بالأمس جنين .. وبعدها الفلوجة .. واليوم سرت وغيرها من المدن والبلدات الليبية الصامدة في وجه قوات الناتو وعملائه ومرتزقته تنادي : واعرباه وا اسلاماه.. أبطال سرت وبني وليد يخطون صفحات من الصمود والمجد والإباء علهم يمسحون بدمائهم الزكية شيئا من العار الذي لحق أمة العرب والمسلمين جراء المواقف المخزية لحكامها وملوكها وأمرائها والعملاء السائرين على خطاهم...سرت تقصف من البر والجو والبحر وتدمر فوق رؤوس ساكنيها.. سرت تتعرض للحصار والتجويع والتنكيل...أهل سرت يتعرضون للإبادة الجماعية...في سرت تهتك الأعراض وتنهب البيوت تغتصب النساء على أيدي مرتزقة الناتو وعملائه ..
يحدث كل ذلك باسم "الحرية" و"الثورة" وبمرآى ومسمع من العالم وبدعم ومشاركة بعض الدول العربية وبعض الأحزاب السياسية المحسوبة زورا على الثورة وبعضها على الإسلام، وفي ظل صمت مشبوه للمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والعربية ... فتحية لكل مقاتل في سرت ولكل طفل أو امرأة أو شيخ محاصر أو شهيد قضى دون شرف الأمة وكرامتها المهدورة من بني جلدتهم من العملاء الذين جلبوا العار والدمار لبلاد العرب. تلك هي الحرية التي يعدون بها سوريا والجزائر وسائر بلاد العرب والمسلمين..
أما في قطرنا العزيز تونس فنقول لأحزابنا وسياسيينا المنهمكين هذه الأيام في الانتخابات والقائمات والصناديق : ما ضر لو أدرجتم موضوع نصرة الأشقاء في ليبيا وكسر الحصار الهمجي على مدينة سرت وإرسال المساعدات الطبية والمساعدات الإنسانية ضمن حملاتكم الانتخابية؟ لماذا لا تعارضون موقف الحكومة الداعم للناتو وعملائه وللمساعي المحمومة لاحتلال ليبيا وتقسيمها وسرقة خيراتها؟ هل هي المواقف الداعمة "لثورة الناتو" لدى البعض أم حسابات الربح والخسارة لدى البعض الآخر؟ ثم ها هو الناتو يتدخل بشكل سافر في تونس بالمال السياسي وبالقصف الإعلامي المغرض وعبر هياكل مراقبة الانتخابات..هل تعلمون أن "مركز كارتر" و"معهد مكين" المدعومين من "السي آى أى" مدعوان من الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات ؟ وهل تعلمون ان المجرم بول بريمر أول حاكم للعراق المحتل قادم هو أيضا ضمن تشكيلة "معهد مكين"حرصا على نزاهة وشفافية العملية السياسية وضمانا للحرية والرفاه لشعبنا في تونس؟ فهل ستسمحون لمن دمر العراق وقتل علماءه وسرق آثاره ونفطه بأن يراقب الانتخابات في تونس؟ وكيف يفتح البلد على مصراعيه للمخابرات الغربية والصهيونية بأنواعها... من الصهيوني برنار ليفي إلى المجرم بول بريمر في حين يحاكم ويسجن شرفاء ليبيا أمثال الخويلدي الحميدي والبغدادي المحمودي دون أن تحرك أحزابنا المجيدة ساكنا؟ مرة أخرى هل هي حسابات الربح والخسارة حيث الغاية تبرر الوسيلة والاعمال بخواتمها؟
و التحية كل التحية لأهلنا الصامدين في سوريا الصمود والمقاومة. فالحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي بصدد تصعيد العدوان على سوريا إعلاميا وسياسيا وعسكريا ونرى بوضوح تام في العراق وفي ليبيا السيناريو الذي يعدونه لسوريا .. فمزيدا من الثبات والصمود ومزيدا من تحصين الجبهة الداخلية وتدعيم الوحدة الوطنية من خلال الحوار والإصلاح من أجل إفشال المخطط المعادي وعزل العملاء ...
المجد والخلود للشهداء الأبرار
النصر للمقاومة والخزي للعملاء
اللجنة التونسية لمقاومة الاستعمار ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني
سوسة في ١٠ أكتوبر ٢٠١١
