المجرم حاملين افكارا وغايات خبيثة وشريرة ذات تعددية في الاتجاهات وتيارات متناقضة سياسيا واجتماعيا مع مصالح الكرد والعرب والعراق والمنطقة.


فالكرد عندما يعيشون حقوقهم القومية في اطار الحكم الذاتي ضمن جمهورية العراق انما يعيشون حقهم المشروع والطبيعي في الحياة الحرة الديمقراطية التقدمية، وهذا ما يجعل كل القوى الخيرة والشريفة والمخلصة في العراق والوطن العربية والعالم ان تقف مساندة متضامنة مع شعب العراق وحقوقه العادلة في العيش الكريم والحياة الامنة.


اليوم الحركة القومية الكردية العراقية جزء من حركة التحرر العراقي والعربي معا، فتاريخ العلاقات الصميمية بين العرب الكرد، وبين الدولة العراقية وشؤون الكرد تحوي الكثير من المآثر والوقائع الايجابية، ولا يوجد من يستطيع ان يزايد على مواقف البعث طيلة فترة حكمه الوطني للعراق ولحد الاحتلال، وسيفند التاريخ كل الشكوك التي حاول البعض ان يدسها ويضلل بها لشق روح الوحدة الوطنية وزرع الفرقة والخلاف بين ابناء الشعب العراقي العظيم.


هنيئأ لشعبنا الكردي الوفي في احتفالاته البهيجة.
المجد والخلود لشهداء العراق الابطال الذين روت دمائهم تراب العراق الطاهر.
تحية للمدافعين عن السلام والامن والحرية والوحدة الوطنية.
عاش العراق حرا ابيا شامخا.
الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ...


الرفيق
مسؤول مكتب العلاقات الداخلية
٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٣
١٩ / أذار / ٢٠١٢

 

 





الخميس٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق مسؤول مكتب العلاقات الداخلية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة