شبكة ذي قار
عـاجـل










وصف الكاتب والباحث الأحوازي المتخصص في الشؤون الإيرانية ما جرى في البحرين مؤخراً بأنه ''جزء صغير من المشروع الإيراني الذي يستهدف المنطقة والوطن العربي بكامله''.

 

وقال في حوار مع ''الوطن'': إن هذا المشروع ظهرت أهدافه بوضوح في إيران نفسها وسوريا ولبنان والعراق واليمن، وهو ما أطلق عليه بعضهم ''الهلال الشيعي'' الذي أرادت إيران استكمال نصفه الثاني بتطويق السعودية كونها قلب الخليج العربي، مشيراً إلى أن طهران استهدفت البحرين كونها الخاصرة الرخوة التي يمكنها النفاذ من خلالها إلى السعودية.

 

وأشاد الموسوي بالحوار للتوافق الوطني الذي دعا إليه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، ولكنه قال: إن هناك من يدعي المواطنة البحرينية ثم يتآمر مع جهات خارجية ضد البحرين فهو لا يستحق الحوار، وهو ليس موجهاً إليه أصلاً، لأنه يبقى عالة على البلد ويجب أن يأخذ جزاءه على وفق القانون بصفته مرتكباً للخيانة العظمى، إلى أن يثبت ولاءه الحقيقي للبحرين.

 

وأبدى الموسوي اعتقاده بأن الكونفدرالية الخليجية ستكون من أهم المشاريع التي يمكن أن تحقق إنجازاً على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبلدان الخليج العربي، وقال: إن بإمكان هذه الكونفدرالية حماية دول الخليج العربي من صد أي عدوان محتمل إيرانياً كان أم غير إيراني. وأضاف: إن بإمكان مثل هذه الكونفدرالية إبراز الدول الأعضاء فيها كقوة إقليمية ودولية يحسب لها حساب في المنطقة وتستطيع التأثير في المعادلة الإقليمية والدولية.

 

وفيما يأتي نص الحوار:

 

استكمال الهلال الشيعي

* كيف تقرأ ما حدث في البحرين في ضوء ما يجري في العراق والأحواز العربية؟

- ما جرى في البحرين هو جزء صغير من المشروع الإيراني الذي يستهدف الوطن العربي بكامله والمنطقة والذي ظهرت أهدافه بوضوح في إيران نفسها وسوريا ولبنان والعراق واليمن، وهذا هو ما أطلق عليه بعضهم ''الهلال الشيعي''، الذي أرادت إيران استكمال نصفه الثاني بتطويق السعودية كونها قلب الخليج العربي، وهي استهدفت البحرين كونها الخاصرة الرخوة التي يمكنها النفاذ من خلالها إلى السعودية، خصوصاً بعد أن جربت النفاذ إليها من اليمن عن طريق الحوثيين وفشلت محاولتها، ثم حاولت استغلال جنوب العراق بعد احتلاله فلم تسعفها تركيبة الشيعة العرب في العراق كونهم غير موالين لإيران وينحدرون من قبائل عربية تجد المشروع الإيراني خطراً على الهوية العربية، وعندما جاءوا إلى البحرين استغلوا ما سمي الربيع العربي وما حدث في تونس ومصر ليدخلوا الفوضى تحت هذا المسمى ويخلطوا الأمور، ولم تتحرك الطائفة الشيعية في البحرين ضد النظام، إذ اعتبرت النظام ضمانة لهوية البحرين العربية، لكن ما حدث إن جماعات صغيرة وشخصيات موالية لإيران أرادت أن تنسب الحراك المطلبي الشعبي لنفسها للتغطية على أهدافها وأفعالها التآمرية والإجرامية، وقد سبقت هذا كله تصريحات كثيرة لمسؤولين إيرانيين تزعم أن البحرين جزء من إيران. المقاومة العربية وحماية الخليج ؟ أردت أن أسألك عن حركات المقاومة الوطنية في العراق والأحواز ومدى تأثيرها في إفشال المخطط الإيراني ضد الخليج العربي والمنطقة؟ - نعم، تستطيع حركات المقاومة والمعارضة في الأحواز والمناطق السنية في إيران أن تحد من الهجمة الإيرانية ضد دول الخليج والوطن العربي وتجعل إيران تنشغل بنفسها، لكن هذه المعارضة لا تستطيع فعل ذلك والمجاميع الموالية لإيران على صغرها تستطيع فعل أي شيء تريد وفي أي مكان وزمان .. وأنت، بالتأكيد ستسألني: لماذا؟ ..

 

قضيتنا ليست موسمية

 * فعل .. لماذا؟!!

ـ سأقول لك: إن الجماعات التي تعمل لصالح إيران مدعومة بقوة بما تريد بينما الجماعات المناوئة لإيران والمناهضة لمشروعها، وفي مقدمة هذه الجماعات المقاومة العراقية الباسلة، لا تجد دعماً من أحد، لذلك فلا خيار أمام الدول المستهدفة بالمشروع الإيراني إلا دعم حركات المقاومة في العراق والأحواز والمناطق السنية في إيران والمقاومة الإيرانية ككل، لأن دول الخليج العربي ليست في وارد شن حرب على إيران، كما فعل العراق أيام النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال، لكن في العراق والأحواز أشقاء لهذه الدول عليها أن تدعم مقاومتهم لإبعاد الشر عن نفسها بإشغال إيران بنفسه .. ونحن لا نريد أن تتعامل دول الخليج مع قضيتنا الأحوازية أو القضية العراقية على أنها قضية موسمية، إذ عليها دعم قضايانا من منطلق إنساني وقومي وديني، وما دام هناك خطر يحيق بدول الخليج فدعم قضايا مقاومة الأشقاء أصبح أكثر أهمية لتتحرك بقوة وبالاتجاهات كلها لإفشال المخطط الواسع لإيران وأطماعها في وطننا العربي.

 

احترام المواطنة

* وماذا يجب أن تعمل الحكومات غير دعم قضايا المقاومة للتصدي للأطماع الإيرانية؟

- ينبغي أن ترتكز الحكومات العربية على شعوبها وعلى محيطها العربي والإسلامي، بأن توسع دائرة الحريات داخلياً وتطبق الديمقراطية الحقيقية غير المنافية لعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية، وأن تحترم المواطنة وترسخها في النفوس، وهذا ما سيجعل المواطن العربي يشعر بأهمية الدفاع عن حقوقه وحياته وحياة أبنائه ومستقبلهم. أما ما يخص العمق العربي فينبغي أن تشعر كل دولة عربية أن عمقها هو الدول العربية الأخرى، وأن الغرب ليس جاهزاً للدفاع عنها في كل حين، أو أنه يحاول ابتزازها والتآمر عليها وفقاً لمصالحه الخاصة، ولا بد لي أن أشير إلى أهمية التحالفات البينية بين الدول العربية، وأن تحاول دولنا الاستفادة من قدرات مصر وإمكانياتها في وضعها الجديد، والتفكير بكيفية انتزاع العراق من براثن الاحتلال ومخالب إيران ليعود درعاً لأمته العربية، وفي العراق حركات ومقاومة وطنية ينبغي أن تدعم، والشعب العراقي مازال هو ذلك الشعب المتحمس لقضايا أمته والمدافع عنها فلابد أن نوجد له السبيل لاختيار قيادته الوطنية البعيدة عن الولاء لإيران ليصبح ظهيراً قوياً ودرعاً صلداً لها يصد عنها الأطماع الإيرانية، كما كان طوال تاريخه المجيد.

 

حزب الله متخوف

* هل أن تدخل حزب الله اللبناني في الشؤون الداخلية البحرينية هو جزء من المخطط الإيراني؟ .. بعضهم قال: لا ولكن لهذا الحزب أنصاراً ومؤيدين في البحرين ..

 - كيف لا يا أخي؟ .. حزب الله بقيادته لا يخفي ولاءه لإيران وحسين نصر الله اعترف أكثر من مرة بأنه موالٍ لإيران وأن الخامنئي مرجعيته السياسية والدينية، وهذا الحزب حاول التدخل من هذا المنطلق في الشؤون البحرينية وحاول أن يؤجج الوضع طائفياً خلال المطالبات الشعبية التي حصلت في البحرين، وهو من المسهمين في خطف هذه المطالب وتحويلها إلى مطالب لقلب النظام. إن حزب الله يعيش أسوأ ظروفه هذه الأيام فهو متخوف من احتمال سقوط النظام في سوريا، ولأنه لم يبن نفسه على أساس الولاء الوطني أو العربي، وإنما على أساس الولاء للخارج، فإن سقوط النظام في سوريا سيكشف ظهره، ولن يستطيع فرض قوته على الساحة اللبنانية، وعلى المتأثرين بشعارات هذا الحزب في البحرين أن يدركوا أن حزب الله مرجعيته إيران وولاؤه لإيران، وعليهم أن لا ينخدعوا بشعاراته لكي لا يفقدوا ولاءهم لوطنهم، ولأن حزب الله ليس له ولاء لوطنه فإنه يريد الجميع مثله، وإذا سقط النظام السوري وانقطع التمويل الإيراني عن نصر الله فإنه سيضطر إلى تأجير بندقيته لأي كان، لأنه حزب أسس، كما قلت، على الولاء للخارج، ولإيران تحديداً.

 

مع المعارضة ضد التآمر

* يبدأ في البحرين، في الأول من الشهر المقبل، الحوار للتوافق الوطني .. توقعاتك لهذا الحوار؟

- في مثل هذه الحوارات دائماً هناك طرفان: السلطة والمعارضة، والبحرين سفينة تحمل هؤلاء جميعاً، وأي طرف يحاول التهرب من هذا الحوار أو القفز عليه معناه أنه سيخرق هذه السفينة، فحماية البحرين في التوافق الوطني، وهذه الحماية مسؤولية السلطة والشعب، بمن فيهم المعارضة. أما الذي يضع (يداً مع الرحمن ويداً مع الشيطان)، كما يقول أهلنا في أمثالهم الحكيمة، بأن يدّعي المواطنة البحرينية ثم يتآمر مع جهات خارجية ضد البحرين، فهو لا يستحق الحوار، والحوار ليس موجهاً إليه أصلاً، لأنه يبقى عالة على البلد، ويجب أن يأخذ جزاءه على وفق القانون بصفته مرتكباً للخيانة العظمى، إلى أن يثبت ولاءه الحقيقي للبحرين، فبعض ما تسمي نفسها معارضة في البحرين، هي في حقيقتها قوى متآمرة، وأنا مع المعارضة لأنها أمر مشروع عندما يكون ولاؤها لوطنها وتسعى لتحقيق أهدافها من خلال الحوار والقوانين النافذة في بلدها، ولكني ضد التآمر على الوطن، فالقوى المتآمرة على وطنها لا تسمى معارضة، وإنما تسمى جماعات مرتزقة أو جهات متآمرة أو سمها ما شئت.

 

 مطالبات شعبية خليجية

* هناك مطالبة شعبية في الخليج العربي بتحقيق كونفدرالية خليجية، ولو جزئية كنواة، لمواجهة المخاطر المحتملة والبروز كقوة إقليمية ودولية .. كيف تنظر إلى هذه المطالبات؟

- اشتركت خلال يناير الماضي في مؤتمر كان يحمل عنوان ''وحدة الخليج والجزيرة العربية'' عقد في الكويت تحت رعاية سمو الشيخ د.محمد ناصر الصباح وزير الخارجية الكويتي، وضم هذا المؤتمر نخبة من المفكرين والنشطاء السياسيين وحضرته مشاركاً عن الأحواز، ولهذا المؤتمر مجلس تأسيسي، وهو يدعو إلى إقامة كونفدرالية خليجية، وأعتقد أن هذا المشروع من أهم المشاريع التي يمكن أن تحقق إنجازاً على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبإمكانه حماية دول الخليج العربي من أي عدوان محتمل إيرانياً كان أم غير إيراني، وفعلاً إن بإمكان مثل هذه الكونفدرالية إبراز الدول الأعضاء فيها كقوة إقليمية ودولية يحسب لها حساب في المنطقة وتستطيع التأثير في المعادلة الإقليمية والدولية، ولمست بنفسي فعلاً مطالبة شعبية ملحة في الشارع الخليجي عند زياراتي لأقطار الخليج العربي.

 

 أين ثمرات ولاية الفقيه؟

* أردت أن أسألك أيضاً عن الفشل الذي لاقته نظرية ولاية الفقيه داخل إيران وما إذا كان هذا الفشل سينعكس سلباً عليها خارج إيران؟

- لا يوجد إجماع من المرجعيات الشيعية على ولاية الفقيه التي انزلقت من الديني إلى السياسي، وهي الآن مرفوضة حتى من أركان النظام في الداخل الإيراني، فحركة الإصلاح ترفض نظرية ولاية الفقيه ولا تتقبلها لثبوت فشلها على الأصعدة الثقافية والدينية والاقتصادية في إيران وعدم إعطائها ثمرة تسهم في النهوض الاقتصادي والفكري للمجتمع، بل إنها تسببت بتخلف واسع في إيران. أما على الصعيد الخارجي فثبت فشل النظرية الإيرانية وهناك أمثلة نستقيها من تونس ومصر، إذ عد الخامنئي أن ما حدث فيهما كان بتأثير إيران، ولكن عندما شكلوا حكومة مؤقتة في كلا البلدين وافقت جميع القوى على ذلك بما فيها القريبة من إيران، إذ أرادت إيران أن يجري في البلدين ما جرى فيها، فعندما شكل الشاه حكومة يرأسها معارض أخرجه من السجن وسلمه السلطة رفض خميني ذلك وأقال الحكومة وبدأت سلسلة من المذابح وأعدمت قيادات سياسية وعسكرية مما مهد الطريق لدكتاتورية الملالي، فماذا يعني قبول القوى المؤيدة لإيران في تونس ومصر بالحكومة المؤقتة؟ .. ألا يعني رفضها الأخذ بالطريقة الإيرانية؟ .. ثم ألا يعني ذلك فشلاً لنظرية ولاية الفقيه في خارج إيران؟ .. ثم إن إيران كانت تعول كثيراً على الخلاف الناشب بين حماس والسلطة الفلسطينية، ولكن حماس أدارت ظهرها لإيران واتجهت إلى المصالحة مع السلطة الفلسطينية، وهذا مؤشر واضح على أن حماس لم تعد تسير في ركب إيران، وهو ما يعني فشلاً آخر لولاية الفقيه، والشيعة في العراق الذين خرجوا يتظاهرون في بغداد والجنوب ضد مناصري إيران وأدواتها في العراق، فضحوا إيران التي ادعت تأثيرها على القاعدة الشيعية في العراق، لكن بعض رجال الدين والحكم في العراق لديهم السلطة والمال وملأوا الدنيا ضجيجاً موحين أن شيعة العراق مع إيران، وإذا كان الأمر كما يدعون لماذا يشكو الزوار الإيرانيون من سوء التعامل معهم في المدن الشيعية نفسها في العراق؟ .. ومن كان محسوباً على إيران في العراق شعر بخطر إيران بقوة بعد قمعها لشعبها وتظاهرات إيران المليونية، والسؤال: كيف يكسب نظام ولاية الفقيه شعبية في بلدان أخرى وهو فاقدها في بلده؟.

 

 أين الدكتاتورية؟  

* لكن هناك من دعا إلى إقامة جمهورية إسلامية في البحرين ..

- كلامك هذا يقودني إلى أن أقارن بين حكومة إيران التي تقمع معارضيها بقسوة ودموية، وبين النظام في البحرين الذي تسميه حكومة الملالي دكتاتورياً، فإيران تطارد معارضيها في الخارج وتقتلهم كما حدث مع عبدالرحمن قاسملو الذي اغتيل في النمسا، وشاهبور بختيار والجنرال عوسي اللذين قتلا في باريس، وصادق شرف كندي زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي قتلوه في ألمانيا، وحسين ماضي الأمين العام لجبهة تحرير الأحواز الذي قتلوه في العراق، بينما الحكومة البحرينية التي تتهمها إيران بـ''الدكتاتورية'' عفت عن معارضيها وعاد حسن مشيمع وغيره إلى البحرين بكل حرية وترحاب ولكنه لم يحترم هذا العفو الكريم والترحيب وعاد ليدعو إلى قلب نظام الحكم .. فهل تسمح إيران لأحد أن يقول: ''أنا ضد ولاية الفقيه'' .. أم تشنقه جهاراً نهاراً كما أعدمت عبدالمالك رنكي زعيم حركة جند الله البلوشية من دون أية محاكمة؟ .. والآن مير حسين موسوي وكروبي هم قادة معارضة يطالبون بالإصلاح في إيران يقمعون ويوضعون هم وأنصارهم تحت الإقامة الجبرية وفي السجون، وهؤلاء قادة الوفاق الذين يعدّون أنفسهم معارضة ودعوا إلى قلب النظام في البحرين يعملون إلى الآن جهاراً نهار .. فمن الدكتاتور، ومن الديمقراطي؟ ..

 

الأولى في الشرور

* ماذا تتحدث لنا أكثر عن الداخل الإيراني، وشعبنا الأحوازي خصوصاً؟

- إن ما يجري الآن في إيران تحت سطوة الولي الفقيه لم تشهده إيران طوال تاريخها، ولن نحتاج إلى مصادر وبراهين وكتب ووثائق لأن ما يجري في إيران مكشوف والمواطن العادي يشاهده في الواقع ويعيشه يومياً، ويرى حالات القمع اليومي التي تجري في المدن الإيرانية كلها حتى تربعت إيران على المركز الأول في نسبة الإعدامات في العالم من دون منازع، فبعد أن كانت الصين هي التي تحتل هذا المركز نازعتها عليه إيران وانتزعته منها لتصبح الأولى في الإعدامات على مدى 23 سنة، ناهيك عن أنها الأولى في عدد سجناء الرأي وأعداد السجون، وفي انتشار المخدرات وتصدير الإرهاب وتهديد السلم العالمي، إيران لها قصب السبق في هذه الأعمال الشريرة دائماً في ظل الولي الفقيه. الأحواز لم تفقد هويتها ؟ هل تعتقد بإمكانية حصول الشعب الأحوازي على حقوقه في هذه الظروف؟ - لم تأت مطالب الشعب الأحوازي من فراغ فهي ترتكز على حقائق تاريخية وحقوق مشروعة، والشعب الأحوازي منذ 86 سنة وهو تحت الاحتلال لكنه لم يفقد هويته العربية، والشعب الذي يصمد أمام الاحتلال قرابة القرن لابد أن ينال حقوقه والحق منتصر حتماً طال الزمن أم قصر.

 

المعارضة المشتتة

* وكيف تصف لنا العلاقة القائمة بين أطراف المعارضة الإيرانية؟

- مع الأسف فإن المعارضة الإيرانية في الخارج مشتتة، وهي ليست كما في الداخل إذ تبدو أكثر انسجاماً، كما إن طرق عملها لم ترتق إلى مستوى أهدافها بسبب تعدد المشارب القومية والفكرية والسياسية مما أوقعها في مطب التشتت، كما إن النظام الإيراني سعى إلى اختراقها وزرع الوقيعة والشقاق بينها.

 

منطقة الوثوب

* أكيد لديكم معلومات مفصلة عما يجري في البصرة التي تريد إيران أن تجعل منها نقطة وثوب على الخليج العربي بحكم قربكم منه ..

- البصرة أقرب منطقة إلى إيران وإلى دول الخليج العربي، وهي أكبر المحافظات العراقية مساحة وأكثرها سكاناً بعد بغداد، ولمكانها الاستراتيجي أوجدت إيران لها فيها قاعدة من الموالين وطدوا وجودهم عبر اغتيالات منظمة لأبناء الطائفة السنية فيه .. أرادت إيران تحويل البصرة إلى قاعدة تنطلق منها لمهاجمة الكويت والسعودية، ولم تستطع تحقيق ذلك لأن أبناء العشائر العربية فيها يعون جيداً حقيقة المشروع الإيراني ومخاطره على أمتهم ووطنهم، ومعروف أن الشعب العراقي لم يتآمر مرة في تاريخه الطويل على أمته العربية وعرف بدفاعه عنها وتضحياته لها، ولكن إيران حصلت على بعض القيادات الفاسدة وهي موجودة في كل مكان وبلد وعلى استعداد لبيع نفسها حتى إلى الشيطان، وهذه القيادات الفاسدة استطاعت تكوين خلايا تقتل كل مناهض للمشروع الإيراني في هذه المناطق، ولكن الحال لم يدم هكذا فقد أعد الشعب في البصرة عدته وأنشأ تنظيماً يتصدى للمخططات الإيرانية هو حركة تحرير الجنوب، والبصرة اليوم تتظاهر وتعتصم ضد النفوذ الإيراني في العراق.

 

 





الخميس١٤ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة