شبكة ذي قار
عـاجـل










ما من أحد ينكر حالة الانسداد التاريخي في المجتمع العربي لا بمفهوم الرؤية القادرة علي التصدي سواء بصيغة التصور أو الفعل بحكم كونها قائمة فعلا متواصلا بصيغة صراع إرادات... وإنما بصيغة التواصل المنفتح الواعي لما يتربص بنا من استهداف قائم و مؤشر في أكثر من جانب...انسداد مركب بصيغة التراكم المتوارث عن استحقاقات لم تعد قائمة)كل يري في نفسه أهلية تاريخيةقد حرم منها(من ناحية و من ناحية أخري اختلاف في النظرة بناءا علي قراءات متباينة منهجا و تحليلا للواقع العربي في ماضيه و حاضره و آفاق تطوره ... بما جعل منه انسداد ظاهري علي مستوي الرؤية و ما ينضح عنها من سلوكيات أو أفعال ... انسداد يتهرب الكل من تأشير بداياته انطلاقا من:اعتباره عند البعض حقيقة مفهومة بناءا علي معايشته متناسيا صيغ التخريب المعرفي الذي مارسته برامجالتربية و التعليم في الدولة القطرية و توجهات الإعلام القطري أو العالمي بكل أشكاله خلال العقود الثلاث المنصرمة أو انطلاقا من وعي ضمني أو مفعلبما هو موجود عند البعض الآخر و بمفهوم الطرف العامل علي تكريس الحالة للعودة بالأمة العربية فكريا و عمليا لذات النقطة التي انطلقت منها لمواجهة الاستعمار المباشر بصيغة التعويض عما فاته وان كان باستخدام شعارات العصر و أدواتهبما يخلق له التواجد المريح علي حساب الشعب في أدني الحلقات و علي حساب الأمة في أوسع حلقاتهأو تحسبا مما يؤشره ذلك من خطاب مزدوج يجعل من فعله الآني منكشفا في هدفه .. لذلك لا يتردد في استخدام و تعميم ثقافة *المناكفة* باعتبارها تغيب المعني و تدفع إلي مفهوم الدفاع السلبي أولا و اليأس ثانيا...في الوقت الذي نري فيه أن الأمة في أوكد الفترات التي هي فيها لثقافة المواجهة الاقتحامية لما يستهدفها من تحديات ...بما يجعل من حالة الانسداد القائمة حالة مصطنعة هدفها معاكس لحركة التاريخ و بالضد مما تراكم من أفعال في شكل ناتج سياسيو اجتماعي و اقتصادي و ثقافي للدولة القطرية (المرفوضة من الطرفين ) و إن كانت لا تخلو من نقد فهي تؤشر علي بداية دخول الأمة العربية فترة التاريخ المعاصر بكل ما يعنيه الدخول من تعاطي و مفرداته بصيغة مقاييس متعارف عليها عالميا( المعرفة و العلم/ التكنولوجيا/الثروة)...مما يجعل التساؤل ملحا حول طبيعة هذا الانسدادهل هو حقيقة أو مصطنع؟ و هل يتحمل المشروع القومي تبعاته ؟ و إلي أين يهدف ؟

 

ـ انسداد تاريخي حقيقي أم مصطنع؟

 

1 / . واقع المنطقة العربية.

في تحديد طبيعة هذا الانسداد لا يختلف اثنان في أن صرة السياسة الدولية الآن هي المنطقة العربية فمن يحكم سيطرته على هذه المنطقة يؤسس لفعل حضاري يتجاوز حدوده الجغرافية و البشرية ليصبح فعل إنساني ذا تأثير شمولي تماما كما كانت في السابق إذ من خلال هذه المنطقة و من حولها عرف التاريخ البشري أبرز تحولاته الكبرى المادية و المعنوية الفكرية و في عديد الحالات على حساب سكانها. كالصراع الانكليزي الفرنسي الذي تمحور في نهايته حولها و انتهى إلى اتفاقية (سايكس – بيكو) التي أنهت العداء بين المسيحية و اليهودية على حساب العرب حتّى الصراع بين العالم الرأسمالي و العالم الاشتراكي حسم على حساب هذه المنطقة بما أفضى في نهايته من استهداف أمريكي مباشر للمنطقة بناء على عدّة عوامل متداخلة و يصعب الفصل بينها أو ترتيبها.

 

ـ عامل تاريخي حضاري:

رغم هيمنة المناخ القاحل أو شبه القاحل على المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط مما يعني أنّها منطقة طاردة باعتبار النظرة الكلاسيكية لمناطق الطرد أو الجذب فهي كسمة لعبت الدور الأساس و الحاث للإنسان منذ القدم على العمل و التكيف معها و استنباط مختلف الأدوات الضرورية لتجاوز هذا العامل ، ماديا : الانتقال من مرحلة التقاط الغذاء إلى مرحلة إنتاجه و هو ما عبرّت عنه الزراعة و الاجتماع . معنويا ترتيبيا : القوانين و التشريعات لتتوج بما هو روحي تنظيمي فردي و جماعي متمثلا في ظهور الأديان السماوية و ما لعبته هذه الأديان من دور في صياغة النظرة الجماعية لمفهوم الحياة عند مختلف الأمم و الموقف من الآخر سواء تعلق الأمر بمن هو ملتزم أو لغير الملتزم بها. القابل لها بالوراثة أو من خلال الدراسة المطبق لها أو الناقد الرافض لها و بناء على ذلك لعبت هذه المنطقة دور قاطرة الحضارة الإنسانية لأكثر من ثلاثة أرباع التاريخ البشري المكتوب مما يعني بالنتيجة وجود إنسان علمته الطبيعة و إرثه الحضاري التطلع دوما لمهو أرقى وأوسع و بما يضمن له حرّية الفعلو التأثير الإيجابي فهو ينجذب سريعا لما هو خير و يرتد رافضا مقاوما لكل ما هو شر أو لما يشعره بأنّه الأقل من الآخر و في أسوء الحالات يستقيل مؤجلا فرصة الرد إلى اللحظة التي تتجمع له الإرادة لذلك. ميزة اجتماعيةلا تخلو من خصوصيات يصعب وجودها لدى مجتمعات أخرى و إن وجدت فهي بالتقابلو رغم ما توحي به هذه الميزة من بساطة إلاّ أنّها الأكثر تعقيدا وأكثرها فعلا حضاريا مؤثرا...بحكم كونها حافظت و بالرغم من تعدد الأزمات والاستهدافات علي استمرارية الأمة العربية و صيرورتها الفاعلة في التاريخ كما أنها مثلت مدخلا للاستغلال بالضد من طموحات الأمة في التحرر أو استعادة البناء الذاتي لها ... حالة استغلها الانكليز في التاريخ المعاصرخلا ل الحرب الأولى و كلّفتهم سمعتهم لاحقا و ما واكب ذلك من فقدانهم لنفوذهم بما في ذلك المعنوي منه حتّى لدى الشرائح الاجتماعية التي لا زالت منبهرة بقيم الغرب و يحاول الأمريكيون استغلالها استنادا لما وضعته مؤسسات البحث عندهم من تصورات بناء على معلومات مبتورة استقتها أجهزتهم أو قدّمت لهم من أناس لا تخلو الأمم منهم في أي فترة من فترات التاريخ ممن يقدمون مصلحة الأجنبي على مصلحة بلادهم و شعبهم وما وجدوه عند بعض الثقفاويين من تجاوب مرده حالات اليأس من تحول داخلي يمكن أن يعاصروه في وضعية المتفرج لا الفاعلوهم في ذلك لم يستفيدوا من تجارب شعوبهم تماما كما فعل" ماسينيسا" في علاقته بالرومان و عدائه لقرطاج ليجد أحفاده أنفسهم مجبرين نتيجة تعارض في المصلحة على محاربة روم.فالأمريكيون يجهدون أنفسهم و بكل الوسائل المادية " مساعدات، احتضان المبتورين ..." و المعنوية " الإعلام و الأجهزة السمعية البصرية" لإقناع سكان المنطقة العربية بأنهم مسالمون أتوا لتأكيد الذات الحضارية للمنطقة من خلال طرح المشاريع " الشرق الأوسط الجديد "..." الديمقراطية و المجتمع المدني كآخر ما لوحوا به " .. ظاهرها تحول و باطنها طمس الهّوية الحضارية المتجانسة للمنطقة من خلال التأكيد على الخصوصيات و إبرازها سواء ما كان منها قطري أو قومي أو إقليمي .. اثني أو اجتماعي ديني " حتّى داخل الدين الواحد إسلام متفهم سمح(معتدل) و إسلام إرهابي(متعصب) " .. خصوصيات كانت و لازالت عامل ايجابي و إثراء حضاري للمنطقة كلّما توفرّت الإرادة الخيّرة في أبنائها ... و لتكريس هذا التوجه و كجزء من توجههم الكوني استهدفوا العراق استهداف ينم على دراسة لا تخلو من فهم لبعض من الجزئيات المعلنة عن المنطقة، فالعراق استهدف بهذا الشكل و الحجم الذي نعيشه ليس فقط كتجربة توفرت لها الإرادة الخيّرة للبناء و التجديد الحضاري رغم ما لهذا العامل من دور فاعل و مهم في السلوك الأمريكي إزاء العراق و قيادته و إنّما كذلك لكونه يختزل مشاكل المنطقة كلّها " تنوع ديني عرقي ، الثروةو الإنسان المتحفز للبناء و النهوض" في حيز جغرافي محدود . ولكون قيادته تنبهت لذلكو نبهت إليه سواء فيما يتعلق بشخصية المواطن العربي و ما هي عناصر قوّة هذه الشخصيةو مواطن ضعفها و كيفية علاجهأو في كيفية التعامل مع الخصوصيات القطرية و كيف يمكن أن تكون مدخلا للتآمر على الأمّة مثلما هي ركيزة من ركائز البناء الحضاريبما في ذلك الموقف من الدينلذلك رأينا و نرى إصرارا أمريكيا على تدمير كلّ شيء بالعراق بالرغم مما يروجونه من انسحاب إعلامي مع بقاء الاحتلال الفعلي قائما و إن كان بصيغة التسليم للنائب الإقليمي المتحالف استراتيجيا بما يفيد المصلحة المتبادلة معه.

 

- اقتصاديا سوقي :

رغم سمة الطرد التي تميّز المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج باستثناء بعض الحواشي الخصبة المحدودة المساحة الجاذبة فهي منطقة عبور ميزة أكسبتها خلال العصور التاريخية دورا فاعلا في العلاقات بين الأمم و الشعوب الأخرى و جعلها و لفترات تاريخية طويلة تتحكم في المبادلات العالمية دون أن تخضع لتبعية اقتصادية بل أسست بما أبدعه الإنسان في هذه المنطقة من وسائل وضوابط هي الآن مرتكزات تطور هذا القطاع " النقد ، الموازين ، الطرق التجارية ، الحساب كعلم ، التأمين ، الشراكة حتى النمط الاقتصادي ألريعي(سمة العولمة الاقتصادية القائمة حاليا) .. الخ..." حالات حافظت عليها حتّى في الفترات التي سجل فيها فعلها الحضاري تراجعا لحساب جهات مجاورة أو دخيلة لذلك استهدفت المنطقة تحت طائلة هذه الميزة سواء في التاريخ القديم " الصراع الفارسي - الروماني " أو الوسيط " الحروب الصليبية" أو الحديث " الصراع الفرنسي الانكليزي" { المسألة المصرية وأهميّة قناة السويس } و بتنامى الثورة الصناعية و دخولها المرحلة الصناعية الانتاجوّيةوازدياد الحاجة لموارد الطاقة تتأكد أكثر الأهمية السوقية (الإستراتيجية) للمنطقة ليس محليا فحسب و إنما لدى من له تصور للهيمنة الشاملة على العالم و ذلك بم توفره المنطقة من ميزتين.

 

الأولى:الموارد التي تمثل احتياطيا ضخما قابلا للاستغلال بأقل كلفة ليس الطاقة فحسب بل كذلك الموارد الأخرى في زمن بدأت تسجل فيه هذه الموارد نضوبا مع كلفة مرتفعة في مواقع أخرى في العالم .

 

الثانية : السوق الضخمة أكثر من 350 مليون نسمة قابلة للترفيع في مستوى استهلاكه بنسب مغرية للشركات العابرة للقارات. نتيجة الزيادة الديمغرافية التي تسجلها أو نتيجة التحولات الاجتماعية الهامّة. ميزتين انتبهت لها مؤسسات البحث الأمريكية و أدخلتها في الحسابات الإستراتيجية الأمريكية منذ نهاية الحرب الثانية فترة التحوّل من قوّة عالمية منافسة إلى قوّة عالمية مهيمنة على العالم الرأسمالي لتتدخل في المنطقة بشكلين .

 

أوّلها : شكل الرقيب المباشر لاتجاهات التطور في المنطقة و ذلك من خلال تبني الكيان الصهيوني و اعتماده كحالة اعتراضية أولى عند الضرورة لإجهاض أي تحول بالضدّ من الإستراتيجية الأمريكية.

 

ثانيهم:شكل المنافس للبريطاننين و الفرنسيين بدرجة أقل و الصديق الطيّب للعرب بهدف ربط المنطقة بالإستراتيجية الأمريكية ضمن ما تتطلبه حالة التقابل مع العالم الاشتراكي أنذاك و يتأكد هذا التدخل في فترة الانفراد بإدارة السياسة الدولية و تجسدت بدخول القوات الأمريكية للعراق و ما اتخذته من مظاهر حرص على الموارد " النفط و الكبريت" و ما واكب ذلك من طرح لبرامج خوصصة و في الجانب الثاني تدمير مراكز البحث و مؤسسات الإنتاج و تفكيك معامل بالكامل و تحويلها إلى بعض الأقطار كنفايات قابلة للبيع إلى جانب قتل العلماء و الكفاءات المعرفية و المهنية الأخرى. وهو ما يثبّت الرؤية التي كانت للقيادة العراقية في أنّ المنطقة العربية أصبحت للإستراتيجية الأمريكية بعد الانسحاب من الفيتنام مسألة حيوية لا يمكن أن تتغير إلاّ بفعل تلاقي الإرادات الوطنية في المنطقة على ما هو قومي مصيري لذلك بادرت بطرح استراتيجة مضادة تعامل معها العرب بسطحية تامة (مشروع ميثاق العمل القومي1980 الذي فسر بغير معناه الاستراتيجي من قبل ثقفاويوا البترودولار وغيرهم من ذوي التفكير العابر لحدود الأمة). سطحية نجد تفسيرها في الجانب السياسي الذي يحكم المنطقة و الذي تستغله الولايات المتحدّة في كلّ جزئيا ته.

 

- سياسيا و هيكليا :

منذ انهيار الدولة المركزية التي هي وليدة النهضة و تعبير عن الانسجام و التوافق بين العروبة و الإسلام رغم البعض من نقائصها نهاية القرن التاسع و بداية العاشر معنويا و ماديا منتصف القرن الثالث عشر فإن الحالات التي أرادت أن تحلّ محلها سياسيا و هيكليا لم تستطع الارتقاء إلى درجة اعتبارها دولة و بقيت رهينة تكوينها الطائفي ألاثني كحالة البوويهيينو رفضهم الانضمام إلى الدولة الفاطمية رغم الانتماء الطائفي الموحد" شيعة إسماعيلية" أو الطائفية" الاجتهادية " كدولة الموحدين في غرب المنطقة مما يعني العجز عن تجاوز نقائص الدولة المركزية التي كانت سببا من أسباب انهيارها . لتفرّخ هذه الحالات هياكل محلية استطاعت المجموعات المجاورة للمنطقة توظيفها لتصبح المنطقة عرضة للتأثير السياسي و بما يخدم مصالح أطراف خارجية العثمانيين أولا و القوى الاستعمارية ثانيا التي و إن انحسر نفوذها المباشر إثر موجة الاستقلال فقد حافظت على نفوذ غير مباشر أو نفوذ بالنيابة من خلال ما أوجدته من هياكل قطرية و شرائح اجتماعية مرتبطة بها وفرت لها الحماية الخارجية أول و باشتداد الصراع و تقابل الاستراتيجيات الذي طبع فترة الوفاق الدولي وفرّت لها الحماية الداخلية لاغيه حتّى العلاقات البينية التي أوجدتها حالة المواجهة مع المستعمر لتقتصر على ما هو أمني و بما يضمن استمرارية هذا الوضع لتتحول الدولة كمفهوم من مؤسسة حامية للشعب و مصالحه و حاثة على النهوض الاجتماعي والاقتصادي والعلمي إلى مؤسسة تعمل على تأليه هياكلها " بيروقراطية" و تخليد مسيريها كأفراد [ يحي القائد ، يحيا المعلم ،.يحيا المناضل بالروح بالدم نفديك يا........] شكل هجين من أشكال الدولة الكليانية أقّل نضج حتّى من المثال الإغريقي "لبيزيستراتوس" في العهد الكلاسيكي فما بالك بالمثال الألماني أو الايطالي أو التركي في القرن العشرين باستثناء بعض الأمثلة رغم نواقصها المحدودة منه :

 

أ ـتجربة عبد الناصر في مصر التي أغرقت في الحالة القومية التي لم تقدم لها غير السند العام المعنوي ذا الصبغة الجماهيرية مقابل فعل معادي مادي ... أضيف إلي ثقل التركة القطرية المطالبة بإيجاد حلول لها تجربةضُربت من الداخل إثر وفاته .

 

ب ـتجربة العراق خلال الثلاثين سنة الأخيرة(1968 ـ2003) و التي حاولت الولايات المتحدة اعتراض تحوّلها من ظاهرة قطرية إلى ظاهرة قومية بشتى الطرق بشكل غير مباشر : الحصار الاقتصادي بداية السبعينات إيران الشاه و المسألة الكردية 74/75 أسعار النفط بهدف عرقلة خطط التنمية في العراق] منذ 1977. إيران الخميني و حرب الثماني السنوات و بشكل مباشر إثر انتصار العراق في حرب الثماني سنوات بافتعال أزمة الكويت و الحرب المباشرة سواء منها العسكرية سنة 91- 2003 و القائمة حتى الآن أو الاقتصادية فيما مثله الحصار الاقتصادي خلال ثلاثة عشر سنة.طارحة شكلا بديلا للدولة الوطنية هي حتّى الآن عاجزة عن إيجاد مرتكزات مادية له بفعل المقاومة الرائعة لأبناء العراق و التي يستكثر الإعلام الرسمي للدولة القطرية في المنطقة العربية الاعتراف بها و يختزلها في " مسلحين مجهولينفي بداية ظهورها و اعتماد التعتيم الكلي عن فعاليتها الحقيقية و تصنيفها بصيغة التقابل الطائفي لاحقا تصنيف لا يلغي استهداف مبيت بصيغة خلق المثال القابل للتعميم" وهو بذلك يدعم صفة التبعية لهذه الهياكل للأجنبي .

 

من هكذا عرض يبدو الانسداد التاريخي في المجتمع العربي لا يستند إلي معطيات حقيقية في الواقع بقدر ما هو انسداد مفتعل يهدف خلق مرتكزات بمفهوم الأداة المحلية لإلغاء دور الأمة العربية المستقل و بما يسمح بتوظيفها إما في أجزاء منها أو كلهلفائدة غيرها من القوي الخارجية طبقا لمقتضيات السياسة و المصالح الدولية و بما يؤكد أهمية المنطقة "صرة العالم" في السياسة الدولية ...فما هي بدايات هذا الانسداد و مظاهر تطوره و طرق تفعيله ؟

 

2/. بدايات الانسداد التاريخي التطور و المظاهر و طرق التفعيل.

 

إن البحث عن بدايات الانسداد التاريخي القائم حاليا يفرض العودةالنظرية لبدايات النهضة العربية الحديثة لماذا؟ لكون التقابل القائم حاليا هو ناتج تراكمات تاريخية من ناحية و من ناحية أخري يحكمه أفق و مرتكزات النظرة الفكرية و اتجاهات فعلها لكلا الطرفين الذي ولدتهما النهضة ...فإذا كانت نقطة الانطلاق حكمها التداخل بمفهوم الإصلاح و بصيغة الرد علي تقدم الغرب رغم الاتفاق علي ضرورة الاستفادة من أساليب تقدمه و رفض الواقع المتخلف و العمل علي تغييره باستحضار حالات الصعود الحضاري و عواملها إلا أن اختلافا جوهريا تأسس مع بداية استهداف الخلافة العثمانية بين مدافعا عنها بصيغة الإرث الجوهري النتيجة ولادة التيار الإسلامي لاحقا و ما بني عليها من تصورات فكرية تتجاوز المجال الجغراسياسي القومي ...و من اعتبرها مرحلة من مراحل التحرر و التخلص من حكم أجنبي (استعمار)خاصة و أن العثمانيون مارسوا سياسة التتريك في أبشع صورها النتيجة ولادة التيار القومي ...حالة صاغت نفسها بالتقابل في فترة ثنائية الاستقطاب الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية أو في فترة الوفاق مما أدي إلي:

 

أ ـ اختيار التيار القومي لصيغة الانحياز الايجابي بما يعنيه من نضال تحرري ووقوف مساند ومشارك في الأشكال الهادفة للتحرر الوطني و القومي موقفواختيار نضالي حضي بمباركة و صداقة القطب الاشتراكي مما جعل الساحات القطرية التي كان للتيار القومي تواجد فاعل بها تصنف بحسابات تقسيمات الاستقطاب الدولي علي كونها ساحات سوفيتية ...ساحات تمكنت رغم النقائص التطبيقية من إرساء مفهوم الدولة الوطنية التي تخلصت من صيغة الخيام المتعددة و صاغت إلي حد ما مفهوم مجتمع المؤسسات بما يعنيه من قرارات و قوانين...

 

ب ـاتجاه التيار الإسلامي نحو الاصطفافالفعلي خلف المعسكر الغربي (بحجة محاربة الإلحاد الاشتراكي حجة لم يتردد في إلصاقها بالتيار القومي و معاداته نظرة و فعلا لازالت مفعلة توجيها و خطابا) و لقي كل الاحتضان و الدعمفي الساحات القطرية العربية المحسوبة علي الغرب و أمريكا خاصة و أنخرط خطابا ومعادة و تعاونا و سلوكا فاعلفي محاصرة كل فعل وطني أو قومي في تلك الساحات التي حافظت فيها الدولة علي شكلها التقليدي بصيغة خيام متعددة الولاءات الهدف منها حماية خيمة العائلة المالكة ...و مجتمع تراتبي يستند فيه التسيير إلي الأكثر جاه و نفوذ و الأقرب ولاء للخيمة المالكة ..

 

فترة بصيغة المرحلة خلقت رؤية و أدوات لكل طرف متقابلة تصورا وفعلا النتيجة أن عبرت عن نفسها بصيغة عداء تبلور بشكل تصاعدي مع بداية التفرد الأمريكي بإدارة السياسة الدولية منذ سقوط ثنائية الاستقطاب الدولي سنة 1990... و تأكدت مع احتلال العراق ..الذي لعب فيه التيار الإسلامي بشكليه المتعاون و الرافض درا محوريا ... و ازدادت تأكدا مع بداية الحراك الشعبي العربي ... مما يعني قطيعة أفضت إلي بروز حالتين.

 

*حالة تعتمد المقاومة فكرا و ممارسة بصيغة مستقلةو يمثلها الاتجاه الوطنيالقومي.

*حالة ثانية تتبني التصور الغربي و تربط حركتها باتجاهات فعله دون احتساب أثر ذلك علي مستقبل الأمة يمثلها التيار الإسلامي (الأسلمة السياسية) بكل صنوفه ... غير مترددة في الإعلان علي تحالفها العضوي مع الغرب المعادي ...

 

انسداد مصطنعا تجاوزه يبقي في هذه المرحلة صعبا دون تضحيات .. مما يستوجب نقد النقاش القائم منذ أحداث بيروت 1975ـ 1982 مرورا بحصار العراق واحتلاله 1990ـ 2003 وصولا إلي الحراك الشعبي العربي القائم حاليا و المسمي أمريكيا ـ اسلامويا *الربيع العربي*.

 

ـ نقد النقاش العربي القائم

أثار اجتياح للعراق نقاشا متواصلا سواء في وسائل الإعلام السمعية البصرية أو المكتوبة أو حتى في النقشات العامة حول الأسباب الدافعة لهذا السلوك العدواني لعالم الحرب " و أممه المتحضرة" . فعوضا التوجه إلى تفنيد أسبابه المعلنة و التركيز على أسبابه الحقيقية و مناقشة سبل مواجهتها و بالتالي تحصين جبهة الدفاع على الوطن و مناهضة العدوان فنيا باتجاه الانتقال إلى ماهو عملي إذا ماتطلب الموقف . انساقت الغالبية إلى مناقشة الأسباب المعلنة لعالم الحرب والنظر إليها بشكل حسابي " النفط و حجم الاحتياطي ، أمن الكيان الصهيوني و التسلح العراقي ، مسألة نقل التكنولوجيا المحظورة على منهم دون سن الرشد كما يقول الغرب " دون ربطها بالأداة المتحكمة و المسيرة لها أي النظام السياسي القائم و إستراتيجيته العامة مع وضعها في ظرفيتها التاريخية و ذلك إما تحت تأثير الصدمة المفتعلة (و أقول مفتعلة بحكم اختلال موازين القوى في المواجهة التقليدية) أو نتيجة لرؤى شخصية ذات علاقة بالنظرة الشمولية للوطن ووضعه في السياق التاريخي الآني و المستقبلي و ما تفرضه هذه الرؤى من حسابات الربح والخسارة بلغ حد اعتماد آراء بعض العملاء الذين تقدمهموسائل الإعلام للاستشهاد على ما كان سائدا في العراق أو انخراط عديد الوسائل الإعلامية العربية في الترويج للإستراتيجية الأمريكية كقناتي الجزيرة و العربية . فجل النقاشات انطلقت و لازالت من وضعية قطر عربي يتعرض للاحتلال و التقسيم من خلال أولويات قطر أو أقطار بعيدة عن الاستهداف المباشر و إن هي مستهدفة بالنتيجة بحكم الانتماء الجغرافي والاقتصادي و الحضاري ...و بذلك ساعدت و تساعد سواء قبل أصحابها أم لم يقبلوا ، تعمدوا ذلك أم لم يتعمدوا على خلق المزيد من المرتكزات المادية والمعنوية والنفسية للامبريالية و الصهيونية و عملائها المحليين لتوسيع دائرة التآمر على الأمة و الوطن و لا أعتقد أن أي منا لم يستوقفه المشروع الأمريكي ما أصطلح على تسميته" بالشرق الأوسط الكبير"... مما يعني تقديم النتيجة على السبب الذي لم يحسم أي الانحراف و خدمة توجهات الأجنبي و مصالحه على حساب الوطن و مصالحه ، لكن لو وضع كل منا نفسه في موقع القيادة العراقية بكل مكوناتها ( الفكرية الإستراتيجية – التنظيمية – الهيكلية ) بصيغة التبادل في الموقع مع محافظة كل منا على توجهاته الفكرية التحررية ... و يتعرض لهجمة إمبريالية صهيونية تعتمد أدوات محلية و إقليمية و أخرى مباشرة ، هل يستطيع الجمع بين الدفاع عن الوطن و الديمقراطية و البناء ؟ الجواب قطعا لا ...لان ذلك ضربا من المستحيل ... إذ لابد من تقديم التضحيات . فالذراع (القدرة) العملية لأي منا مهما كانت لا بد أن تنحاز لتطول و تبلغ غاياتها في جانب و تقصر حتى تبدو كأنها غائبة في جانب و مرئية بقدرما في الجانب الآخر من مثلث الأولويات طبقا لما تفرضه هذه المواجهة من ساحات و من تقديم و تأخير في درجة الأهمية المرحلية لكل منها رغم ترابطها و ليس في ذلك ما ينقص من صدق الوطنية أو ما يجعل المرء خارج حركة التاريخ و التاريخ يؤكد ذلك سواء في التجارب الثورية التي إنبنت على العقيدة السماوية " موقف أبي بكر رضي الله عنه من الردة " أو في التجارب الثورية الاشتراكية " موقف لينين من الثورة المضادة " أو التجارب الليبرالية " الثورة الفرنسية – الحرب الأهلية الأمريكية ". فكيف غابت هذه الأمثلة عن فكر منظرينا و إعلاميي قنواتنا و انساقت وراء الإعلام الغربي ذي الأهداف المصلحية التي لا تستثني قطر من أقطار الأمة في ظرفية تميزت باستكمال العراق لمقومات الوحدة الوطنية و الاستقلال الاقتصادي، مقومات تجد تفسيرها في عدة إنجازات امتدت منذ بداية السبعينات وحتى بداية التسعينات متمثلة في:

 

* تصفية شبكات التجسس الصهيو- أنقلو– أمركية و مرتكزاتها الاجتماعية و الطائفية سنة 1970 – 1976 / 1978 . والتي عادت على ظهور الدبابات الأمريكية تحت اسم أحزابو " شخصيات معارضة وطنية " ( حزب الدعوة ، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ، الحزب الإسلامي..) سنة 2003 و شكلت ما يسمى بمجلس الحكم الانتقالي العميل .

 

* إصلاح زراعي قطع مع بقايا الإقطاع الذي طبع النظام الاجتماعي الذي كان سائدا في العراق حتى بداية السبعينات و المرتكز على القبلية والذي يعمل الاحتلال على تكريسه واقعا منذ الأيام الأولى ( مجالس العشائر و القبائل ) و تركيبة ما يسمى بالحكومة الانتقالية ( علاوي-الياور/العلاوي /الجعفري وصولا إلي المحاصصة المخابرتية ذات العمالة المزدوجة) .

 

* إرساء مؤسسات الحكم الذاتي بالمنطقة الكردية تطبيقا لبيان آذار( مارس ) 1970 و ذلك سنة 1975 و تراجع الأحزاب الكردية عنه بدفع من شاه إيران آنذاك و ما واكب ذلك من مواجهاتو خسائر بشرية . نفس العصابات التي ركبت الدبابات الأمريكية والأداة الفاعلة محليا فيما لحق العراق من تخريب حاليا بصيغة الاستقطاع أو التقسيم.

 

* تأميم النفط كاملا و ظهور عديد المؤسسات الصناعية الوطنية في مختلف المجالات اعتمادا على كفاءات وطنية و ما أفرزه من تنوع في دعائم الاقتصاد الوطني أبرز الحلقات المستهدفة منذ الاجتياح .

 

* تجديد التعليم و تعدد مؤسساته بما يخدم حاجة المؤسسات الوطنية و يخلق الأرضية الملائمة للتطور التكنولوجي عنوان العصر...ثاني الهياكل التي استهدفها الاحتلال بمباشرة تغيير مناهجها.

 

* تأمين المجال الجغرافي الوطني في وجه الأعداء التقليديين الذي عبرت عنه الحرب العراقية الإيرانية وما أفضت إليه من امتلاك العراق لقوة عسكرية هامة .

 

* العمل على خلق انفراج سياسي داخلي من خلال طرح مسودة دستور للنقاش يقطع مع حالة الشد التي فرضتها مرحلة البناء الهيكلي و التنظيمي للمجتمع العراقي بكل مكوناته العرقية والطائفية و للدولة الوطنية و ذلك سنة 1989 – 1990 .

 

مما يعني بداية ولادة قوة إقليمية أصبحت تستقطب اهتمام المواطن العربي كتجربة تعبر عن جزء من الطموح عند البعض و أغلبه عند البعض الآخر خاصة و أن هذه التجربة قرنت الأفعال المنجزة بدعم مادي و معنوي للمقاومة الفلسطينية باعتبارها جزء من مهامها الأساسية دون الإملاء لتوجهاتها ...إنجازات تستند إلى تصور شمولي لكل الوطن العربي و علاقته بالأمم الأخرى اعتمادا على تصور فكري عربي قومي إنساني ، مما يعني التناقض مع التصور الأمريكي من ناحية و من ناحية أخرى خلق تحول في الموازين في منطقة حساسة و معروفة بقيمتها الإستراتيجية فالأمريكيون كقوة خارجية وقوة في بداية التفرد بالنفوذ العالمي يعتبرون المنطقة خطيرة في حساباتهم الإستراتيجية و ذلك ليس لوجود دول نفطية و لكون الولايات المتحدة في حاجة للنفط و لا للحسابات الإستراتيجية العسكرية و إنما للعامل السياسي الفني و المتمثل في أن من يمتلك قدرة التأثير الجدي في منطقة الخليج سيؤثر على أوروبا و اليابان المنطقتين اللتين تعدان الأساس في استمرار القوة الأمريكية في الخارج نتيجة التحالف معها.. .و استقلال النفط و قيام أوروبا و اليابان بالتعامل مع العرب مباشرة لضمان النفط سيجعل النفوذ الأمريكي في أوروبا و اليابان يتلاشى لذلك فالولايات المتحدة تعتبر مسألة ظهور أي تهديد لهذه الإستراتيجية شيئا لا يمكن القبول به بأية صيغة كانت و خطورته استثنائية إلى الحد الذي يجعلها تتصرف بمرونة نسبية ما في مناطق أخرى من أجل مزيد إحكام قبضتها على الخليج .أما الأطراف المحلية الرسمية و في ظل ارتباطاتها السياسية و العسكرية و الاقتصادية بمرحلة الوفاق و أمام عجزها المتأصل نتيجة طبيعة مكوناتها الهيكلية والتنظيمية عن فهم التحولات الجذرية و المتسارعة في العلاقات الدولية وما يرتبط بها من مشاريع فإنها وجدت نفسها إما منساقة إلى الانخراط في الإستراتيجية الأمريكية و بالتالي مشاريعها بالنسبة لأغلبها أو مهادنة لها مستخدمة مبدأ المقايضة بالنسبة للبعض الآخر أو الحالمة بأن تلعب دورا معوضا للإسلام التبعي من خلال تقديم نفسها بمنطق أللإسلام الرافض ( إيران و غيرها من المنظمات الحاملة لتفكيرها أو تلك المتمردة على من أوجدها ـ القاعدة ـ ...). في حين أتت الأزمة عربيا في ظرفية كان فيها المجتمع العربي يعمل على الخروج من إطار قرون الهيمنة الخارجية التي سلبت أرضه و ثروته و إرادته و حاولت طمس شخصيته و في الوقت الذي سعى فيه للانتقال من التخلف بكل ما يعنيه من معايير كمية و نوعية اقتصاديا و اجتماعيا وثقافيا إلي الحضارة والالتقاء بعصر التكنلوجيا و في الفترة التي بدأ فيها العرب تلمس الطرق الناجعة للتصدي للانقسام و معالجة التجزئة كشروط لا بد منها لاسترجاع وضعهم الطبيعي و شخصيتهم الحضارية ضمن حركة التاريخ العام للإنسانية المتجهة نحو التحرر و الحرية نحو الثورة التقنية الحديثة نحو مجتمع الأبعاد الكبيرة و التجمعات البشرية الهامة التي توفر أفضل الشروط لازدهار حياة الشعوب . ليصطدموا بأزمة مركبة تماما كما في القرن التاسع عشر .

 

أزمة يفرضها منطق الواقع التاريخي الذي يحتم دوما اصطدام عوامل النهضة بالعوامل المعرقلة لها فتنشأ الحرب بين بناة السلام (العرب ) و بين أعدائه ( عالم الحرب ). فالعرب و منذ نهاية الحرب الثانية يناضلون من أجل حق طبيعي مشروع " حقهم في التحرر و تلمس سبل الوحدة" و بذلك لا يعتدون على أحد و لكن أعداء نهضتهم الطامعين في أرضهم و في نفطهم و ثر وتهم والخائفون على مصالحهم من وحدتهم و تحررهم ومن تطلعهم للبناء يقفون في طريق النهضة مصممين على إبقاء الشعب العربي أسير العوامل التي سببت له الضياع قرون طويلة هدرت فيها طاقات كبرى لحساب الاستعمار و الإمبريالية و الصهيونية، فنضال العرب بمختلف فئاتهم في فترة ما بعد الحرب الثانية نضال ( اقتصاديا – ثقافيا – اجتماعيا ) ينطوي على كثافة حضارية. أي نهضة لا ردة كما يحلو للبعض تصويرها اعتمادا على الإحصاء المجرد ( تقارير الأمم المتحدة للتنمية ) دون الأخذ بما هو كامن في عقلية و فعل المواطن العربي، نهضة ميزته على أعدائه أعداء التطور الحضاري في المرحلة الراهنة: الإمبريالية والصهيونية و العملاء المحليين* الذين يحاربون من أجل هدم الجهود التي بذلها العرب لبناء السلام .أزمة ابتدأت في بيروت بضرب النقاش الديمقراطي التحرري بين 1975 – 1982 لتخلق حالات طائفية مهما كان لون الحزام الذي تتمنطق به في استخداماتها حاليا و تمتد إلى بغداد 1990 – 2003 لخنق هذا المولود العلمي العلماني و تعمل على الخلق والتأسيس لحالات طائفية وعرقية أكثر بغظا و قتامة...تماما كما حصل في القرن 19 أي هدم بوادر النهضة، هدم مثلته الحرب العدوانية الأنقلو- أمريكية – الصهيونية ـ الإيرانية على العراق و احتلاله حرب أحالت النظام العربي عند اندلاعها سنة 1990 على غرفة الإنعاش و في مارس 2003 إلى الغيبوبة السريرية. حرب تعبر عن رواسب المراحل التاريخية الماضية للبشرية عندما كانت المجتمعات خاضعة لاستغلال الطبقات و القوى المستبدة والأنظمة الرجعية في غفلة عن وعي الجماهير و عن تطور الإنسان مهما حاولت أجهزة عالم الحرب الأنقلو أمريكي الصهيوني الإعلامية و الدبلوماسية السياسية تقديمه على كونها حربا من أجل السلام رغم كونها حرب مصالح قومية كغيرها من الحروب الماضية التي عرفها التاريخ البشري الحديث و إذا كانت الثورات تاريخيا هي الجواب العادل على هذه الحروب سواء في آسيا أو إفريقيا أو أمريكا اللاتينيةفالمقاومة العراقيةهي الجوابالعادل و المنطقيعلى هذا العدوان رغم التعتيم الإعلامي المقصود و المفروض عليها من قبل عالم الحرب تحت لافتة السلم العالمي و محاربة الإرهاب وحق الشعوب في العيش بكرامة حسب الطريقة الأمريكية ... مقاومة كان لها الفضلالأساس من خلال صمودها في تجنيب المنطقة "إستراتيجية الصدمة و الترويع الأمريكية" و إسقاط مشروع القرن الأمريكي بما كشفته من عورات عسكرية اقتصادية و أخلاقية لهذه القوة جعلها تعيش حالة حصار معنوي دفعها إلي تحريك رصيدها النهائي مع اندلاع الحراك الشعبي العربي بهدف تحويله بما يخدم اتجاهاتها الإستراتيجية ... محولة إياه و باعتماد ما أهلته من أدواة محلية ( الأسلمة السياسية كتلك المستخدمة في بيروت و بغداد ) من حراك بصيغة نقاش شعبي رافض للاستبداد و التبعيةيهدف الكرامة و الحرية و الاستقلال إلي حراك متمم لما تم ضربه من نقاش تحرري ديمقراطي في كل من لبنان و العراق قصد تعميم حالة التشضي داخل الساحة العربية و الارتداد بها إلي ما قبلصيغة الدولة الوطنية في شكلها القطري (المرفوضة قوميا ) ... مما يجعل من المشروع القومي هو الجواب المنطقي علي هكذا حالة ارتداد ...

 

 





الاحد١٢ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة