شبكة ذي قار
عـاجـل










من المؤكد إن أمريكا لاترغب بالتغيير الذي حصل في مصر مؤخرا وهي تراقب بهلع ما يحصل من أوضاع تغيير في مصر وتونس واليمن، لان مبارك يشكل أهمية خاصة ، بل حاجة إستراتيجية مهمة للولايات المتحدة كون هذا اللا مبارك كان عامل مهم في نجاح المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة.


فمصر حسني مبارك كانت قد لعبت دورا مهما في توفير امن إسرائيل وقيادة مشاريع التطبيع العربية معها ومحاربة كل الدول والأحزاب المناصرة للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية والمناوئة للسياسة الأمريكية. وان انهيار نظام حسني مبارك الاستبدادي العميل يعني انهيار السياسة الأمريكية في المنطقة التي تبناها نظام مبارك العميل في تدمير العراق والقضية الفلسطينية والأقطار العربية المناهضة للسياسة الأمريكية المتصهينة، بعد ان فجرت وثيقة جديدة من وثائق «ويكيليكس» مفاجأة كبير، حيث رصدت علي لسان السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة مارجريت سكوبي موافقة الرئيس المخلوع ووزير داخليته حبيب العادلي علي التجسس لحساب المخابرات الأمريكية. فما حصل في مصر العروبة من ثورة شعبية، قطع الطريق أمام السياسة الأمريكية الرعناء في استغلال الشعوب وتسخير حكامها وفقا لأهوائها


وهذا التغيير سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير السياسة الأمريكية بل سترضخ هذه السياسة لإرادة الشعب العربي سواء في مصر أو تونس وغيرهما بعد أن فوجئت بالانتفاضات الشعبية العارمة التي تعم مصر وتونس ونجحت بتغيير عملاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة، ونرى إن الولايات المتحدة وإسرائيل أوجدت البدائل لهواء العملاء من عملاء صغار كانوا يعملون بالخفاء من أمثال حمد بن خليفة وأولاد أل نهيان مثلما اوجدوا المالكي وطالباني في العراق المحتل. لذلك نرى هذا الحمد يلعب دورا قذرا في تسخير إمكانية قطر المادية والمعنوية واللوجستية لتدمير العراق وليبيا وسوريا والعمل للانقضاض على الثورات الشعبية في مصر وتونس، بعد أن تمكن أبناء مصر العروبة من الإطاحة برأس النظام وزبانيته هذا النظام العفن والهرم وبطانته موغلة في الفساد ونهب المال العام، والغالبية الساحقة من شعبه تعيش تحت خط الفقر.


بعد ان لجأ إلى كبح الحريات، بعد ان جربها النظام التونسي في محاولة يائسة لإنقاذ نفسه ومنع الثورة ولكن سياسات الكبح هذه أعطت نتائج عكسية وزادت الأوضاع تدهوراً. أدت بالإطاحة بنظام بوليسيا كان يتزعمه ابن علي.


ردود الفعل الأمريكية والأوروبية تجاه ما يجري في مصر على وجه الخصوص تتسم بالارتباك وعدم الوضوح، خاصة بعد هجوم المتظاهرين على سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة وحرقهم العلم الإسرائيلي وبعثرت وحرق محتويات السفارة والمطالبة بطرد السفير وقطع العلاقة مع ( إسرائيل ).


فشعب الكنانة أبناء مصر العروبة يتمتعون بدرجة كبيرة من الكرامة وعزة النفس لن يناموا على ضيم أبدا إنهم قدموا الدروس بالتضحية والجود بالنفس لشعبنا العربي في كل مكان وللإنسانية جمعاء من اجل الكرامة والسيادة والوطنية دفاعا عن عروبتهم وأرضهم وأمتهم العربية المجيدة وجعلوا أعداء الأمة يصابون بالهلع والخوف من القادم العربي لان الشعب العربي لم ولن يسمح للولايات المتحدة ولا لإسرائيل من التكيف مع المتغيرات الجديدة سواء في مصر او تونس لان الثورة في مصر أو تونس هي ثورة شعب وليس انقلاب حكام.


بعد ان تفهم شعبنا العربي إن خدعة" تعميم الديمقراطية" كانت بدايته من العراق الذي أحتل باسم "ديمقراطية الاحتلال" ولن ينتهي بتحقيق "الديمقراطية الأمريكية" في ليبيا وسوريا وغيرهما من الأقطار العربية. وإن تجربتنا مع العملاق الأمريكي لم تبشرنا ولو ليوم واحد بأنه يريد الخير لأمتنا لاسيما وأنه الداعم الأكبر للعدو الصهيوني، عدو أمتنا التاريخي ومغتصب حقوقنا. فكيف لداعم عدونا أن يدعمنا ويحرص على حقوقنا؟


يجب التنبه أن "الكاوبوي الأمريكي" أينما تصل أقدامه يحط الخراب والدمار. والتاريخ يشهد على ذلك: من فيتنام إلى الصومال وصولا إلى العراق وليبيا اليوم، وإلى أين غدا يا ترى!

 

 





الثلاثاء٢٢ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر زيد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة