شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون "
صدق الله العظيم


 



- لقد صدمنا اليوم بقراءة خبر مفاده أن القضاء المصري حكم بمنع بث القنوات الفضائية الليبية وذلك بحجج كاذبة بين بطلانها لتبرر بها وقف بثها الفضائي على القمر المصري ، ومن قبل قرأنا في بعض الصحف المصرية أن سفارة مصر امتنعت عن منح الصحافي العراقي المناضل الغيور السيد منتظر الزيدي تأشيرة سفر إلى مصر دون بيان الأسباب.. وأدركنا أن الأسباب تكمن في تينك الرجمتين المشهودتين اللتين تلقاهما مجرم العصر المرجوم بوش الملعون الكافر الذي أباد الملايين من المسلمين وتسبب في تخريب ديارهم وتلويث بيئتهم بأسلحته الفتاكة، لقد انتخت مصر لمجرم كافر بائد كان من معربدي السياسة الأمريكية الباغية الفاجرة ولم تنتخ لصحفي عربي مسلم شريف مظلوم في شعبه ووطنه ، ولم تأخذها الحمية على ملايين الأرواح البريئة التي أزهقها العدوان الأمريكي، فلماذا تستقبل ساسة الإجرام الأمريكي والصهيوني مع ما أسلفوا من إجرام وانحطاط وانتهاك، ولا تجرؤ على استقبال مواطن بريء شريف غار على وطنه الذي دمره الاحتلال وعدوان المجرم بوش.. تزلف مقيت من سياسة مصر ولم يطلب منها أحد هذا التردي السافر في التزلف المخزي للغرب الكافر.


- كنا نظن أن الثورة وتغير النظام سوف يجعل ساسة مصر وصناع القرار فيها يحكمون بوعي ومسؤولية غايتها خدمة قضايا الأمة العربية ونصرة الشرفاء ومؤازرة المناضلين ضد الاحتلال، لكن خاب ظننا خيبة مريرة، فلقد سمح القضاء المصري بمواصلة دعم العدو الصهيوني بالغاز المصري، وقرر منع القنوات الليبية من البث الفضائي على قمره النايلسات، كان قرارا ظالما وترديا مخزيا يثير الازدراء ، وهو يبرر بادعاءات واهية يظن أنها تنطلي على ذي فطنة..علما أن القنوات الليبية الفضائية أتابعها كلها وأعرف جيدا أنها قنوات ملتزمة ولها خط إعلامي مميز تبث برامج للتوعية الدينية والوطنية وتكشف حقائق المؤامرة الخبيثة التي تتعرض لها ليبيا في محنتها، وحق لليبيا ذلك وبجهاد طائفة متنورة واعية ومخلصة من إعلامييها المميزين، فهل يمنع عن دولة تتعرض للظلم والتدمير الغربي على يد خونة عملاء حق التصدي لإيضاح المواقف، وهل تحرم وهي تتعرض لهجمات من الحلف الأطلسي إجرامية شرسة حتى حق الدفاع عن نفسها إعلاميا بعدما تتعرض له من قصف إعلامي متواصل ومضلل وباطل من معظم القنوات الإعلامية في العالم؟


- ما فائدة الثورة المصرية التي طبل لها الإعلام وهلل لها الجميع، إذا كانت النتيجة نفس العمالة ونفس التبعية العمياء لأمريكا والكيان الصهيوني، ما أضيع شعبا غثاء في ثورته على النظام المصري إذا كان نفس النظام هو السائد في الخضوع المطلق للهيمنة الخبيثة الأمريكية ولنزاوتها ضد مصلحة الأمة؟؟


- لماذا لا يثور الشعب على ممارسات النظام في العمالة لأمريكا والتبعية العمياء لنزواتها بدل أن يثور على رموز استغلتها أمريكا.. لماذا لا يثور الشعب على ممارسات أمريكا الظالمة في حق المسلمين ودعمها المطلق لكيان البغي الصهيوني واستمرارها على احتلال العراق بعدما ارتكبت في حق شعبه أبشع جرائم الإبادة والتدمير والنهب والفساد؟ والآن تتدخل أمريكا في مصر وتستغل رموزا سياسية جديدة أخرى بنفس الطريقة لكن بدرجة أسوأ وأفدح، فلقد بيعت الثورة بأبخس ثمن، ولا يزال الشعب وإعلامه يهلل لثورة خائبة لم تحقق أي هدف في التطلعات العربية إلى الانعتاق والتحرر من ربقة التبعية لقوى الاستكبار والغطرسة الغربية.


- لقد رأينا بعض نشطاء الثورة المصرية عبر قناة الجزيرة وهم بين الأمريكان في واشنطن فأدركنا أنها سقطة لما يسمى ثورة، وسمعنا من قبل خبر الدعم الأمريكي لسلطات مصر الجديدة بمساعدة مالية فكانت هذه سقطة أفدح، إنها عملية بيع لثورة قد أجهضت قبل أن تحقق تطلعات أمة إلى الانعتاق الحق من ربقة التبعية المذلة والمخزية لنزوات أمريكا فما أضيعها ثورة وما أخزاها نتيجة. مجرد ثورات هوجاء تستبدل عملاء بعملاء أشد خضوعا لأمريكا، أو ثورات مغرضة خبيثة ضد نظام شرعي تجلب قصف الناتو وعدوانه على بلد كان سالما آمنا والذي جلب هذا الناتو هو أمين الجامعة المصري وبمباركة من المسؤولين المصريين؟؟؟


- إذا لم تكن ثورة ضد الاحتلال وضد التدخلات الغربية والهيمنة الأمريكية على مقدراتنا وعلى مناهجنا .. إذا لم تكن ثورة من أجل العزة الإسلامية والكرامة العربية التي ينتهكها الغرب الكافر فما أضيعها ثورة يقوم بها مغررون لا يلتزمون بقيم الإسلام و لا يعرفون كيف يكونون رحماء بينهم أشداء على الكفار كما علمنا القرآن الكريم الذي تخلت عنه الأمة فتردت إلى مجرد غثاء يتلاعب به ساسة الغرب وكذابوا مجلس المن الغربي ومجرمو حلف الناتو.


- لقد مضى زمان عز كان الأحرار الأفذاذ منه يلتزمون بشرع الله وعزة الإسلام فتأخذهم الحمية إذا ادلهمت الخطب ويرفضون الخضوع للأجنبي الكافر ويقولون بعزة وثبات: هيهات منا الذلة، لكن اليوم بعد خيبة أملنا في الثورة المصرية ، وبعد طول نداء من نابهينا من أجل صحوة تلجم الأعداء فصمت الآذان عن النداء وتمادت في السبات والغباء وازدادت جرأة الأعداء، وبعد تورط الجامعة العربية مع مجلس الأمن الغربي وحلف الناتو في عدوانه الإجرامي على ليبيا أصبحنا نقول بحسرة ومرارة: هيهات منا العزة.. وكيف تأتي العزة لمن تخلى عن دينه ومبادئه وعقله ، وأصبح يفكر بعقل طغاة الأمريكان حتى انعدمت لديهم حتى غريزة الدفاع عن الكيان والنفس.. لقد تبلدت نفوس وآثرت الولوغ في الخيانة واستمرأت التذلل لأمريكا مهما مارست في حرماتها من ظلم وإذلال وانتهاك، والله إن ظلت الأمة على هذا التردي المخزي لجوف الأرض خير لها من ظهرها..


- وكيف نصيب العزة وفينا أشباه عمرو موسى وشيوخ قطر والإمارات وفينا الجزيرة والعبرية التي تهافتت كلها في مؤامرة العدوان على ليبيا بدون أي مبرر، وتورط القضاء المصري الذي يجيز إمدا العدو بالغاز ويحكم بكتم صوت الحق المدافع ولا يحكم بلجم صوت الباطل المحرض، وزمرة ضالة من الكتاب والإعلاميين والساسة كلهم مستلبون متخاذلون وهم يتبوأون سدة الإعلام ومنابر القضاء والسياسة، ينعقون بوعي أو بدون وعي لصالح أمريكا،وحلفها الأطلسي في عدوانه ضد ليبيا، وكيف تدرك العزة والثورات لا تنتج إلا مزيدا من الخونة والعملاء، أمة تتولى سدة منابرها زمرة ضالة من غثاء نهجها الجهل والغباء.. وهل تنتظر مواقف عز من غثاء؟؟؟


*****


- والله إن ضميرنا يتألم من تكالب الأعداء الكفار على حمانا وحوزتنا وحرماتنا ومقدساتنا وإزهاقه لأرواح إخواننا المستضعفين في أفغانستان والعراق وليبيا بسبب تخاذل أصحاب المنابر منا وضعف سياساتنا الخانعة التي تزيد أعداءنا وقاحة علينا فمتى تفيق الأفهام من سباتها ومتى تفهم وتدرك؟؟؟ إن غالبية الأمة تخلت عن شريعة الله ونهج الإسلام واتبعت باطل أمريكا !! الأعداء الصليبيون كونوا حلفا أطلسيا إجراميا باغيا يهاجم المسلمين في عقر ديارهم بدون أي مبرر وهم مسالمون، فمتى تفكر أمتنا مجرد تفكير في إنشاء تحالف عربي إسلامي لا ليهاجم الغربيين في عقر ديارهم ، بل ليذوذ عن المسملين وليكون لهم قوة رادعة حتى لا يهاجموا كل يوم في حمى بلدانهم، لقد خالفوا أمر الله تعالى فأصابتهم الذلة: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " صدق الله العظيم.


- فكيف يفكر هذا التفكير من تنحط به الهمة في التزلف لأمريكا حتى بكتم نداء المظلومين ومنع صوت الحق أن يصدح في قنوات الإعلام

 

 





الخميس١٣ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مريم أحمد الأزاريفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة