شبكة ذي قار
عـاجـل










في القانون درسنا البيع والشراء والمقايضة كمهن موغلة في القدم، كثيرة هي الاشياء التي تخضع للعرض والطلب، ولكل منها سعرها يحدده نوع الشيء وجودته ومدى الحاجة اليه، وهذه التسعيرة متذبذبة تبعاً لعوامل عدة معروفة تحكم السوق .. هذا كله مألوف ولاغرابة فيه ..


لكن قد نكره مهنة البيع والشراء ونلعنها عندما نقرأ في التاريخ عن بيع النساء وربما الغلمان في سوق النخاسة، نختنق عندما يصف النخاس جسد جارية معروضة للبيع وكأنه يعريها مما يستر جسدها المعروض للنهش والبيع .. هذا ما حدث في الجاهلية و رغم ذلك يقشعر له بدننا عندما نتذكره. بعد هذا الكلام عن بشاعة مهنة البيع والشراء، هل يراودكم او يتبادر الى ذهنكم الى ان مايباع في عالمنا اليوم قد يكون ابشع بكثير مما يباع في سالف الازمان؟! .


حزننا يصبح كبيرا بل اكبر من مساحة الكلام وخاصة عندما نحس بأ، احد الغيارى من ابناء وطني فقد كان صوته اقوى من زئير اسد اذا غضب وكان دوما يطلب منا لأحقاق الحق وازهاق الباطل نكون كشوكة مستحيلة البلع في حنجرة ، فجأة يخفت صوته الجهوري الى ان يتلاشى وتغور عيناه في حدقاتها كلما رفعنا صوتنا بوجه الظالم والفاسد فيحاول جاهداً ان يدير دفة الكلام بعيداً ويبتلع لسانه وكأنه يقول للارض انشقي وابلعيني. كل هذا لانه قد باع اعلى ماعنده الا وهو ضميره و ذمته بثمن مادي بخس .. هذا الانسان حالته صعبة جداً يُرثى له .. اين اصبح ضميره الحي الذي كان دوماً يقظاً يعارض كل خلل وجرم يُقترف بحق شعبه وارضه؟ اين تاريخه؟ اين انيابه واظافره؟ لقد اصبح بما كان وبما يكون في خبر كان .. فهو انسان معطل الاحساس والضمير كل القيم فيه بعد ضميره وذمته في غروب.


نحن نعلم بان زمننا زمن مضرج بالدماء والفضائح والفساد بكل انواعه بعد الاحتلال الفارسي الامريكي الصهيوني، انه زمن تراجع القيم والفكر والمباديء زمن اللصوص والمضاربين والمرتزقة، زمن اصبح فيه كل شيء قابل للبيع والايجار، زمن اصبح فيه البعض يقايض الابناء والاسماء والانتماءات والضمائر والذمم بالدولار والعقار بعد ان كانوا يبصمون بالدم للولاء وكم مئة الف عكال عراقي كان صاحبه ينشد ويدبك للوطن والقائد ..  ؟!

.
فأحذروا ابناء وطني من السقوط ومهادنة الظلم والفساد الذي يحيط بنا، فهناك من يتربص ويتعقب كل رافض ومعارض حتى يتم تدجينه او اسكاته ولا اقول تصفيته .. فلهم في ذلك ادواتهم واغراءاتهم ..


فأحذرو .. دهاقنة القرس المجوس واذنابهم في عراق العروبة ..


ولنا لقاء

 

 





الاثنين١٠ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الدين احمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة