شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ))

 

 

 

تعلمنا من التاريخ أن الدول الاستعمارية عجزت عن قهر الشعوب التي احتلت أراضيها وواجهت مقاومة باسلة أرغمتها على التخلي عن حلم البقاء رغم امتلاكها أسلحة أقوى بكثير مما امتلكته الدول المستعمرة ولجوئها الى استخدام أعنف الأساليب ضد السكان.‏

 

فالدول الاستعمارية الغربيةهزمت أمام مقاومة الشعب العربي وكذلك هزمت أميركا في فيتنام وهزم الاتحاد السوفييتي في أفغانستان, وهذا الواقع يشمل الشعوب الأوروبية نفسها التي قاومت الاحتلال النازي، وخير دليل على ذلك هو بدء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عهده بإحياء ذكرى المقاومة الفرنسية ضد النازيين وتكريم شهدائها, غير أن الغربيين أنفسهم لا يمتنعون عن وصف كل قوى المقاومة بالإرهاب ابتداء من فلسطين ولبنان والعراق امتدادا إلى دول اقليمية أخرى، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ويسعون إلى تحويلها إلى حالة غريبة في أوطانها يجب محاربتها وتشويه صورتها

 

وإذا كان الاحتلال يفرض بقوة السلاح والدعم الخارجي فإن طرد الاحتلال يكون بقوة المقاومة وتضامن قوى التحرر والسلام ، فالمقاومة وحدها القادرة على الاطاحة بأعظم قوة في العالم ومن حق كل شعب واقع تحت الاحتلال أن يقاوم، وهي الخيار الاستراتيجي الملائم لاسترجاع الأراضي المحتلة ومواجهة المشروعات الاستعمارية والصهيونية ومحاولات فرض الهيمنة والتبعية التي تستهدف الوطن العربي كله, و هنا تصبح المقاومة مطلباً شرعياً ودفاعاً عن النفس والدفاع عن النفس حق كفلته المعاهدات والمواثيق الدولية لكل فرد على اي طبعة طبوغرافية لذلك فان خيار المقاومة هو الخيار المفروض علينا في ظل الظروف الراهنة وكلنا متفقين على انه لكل فعل ردة فعل وهذا الرد اي الاستمرار والتمسك بالمقاومة كخيار ستراتيجي يمثل ورقة الضغط على الادارات الامريكية المتعاقبة حتى تتراجع عن استخدام ترسانتها العسكرية المفرطة

 

الخيار الاستراتيجي هو خيار صناعة النهضة و خيار المقاومة و لاشك ان الحاضن الاساس للمقاومة في جميع المدن العراقية هي احد ركائز و دعائم حركة المقاومة و نحن مأمورون شرعا بان نعد ما استطعنا من قوة لارهاب اعداء الله ((... واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله و عدوكم ...))  نعم أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لنا لاتمام تحرير عراقنا تحريرا شاملا وكاملا، وأن كل المحاولات التي تريد حرف هذا الخيار نحو خيارات ومسارات فاشلة لن تنجح، وسيبقى شعبنا مدافعاً عن حقه في التحرير والعودة وإقامة الدولة

 

 والمجرم بوش الابن قاد الاحتلال البشع للعراق خارجاً عن الشرعية الدولية بحيث اصبح التنفيذ الفعلي الديناميكي لذبح العراقيين وسلب هويتهم العربية وتشتيت وتفتيت وتقسيم العراق وغدا الزحف الفارسي يستهدف الدول العربية التي باتت عاجزة ولا تمتلك رؤية واضحة او بمعنى اخر لم يعد هناك توازن بينها من جهة وبين ايران الصفوية او تركيا او دويلة الكيان الصهيوني من جهة اخرى  .اكرر واقول اليوم بغداد وغداً القاهرة وعمان وغيرها من الدول العربية التي اصبحت فيها دويلة الكيان الصهيوني شبه مالكة لها ، حتماً ستكون الكارثة اذا ما استمر الصمت والثبات العربي مستلقياً على فراش الذل والخضوع والانانية المطلقة .

 

المقاومة لا تراهن اليوم إلا على الله، لهذا فإنَّ إيمانها وحده هو العامل الرئيسي في الصمود والنصر، وتجربتها علمتها أن النصر صبر ساعة، وأن العدو المحتل يحمل بذور الهزيمة في داخله، وتحرّكاته المتوترة اليوم والطائشة لَهُوَ مؤشر واضح لهزيمته وانهيار مبرِّرات وجوده ,و في ذكرى احياء ثورة تموز المجيدة التي ستطل علينا بعد ايام قلائل ، لا من بد توجيه التحية الصادقة النقية إلى مسيرة الشهداء والاحرار والشرفاء، هذه المسيرة الطويلة الأبية من التضحيات والبطولات التي سطرت فجراً جديداً مشرقاً  في تاريخ هذه الأمة التي استطاعت أن تتوج انتصاراً حاسما ومدوياً على العدو, وهنا لابد لنا ان نتذكر الاف الشهداء البعثيين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل البعث والعراق والذين كانوا هم فتيل إشعال هذه المقاومة الباسلة وعلى رأسهم الشهيد صدام حسين مهندس المقاومة العراقية الباسلة كما ونتذكر الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ وأبناء شعبنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب العراق وعبدوا الطريق نحو التحريالكامل والشامل والنصر من أجل بزوغ فجر جديد، ونستذكر الجرحى والأسرى الأبطال الصامدين في سجون الاحتلال ونؤكد أن تضحياتهم لم ولن تذهب هباءً بإذن الله، ولا ننسى في هذا المقام أن نبرق بتحياتنا إلى المجاهدين الأبطال القابضين على الزناد والمرابطين على الثغور. ومما لا شك فيه إن هذا الإنتصار الأساسي والمفصلي لم يتوج إلا بعد توالي وتتابع واحتضان خط المقاومة العسكري والفكري في نهج البعث المقاوم على مدار سنوات و عقود طويلة و متواصلة من النضال والجهاد كل بأسلوبه وطريقته لدحر المحتل وتحرير الأرض، وهذا ما أنتج وكون  هذه المقاومة ببعدها القتالي في الميدان وبعدها الايديولوجي وإرثها المتجذر التي زادت من مناعة وقوة وحصانة المواطن البعثي في مواجهة عدوانية وبطش قوى الظلام والتبعية  الغاصبة للعراق المحتل , أن خيار المقاومة هو الخيار الأساس الذي اختاره شعبنا عن وعي وإرادة لتحرير أرضه ومقدساته ، و أن القمع والإرهاب لا يملك كسر إرادة وعزيمة شعبنا، ولا يصلح وسيلة للتعامل مع شعب ثائر مجاهد يأبى الذلة والخنوع ، و أن كل من يطالب بتحقيق الأمن والاستقرار والهدوء في المنطقة عليه إعادة الحقوق العراقية المستلبة لأصحابها، والتعامل بإنصاف ودون أي ازدواجية مع قضيتنا العادلة التي شهدت الكثير من التآمر ومحاولات التصفية طيلة الثمان سنوات الماضية.

 

اعود هنا لأذكر بالثوابت حيث إنّ المقاومة تدخل منعطفا جديداً؛ بعد ان بدأ العدو بسحب جزء من قواته العسكرية وتقليل ثقله العسكري في العراق, وهذا  من شأنه ان تعمل جميع الفصائل المقاومةعلى وضع إستراتيجية انتقالية في حالة هذا الانسحاب الجزئي المفترض لقوّات الاحتلال, من خلال التأكيد على وحدة فصائل المقاومة وعدم تقاطعها في العمل؛ كي أنْ يصبّ ذلك في إفشال المخطّط الإمريكي الصهيوصفوي ا في تقسيم  العراق وايضا من خلال الإصرار على استمرار وبقاء المقاومة وادامة زخم الفعل العسكري المقاوم، لدحض وتكذيب كل الافتراءات كلّ الإشاعات المضادّة، والتي روجت من قبل وسائل اعلام المحتل والمنطقة الخضراء للنيل من فصائل المقاومة الباسلة ، تلك الافتراءات التي كانت دعواها الباطلة أنّ قسما من فصائل المقاومة الباسلة قد ألقتْ السلاح وأنّها خانتْ الشعب وأصبحتْ عميلة للمحتل.اخيراً يبقى أن نقول، بإن دقة المرحلة والمخاطر المحدقة بالبلد تتطلب من الجميع رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية في مواجهة كل مشاريع الفتنة والتحديات الخارجية لا سيما التهديدات الإقليمية والمتمثلة في التدخلات الصفوية والصهيونية والتركية وبدعم من بعض الانظمة الخليجية الرسمية الخانعة  التي تبقى الخطر الأول والأكبر على العراق وعلى وحدته.

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها وبكل صنوفها وبكل مسمياتها

المجد والخلود لشهداء المقاومة العراقية وفي مقدمتهم سيد شهداء العصر صدام حسين رحمه الله

الحرية لاسرانا في سجون الاحتلال

 

 





الاحد٠٢ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة