شبكة ذي قار
عـاجـل










إن أمريكا باراك اوباما لا تختلف عن أمريكا بوش وكلنتون وبوش دبل يو بشيء، إلاختلاف بالأساليب فحسب، فأمريكا كانت تغزو دول العالم بغيا وإستهتارا ولا زالت، كونها دولة إستعمارية تسعى للهيمنة على الشعوب، وهي الدولة الأكثر طغيانا وعنجهية في العالم، لإمتلاكها قدرات عسكرية وإقتصادية كبيرة، وقادرة بحكم عوامل متعددة أبرزها قدراتها المخابراتية والعسكرية وهيمنتها على مراكز التأثر في إصدار القرار في معظم دول الغرب لما يلعبه اللوبي الصهيوني بحكم هيمنته على عنصري المال والإعلام في جميع دول الغرب، بحيث بات الموقف الصهيوني وتأثيره عامل يتحكم بمصير كثير من سياسيي الغرب ومستقبلهم، وصار التحالف بين اليمين المتطرف في أمريكا وفي كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والتزاوج بالأهداف بين دول الغرب والصهيونية العالمية، بل التوحد بين الفكري الغربي الإمبريالي الفاشي والمتطرف مع الفكر الصهيوني النازي العنصري، حتى بات يشكل خطرا فعليا رهيبا ومستقبلا قاتما للبشرية وأمنها وتعايشها السلمي وليس الغرب وحده، حيث برزت سلوكيات وأفكار وممارسات وأفعال تؤدي الى توسيع وتصعيد وتائر العداء والكراهية والإحتقان بين المسلمين والمسيحيين في العالم، كتشجيع العداء العلني والمبتذل للمسلمين، كما جرى في عدم محاسبة وإدانة كتب عدوانية كما كان كتاب سلمان رشدي ومغالين غربيين اخرين، أو كما تم تكريم صاحب الرسوم المسيئة لرسول الله ونذير البشرية وبشيرها محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والوصف المتعمد للإسلام بأنه دين الإرهاب والعدوان وهم يعرفون أن ذلك إفتراء وكذب وتجني على الإسلام والمسلمين، والدعوات السخيفة لمعادات المسلمين والحجاب والنقاب والإلتزام الديني عموما، وعدم التصدي أو إدانة المتطرفين والمغالين أمثال أتباع الكنيسة الإنجيلية والتي كان أقذر أفعالهم الإرهابية حرق نسخ من القرآن الكريم كتاب الله المنزل على رسوله وحبيبه سيدنا ونبينا وعظيمنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.


إن توظيف أمريكا لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية لتكون في خدمة مخططاتها عمل لا أخلاقي ولا شرعي، ويمثل إمتهانا فعليا وعسكريا للقانون الدولي والنظام الدولي القائم، بل هو أستباحة للرأي العام العالمي وبغيا وتجبرا وإهانة للمجتمع البشري عموما. فهل ما تقوم به هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظماتها الأخرى ينسجم ويتطابق مع دورها المثبت في ميثاقها؟ وخاصة في دور وموقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الدولية مما جرى في العراق وفي أفغانستان وباكستان تحت ذريعة مكافحة الإرهاب؟


أن ما تقوم به أمريكا وحلفائها من دول الغرب الباغية يعلن غياب الدور الأساسي الذي قامت عليه الأمم المتحدة، وهو حفظ الأمن والسلم الدوليين، كما تنص بنود ميثاقها، وازدواجية معايير هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن من المشكلات والقضايا الدولية خلال العقدين الأخيرين يشكل دليلا صارخا على ذلك، وبالأخص قراراتها تجاه إسرائيل وموقف مجلس الأمن والمنظمات الدولية من الإرهاب الصهيوني وعدوانه الدائم ضد الشعب الفلسطيني والعرب عموما؟


وما قرارات ومواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن تجاه أمريكا إلا صورة مناقضة كليا للميثاق الأمم المتحدة، وتشريع إرتكابها أكبر جريمة بحق الشرعية الدولية قامت بها أمريكا وحلفائها، بإستباحتها المعاهدات والقوانين الدولية بعدوانها على العراق وفرض الحصار الجماعي، والذي مثل عدوانا سافرا وخرقا بشعا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وكان بحق قتلا جماعيا وحرب إبادة ضد شعب مقيد ومنزوع السلاح، فكانت قرارات مجلس الأمن ضد شعب العراق هي قرارات عدوانية لا أخلاقية ولا شرعية، تنافي القيم والأعراف الإنسانية، بناءا على رغبة وإرادة أمريكا والحركة الصهيونية وبريطانيا، التي تديرها مجموعة متطرفة من اليمينين المعادين للبشرية بل للحياة، تمثلوا بإدارات بوش الأب والإبن وكلنتون بأمريكا وبلير في بريطانيا والمجندين كشخوص للحركة العنصرية الصهيونية ليرتكبوا جريمة العصر بغزو وإحتلال العراق ويدمروا بنيته الإجتماعية والتنموية، والآن يحاولوا تكرارها في ليبيا وسوريا.


فالهيمنة الأمريكية على سياسات المنظمة الدولية ومجلس الأمن وقراراته، تجعلهما منظمات عدوانية ضد الأمم والشعوب، وغيابها كرادع دولي يحول دون تفشي الصراعات المحلية والدولية، وينقلها عن دورها بالعمل على تحجيم وردع بؤر النزاع وتصعيد التوترات الى عكس ذلك، بما يعني غياب القيم والتراكمات الأخلاقية والإنسانية التي تراكمت في الحياة السياسية للمجتمع البشري، والتي أدت الى ولادة المنظمات الدولية وتطورها من عصبة الأمم المتحدة الة هيئة الأمم الحالية، وبولادة هذه المنظمة والقوانين والمعاهدات الدولية كانت البشرية تتطلع للعيش بأمن وسلام، وحصولها على إستقلالها وتمتع الأمم والشعوب بحرياتها وإستثمارها الفعلي لثرواتها، والتخلص من الهيمنة والإستعمار والعدوان، خاصة لدى الشعب العربي في كل دوله، والشعوب الآسوية والأفريقية وأمريكا اللاتينية ونزوعها نحو رفض التبعية والعبودية للإستعمِار الغربي، ونيلها حريتها واستقلالها، وتشكُّل وعي جديد يتمسك به تيار شعبي عريض رافض للاستعمار والتبعية.


لكن أمريكا ودول الغرب الإمبريالي وخصوصا بعد تفكك الإتحاد السوفيتي وإنهيار حلف وارشو حاولت وتحاول العودة لإستعمار الشعوب والهيمنة على العالم، وقد تأكد ذلك من خلال كثير من الشواهد ولكن بأساليب وطرق مطورة مثل:


1. تغير أساليب الإستعمار عبر مسائل عدة ، كإعتماد الإعلام والتضليل والتظاهر بالدفاع عن حقوق الإنسان والسماح بالممارسات الديمقراطية.


2. إعتماد التغلغل المخابراتي وتشكيل مجموعات مجندة للخارج تعيش في البلد بوسائل متعددة وتمويلها والعمل على تدريبها لتكون خلايا ومجاميع مهيئة لأعمالعدائية ممكن أن توقت من الارج أو تكون مجاميع إحتياطية لإستغلال أي حدث مفاجيء، والمشاركة فيه أو توظيفه توظيفا معاديا كما جرى في اليمن، وتطوير وتغير مسار أي مطالبة شعبية أو إحتجاج مشروع للمواطنين وتأجيجه وتحويله إلى فتنة، ومن ثم العمل لتحويله إلى مواجهة مسلحة ولو عبر الإعلام المفبرك والكاذب، ثم تطويرها لحرب كما جرى في ليبيا، ويحاولون تنفيذه في سوريا، فيقوم الغرب بزعامة أمريكا بدعمه ومن ثم حمايته وإسناده والمشاركة به بحجة حماية المدنيين ودعم المعارضة.


3. إستغلال المنظمة الدولية وعملها لهذا الأمر عبر جانبين هما: طبيعة نشاطات الأمم المتحدة ومنظماتها بشأن النازحين والمتضررين من الحرب والعدوان (العمل الإنساني) كممثليات اللاجئين وتوفير تسهيلات في دول الغرب المساهمة في العدوان على أساس توطين مؤقت أو توطين بديل، تحت مسمى اللجوء الإنساني والجميع يعرف كيف كانت شروط الحصول عليه وما هي أهداف تلك الدول عبر تلك التسهيلات، والأمر الثاني توظيف المنظمة الدولية لخدمة مخططات وأهداف دول العدوان بقيادة أمريكية عبر شرعنة القرارات التي تريدها أمريكا وحلفها الشرير ضد الدول المستهدفة كما جرى للعراق والآن لليبيا وسوريا.


4. ونتيجة ما تلقته أمريكا وقواتها من خسائر بشرية ومالية في محاولاتها الإستعمارية المباشرة والمتكررة، وما رافق محاولاتها من وحشية وهمجية نتيجة إعتماد القوة الغاشمة والمفرطة في مواجهة المقاومات الشعبية التي لا تردعها القوة المفرطة والأساليب القذرة واللاأخلاقية المخالفة لكل الأعراف والقوانين التي تعتمدها القوات والإدارات الأمريكية ضد الشعوب، كما بات واضحا ومعروفا دوليا وإنسانيا، حيث شواهد الهمجية والوحشية والسلوك اللا أخلاقي واللاأنساني واللاقانوني لأمريكا وجيوشها في فيتنام والعراق وأفغانستان وفلسطين عبر مشاركتها مع الكيان العنصري الفاشي الصهيوني غير المعلنة ولكنها المكشوفة والمعروفة ضد شعبنا في فلسطين ولبنان، حتى بات ذكر أسم الولايات المتحدة الأمريكية يعني عالميا القتل والجريمة والإنحراف القيمي واللا عدالة والبغي والعدوان على الشعوب، فباتت كل شعوب العالم تكره أمريكا لأنها تمثل عدوا فعليا لها جميعا.


5. نتيجة لذلك لجأت الإدارات الأمريكية وبمشورة مراكز البحوث الإستشارية فيها للبحث عن وسائل إستعمارية جديدة تؤمِّن لهم غاياتهم وتقلل خسائرهم وتخفف الكراهية البشرية لهم، فكان إعتماد المرتزقة وتجنيد ممتهني الحرب والقتل والجريمة مقابل الثروة والمال كمقاتلين في جيوشها، وتطور ذلك بحيث صار هؤلاء المرتزقة صنفين أو نوعين، صنف قتالي نظامي يرتبط بوزارة الدفاع ويكون تعاقدهم معها، وصنف شبة عسكري وهو ما أسموه الشركات الأمنية أو شركات الحماية المدنية، وهي عصابات ومافيات تديرها وتتعاقد معها المخابرات المركزية، بل توسعت لتكون لها أجنحة في مجالات الإعلام ومجالات العمل المرادف للعمل العسكري والعدوان، والذي برز بشكل واضح في العقد الأخير من القرن العشرين وبدأ بالعدوان العولمي على العراق، وتجسد بشكل مكشوف ورسمي في العدوان على ليبيا عبر دور الإعلام المدعي أنه عربي كفضائيات الفتنة والعدوان الجزيرة (الخنزيرة) والعربية (العبرية) ومجموعة فضائيات أمريكا والصهيونية العالمية الذي يمول أمريكا وصهيونيا كما هي فضائيات العراق بلا إستثناء التي أنشئتها أمريكا سواءا من تدعي أنها مستقلة وتمثل أشخاصا أو تلك التي تمثل أحزابا طائفية وعصابات إجرامية، سواء في العراق ولبنان أو الأقطار العربية الأخرى كسهيل في اليمن وبردى في لندن ضد سوريا وليبيا الحرة والحرة عراق والحرة وغيرها ممن لا أعرفهن.


6. وتطور المرتزقة من مع تطور الموقف القانوني الدولي من المرتزقة فتعددت صيغ التسمية بغية التلاعب بالألفاظ لغرض التستر على المخالفات القانونية الأمريكية وإستباحتها للقانون الدولي الخاص بتجنيد المرتزقة وإعتمادهم في الحروب، حتى تطور العمل المخابراتي والسياسي والدبلوماسي الأمريكي للتوحد بغية العمل على ميلاد شكل جديد من المرتزقة وهم المرتزقة المحليين (أي تجنيد الهاربين لإرتكابهم جرائم جنائية أو سياسية والهاربين من الخدمة العسكرية وتجنيد المغتربين من الشعوب المراد العدوان عليها عبر تسهيلات تبدو إنسانية خصوصا عبر إستخدام قذر لممثليات الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تحت مسمى (اللجوء الإنساني)، وقد مارست أمريكا ذلك مع العراقيين بشكل قذر، ولازلت تستخدمه كأحد أقذر أساليب التفتيت للمجتمعات، حيث تم قبول لجوء وإعادة توطين وتهيئة فرص العيش لهم في أمريكا ودول الغرب الإمبريالي للمواطنين غير المسلمين بشكل لا يصدق في سرعته وإمتيازاته، لا حبا بهم لأن الفاشيين والبغاة لا يحبون أصلا فهم أعداءاَ لكل البشرية، ولكن لا أهداف قذرة الغايات وهي تشجيع جميع المسيحيين والصابئة واليزيديين وحتى جماعة يدعون أنهم بهائيين (لم أسمع بهم بالعراق) ليدعوا أن هناك إضطهادا لهؤلاء وهم يريدوا حمايتهم، ثم قبل المسلمين على أساس المذاهب!؟ وعند متابعة حقيقة الأمر تبين أن قبول اللاجئيين على أساس وجود أحد من عائلته متعاون مع قوات الغزو والإحتلال وليس كما إدعوا على أساس المذهب، وما زال إعادة التوطين يجري بأساليب لا إنسانية وتمثل الدونية والإنحطاط الأخلاقي لأمريكا وللممثليات التي تعمل بهذا الشكل.


وما يجري الآن في ليبيا وسوريا لا يختلف عن ذلك، فليس صعبا أن تحصل المخابرات الأمريكية وبإسناد عملائها العرب وغير العرب من دول الجوار لسوريا وليبيا على عدة آلاف من المجندين عبر المال والإغراء المادي، خاصة وإنه إسلوب مجرب وحقق نجاحا في العراق، عبر فتح مكاتب تجنيد لهم تحت مسميات متعددة تدار من قبل عناصر مجندة للمخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية كما كان أحمد الجلبي وعلاوي وبرزاني وطلباني وحتى الأحزاب المتأسلمة بكل طوائفها ومناهجها وطوائفها كما جرى للحزب الإسلامي (إخوان المسلمين وغيرهم)، أو عبر دول كما جرى للمجلس الأعلى برآسة باقر وأخية عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة برآسة إبراهيم جعفري ونوري مالكي حيث تم تجنيدهم صفقة واحدة عبر إيران، بتعهد أمريكا وعن طريق وسطاء بينها وبين نظام الولي الفقيه (المرتد السفيه)، بإعطاء إيران دورا وحصة في العراق بعد إحتلاله، وهؤلاء ليس فقط يجنبوا أمريكا إحراجات إستباحتها للقانون الدولي كون إعلامها والإعلام المجند سيضلل العالم بأن هؤلاء ثوار معارضين وليسوا عملاء وخونة مجندين، وإن دور أمريكا وحلفائها فقط حماية المدنيين ودعم المطالبين بالتغيير والحرية، وهؤلاء أيضا أقل كلفة على الموازنة الأمريكية، لأن رواتبهم ستكون على بلدهم بمجرد دخولهم، ويكونوا هم أصلا في بلدانهم، ولن يتحمل الأقتصاد الأمريكي ودول الحلف غير قيمة تمويلهم وتسليحهم في البداية، والتي قد تحسب على أساس أنها قرض أو سلفة للثوار!!! المجندين، وأيضا سيكون ثمن تجنيدهم أرخص لأنهم سيكونوا حكومة البلد وفق الوعد الأمريكي لهم، بعد تحرير البلاد من أهلها!! وتبعيتها برغبة الثوار لأمريكا، كي تبني لهم نموذج للديــــــــــــــمقراطية، قائم على القتل والتفتيت والتناحر والبغضاء وتدمير الوطن ونهبه، ويكون قادة المافيا والعصابات (الأحزاب والكتل) التي شكلتها أمريكا أو حلفائها الصغار موظفين لتنفيذ مخطط أمريكا والصهيونية وغيرهما كما حدث في العراق، وتغض النظر أمريكا ودول الحريات عن جرائم العملاء ضد شعوبهم كما هو الوضع اليوم في العراق، وبهذا تحقق أمريكا غرضين هو تدمير البلدان العربية وبقائها بحكم وجود عملائها وتعهدها لهم بحمايتهم عبر معاهدات معلنة وسرية.

 

 





السبت٠٤ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة