بين حين وآخر تندلع حرائق كبيرة في وزارة ما او مديرية او دائرة بل وتعدت هذه الحرائق الدوائر الرسمية الى مخازن التجار والمحال التجارية الكبيرة وكل هذه الحرائق ترمى على عاتق المسكينة الكهرباء الغائبة كلياً والحاضرة فقط عند اندلاع الحرائق .؟

لو علم توماس اديسون ان اختراعه هذا ( الكهرباء ) سيجلب للعراقيين كل هذه الحرائق والمصائب انا اعتقد لفكر اكثر من مرة قبل ان يقدم على نشر هذا المخترع الجديد ولالغى اختراعه الذي اصبح وبال على العراقيين .

بعد اندلاع اي حريق ضخم يخرج الى الاعلام مسؤول يبرر اندلاع هذا الحريق او ذاك وكما حصل مؤخراً في سوقيّ الشورجة والسنك التجاريين ظهر من على شاشات الفضائيات مدير الدفاع المدني ليخبرنا ان سبب الحريق هو تماس كهربائي واهمال بعض المواطنين من خلال مد الاسلاك الكهربائية للمولدات . وبهذا القى هذا المسؤول باللوم على الكهرباء المسكينة . واصبح هذين الحريقين مصيرهم كمصير الحرائق الاخرى السابقة وقيدت القضية ضد الكهرباء .

في متابعتنا للاخبار في كل العالم لم نسمع اندلاع حرائق كالتي تندلع في العراق في زمن الاحتلال وما بعد الاحتلال !!! يذاع خبر عبر وسائل الاعلام ان حريق كبير اندلع في احدى الدول ويتبين ان هذا الحريق وقع في الغابات ويكون سببه فعل فاعل عبر القاء احد المواطنين عقب سكائر او ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها كما تنقل وسائل الاعلام ما يحصل في استراليا مثل هكذا حرائق ولم يلقى باللوم على الكهرباء .

اذا كان سبب الحرائق في العراق هي الكهرباء فعلى المسؤولين ان يلغوا الكهرباء ويريحوا الشعب منها ومن افعالها الخبيثة ..؟ اي اسخفاف الذي يمارسه هؤلاء المسؤولين بعقول الشعب العراقي لكن الحقيقة هم يستخفون بعقولهم انفسهم لا بالشعب لان الشعب العراقي يعي ما يجري حوله وان كذب الحكومة لم يعد ينطلي على العراقيين .

السؤال هنا لماذا لم يندلع اي حريق في عهود الانظمة السابقة التي حكمت العراق منذ العهد الملكي الى ما قبل الاحتلال مع العلم ان الكهرباء منوفرة طيلة الــ 24 ساعة في اليوم خاصة في فترة الثمانينيات وما قبلها . قد يكون حدث حريق ما في مكان ما وتم السيطرة عليه بسرعة الا اننا لم نسمع بأندلاع حريق وكان سببه الكهرباء والسؤال الثاني اذا كانت الكهرباء غير متوفرة في العراق وكل العالم يشهد على ذلك ان العراقيين يعانون بالدرجة الاولى من الكهرباء وكانت كل هذه الحرائق فما بالك لو كانت متوفرة طيلة اليوم اكيد سوف نقرأ على العراق السلام كما قرانا على اشياء كثيرة سابقاً .

لقد اراد لصوص العراق الحاليين اخفاء سرقاتهم الكبيرة ومضارباتهم من خلال هذه الحرائق لينتهي الامر عند ان تماس كهريائي كان سبب الحريق لكن من غبائهم ان الشعب يعلم من هم المسؤولين عن هذه الوزارة او تلك وبالتالي يعلم من هو المسبب الرئيس للحرائق وان الشعب لن ينسى اعدائه اذا كانو في الداخل اوالخارج