شبكة ذي قار
عـاجـل










تتنافس هذه الأيام وسائل الإعلام المكتوبة أو المرئية علي تناول موضوع الملف النووي الإيراني في ضوء موقف منظمة الطاقة الدولية منه عرضا و تحليلا بما يوحي بتصعيد جديد يستهدف المنطقة العربية علي أطرافها الشرقية و كأنها حالة طافحة علي سطح الأحداث المتسارعة و ليست جزء منها تكرر استخدامه و بصيغ متعددة مما يجبر القارئ العربي طرح جملة تساؤلات الإجابة عليها تكشف السبب الحقيقي المراد من هكذا تصعيد.


I ـ التســــــــــــاؤلات
1/.هل شكلت إيران منذ إسقاط حكومة مصدق عامل معرقل للإستراتيجية الأمريكية عامة و نفوذها في الشرق الأوسط خاصة أم رافعة لتفعيلها ...؟ و هل البرنامج النووي الإيراني .. حالة منفصلة عن التصور الاستراتيجي الأمريكي للمنطقة أم حلقة من حلقاته ...؟


2/. لماذا كل هذا الصخب الإعلامي ...هل المعني به البرنامج النووي فعلا أم هو شكل من أشكال إعلام التأهيل للقبول بصفقة ما علي حساب الأمة العربية (العراق خاصة) في ظل ما تشهده الساحة العربية من حراك يفتقد للقوة المؤطرة معنويا في ظل انشغالها ميدانيا بالمواجهة المباشرة ؟


II ـ الإجابـــــــــــــات

1/ إذا كانت فترة حكم العائلة البهلوية منذ إسقاط حكومة مصدق لا تثير خلافا في تبعية النظام الإيراني و فعاليته الإقليمية لفائدة الإستراتيجية الأمريكية التي تأخذ بعين الاعتبار كمقوم من مقوماتها دولة الكيان الصهيوني في فلسطين بائنة و محسومة (احتلال الجزر الثلاث أبو موسي و طنب ألكبري و ألصغري/ضرب حركة التحرر في ظفار و عمان ـ التدخل العسكري ـ الدعم اللوجستي و المادي لنظام الإمامة في اليمن "معاداة عبد الناصر ".التآمر علي العراق سواء اثر قرار التأميم .. أو التدخل في شؤونه من خلال الأحزاب التي أسستها منذ الستينات و هي مكشوفة لقاصي و الداني .أو من خلال المسألة الكردية 1974/1975 وما ترتب عنها دون أن ننسي مسألة التوافق و التناغم مع النظام في السعودية و بقية أنظمة الخليج العربي في مسألة أسعار النفط وكميات ضخها) في ظل حكم هذا النظام لا ننسي جملة القواعد العسكرية سواء بصيغة تخزين للأسلحة و جملة الخبرات الأمريكية المتواجدة علي الساحة الإيرانية سواء علي مستوي الإدارة أو مجال الاستعلامات أو الجيش ...في ظل هذه الوضعية و منذ نهاية الخمسينات أسس البرنامج النووي الإيراني و بلغ عدد منشأته السبع منشآت "علي كل منا أن يقرأ كم يمكن أن تكون الخبرات الموظفة لأدارتها علميا ... مع نهاية عهد الشاه الذي أسقط بعد أن استنفذ دوره أمريكيا ـ لنتذكر هنا إعلام التأهيل للقيادة التي استخلفت أقول استخلفت بحكم أن من ثار و تحمل ثقل التضحية و المواجهة مع الشاه ليست هذه القيادة و لا من يتبعها و لا أولائك الذين انظموا لها بمختلف مشاربهم ...و هنا أعتقد أننا مطالبين بقراءة ما تطرحه مختلف القوي الوطنية الإيرانية لا أن يقتصر إطلاعنا علي ما تنشره السلطة التي هي تعبير عن القيادة المؤهلة أمريكيا و غربيا لتفعيلها فيما يخدم إستراتجيتها للمنطقة ...بغطاء ثوري سمح له من قبل المسير بمساحات عمل لا تلحق الأذى بالمشروع الغربي و تؤهله لخلق حالات من الانحراف فكرا و مضمونا لتطلعات أبناء المنطقة في التحرر الحقيقي و الاستقلال التام و بما يجعلها تكسب امتدادات ثورية ظاهريا و مدمرة عمليا سواء علي مستوي الوجدان أو علي المستوي المادي (أنظر شعارات الثورة ...وممارساتها العملية من الحرب ضد العراق تحت لافتة تحرير القدس يمر بتحرير بغداد و كربلاء ...العداء الشكلي للصهيونية و التعامل العملي معها "إيران ـ قيت" المساهمة الفعالة في احتلال العراق و تدميره...و السماح لها بسرقة مكونات و حلقات هامة من التصنيع العسكري الذي كان قائما في العراق بما في ذلك مركب الكوفة للمكثفات...بعلم و مراقبة و تشجيع من الأمريكان و الصهاينة و لم تسلم من أيديهم حتى المكثفات الكهربائية علي خطوط الضغط العالي لحرمان المواطن العراقي حتى من الكهرباء ... مع تحريك امتداداتهم للقيام بحالات اعتراض شكلي لا تخلو من فعل نضالي في عين المواطن الهدف منه ليس حالة نضالية و إنما تأهيل قيادات تعمل علي صرف انتباه العربي عن ساحة التقابل الحقيقة في مواجهة الأعداء إلي ساحات ثانوية و بما يبقي فعلهم غير مؤشر لديه كفعل معادي و منسجم مع لإستراتيجية الأمريكية طالما أن الخسائر في كل هذا يدفعها العربي و تتحملها الساحة العربية و في ذات الوقت يقدم خدمة لطرف من أطراف الإستراتيجية الأمريكية في نتيجته" كلنا نعرف مدي أهمية جنوب لبنان كمتنفس من منافس الضغط المباشر علي المقاومة الفلسطينية...إذ بعد إغلاقه نتيجة حرب 2006" كيف استفردت دولة الكيان الصهيوني بالمقاومة ضربا و تركيعا و لم نلمس غير الخطابات الفجة بل و الوقحة تحيلنا إلي صيغة "إلي يتعرض للضرب ليس كم يعد عدد الضربات" أي توسيع دائرة اليأس في نظر الفلسطيني من كل ما هو عربي ووطني ... فهل يمكن من خلال هذا السرد اعتبار الحالة " الثورجية في إيران حالة منفصلة عن الاسترايجية الأمريكية"؟ قطعا لا و لكونها لا تتقابل معها فأنها تتقاطع و تتفق في عديد مفاصلها بما في ذلك مسألة البرنامج النووي فلماذا الضجة الإعلامية القائمة و الإيحاء بتفعيل منظمة الطاقة الدولية كطرف مرجعي في المسألة؟


‎2/. لا أحد ينكر علي الأقل و من الناحية الإعلامية جملة الحقائق المنشورة و المتداولة منذ احتلال العراق ... من أن الضجة الإعلامية و التهديد بالضرب أو بالحصار "الذي رفع عن الفستق الإيراني "و شمل السفر و التنقل"كان دوما مقترنا بتفعيل خطة ما ذات علاقة ببذاءة من البذاءات التي يودون تصريفها علي حساب الشعب و الأرض العراقية إما اجتماعية أو ترتيبيا علي حساب المساحة الموحدة ...و اذا ما نظرنا الآن إلي عاملان واقعيين الحراك الشعبي في الساحة العربية و امتداداته المادية من خلال دخول طرف ثاني كان مترددا لفترة قريبة و نتيجة يأسه النهائي من مكانة ما ضمن المجال الأوروبي بدأ يبحث له علي موقع فاعل في الساحة العربية " العثمانيون الجدد " ماديا... وثانيا الانسحاب المعلن أمريكيا من العراق بصيغته العسكرية نظريا و العامل علي أن يكون بقاؤه قائما لا بصيغة التعويل علي الطرف القديم الجديد في الفعل المضاد للأمة (إيران) و إنما من خلال توسيع دائرة الطرف الثاني القديم و الحليف تقليديا و الذي أهل من خلال حرب غزة علي احتلال مكانة في الضمير الجمعي العربي مرموقة بصيغة المدافع و المتبني من ناحية و من ناحية أخري لما يمثله من صيغة طائفية مقابلة لمزيد تأكيد التجزئة لا علي مستوي الواقع و إنما علي مستوي الإرث الروحي و الوجدان الحضاري للأمة ... حالة تتأكد في تسارع القرارات من هذا الطرف أو ذاك (نقل الشاهر ودي كمرجعية إلي العراق... و تحرك أطراف العملية السياسية المخابرتية من الشق المقابل إدانة و رفضا للإجراءات الميدانية المتخذة أخيرا في حق القوة الفاعلة ميدانيا و بالضد من المشاريع الأمريكية في المنطقة ) من هنا أن التصعيد الإعلامي للملف النووي لا يعدو أن يكون صيغة من صيغ حرف النقاش حول مستقبل المنطقة إلي نقاش جانبي ... و تغييب الحالة المطالبة بنقاش الأساس و هو مستقبل العراق في ظل ما يطرحه الحراك الشعبي العربي و ليس ""الربيع"" العربي كما تريده الإستراتيجية الأمريكية ...

 

 





الخميس٢١ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة