شبكة ذي قار
عـاجـل










فعل الخير يجّب ما قبله ، والراحل القذافي هو الوحيد من الحكام العرب الذي أعلن رفضه الصريح احتلال العراق ورفضه لفتح سفارة بلاده في بغداد المحتلة ، وهذا بحد ذاته كاف لاستهدافه لما يمثله مشروع احتلال العراق من أولوية في الإستراتيجية الأمريكية لأنه مفتاحها للمستقبل الذي هي تريد ، وليكمل ذلك في تحد آخر يوم أعلن عن عزمه إنشاء نصب للشهيد أبا عدي يوضع قرب نصب الشهيد عمر المختار ، نعم كانت له خطاياه ولكن كان واضحا صريحا فيها ليس كغيره ممن أمعن ذبحا وتقتيلا وهدما وترويعا وأخيرا احتلالا أو المساعدة في احتلال العراق والإجهاز على القوة العربية الوحيدة التي كانت تشكل عنصر التوازن الإستراتيجي بين الأمة وأعداءها ، ولتضع الأمة من دون أية قوة تحميها ، ولتتقاذفها الاملاءات والأهواء ولتخترقها الأطماع الدولية معبرا عنها بكل أنواع الاحتلالات غير العسكرية الظاهرة للعيان ، والاهم من الجانب الشخصي للحالة هو الاتكاء على أعداء الأمة في تصفية الخلافات على مستوى القطر الواحد أم على مستوى الأمة والتي ما هي إلا نتيجة لغياب الثقل العربي المجاهد من اجل مصلحة الأمة وأبناءها وبمعنى آخر ما هي إلا النتيجة المرجوة أمريكيا وغربيا من احتلال العراق ، لتعود الحكومات العربية على مسمياتها خانعة للإرادة الأمريكية ولتتنازع فيما بينها لارضاءها على حساب المصالح الوطنية والقومية ، وهنا لا نأسف على أية حكومة خنعت للمحتل الأمريكي أو التهديد الصهيوني لأي سبب كان ، لأنهم بأنفسهم أوصلوا الأمور لهذا المنزلق الخطير جراء الأنانية المفرطة وحب الذات على حساب القيم القومية والشرعية والرغبة في الاستحواذ على إمكانات الأمة ، ولكن أسفنا أن نجد البعض من أهلنا في أكثر من قطر عربي بات يتفاخر في استعانته بالغرب المجرم ، هذا الغرب الذي كان سببا في اقتطاع الاحواز والاسكندرون وسبتة ومليلة وفلسطين ، وسببا في الاحتلالات والتجزئة للأمة العربية سواء على مستوى سيكس بيكو أم على المستوى الراهن وما اقتطاع جنوب السودان إلا مقدمات لضياع أجزاء أخرى من أوطاننا والتي هي جميعها حصة الأمة العربية ، ورغم ان الموقف الغربي لا زال على صلفه فيما يخص جميع اراضينا المغتصبة ، نجد اليوم من يفاخر{ وتحت زيف التسميات } بالعمالة لهم والخنوع لكل أهدافهم في إعادة إخضاع المتحرر من الهيمنة المباشرة في الوطن العربي لمشيئتهم ، ولتؤسس مقدمات مجتمع عربي فاقد لمبدأيته وأخلاقياته العربية المسلمة إلى مجتمع من أشباه إنسان منفذ للرغبات الخارجية ، فاقدا لشخصيته الوطنية والقومية وفاقدا لإنسانيته التي أعزنا بها الله بأننا خير امة أخرجت للناس ، يوم تخلينا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وانشغلنا بسعر صرف الدولار وسعر برميل النفط وغيرهما .

 

نحن اليوم كما الأمس أمام منعطف غريب وخطير ، فإما فقدان الهوية وهذا ما هو مطلوب لنسهل على الإدارة الأمريكية إدارة العالم تنوب عنها دولة الاغتصاب في فلسطيننا العزيزة لقيادة الوضع على مستوى المنطقة وتكون لها الحكومات والشعب العربي فيها ليس أكثر من أدوات لتحقيق الحلم الصهيوني ، أو الإعداد للتضحية بكل ما هو ثمين إن تطلب الأمر للدفاع عن هويتنا وعن مشروعنا الإنساني والذي كلفنا به شرعا ، وهو ما يتطلب من كل قلم وطني وقومي أن يدلو بدلوه في كيفية التصدي لما هو قائم ، إذ ما نعيشه اليوم ليس هناك ما يشابهه في ما مضى من الأزمان . فهل من مستدرك بعد الاتكال على الله .

 

 





السبت٢٤ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة