شبكة ذي قار
عـاجـل










 

لن ننتظر اردوكان حتى يُصرّح ويُفتي بهذه الحقيقة ،امتزجت الأقوال والأفعال مرة واحدة بلا رتوش ، يترجمها واقع فيه من المرارة الكثير.


كان لفقدان العروبة الزعامات التأريخية اثراً احدث فراغاً هائلاً امتدت اثارهُ على مساحة هذا الوطن الكبير . لا يخفى على احد ان هذا الفراغ اصبح شاغراّ مكنّ محيط اُمتنا من مراقبة هذا الخلل والتأسيس عليه ، وحقق هذا الفراغ ما ساعد الفرس والأتراك من ركوب قضية العرب الأولى فلسطين والسمسرة في هذا الملف وإدخاله ضمن صفقات الشد والجذب ووجدا ضالتهما في حماس التي استقبلت السماسرة الجدد .


تطوع الطرفان للتوغل بعد ان تأكدا ان المساحة متوفرة والأبواب مشرعة ليس هناك من يعترض ويزعل ، بل تسابقا كليهما وذهبا للوصول للهدف الأكثر تأثيراً غزة وهي تعاني الحصار والعزلة فرضها الأشقاء قبل الأعداء.


كان الأتراك اكثر السمساريين مرحب بهم فقد اُعدوا إعداداً يتوافق مع ترتيب اوضاع المنطقة يغردون داخل سرب واحد في الهدف والغاية يُحاكي ويترجم ما خُطط للمنطقة ومستقبلها وتَزَعم هذا التحرك رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوكان ، تقدم اردوكان كثيراً في قلوب العرب والمسلمين بعد ان عكر مزاج شمعون بيرس وصعد نجمه و اصبح بطلاً دخل القلوب ،قام بعدها بدفع اسطول الحرية لكسر الحصار على المحاصرين في القطاع و هذه محطته الثانية وسط بلادة وذهول اصحاب الشأن العربي، ومع تلك المواقف تبلور موقف جديد لدى الشارع العربي وإلاسلامي من تركيا وزعاماتها الجديدة ، لكن البعض من ذوي البصيرة لم يكن مرتاحاً من كل مايحصل فتاريخ تركيا وتركيبتها وارتباطها بالغرب وتشكيلاتها السياسية لم تكن كافية لتمر هذه الطبخة دون ان تطرح اكثر من علامة استفهام وراء هذه الصحوة .


وجائت اللحظة التي ينقشع فيها الغبار ويذهب ، لنصحوا على ربيع الثورات وارتبط نداء ارحل بالقرضاوي وهو احد اعضاء مجلس إدارة قطر للمقاولات وانظم معه فيما بعد اردوكان وفريق من عصابة الجزيرة ومطبليها ومزمريها والناعقين ممن ارتبط بالمال القطري ، وكان التوقيت الذي اتفقوا عليه قد توحد مع ساعة الصفر التي وضعها الناتو ، بعدها انقض الغرب على النظامين الأكثر عمالة وانحطاط وهما التونسي والمصري ولم يبخل القرضاوي وشريكه في المنهج اردوكان من ان يكونا بطلي المشهد ، وضل بريقهما بلا غبار للغالبية المغيبة الى ان جائت لحظة رفع الغطاء عن المخطط وعملية اختطاف ليبيا وسط ضجيج ثورات الربيع العربي كما اطلقوا عليه وانخراط الإعلام العربي في منهج (غوبلز) الإعلامي المنحاز الى الطرف المعادي للأمة.


لكن اعضاء مجلس إدارة قطر للمقاولات لم يتراجعوا بعد افتضاح تورطهم بل قطعوا شوطاً لايمكن العودة الى الوراء وإلا فسدة الطبخة ولكل منهم حصته من اتعاب تنفيذ الجريمة والمضي فيها حتى شوطها الأخير.


ومن المؤسف ان رموز في الصحافة والفكر كنا نحترمهم منهم من فقد البوصلة واخرون مع سبق الإصرار والترصد شاركوا في جريمة لن تغفر لهم الأمة بعد ان ينقشع غبار المعركة وتظهر الحقائق للجميع لكن بعد فوات الأوان وخسارة المستقبل والأرض والعرض والخيّرة من ابناء امتنا المستباحة.

 

 





الاثنين١١ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عباس صكر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة