قال الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية غزوان الكبيسي إن البحريني يقدم ولاءه للوطن على أي اعتبار آخر، ويرفض أية نعرة طائفية تروّج لها إيران وتسعى من خلالها من أجل التمدد في الخليج العربي ودوله.
وأضاف، في حوار مع ''الوطن'': إن وعي الشعب البحريني كفيل بإفشال المشاريع الخارجية الهادفة إلى تجزئة الشعب والأمة كلها، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجهها دول الخليج العربي تأتي بالدرجة الأولى من إيران.
وأكد أن مخاطر التسلح الإيراني والعقلية التوسعية الإيرانية تجعل دول الخليج العربي مدعوة إلى مزيد من التعاون والتنسيق وسد المنافذ كلها التي تحاول إيران من خلالها الدخول في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والسياسية لدول الخليج العربي.
وأكد الكبيسي الذي خلف المفكر العراقي نزار السامرائي في قيادة الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، أن المطلوب اليوم مواجهة المشروع الإيراني بالتمسك بالحقوق وعدم التفريط بأي شبر من الأرض العربية احتلته إيران، داعياً إلى تقديم الدعم المادي والإعلامي للمقاومة العراقية التي وصفها بأنها القوة الضاربة في مواجهة الاحتلال الأمريكي والتمدد الإيراني التوسعي.
واعتبر التدخل الإيراني الوقح في شؤون العراق رديفاً للاحتلال الأمريكي الصهيوني وأن أية هزيمة يمنى بها الاحتلال الأمريكي الصهيوني في العراق تعني هزيمة للمشروع الإيراني الصفوي التوسعي الطامع بأرض العرب وثرواتهم. وقال الكبيسي إن المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق تمثل اليوم عنواناً بارزاً في خط المواجهة مع إيران وأمريكا والصهيونية وتوجهاتهم الاستعمارية مما ينبغي تقديم شتى أشكال الدعم لها وعدم الوقوع مجدداً في الخطأ الذي أدى إلى غياب العراق وتهميش دوره الوطني والقومي انتهاء باحتلاله، مشيراً إلى أن المقاومة العراقية مرغت أنف أمريكا المتغطرسة بوحل هزيمتها في العراق.
وفي ما يأتي نص الحوار:
تصدير الثورة ؟
كيف تقرؤون موقف المعارضة الإيرانية حول ما يجري في البحرين؟
نأمل من المعارضة الإيرانية، وعلى وجه الخصوص منظمة مجاهدي خلق، أن تنظر إلى دول الجوار العربي لإيران نظرة احترام مقدرة حق الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لها وعدم الاعتداء عليها أو الاستحواذ على أراضٍ عربية كان اغتصبها نظام الشاه أو حكومة الملالي التي تتبنى سياسة (تصدير الثورة) مما ينعكس سلباً على الشعوب الإيرانية ويولد المشاحنات والضغينة ويقف عائقاً أمام تنامي التعاون الاقتصادي وتعضيد المصالح المشتركة في الإقليم. إن حل المشكلات أياً كانت بالطرق السلمية وعلى وفق قاعدة احترام حقوق الجميع وعدم التجاوز عليها والنأي عن توارث الأحقاد يخلق أجواء ودية بين الدول المتجاورة أو حتى البعيدة.
واستناداً إلى ما تقدم فإننا ندعو المعارضة الإيرانية إلى الإعلان صراحة عن موقفها من التدخل الإيراني في البحرين وإدانة سياسة تصدير الفوضى التي رعى منهجها الخميني تحت غطاء تصدير الثورة وتهديد استقرار الخليج العربي بالعدوان على العراق وتنفيذ سلسلة من الاعتداءات الإرهابية في السعودية ودول الخليج العربي الأخرى.
البحث عن مصادر الطاقة ؟
هل تجدون أن هناك صلة بين التغلغل الإيراني وما يجري في البحرين؟
إن المتابع للسياسية الإيرانية منذ زمن الشاه الأب والابن وبعده النظام الحالي يجد أن سياسية إيران تجاه الوطن العربي، وخاصة دول الخليج العربي هي سياسة توسعية لم تتغير، بل إنها كشفت عن وقاحتها وأطماعها مع تولي نظام الخميني السلطة في إيران وكانت امتداداً للمنهج التوسعي للشاه الأب الذي استولى على المحمرة والأحواز العربية في العام 1925 بالتواطؤ مع بريطانيا إذ دبرا عزل الشيخ خزعل أمير المحمرة وقتله، فأطماع إيران مستمرة في الخليج العربي سعياً للتمدد واستغلال الموقع الاستراتيجي والاستحواذ على الثروات النفطية كون نفط إيران بدأ ينضب، فعملية البحث عن مصادر الطاقة تأتي على وفق المفهوم الإيراني من خلال التحرك الطائفي هنا وهناك لإيجاد موطئ قدم تستطيع من خلاله إيذاء الأمة العربية، وما جرى في البحرين واحد من تلك الأساليب التي عرفها العراقيون وكانت سبباً في الحرب الدفاعية التي خاضها العراق لدرء الخطر الإيراني عن شعبه وعن دول الخليج العربي.
إفشال المشروع الطائفي ؟
ما مستقبل المشروع الإلحاقي الإيراني على ضوء الفشل في البحرين؟
أريد أن أؤكد حقيقة أن المشروع الإيراني في العراق مصيره الفشل على الرغم من التمدد الحاصل في العراق نتيجة تبعية الأحزاب الطائفية في حكومات الاحتلال المتعاقبة، لإيران، وكون شعبنا في العراق يعرف إيران جيداً وخبر سياستها في العراق وشعبنا هو الذي أفشل المشروع الطائفي الذي أراد المحتل الأمريكي بالتعاون مع إيران تنفيذه في العراق فاللعب على الوتر الطائفي في العراق انتهى وأفشله وعي الشعب العراقي وقواه الوطنية الرافضة للاحتلال والمشروع الطائفي كله كان الهدف منه سلخ العراق عن محيطه العربي لكنهم فشلوا على الرغم من كل الذي عملوه لتنفيذ ذلك المشروع الخطي، وهكذا هو الحال في البحرين الشقيقة، فالبحريني يقدم ولاءه للوطن على أي اعتبار آخر، ويرفض أية نعرة طائفية تروج لها إيران وتسعى من خلالها من أجل التمدد في الخليج العربي ودوله، ووعي الشعب كفيل بإفشال المشاريع الخارجية الهادفة إلى تجزئة الشعب والأمة كلها، بل على العكس فالحاجة ملحة اليوم إلى تضافر جهود أبناء الأمة وتضامنهم في مواجهة التحديات الخارجية.
مشاريع مشبوهة ؟
ربطت قيادات في البحرين بين مشروع الشرق الأوسط الكبير والمؤامرة على البحرين؟
ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير أو القرن الأمريكي هو استراتيجية أمريكية وكلنا يتذكر مشروع برجسنكي ومشروع هنري كيسنجر وآخرها خطة لويس برنارد الصهيوني المعروف والتي أقرها الكونغرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية إذ تهدف هذه الخطة إلى تقسيم الوطن العربي والعالم الإسلامي إلى دويلات عرقية وطائفية وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ خدمة للكيان الصهيوني كي يصبح القوة الأكبر في المنطقة وكذلك السيطرة على منابع النفط العربي، أبعد هذا وغيره ثمة شك في الارتباط بين المؤامرة على البحرين ومشروع الشرق الأوسط الكبير وما التآمر القائم الآن على الأشقاء العرب سوريا واليمن وليبيا إلا دليل واضح على منهجية السياسة الأمريكية المتصهينة والمتغطرسة والتي تروم القضاء على الفكر القومي التحرري كي يفسح لها المجال لتنفيذ مؤامراتها وإضعاف العرب تمهيداً لتجزئتهم.
يخالفون حقائق التاريخ ؟
أيّ استجابة للتحديات العدوانية الإيرانية تجدونها ناجعة لدول الخليج العربي ؟
إن التحديات التي تواجهها دول الخليج تأتي بالدرجة الأولى من إيران فمخاطر التسلح الإيراني والعقلية التوسعية الإيرانية تجعل دول الخليج العربي مدعوة لمزيد من التعاون والتنسيق وسد المنافذ كلها التي تحاول إيران من خلالها الدخول في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والسياسية لدول الخليج العربي، وإيران لاتزال إلى اليوم تطلق على الخليج العربي تسمية الخليج الفارسي خلافاً لحقائق التأريخ والجغرافية كلها معتقدة أن احتلالها للأحواز والجزر العربية الثلاث يعطيها الحق بإطلاق هذه التسمية على الخليج، والمطلوب اليوم مواجهة المشروع الإيراني بالتمسك بالحقوق وعدم التفريط بأي شبر من الأرض العربية احتلته إيران، وتقديم الدعم المادي والإعلامي للمقاومة العراقية التي هي القوة الضاربة في مواجهة الاحتلال الأمريكي والتمدد الإيراني التوسعي.
تقسيم العراق ؟
كيف تصفون سياسة الغرب بالخليج العربي ونظرته إلى طرح الهوية الوطنية والقومية بأدوات طائفية ؟
في البدء لسنا من يرسم سياسة الغرب ولكننا في الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق والتي تضم قوى وأحزاباً رافضة للطائفية والعرقية وبرفضها للاحتلال وجميع أدواته وهياكله ترى أن المشروع الأمريكي لا يحمل قيماً وأخلاقاً حميدة، فالميكافيلية هي التي تسيطر على العقلية الأمريكية وكثير من دول الغرب ودليلنا على ذلك أن أمريكا ومن تعاون معها في غزو العراق واحتلاله سعت ومازالت إلى تقسيم العراق إثنياً وطائفياً وعرقياً بما يخدم مشروع الشرق الأوسط الكبير وما نتج عن هذا الاحتلال من تدمير دولته وقتل أكثر من مليوني مواطن وتهجير ستة ملايين عراقي داخل العراق وخارجه كما تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأرامل من نسائه وصل إلى ما يزيد عن 5,1 مليون أرملة وأكثر من 4 ملايين يتيم و30٪ من سكانه على حافة الفقر المدقع وتصل نسبة البطالة في القادرين على العمل إلى 60٪ وسرقة ثروات العراق ونهبها، ويسعى الغرب بالوسائل كلها لتنفيذ أهدافه في الوطن العربي وعلينا جميعاً أن نعي حجم الهجمة الأمريكية الصهيونية على أمتنا وأن نعي كذلك أن شعبنا العربي يستحق التقدير والاحترام والحياة الكريمة كلها.
إن مشروع الولايات المتحدة الأمريكية في الوطن العربي يلبي توجهات الصهيونية وكيانها في فلسطين المحتلة وإن السعي منهما لإثارة النعرات الطائفية والعرقية والعنصرية هو بمنزلة نسخة جديدة ومنقحة من سايكس بيكو تتيح إذا ما تحققت -لا سمح الله- أن يتفرد الكيان الصهيوني بقوته وآلته الحربية العدوانية في محيط ضعيف كما يتيح له مسوغات به حاجة إليها في يهودية كيانه من أجل فرض مشروعية زائفة على احتلاله الاستيطاني لأرض فلسطين. وهكذا يتخادم المشروع الإيراني الطائفي التوسعي مع السياسة الأمريكية الصهيونية في الوطن العربي ودول الخليج العربي في محاربة الهوية الوطنية والقومية.
الريح الصفراء ؟
ما تأثير غياب العراق عن الساحة القومية على ضوء ما يحدث في دول الخليج العربي، ونتائج هذا الغياب من تخلخل لصالح إيران؟
العراق عمقه التاريخي بحدود سبعة آلاف سنة أو يزيد وهذا الإرث الحضاري وطبيعة الشعب العراقي المرتبط بثوابت الأمة العربية جعله قوة كبيرة تحرس بوابة الأمة العربية الشرقية من الريح الصفراء، وإن غياب العراق نتيجة الاحتلال الأمريكي وتدمير مرتكزات نهضته القومية وحل جيشه الوطني الذي كان درع الأمة ودريئتها على مدى أكثر من ثمانية عقود كل ذلك شجع الطامعين في الأمة وخيراتها على أن يتطاولوا على حقوقها من خلال بث الفتنة الطائفية والعرقية وعليه ينبغي على دول الخليج العربي أن تضع مصالح شعبها أولاً وأخيراً بعيداً عن أي مصالح أخرى وأن تدرك أن انتماءها إلى الأمة العربية عامل قوة لها وفي هذا السياق فإن المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق تمثل اليوم عنواناً بارزاً في خط المواجهة مع إيران وأمريكا والصهيونية وتوجهاتهم الاستعمارية مما ينبغي تقديم شتى أشكال الدعم لها وعدم الوقوع مجدداً في الخطأ الذي أدى إلى غياب العراق وتهميش دوره الوطني والقومي انتهاء باحتلاله.
وإنني أريد في هذا المجال أن أبصّر كل ذي بصيرة فهل ينسى العرب المواقف القومية للحكومات الوطنية المتعاقبة على حكم العراق قبل الاحتلال وبالذات موقف الجيش العراقي الباسل الذي دافع عن أرض العرب وعن عروبة فلسطين طيلة الحروب العربية التي خاضها ضد الكيان الصهيوني في الأعوام 1948 - 7691 - 3791 فهل ينسى العراق وقادته وشعبه وبهذه المحنة التي تكالبت فيها جميع قوى الشر والعدوان لتقسيمه وقتل الفكر القومي والتحرري فيهيه؟
ألا خاب من وقف مع الأجنبي وسعى إلى تدمير العراق وعروبته وجميع الذين ناموا ولم ينصروا عروبة العراق فحل بهم ظلم فوالله لو كان العراق على حاله قبل الحصار والاحتلال لما تجرأت قوى الشر على التدخل في شؤون الخليج لأنهم يعلمون جيداً أن سيف العروبة أقرب إلى رقابهم، وإنني آمل من كل عربي أساء إلى العراق أن يكفر عن سيئاته ويطلب السماح من الله ومن الشعب العراقي وحينئذن سيجدوننا متسامحين مع من أخطأ منهم بحقنا وليعمل كل عربي من موقعه بكل إرادة وقوة للدفاع عن كل شبر من الأرض العربية.
واقع المقاومة ؟
أنتم جزء من المقاومة الوطنية العراقية والعرب في كل مكان يريدون التعرف على أوضاعها، وفعالياتها ودورها في مقاومة النفوذ الإيراني المتصاعد.
شرعت المقاومة العراقية في صفحتها الثانية فور احتلال بغداد إذ كانت المقاومة العسكرية ثم انتقلت إلى المقاومة الشعبية نتيجة لظروف الاحتلال والأحزاب العميلة التي جاءت معه فمنذ العاشر من أبريل كانت أولى عمليات المقاومة ضد القوات الغازية والمحتلة التي سطرها أبطالها في مناطق عدة من بغداد واستمرت هذه المقاومة التي تمت التهيئة لها قبل الاحتلال وتوفير مستلزمات استمرارها ونجاحها، وبدأت هذه المقاومة على وفق ظروف كل منطقة على شكل مفارز وفصائل ومن ثم سعت القوى الوطنية الرافضة للاحتلال إلى توحيد جهودها وأثمرت هذه الجهود عن تصاعد وتيرة الأداء الميداني للمقاومة على الرغم من التعتيم الإعلامي والحصار متعدد الإشكال المفروض عليها ومحاولة بعض القوى العميلة للاحتلال تشويه صورتها من خلال التفجيرات الإجرامية التي استهدفت المدنيين لأغراض طائفية ومحاولة لصق تلك الجرائم بالمقاومة إلا أن الشعب وعى وتنبه إلى تلك اللعبة الخبيثة، ومن خلال ما أصدرته فصائل المقاومة من بيانات دانت فيه قتل أبناء الشعب العراقي وأكدت براءتها من هكذا أعمال إجرامية.
أما على الصعيد الميداني فيكفي المقاومة العراقية فخراً أنها مرغت أنف أمريكا المتغطرسة بوحل هزيمتها في العراق ولك أن تعرف أن وزارة قدامى المحاربين الأمريكيين اعترفت في منتصف يوليو عام 2007 في تقرير رسمي لها بفداحة خسائر قوات الاحتلال في العراق بالقول إن المقاومة العراقية أحدثت 224000 إصابة في صفوف القوات الأمريكية وإن العدد الفعلي لقتلى جنود الاحتلال على وفق ذلك التقرير هو أكثر من 33 ألف قتيل إذا ما عرفنا أن نسبة الوفيات الرسمية بين الجرحى هي واحد من كل سبعة جرحى وليس حقيقة ما تعلنه البنتاغون عن أعداد قتلاها في العراق.
وأود أن أشير أيضاً إلى كتاب ''حرب الثلاثة تريليون دولار: الكلفة الحقيقية لنزاع العراق'' لجوزيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2001 والمسؤول السابق في البنك الدولي والأستاذ حالياً في جامعة كولومبيا بنيويورك، الذي وضعه مع زميلته في جامعة هارفرد ليندا بيلمز الذي نشر في أواسط عام 2008 وهي تكاليف الاحتلال الأمريكي للعراق وهي في خطوطها العريضة: 464 مليار دولار كلفة العمليات العسكرية إلى حين إنجاز الكتاب، 913 ملياراً كلفة العمليات العسكرية المستقبلية، 717 ملياراً الكلفة المستقبلية للرعاية الطبية وبدل إعاقة للجنود، 404 مليارات كلفة إجراءات عسكرية أخرى مثل ترميم الجيش وإلغاء حال التعبئة وغيرها. المجموع يكون 680,2 تريليون دولار من دون إضافة الفائدة المقدرةّ قيمتها بـ816 ملياراً، وبعد إضافتها يصير 496,3 تريليون دولار.
لكن هذا الرقم لا يشمل تقديرات كثيرة عن كلفة الحرب على الاقتصاد وانعكاسات ارتفاع أسعار النفط وكذلك التكاليف الاجتماعية والبشرية التي يتكبدها المصابون والمحيطون بهم، كما لا يشمل كلفة الحرب على العراق واقتصاده ولا كلفتها على العالم نتيجة الخسائر البشرية والمادية والمعدات اللوجستية. من خلال هذه الإحصائيات نتعرف على حجم المنجز الذي قدمته المقاومة العراقية على طريق تحرير الوطن.
وثمة حقيقة ينبغي أن ندركها جميعاً هي أن التدخل الإيراني في العراق لم يكن له أن يأخذ هذا المنحى الخطر لولا الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق فالتدخل الإيراني الوقح في شؤون العراق هو رديف للاحتلال الأمريكي الصهيوني وأن أية هزيمة يمنى بها الاحتلال الأمريكي الصهيوني في العراق يعني هزيمة للمشروع الإيراني الصفوي التوسعي الطامع بأرض العرب وثرواتهم.
الجهود مستمرة ؟
إلى أين وصلت مساعي توحيد فصائل المقاومة العراقية؟ وهل ترون أن هناك تقصيراً عربياً في دعم المقاومة؟
قلت لك إن المقاومة الوطنية العراقية بجميع فصائلها هي مقاومة للمحتل وأدواته كلها وإنها حرمت الدم العراقي وكان لزاماً على فصائل المقاومة أن تسعى إلى توحيد جهدها الميداني والاستخباري والإعلامي لاسيما وهي تقاتل جيش أعظم دولة في القرن الحادي والعشرين مع وجود جميع العملاء والمتعاونين مع المحتل وأثمرت هذه الجهود الحثيثة لفصائل المقاومة عن انبثاق جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، ولاتزال الجهود مستمرة للتنسيق مع بعض الفصائل والجهات المقاومة بهدف توحيد الخطاب الإعلامي والتنسيق الميداني لأن المقاومة مستمرة حتى خروج آخر جندي محتل ولابد من الإشارة إلى أن المقاومة العراقية الباسلة ستستهدف كل جندي محتل مهما كانت جنسيته وهنا أشير إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي أطلقوها بزعمهم أن إيران مستعدة لملء الفراغ بعد رحيل قوات الاحتلال الأمريكي. فلابد من تحرير العراق تحريراً شاملاً وعميقاً من جميع أشكال الاحتلال وأدواته لكي يعود العراق إلى أبنائه المخلصين ويعود بذلك إلى حضن أمته العربية.
الجريمة ضد أشرف ؟
ماذا فعلتم إزاء معاناة معسكر أشرف في العراق ومحاصرته من قبل حكام مأجورين في العراق؟
سكان معسكر أشرف هم لاجئون وميثاق الأمم المتحدة يضمن لهم حق العيش في دولة اللجوء ولكن أحزاب السلطة الطائفية ونتيجة تبعيتهم لإيران مارسوا أبشع الجرائم ضد هؤلاء اللاجئين من هجمات عسكرية إلى حصار إعلامي ودوائي وطبي وغذائي إرضاء لأسيادهم في طهران. ونحن في الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية نرفض أية إساءة لسكان معسكر أشرف للمعارضة الإيرانية، وندعو المنظمات الدولية والإنسانية إلى أن تأخذ دورها للحد من الاعتداءات المتكررة عليهم ومحاسبة كل من انتهك حرمة سكان معسكر أشرف وتأمين الظروف المناسبة واللائقة لهم، وأن ما جرى لسكان أشرف من اعتداءات وحصار شامل تتحمل مسؤوليته قوات الاحتلال الأمريكي التي تتخذ من معسكر أشرف ورقة مساومة مع النظام الإيراني التوسعي من دون أية مراعاة للقوانين الدولية الضامنة لهم أو التزاماتها التي جاءت على وفق اتفاق تجريد المعسكر وعناصر مجاهدي خلق من أسلحتهم.