شبكة ذي قار
عـاجـل










تعود سياسة فرق تسد من جديد ولكن هذه المرة على عالمنا العربي ومن قبل أمريكا بالتحديد بعد أن هيمنت على مجلس الأمن والأمم المتحدة واتخاذ القرارات فيهما وفقا لمشيئتها .


لقد تتبع الاستعمار هذه السياسة من أجل إضفاء الشرعية على احتلاله لبلد ما من خلال الظهور بمظهر الحكم المستقل الذي يفصل بين الأطراف المتنازعة في هذا البلد ويحافظ على الأمن والسلام. ويبدو أن هذه السياسة طبقت بنجاح في فترات معينة في التاريخ الاستعماري.فمثلا سياسة فرق تسد هي السر وراء نجاح عدد قليل نسبيا من القوات البريطانية في الهيمنة على 300 مليون هندي لمدة أكثر من قرن من الزمن. نجح البريطانيون حينه في إقناع الهنود بأن وجودهم في هذا البلد هو ضروري لمنع الحرب الأهلية بين المسلمين والهندوس وبهذا نجحوا بإضفاء نوع من الشرعية على وجودهم في الهند ولو لمدة محددة. وهناك من يدعي هذه الأيام بأن وجوده ضروري في العراق لإنهاء العنف ومنع النزاعات الطائفية. فما أشبه اليوم بالأمس! و كان للإنكليز قبل الهند تجربة طويلة مع سياسة فرق تسد إذ طبقوها في أيرلندا منذ عام 1692 حينما أصدروا قوانين منحوا بموجبها امتيازات للطائفة البروتستانتية على حساب الطائفة الكاثوليكية ثم استفادوا من الدروس المستخلصة من هذه التجارب خلال حقبتهم الاستعمارية في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط من خلال إثارتهم للخلافات الدينية والعرقية والمذهبية والقبلية في المناطق المحتلة بحيث لم يكونوا بحاجة إلى بنادق للهيمنة على هذه الشعوب إلا نادرا ولا تزال هذه المناطق وإلى يومنا هذا تعاني من أثار سياسة فرق تسد هذه.


والمثل على ذلك ما يحصل في العراق اليوم من جراء هذه السياسة الاستعمارية القديمة الجديدة التي دمرت العراق ومزقته طائفيا وعرقيا ومناطقيا ومذهبيا بزعم تحقيق ( الديمقراطية والحرية لشعب العراق ) الديمقراطية التي روج لها كلاب المحتل وذيوله وجواسيسه القابعين اليوم في المنطقة الخضراء، ديمقراطية المليون ونصف المليون شهيد وأربعة ملايين طفل يتيم ومليوني أرمله ومئات الآلاف من المعتقلين والمغيبين في سجون المحتل والحكومة العميلة السرية منها والعلنية، ديمقراطية عراق بلا ماء ولا كهرباء ولا سيادة ، ديمقراطية الإقصاء وتهميش الآخرين وتكميم الأفواه،ديمقراطية جيوش من العاطلين، ديمقراطية الفساد وحكومة الفاسدين، هذه السياسة الاستعمارية الجديدة هكذا فعلت بالعراق العظيم اليوم ، وتحاول جاهدة لتدمير ليبيا وسوريا واليمن والسودان والبقية تنتظر.!


متى يستطيع العرب رفض سياسة الأمر الواقع ؟


عندما يتفقون ويتحدون وتكون كلمتهم واحدة ويكونون مجمعين على أمر واحد لا تراجع عنه وعندما لا يكون الكرسي همهم الأكبر
وعندما تكون مصلحة الوطن والمواطن مقدمة على ما سواها
وعندما يكون شعارهم لا إله إلا الله محمد رسول الله حقا وليس قولا فقط ..
وعندما يستطيعون تحرير أنفسهم من التبعية للغرب فلا يخافون في الله لومة لائم ...


هذا بعض الأشياء أو الأساسيات المهمة التي يجب ان يستشعروها في حياتهم العملية اليومية بعد أن يضعوا ما حصل للعراق المحتل نصب أعينهم و موضع اهتمام، وقبل فوات الأوان ...

 

 





الاربعاء٣٠ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر زيد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة