شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل ايام قليلة كان المحتل الامريكي الصهيوني ، صديقا ومحررا ومعمرا للعراق ، ولكن بقدرة قادر صار هذا الصديق والمحرر ، محتلا وغاصبا وهداما ، ورب سائل يسأل اولئك الاوغاد الذين جعلوه يوما محررا ويوما اخر محتلا .. اما كان هذا المحتل قد حملكم كالنعاج على ظهور دباباته ومجنزراته وطائراته لكي يلقي بكم في المنطقة الجرباء وانتم تتفرجون عليه وهو يذبح بشعبنا شيبا وشبابا ، ويغتصب نساءنا ويهدم بمعوله بناءنا ، هل تنكرون انه هو الذي دق اسفين المليشيات الطائفية المقيتة التي احرقت مع دخوله مؤسسات ومرافق الدولة ، وهدمت المساجد ودور العلم والحضارة والفنون ، واستباحت الحرمات وهتكت الاعراض ، هل نذكركم بما شاهدتموه بأنفسكم حينما سرق المحتل كنوز العراق واثاره التي تربط بين ماضيه وحاضره على مدى سبعة الأف سنه مضت ، هل نسيتم او تناسيتم ما فعلته سيدتكم امريكا يعاونهم في ذلك الصفويون الحاقدون ، بإشعال فتيل الفتنة الطائفية والعرقية بين ابناء الجسد الواحد ، وما عملته لتفتيت نسيج المجتمع وتقسيم ارضه ، هل نسيتم من استباح بيوت الله ودمرها واحرق المصاحف فيها ، وهل نسيتم من هجر ابناء العراق ، هل نسيتم انتم واسيادكم ملايين اليتامى وآلاف الارامل التي انتجتها مذابحكم الجماعية لأبناء شعبنا كل يوم ، هل نسيتم مفاسدكم ونهبكم الثروة والمال ، واكتفيتم بالتفرج على شعبنا وهو يعاني من آفة الفقر والجوع والعوز وافتراش المزابل والمقابر والكهوف وتحت الجسور ، وهل نسيتم .. وهل .. وهل ، ولكننا نريد اليوم ان نذكركم بأنكم كذبتم وصدقتم كذبتكم .. نذكركم بان الذي سحق اسيادكم ومرغ انوفهم في الوحل واذلهم وبدد مشاريعهم هو ذلك المارد الاسمر العراقي البطل المقاوم الذي سحق بقدميه كبريائهم وجبروتهم ، وجعلهم يهربون بجلودهم من ارض الرافدين تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة التي اذاقتهم على مدى ثماني سنوات ، مر الهزيمة والخذلان بعد ان كبدتهم الاف القتلى ومئات الاف من الجرحى والمعاقين ، وخسرانهم التريليونات من الدولارات .


اما انتم ايها الخونة المارقون ، فستحل عليكم لعنة الشعب الذي ذاق ضيمكم ومرارة العيش بوجودكم ، فقريبا سيأتي اليوم الذي تضيق بأعينكم الدنيا بما رحبت عندما تتقدم جحافل الشعب لسحقكم ، فلا تجدون من يأويكم او يناصركم وسوف تنادون بأعلى اصواتكم فلن تجدو من يسمعكم من خارج الحدود بعد الان لأنكم ورقة التوت الخاسرة في رهانات اعداء العراق ، وقد تركوكم لمصيركم المحتوم بعد ان ولوا هاربين مدحورين خاسئين تلاحقهم لعنة الارواح البريئة التي ازهقوها هم واذنابهم ظلما وعدوانا ،(وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا) صدق الله العظيم .


وحينها سيحتفل ابناء العراق بيومهم المقبل ، يوم النصر المؤزر الذي اصبح يعد بالأيام والساعات ، انه اليوم العظيم الذي لا يشابهه ولا يوازيه يوم اخر، انه سيد الايام لأنه يوم الوطن ويوم الكرامة والعز والاستقلال العظيم ، وحينها سيتصافح شعبنا ويحتضن بعضه بعضا وسيدوسون بأقدامهم ما خلفه المحتل واذنابه، حينما يقفون جميعا عند خط الشروع الواحد لينطلقوا الى ساحات الجهاد الاكبر، ساحات العمل والبناء لوطنهم الكبير الذي سيحتضنهم جميعا .

 

 





الثلاثاء١٦ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجاشع كنعان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة