شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن هناك في تاريخ الأمة العربية ، حالة تردي وانحلال في مواقف الحكام العرب ، مثلما يحصل في الظروف الراهنة ، ليس هذا غريبا أو مستبعدا من قبل حكام فقدوا كامل إرادتهم الوطنية والقومية والإسلامية ، بعد أن ربطوا مصيرهم بمصير أسيادهم من المستعمرين .


ماذا نسمي بلدا عربيا احتل بحرب كونية غاشمة ، دمرت حياة أبناءه ، تحطمت بنيته التحتية ، وراح أكثر من مليوني شهيد ضحايا الاحتلال الامبريالي الصهيوني ألصفوي ، واحتل المرتبة الثالثة في قائمة الفساد الإداري والمالي في العالم ؟ أليس ذلك وضع بلد فقد السيادة والقدرة على تمثيل الشعب ؟ ، إذن كيف يجوز لحاكم عربي شريف أن يأتي لحضور قمة في ظل سلطة عميلة فاقدة السيادة أنشأها الاحتلال ؟؟ .


أبناء العراق أدركوا قبل غيرهم من الشعب العربي ، أن الحكام العرب هم أول المتآمرون الذين سهلوا عملية الاحتلال ، ووظفوا كامل قدراتهم العسكرية والمالية والإعلامية لدعم التحالف العدواني في عام 2003 ، الذي أفضى إلى احتلال العراق .


وقد لا يستغرب أحدا عندما يواصل هؤلاء الحكام أساليب تأمرهم على باقي البلدان العربية ، فقد دعموا بكل الوسائل القذرة الحرب على الشعب الليبي ، وتم تدمير ليبيا بقوات الناتو وعصابات الإجرام من الإخوان المنافقون الذين أصبحوا مطية الاستعمار الجديد في قلب الأمة العربية .


إن هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه سوريا واليمن ، هو نتاج لسياسة ومواقف هؤلاء الحكام الخونة الإذلال الذين يسحقهم أسيادهم واحدا بعد الآخر ، وهم حكام تمرغوا في أحضان المستعمر ، وإلا منذ متى أصبحت مشيخة قطر دولة تقود الأمة العربية ، نحو التحرر والديمقراطية ، وهي تطبل للربيع العربي ، ربيع الانحطاط والسقوط ، ربيع سفك الدم العربي بيد أعداء الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء ؟؟ ولنتذكر دائما ان حكام محميات النفط الخليجي ، لم يكونوا يوما ما دعاة للحرية والديمقراطية ، ولن يكونوا إلا أسوأ ورم سرطاني في جسد الأمة العربية ، يستوجب الإسراع في استئصاله نهائيا .


نقول لحكام الخليج العربي ، إنكم تحرقون أنفسكم ، بعد أن اتخمت بطونكم بنعمة النفط ، انتظروا مصيركم ، فهذا الطوفان الذي يسود المنطقة لم ولن يجعلكم في حالة الاستقرار والأمن ، ونقول للشعب العربي في الخليج العربي أن قادتكم هؤلاء الإمعات ، يقودونكم إلى الجحيم وهم عبيد يسهرون على حماية مصالح أسيادهم الكبار في نهب ثروات الشعب العربي النفطية .


وكلمة أخيرة نقولها للتاريخ ، ليس هناك حاكما يعتبر نفسه عربيا ومسلما ، يضع قدمه على ارض بغداد المحتلة ، ويشارك في قمة العار والشنار هذه ، وليتذكر هؤلاء الحكام أن بغداد وشعب العراق المقاوم ، سوف لن يغفرا لكل من يتجرأ ويصل إلى ارض الرافدين .

 


الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية
هيئة النشر والإعلام
بغـــــــداد
١٧ / أذار / ٢٠١٢

 

 





الاحد٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة