شبكة ذي قار
عـاجـل










أستوقفني بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الأشتراكي الذي يستذكرحدثا عراقيا وطنيا نوعيا كونه بشرنا بفرش فيئ يرسخ الوحدة الوطنية وينتشل أهلنا العراقيين من نزيف دم أستمر زمنا طويلا دون مبرر !!

 

نزيف دم كان الخاسر فيه عراقيا من الكرد أوالعرب وغيرهم من المواطنين على حد سواء , وهم أبناء شعبنا بنسغهم المترابط وطنيا تشدهم الى بعض وتجمعه أواصر المصاهرة والأخوة الشفافة بين العوائل العراقية التي يكون فيها العربي أبا والأم كردية او الكردي يكون هو الأب والأم عربية .

والذي يقرأ التأريخ جيدا يجد أن المحرض على أشعال الفتنة بين العراقيين كان ولا يزال هو أجنبي طامع .

فمرة ظهر صفويا يفرق بينهم ليسود أو بعدها عصمليا يسود بعض الوقت ولكنه لا يسود في جميع الأوقات.

 

ومرة أخرى يظهر بريطانيا ملعونا متفننا بتفتيت وحدة الشعوب أو شاهنشاهيا يتوسع يتجاوز علينا في الأرض والمياه العراقية والعربية بتواطؤ مع لندن .

وينتقل  التحريض الى اليانكيين الأميركيين الذين يجدون في خميني ضالتهم التي تشكل ساعدا أيمنا لشن العدوان على العراق بهدف أستنزاف أقتداره تمهيدا لوقف نهوضه وصولا لهدف تقسيمه كما جرى ويجري منذ نيسان الأسود عام 2003 , وهومستمر حتى الآن!!

 

والذي أفشل ذلك الفعل الشيطاني التفتيتي دائما هو وعي وهمة العراقيين في جميع العهود في محاصرة الفعل والفاعلين ورفض الأنجرار وراء دعوات معسولة ظاهرها يتباكى على العراقيين وباطنها يضمر لهم التفتيت والتصفية ولبلدهم العراق الدمار .

 

وهذا ما جاءت به لهم ديمقراطية الغزو الأميركي اليانكي وأحتلاله التدميري التجويعي طوال تسعة أعوام داميات , والحبل على الجرار !!!

والذي يعنيني الأشاراة اليه في الذكرى الثانية والأربعين  لصدور بيان 11 أذار 1970  الذي خطه بقلمه المناضل الشهيد صدام حسين كأول أثر نابض بالمحبة لاهله العراقيين كان هدفه الأول وقف نزيف دماء عراقية كبيرة أستمرت لعهود عديدة وأستغرقت أعواما غير قليلة تعود لما قبل تأسيس المملكة العراقية عام 1921 أي الى عهد الأحتلال العثماني وما تلاه من انتداب وأحتلال بريطاني شمل جميع الأراضي العراقية بولاياتها الثلاث وهي البصرة التي شملت الكويت وبغداد والموصل التي ضمت المناطق التي ولد وعاش عليها أ شقاؤنا الكرد والى جانبهم السادة العرب القادمين من الحجاز والذين تواجدوا وتمازجوا وتصاهروا مع عشائرهم منذ زمن بعيد في أثر وصول أتباع الأمام الشافعي حاملين دعوته للعمل على تعميق وتوسيع الدعوة لنشر الدين الحنيف  في المنطقة .

 

 ويروي الأجداد بأن أهلنا الكرد وفي مقدمتهم علماء الدين والشيوخ والحكماء رحبوا وبما عرفوا به من طيب وكرم بالدعاة وأحسنوا وفادتهم وهيأوا للقادمين الى السليمانية  جميع  الأمكانات والمستلزمات التي يسرت التوسع في نشر الدعوة بما فيها دواوين قراءة الدكر والقرآن الكريم  والتوسع في شرح أياته الكريمة والتعريف بالسيرة النبوية والأسهاب في شرح احاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  .  

 

ونعود للحديث عن قيمة صدور بيان 11 أذار في العهد البعثي الممتلئ ثقة وأيمانا بتمتع جميع العراقيين بحقوقهم الدستورية لذلك حرصت قيادة الحزب والدولة على تضمين مبادئ البيان في الدستور العراقي لتشرع على وفقها قوانين تنفيذية تكفل للكرد التمتع بكامل حقوقهم التي أقرتها مبادئ ذلك البيان الخالد , وبما يكفل تجفيف نهر النزف الذي أوجع جميع العراقيين وليعيد البسمة الى وجوه أهلنا من جديد بما تضمنه من مبادئ مستجيبة لمطامح ابناء شعبنا الكردي القومية والمتمثلة بالآتي :    

 

1 – اقرار الحقوق القومية والسياسية والثقافية لأيناء شعبنا الكردي .

2 - منح الكرد الحكم الذاتي يضم أقليم كردستان في اطار وحدة التراب العراقي وانشاء المجلسين التشريعي الذي ينتخب من قبل أبناء الأقليم والتنفيذي الذي يختارونه هم ليتولى أدارة شؤون الاقليم .

 

3 – جعل اللغة الكردية لغة التعامل الرسمي في منطقة الحكم الذاتي وكذلك في التعليم في جميع مراحله الى جانب العربية كلغة ثانية وتولي وزارة التربية في الحكومة المركزي مسؤولية طبع الكتب المقرة لجميع مراحل الدراسة وتحمل كلفة طبعها وشحنها الى أربيل وتوزيعها على تلاميذ وطلاب الأقليم مجانا ’ وتعليم اللغة الكردية في المدارس العراقية في محافظات القطر كلغة ثانية أيضا .

 

4  أحتفاظ الأشقاء الكرد من مواطني الأقليم بجميع حقوق المواطنة التي كفلها الدستور العراقي لجميع المواطنين على حد سواء .

 

مع ملاحظة أن ما تحقق بموجب مبادئ البيان هو حلم كردي قديم عبروا عنه عبر أنتفاضات وحركات قاموا بها قبل تأسيس المملكة العراقية منذ ان كان العثمانيون يبسطون أمبراطوريتهم على المنطقة وقبلهم كان الخضوغ للسطوة الصفوية وبعد الترك حل محلهم الأنتداب البريطاني الخبيث كما خطط لذلك الغرب فيما رسم في أتفاقية شرذمة الوطن العربي ,, سايكس بيكو ,, سيئة الصيت .

 

وتشير الحقائق التأريخية الى أن البريطانيين  قامموا بعد انهيار امبراطورية السلاطين الترك عقب هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى عام 1818 حاولوا أستمالة الزعيم الكردي محمود الحفيد البرزنجي الذي يحظى بتأييد واسع بين الكرد لمكانته الدينية ولطروحاته المعبرة عن طموحاتهم القومية المنادية بالخروج من سطوة السلاطين الأتراك وأقامة سلطة كردية تدير شؤون المنطقة بعد رحيل الأتراك عن السليمانية [ على ان يتواجد معهم ضابط بريطاني يشاركهم في تصريف شؤون الادارة الجديدة في السليمانية .

 

وقد وعد البريطانيون الحفيد بتحقيق هذا المطلب بعد أتصاله بهم وأبلأغهم استعداده لأحتلال الحامية التركية في المدينة قبل دخول القوات البريطانية اليها بأن يمنحوا الكرد  وضعا خاصا بعد ان يقوم الحفيد بالسيطرة فعلا على الحامية التركية في السليمانية لتدخلها القوات البريطانية . وتسيطر على عموم المنطقة وتفرض عليها انتدابا بموجب قرار لعصبة الأمم المتحدة شمل ولايات البصرة وبغدادوالموصل.   

 

ولكن البريطانيين نكثوا بوعدهم للحفيد بتشكيل حكومة من الكرد برئاسته وبوجود ضابظ ارتباط بريطاني بعد أن أوفى بوعده وقام بأحتلال الحامية التركية وطرد الجندرمة الترك منها مما مكن القوات البريطانية من دخول المدينة بلا قتال  ليفرضوا سيطرة تامة عليها.  

 

لكن البريطانيين كعادتهم تنكروا لما وعدوا به مما دفع الحفيد إلى مهاجمة القوة البريطانية أستعادة السيطرة على  السليمانية في 21 أيار1919 والقيام بطرد القوات البريطانية من المدينة والتمكن من أسر عدد من الضباط الإنكليز ويعلن تشكيل حكومة كردية، تدار من قبله .

 

وأزاء هذا التطور حشد البريطانيون قوة عسكرية كبيرة مدعومة بالطائرات الحربية وقاموا بمهاجمة قوات الحفيد، لتتم لهم العودة الى المدينة ليعتقلوا الحفيد مع صهره‌ شیخ محمد غریب ومن ثم نفيهما إلى الهند  -جزیره‌ الاندامان-  وأستمر نفيهما حتى عام 1922 ولكن البريطانيين اضطروا إلى إعادتهما إلى السليمانية مرة أخرى بسبب الاضطرابات السياسية التي اعقبت النفي وأستمرت وأتسعت من دون توقف.

وبعد رجوعه قام الحفيد مرة أخرى بطرد الإنكليز من السليمانية في 11 تموز 1923 ومرة أخرى تمكن البريطانيون أثناء حكومة ياسين الهاشمي من إعادة السليمانية إلى سيطرتهم بصفتهم للأنتداب عليها بالرغم من أن ولاية الموصل التي يتبعون اليها اداريا لم تكن حتى تلك اللحظة قد ضمت إلى حدود المملكة العراقية الذي تم بعد ذلك وبالتحديد في شباط 1925 بناء على توصية من عصبة الأمم المتحدة.

وأحدث توقيع نوري السعيد على معاهدة 30 آب 1930 مع لندن احتجاجات غاضبة في الشارع العراقي شملت الأكراد الذين نظموا مظاهرات ضد المعاهدة وضد نوري السعيد .

 

وفي هذا الوقت قام محمود الحفيد للمرة الثالثة بتحشيد اتباعه وأقدم على طرد الإنكليز من منطقة نفوذه مرة أخرى.

وفي هذه المرة أيضا تمكن العسكر البريطانيون وبمشاركة قوات عراقية وبأسنادمن سلاحهم الجوي من تطويق الحفيد وقواته فقام بتسليم نفسه في 13 أيار 1931 وتم إبعاده إلى مدينة السماوة،ثم نقل إلى مدينةالناصرية، وأخيراً تم نقله إلى عنه، ثم سمحت له الحكومة الخاضعة للأحتلال بالإقامة في بغداد وأتخذت بحقه قرارا غريبا أوصت به السفارة البريطانية في بغداد وقضى بمصادرة كافة أملاكه في السليمانية من دون وجه حق أو سبد قانوني !!!.

 

و لأن  حركة الحفيد تزامنت مع تحرك كردي قاده أحمد البرزاني في منطقة بارزان , فقد تكررت محاولة طرح المطالب الكردية عبر أستمالة الفرنسيين الذين يفرضون أنتدابهم على سورية أستنادا لقرار من عصبة الأمم المتحدة .

 

وفعلا جرت أتصالات بين البرزاني أحمد وهو الأخ الأكبر للشيخ مصطفى البرزاني والفرنسيين ولكن الأتصالات لم تسفر عن نتيجة تتوافق مع مطالب البرزانييين التي بادر الشيخ أحمد لرفعها الى عصبة الأمم المتحدة في نيسان 1931 وتتلخص في الدعوة لمنح الكرد حكما ذاتيا غير أن  هيمنة الأنكليز والفرنسيين المدعومة من الأميركيين على عصبة الأمم وعلى ما يصدر عنها من قرارات أفشل مثل هذه المحاولة .

لا بل عمد البريطانيون الى شن هجوم واسع على منطقة برزان من قبل قوات من الجيش العراقي الحديث مدعومة من سلاح الجو البريطاني في كانون ثاني 1932لينتهي الهجوم بنفي البرزاني أحمد الى السليمانية ومن ثم الى جنوب العراق .

 

ولم تهدأ الحالة بل استمرت الحركة المطالبة بمنح الكرد الحكم الذاتي من قبل الشيخ مصطفى البرزاني الذي أستطاع  الأفلات من منفاه في السليمانية والعودة الى برزان في تموز من عام 1943 ليبدا في الثاني من تشرين أول من نفس العام الأعلان مطالب حركته وقد أجملت بالآتي :

 

أولا – تشكيل ولاية كردية في المناطق الشمالية من العراق التي تسكنها أغلبية من أهلنا الكرد .

ثانيا – أعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في هذه الولاية .

ثالثا – تعيين نائب وزير كردي في جميع الوزارات العراقية .

 

وبدلا من ان يترك البريطانبون العراقيين ليتدارسوا الأمر بينهم عمدوا الى أفشال المحادثات التي جرت بين نوري السعيد ومصطفى البرزاني بحضور سفير دولة الأحتلال في بغداد وبهدف الوصول الى حل للمشكلة يؤمن استقرار الدولة الحديثة .

 

أتبعوها بنصح (شفاف!!) يدعو الحكام العراقيين للذهاب  الى الحل العسكري في التعامل مع المطالب الكردية , الأمر الذي أفشل المحادثات الني جرت بين الجانبين كما أسلفت بعد ضغوط تعرض لها حليفهم السعيد الى حد بث أشاعة تدعي بأنه كردي الأصل ومتزوج من كردية لذلك فقد  صوروه منحازا للكرد على الرغم من أن المحادثات بينه وبين البرزاني كانت تجري بحضورالسفير البريطاني وكأنه صاحب الشأن الأول في تقرير مستقبل  العراق والعراقيين كما ورد ذلك في نصوص معاهدة عام  1930 التي وقعها الباشا نوري السعيد نفسه لتكون خط الشروع الأول لبدء مخطط بريطانيا والغرب لغرز اسفين الفتن والقلاقل في خاصرة العراقيين ليبقوا مكبلين بقيود ثقيلة تحول دون نهوضهم والى زمن طويل؟!!

 

وهكذا بدأ مسلسل سفح الدم المتبادل بين أبناء الوطن الواحد في جو من فقدان الثقة لعبت على تعميقه دول اجنبية جارة وعملاؤها ودول كبرى لها أطماعها التي لا نظن أنها بخافية على أحد , فهشاشة الجبهة الداخلية سهلت للأجانب فرص :-

 

1 - المرهنة على أستثمار حالة عدم الأستقرار التي سادت العراق التي كانت نتيجة لخضوعه لسياسة بريطانيا اللئيمة التي تفرق بين أبناءالشعب لتسود .  

 

2 - تقاطع الرؤى بين القوى الوطنية العراقية الذي أوصل أطرافها الى حالة من الأحتراب بدلا من أحتواء التناقضات والتوحد   في مواجهة التحديات التي تحيط بالعراق والتي كانت تستلزم  معالجة مواضع الضعف في الجبهة الداخلية بسد الثغرات التي ينفد منها الطامعون تحت شعارات براقة تعد بالخير العميم للعراقيين في حين هم يحملون لأهلنا سما زعافا بعد أن يستلوا منا خيرنا الوفير, وتكشف السنوات التسع الماضيات تكشف حجم الجرم الممارس ضدنا و ما خفي من جرم مضموم لا شك أنه سيكون أعظم ان لم تترفع القوى الوطنية العراقية فتطوي صفحات الماضي بكل سلبياتها فتنأى بمواقفها عن تبادل الأتهامات حول من تسبب فيما حدث من شرخ في الصف الوطني . يعززه ادراك جميع المواطنين حقيقة تقول بأن مسؤولية ما حدث تتحملها جميع القوى الوطنية , كما تتحمل هي نفسها مسؤولية توفير شروط خروج العراقيين من مأزق التشتت والضياع بالعودة الى أيام مضيئات حانيات كانت ولادة , حققت أملا عراقيا عظيما تمثل بأتفاق وطني جمعي أسس لقيام جبهة الأتحاد الوطني التي ضمت جميع القوى الوطنية الفاعلة على الساحة العراقية وفتحت للشعب عهدا للحرية والكرامة وتحقيق الأرادة الوطنية ونيل الأستقلال الحقيقي وأزالة ظل المعاهدات الأستعمارية البريطانية والأطاحة بعهد حلف بغداد الأميركي الوريث للوجود البريطاني الأستعماري في المنطقة ويشكل بؤرة للعدوانية الأميركية على حرية شعوبها وعلى سيادتها الوطنية .

 

فهل يستكثر الوطنيون العراقيون على شعبهم وأمتهم الألتئام مجددا وعلى التوحد بغلق المنافذ امام القوى الأجنبية ومنع تدخلها في شؤوننا الداخلية بجعل جبهتها متماسة غير قابلة للأختراق , تمهيدا لأنطلاق عمل وطني جاد موحد لأعادة بناء العراق مفعما بالأرادة الناهضة من جديد ؟!         

 

وما أشبه اليوم بالبارحة فقد لاحق المكر البريطاني الحقود العراقيين عقودا طوبلة بفعل أميركي تدميري تمثل بالغزو وبالأحتلال المباشر وتسليط العملاء حكاما عليه وفق ما سميت بالأتفاقية الأمنية التي وقعها المالكي مع الأميركيين التي جعلته هو وزمره في مأمن من غضبة الشعب المجروح يستظل بجبرة السفارة الأميركية في حين يلاحق الموت والجوع والتشريد أبناء العراق الذين يجهلون على ماذا نصت هذه الأتفاقية التي يحلو للأميركيين أطلاق صفة الستراتيجي عليها !!

 

 وأذا القينا نظرة متفحصة على طبيعة الصراع بين الكرد وبين سطوة السلاطين العثمانيين على العراق في القرن الثامن عشرأو بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1818بهزيمة الترك وفي بدء مرحلة الأنتداب البريطاني على عموم الأراضي العراقية وكذلك عند خضوعها للأحتلال البريطاني بموجب معاهدة 930 ,او في زمن الحكومة التي أنبثقت في العراق بعد قيام ثورة الجمهورية –ثورة 14 تموزالمجيدة - نجد أن هذا الصراع أتسم :

 

أ - في ظل الهيمنة العثمانية بنزوع طبيعي للتخلص من ظلم وطغيان السلاطين الأتراك والرغبة في أقامة سلطة كردية تتولى ادارة شؤون المنطقة التي يسكنها الاكراد وخصوصا في السليمانية التي يحظى فيها الزعيم الكردى محمود الحفيد بحجم تأييد كبير من أبناء أهلنا الكرد .

 

ب – في ظل الأنتداب البريطاني للعراق وأحتلاله بدت مطالب الكرد أوضح حيث عبروا عن تطلع لأقامة حكم ذاتي لأدارة شؤونهم في منطقة كردستان وضمن أطار العراق الموحد ولكن الكرد تعرضوا للقمع والملاحقة من قبل سلطات الأنتداب والاحتلال البريطانية وخصوصا رموزهم الدينية والقومية الذين أ تخذت بحقهم أجراءات بالنفي للهند أو الأبعاد الى مدن العراق الجنوبية والغربية  وبعضا الى العاصمة بغداد , ومنهم من لجأ الى دول خارجية كالشيخ مصطفى البرزاني وغيره من الشخصيات الكردية المثقفة الناشطة سياسيا.

 

ج – في ظل العهد الجمهوري وما شهدته الجبهة  الداخلية من أنفراط وتفكك وتقاطع في الأجتهادات والمواقف وصل للأسف الشديد درجة القطيعة بين القوى الوطنية مما   أنعكست ظلالها السلبية على مجمل القضايا الوطنية التي تصب في تعزيز العمل الوطني وأشاعة أجواء الأستقرار الذي يؤسس لبناء قاعدة راسخة للثقة بين القوى الوطنية لتنهض بمهمة التصدي المشترك لمعالجة القضايا الملحة التي تواجه العراق وتؤدي الى نهوضه موحدا متماسك الصف وفي المقدمة منها القضية الكردية التي ظلت بعيدة عن المعالجة ليستمر نزيف الدم العراقي ما دام شرخ الوحدة الوطنبة قائما ولم يندمل  .

 

وفي الخلاصة فأن بيان الحادي عشر من أذار 1970شكل الحل التأريخي المستجيب لمطالب شعبنا الكردي التي نادى بها طوال مراحل نضاله وأبرزها تحقيق حلمه يأقامة حكم ذاتي لهم في كردستان العراق وأقرار حقوقهم القومية والسياسية والثقافية وأعتماد اللغة الكردية لغة رسمية في منطقة الحكم الذاتي .

 

وهو ما تحقق لأهلنا الكرد بفضل ما تضمنته مبادئ البيان الذي اقرتها قيادة البعث في ضوء قرارات مؤتمرات الحزب القطرية القومية بدءا من المؤتمرالقومي السادس عام 1963 الذي حضره الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله وشارك في مناقشاته التي حددت أفاق الحل الأنساني السليم للقضية الكردية اوما تلاه من مؤتمرات حزبية حتى قيام الثورة التي حققت للعراقيين أنجازات وطنية أزالت عن العراق ظل قيود فرضها الأستعماريون ردحا من الزمن أستباحوا بموجبها سيادتة الوطنية ووضعوا أيديهم على مكامن ثرواته النفطية بخزينها الستراتيجي , وجعلوه جسرا بعد شرخ جبهته الداخلية لتحقيق نزواتهم الرامية الى تمكينهم من تمرير الخطوة التالبة من مخططهم الأوسع الساعي لتفتيت الوطن العربي عبر تجزئة أقطاره بدءا من بلاد الرافدين كسد عال يمنعهم من الوصول الى هدفهم التخريبي .

 

وهو ما أقدمت عليه قيادة البعث فقررت النهوض بمهمة محاصرته وابعاد مخاطره عن العراق أولا , وبالتالي دفع شروره التفتيتي عن الأقطار العربية جميعها .

فسعى الحزب من خلال تفجير ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز ان يتصدى لجميع صور الأعوجاج الذي ساد  العراق بحكم تأثير أجنبي طامع لم يسع يوما لخير العراق وأهله .

 

لذلك أستهدفت الثورة أن يأتي التغيير جذريا وشاملا يذهب الى أجتثاث الأعوجاج من جذره وليس دغدغة سطحه فكانت ولادة القرارات جرئية على حميع الصعد السياسية والأقتصادية و الأجتماعية والثقافية والعلاقات الأنسانية . وقد تصدر تلك القرارات المصيرية :

 

أولا - قرار تأميم الثروة النفطية العراقية الهائلة التي كانت خاضعة لأحتكار الشركات النفطية العالمية فأعيدت الى الحضن العراقي لتسخر في خدمة أعادة بناء العراق . وتوفير منابع الخير للشعب العراقي في عموم البلاد

 

ثانيا- أعادة بناء الجبهة الداخلية بتشكيل جبهة الأحزاب الوطنية على أساس المشاركة الفاعلة في أدارة الحكم وصنع القرارات التي تؤدي الى تحريك مفاصل الدولة في الأتجاهات التنموية وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لكل عراقي وعراقية أينما تواجدوا على الأرض العراقية الفسيحة وتهيئة فرص العمل لمن يعمل , والأرض المستصلحة لمن يشمر ساعديه ليزرع الخير لأهله العراقيين والتعليم بكل مستوياته لمن سعى لأن يتعلم من جميع الأعمار من الأطفال الى الشيوخ الذكور منهم والأناث في جميع مراحل التعليم من رياض الأطفال الى الدراسة الأبتدائية الى الثانوية فالجامعية الى الدراسات العليا التي لقيت أهتماما خاصا وأتساعا وتنوعا في اختصاصاتها العلمية  .  

 

فالقرارات كانت ناضحة بالأمل لتحاكي تطلعات المواطنين لبناء عراق جديد تتحقق في ظله وحدة الشعب بجميع اطيافة ووحدة الوطن بجميع أمتداداته.
وسعيا لتحقيق هذا الهدف المتفق عليه وطنيا جاء حرص الحزب على ان يضع معالجة القضية الكردية ضمن أولوياتها وعلى أساس الأستجابة لمطالب أبناء شعبنا الكردي ويؤدي الى أحتواء جميع الأسباب التي أدت الى جعل الجرح العراقي في هذا الجانب غائرا. 

 

وهكذا حمل صدور بيان 11 أذار البشرى سارة لجميع العراقيين بولادة جديدة لمعاني التحابب والتوحد بين أبناء شعبنا المتوحد في محراب الوطن الواحد .

وأذا كان الواجب الوطني يقتضينا أن نحيي ذكرى صدور البيان بمبادئه المستجيبة لمطالب أهلنا الكرد القومية ولأنه جاء مستجيبا لأماني جميع أهلنا العراقيين عربا وكردا وتركمانا وأقليات أخرى تكمل النسيج الأجتماعي الوطني التي تجد في البيان أمساكا بالطريق المؤدية الى التئام الجرح العراقي ووقف نزيفه الدائم .

 

وثمة كلمة أخيرة تستحق وقفة صدق أزاء ما ورد في بيان الحزب المستذكر للمناسبة هذا العام بأشارة سليمة خطأت الممارسات التي نعتها بالأنحراف وهويصف ما أرتكبته بعض أجهزة الدولة والأجهزة الأمنية التي شابت خطى تطبيق بيان 11 أذار ومسيرة الحكم الذاتي بحيث أسيئ الى المنهج المبدئي الذي أستند اليه البعث في التعامل الأنساني مع القضية الكردية ناهيكم عن الدور المشبوه الذي لعبته بعض قيادات الأحزاب الكردية وأدى بقصد الى أعاقة تطبيق المبادئ التى تضمنها البيان والتي رسمت لتكون الأساس السليم للتعامل مع هذه القضية الحساسة بسبب ما أحاط التطبيق من ممارسات خاطئة أنعكست سلبا على مسار الوحدة الوطنية التي شكل البيان أراد البعث أن تكون رافدا مهما من روافد تعميقها وتفعيل  تماسك اطرافها في أطار عمل جبهوي فعال وواع كفيل بأعادة بناء الجبهة الداخلية على أساس خدمة الثوابت الوطنية القائمة على مبادئ الحرية للعراق وشعبه وتحرير الوطن وضمان السيادة العراقية الكاملة على الأرض والأجواء والمياه والثروات العراقية وقبلها التمسك بالقرار الوطني المستقل ,وأن تكون صناديق الأقتراع المصدر الوحيد لتداول السلطة بين الأطراف  السياسية العراقية .

 

وذلكم ما يشكل أرضية لتفعيل العمل الوطني العراقي الموحد في المرحلة الراهنة والمراحل التي تليها , والتي تكفل تحريرالعراق من الوجود الأستعماري نهائيا وتحقيق أستتباب الأمن والأمان لأهلنا العراقيين والأستقرار لبلدنا الجريح .

 

فتحية خالصة لأبناء شعبنا العراقي العظيم وخصوصا لأهلنا الكرد لمناسية حلول أعياد الربيع والذكرى42 لصدور بيان 11أذار ولتتفتح زهورالعراق زاهية تنشر عبق محبة الوطن الواحد على أمتداداته من الجبل والسفح الشمالي الى أطلالته الجنوبية على الخليج العربي وعبر انسياب مياه رافديه وشطئانه وجميعها  منابع خير عراقي لا ولن ينضب .

 

 





الثلاثاء٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة