شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس غريبا ما يحصل أو ما يقرأ ويشاهد ويسمع الآن بعد أكثر من ثمان سنوات عجاف من الاحتلال والتضليل والاستعمار الجديد،فالصراعات السياسية الداخلية وتصنيع الأزمات داخل العملية السياسية واستشراء الفساد والاستبداد وترك العباد والبلاد نهبا للعدوان والطامعين والاستغلال والانتهاكات والارتكابات التي لم تحدها قوانين أو قواعد أو اتفاقيات، يضاف لها فتح الحدود للعدوان الأجنبي دون احتجاج رسمي، ومحاصرة العراق في موارده وثرواته ومياهه، ومساعي الاستحواذ عليها أو استغلال الظروف الملتبسة فيها لخطوات ابعد منها دون ان تجد البلدان المنتهكة حرجا أمام القانون الدولي أو الشرعية الدولية كما يحلو للدول المحيطة بالعراق ترديدها، تدفع إلى السؤال عنها وعن المحركين لها أو المخططين والمستفيدين منها، خلال سنوات الاحتلال المريرة كابد الشعب العراقي أنواع سياساته القمعية والاستغلالية والإرهابية والتعسفية، وصنوف انتهاكات الحقوق والالتزامات القانونية والأخلاقية، ولم تنته الأزمات التي ولّدها في العراق، كما يتبين من الوقائع اليومية الجارية على الأرض. فالعراق البلد الثري بكل الخيرات البشرية والمادية يعاني من شحة وانحسار بكل ما لديه، بل وازدادت مشاكله وإشكاليات الإصلاح والتغيير فيه إلى درجات وضعته التقارير الدولية في مستويات لا يحسد عليها على جميع الأصعدة، مما يعكس طبيعة سياسات الاحتلال وأذنابه وصعوبات سنواته العجاف.


رغم كل ذلك يضطلع اليوم علي يزدي وزير ما يسمى بالتعليم العالي والبحث العلمي بدور أخر من ادوار التصفية والاجتثاث التي أوكلت قبله للمجرمين إبراهيم الاشيقر و للمالكي والجلبي والمقبور عزيز الحكيم وهادي العامري وصولاغ أبو دريل يشاركهم بذلك عصابات الصدر من أمثال أبو درع والخز علي، بعد قيامهم بتصفية العلماء والمفكرين والأطباء والعسكريين من ضباط وقادة ومنتسبي الأجهزة الأمنية وحزب البعث والمخلصين من أبناء العراق العظيم ، حيث اخذ هذا اليزدي على عاتقه إفراغ الجامعات والمعاهد العراقية تماما من ما تبقى من كفاءات وتدريسيين من المخلصين لعراقهم وشعبهم سواء بالقتل أو الطرد ، بغية جلب عناصر تابعة لحزب الدعوة أو من المتعاطفين معه من خريجي الحوزات في إيران ومن بعض الأقطار العربية للعمل بدلا من الكفاءات العراقية بحجة الاجتثاث مثلما يفعل اليوم المالكي في أجهزة المخابرات و في وزارات الدفاع والداخلية والدوائر الأخرى ، حيث قام بتسريح الآلاف من هؤلاء بنفس ذريعة الاجتثاث رغم إنهم خدموا في هذه الدوائر من قبل الاحتلال إلى هذا اليوم بكل مهنية وإخلاص لعراقهم ولشعبهم، وما تصفية ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى هذه الأيام بواسطة كواتم حزب الدعوة واطلاعات الإيرانية خير دليل على سفالة ووقاحة هذا الأهوج الذي يتشدق باسم العدالة ويختبئ خلف شعارات " دولة القانون" ورغم كل ما يحصل في العراق من ماسي ومصائب من خلال مشهد القتل اليومي بالكواتم والمفخخات ونقص الخدمات ، حيث البلاد تعيش ظلام دامس بلا كهرباء ولا ماء ولا صحة ولا فرص عمل، نرى رئيس الحكومة الناقصة وغير الشرعية يتحدث عن تشكيل مجلس "وطني "للعشائر بغية ارتشائهم وتهيئتهم للانتخابات القادمة بعد أن قام بتغيير الكثير من العاملين في مفوضية الانتخابات استعدادا لذلك. متناسيا أن شعب العراق عرفه على حقيقته بأنه خائن وكذاب مزدوج الولاء والهوية. صاحب تاريخ اسود في الخيانة والنذالة والإجرام، كما إن الفارسي علي يزدي معروف هو الأخر في العمالة والسقوط الأخلاقي لدى أبناء كربلاء قبل تسفيره منها إلى أعمامه في طهران. واليوم يقوم اليزدي بتسريح المئات من الكفاءات من جامعات العراق ليفرغ البلاد من هذه الكفاءات ليحل محلها أصحاب الشهادات المزورة الصادرة من طهران لتدمير العلم والعلماء في العراق خدمة لتوجيهات أعمامه الفرس وولاية السفيه ثائرا لهزيمتهم في القادسيتين على يد أبطال العراق ورجالاته ولكنهم خسئؤا، ولعنة العراق لن تمحى والتاريخ لن يرحم أحدا اقترفت يداه ما سجلته صفحاته عنه. وان الظلم لن يدوم وان يوم الظالم قريب بل قريب جدا بعون الله

 

 





الاربعاء٢١ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر زيد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة