شبكة ذي قار
عـاجـل










برزت إلى ذهني لحظتها أن النسوة العربيات كن يرفعن شعار (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا بالقبقاب).و لحظات كثيرة في هذه الأيام بالذات اشعر إني احتاج لارتدي (القبقاب) في رجلي لأتمكن من خلعه بسهولة ومن ثم إشهاره في وجوه الذين يستحقونه بجدارة ، والذين يستحقون رفع القبقاب ورمي الأحذية في وجوهم صاروا كثر جداً في هذا الوطن بل في هذه الأمة .. أقولها دون خجل وحياء فالذين يسيرون في ركاب الاحتلال ويسهلونّ لدول العدوان تنفيذ مخططاتهم التآمرية والذين يكونون أداة لاحتلال بلدانهم يستحقون ليس الضرب بالقبقاب والأحذية وإنما أكثر من ذلك.


وأكثر الذين يستحقون الضرب بالقبقاب هم الذين يثنون الناس عن الجهاد السلمي والذي لا يكلف الإنسان شيئاً ولا يعرض حياته للخطر .
وكنت سأفعلها يوماً لكني تمالكت نفسي.. كان هناك اعتصام ، وحديث عن الاعتصام ، وموقف للمشاركة في الاعتصام ، وموقف لتحشيد الناس للمشاركة في الاعتصام ، وموقف لتغطية الاعتصام اعلامياً والترويج له .. دل احدهم بدلوه وفتح فمه المحشو بالسم ( هذا مو وكت الاعتصام) ، سيجلبون لنا قوات من الخارج فينتهكون الأعراض ويعتقلون الشباب وتنشلّ الحياة في المدينة .


تبرير سخيف أسخف من صاحبه .
تركته ومضيت بعد أن تمالكت نفسي وكبحت جماح غضبي وغيضي ، وتراجعت مثل كل مرة حين تذكرت إني خريجة مدرسة أخلاقية عظيمة هي مدرسة الشهيد صدام حسين (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) وتذكرت قول خاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ).


وما أكثر المنكرات في زمننا هذا ..واشد المنكرات بث الإحباط واليأس في قلوب الآخرين وثنيهم عن أداء واجب أخلاقي وإنساني ووطني وهو مقاومة هذا الاستعمار الأميركي الذي أحال وطناّ زاهياً مفعماّ بالحياة إلى بقع ميتة تفوح منها رائحة الدمار والقتل والخراب.


بعد ثماني سنوات من الاحتلال ، لازلنا نسمع من بعض التافهين والأقزام والجبناء في هذا الوطن عبارة ( مو وكت الاعتصام ) و (شيسوي الاعتصام والتظاهر ) و(نطلعّ أمريكا بالاعتصام ) تماماً كما كنا نسمع من بعض المتخاذلين في الأيام الأولى من الغزو الأميركي للعراق ( مو وكت المقاومة ).


من لا يريد أن يعتصم أو يقاوم أو يتظاهر فليذهب إلى الجهنم وبئس المصير لكن عليه أن لا يؤثر في الآخرين ويثبط من عزيمتهم ومعنوياتهم وحماسهم لأننا في وقت صرنا بأمس الحاجة إلى من يدفعنا دفعاً ويصحّينا من السبات العميق الذي ننغمس فيه وينشلنا من حالة الضياع التي نعيشها ، يدفعنا إلى اتخاذ موقف جدي وحاسم من الشلل الذي أصاب حياتنا منذ أن احتلتنا أمريكا وفتحت باب العراق على مصراعيها أمام الاحتلال الفارسي الصفوي .


كم فاحشة ارتكبها المالكي وأعوانه من زمر الاحتلال .. هل بقي هناك شي لم تفعلها الحكومة المنصبّة من قبل الاحتلال .. الم تنتهك الإعراض وتستبيح الدماء .. الم تلقي بأبنائنا في السجون والدهاليز السرية ، الم تسرق وتنهب وتملئ العراق فساداً .


ما الذي قدمتها لنا حكومة المالكي ؟؟ ماذا ننتظر أن تقدمها لنا زمرة مجرمة عميلة جاءت على ظهور دبابات الاحتلال الأميركي .. ماذا ننتظر من أشخاص خططوا وشاركوا وسهلوا لاحتلال العراق الذي نجم عنه قتل الآلاف المؤلفة من أبنائنا واعتقلت الآلاف وأدت إلى فقدان مئات الآلاف ويتمت ورملت وشردت وهجرت الآلاف ...
إذا كان بعضنا (غشيماً) في الأيام والسنوات الأولى من الغزو وظن أن الاحتلال سيجلب لنا معه الحرية والديمقراطية وأربعينة مفردة في البطاقة التموينية ويمدّ لنا أنابيب النفط إلى بيوتنا ، ويزرع طرقتنا وشوارعنا بالذهب والفضة .


ينبغي أن الغشاوة تلك قد زالت عن عينيه بعد مرور ثماني سنوات على الاحتلال .
والنوايا قد تكشفت وأمريكا ظهرت على حقيقتها والذين كانوا يتباكون على حرية الشعب ويحرصون عليه قد ظهروا على حقيقتهم وبان معدنهم الصدئ.
جرائم أمريكا وانتهاكاتها صارت واضحة للعيان ولم يعد هناك لغط حولها .
وانتهاكات حكومة المنطقة الخضراء والغاية التي وصلت من اجلها للحكم والطريقة التي وصلت بها صارت واضحة وضوح الشمس.
وذقنا طعم ديمقراطية أمريكا .. وذقنا نكهة الحرية التي جلبتها لنا حرية مغموس بالدم .
أكلنا من خيرات أمريكا لبلدنا حتى اتخمنا .
جربنا حرص أمريكا على حقوقنا ..
رأينا كل شي بأم أعيننا..
فهل بقي هناك ما يمنعنا من الاعتصام والتظاهر والمقاومة.
الخوف من الاعتقال أم الخوف من الاغتيال أم الخوف من انتهاك الإعراض ..
كل هذا حصل ويحصل دون أن نعتصم ونتظاهر ونقاوم ..
كم عائلة بريئة قتلت وهي جالسة تحت سقف بيتها ..
كم رجل بريء مات بالتعذيب في السجون .. كم رجلا ً وطفلاً استشهدوا ظلماً وهم يتمشون في شوارعنا ..
أمريكا ومن جاء معها لم يحتاجوا إلى سبب لقتل أبنائنا .


ولأننا التزمنا الصمت وتخاذلنا عن قول الحق وعن الصرخة بصوت واضح جهوري يسمعه القاصي والداني تمادت أمريكا وعصابتها المجرمة في العراق.
لو كنا اعتصمنا منذ الأيام الأولى والسنوات الأولى لكنا قللنا خسائرنا من الأرواح والأنفس ، لكنا قللنا حجم الدمار والخراب ، لكنا تحررنا في وقت قصير.
بالتأكيد...


أن الأمم المحتلة في التاريخ لم تتحرر بليلة وضحاها. وان هذه الأمم أعطت قوافل من الشهداء حتى حصلت على استقلالها .. وبالتأكيد آن هذه الأمم تحررت بفعل صمود شعوبها وإصرارها على التحرر .


مؤكداً إنها قاومت سنوات وسنوات بالأسلحة تارة وبوسائل أخرى تارة أخرى حتى تحررت كاملة .
لماذا يطالب البعض من العراق أن يتحرر بيوم أو بسنة وهو واقع تحت احتلال عدو شرس فاقد للإنسانية وللشرف والأخلاق.
ولماذا يتوهم البعض أن العراق لن يتحرر وكنا سابقا أمما محتلة مغتصبة تتحكم بنا دول الاستعمار ذاتها (بريطانيا ، فرنسا ، ايطاليا ) يومها كانت أمريكا لم تخلق بعد .


أن أمريكا تتخذنا (نحن العراقيين) مبرراَ لبقائها في العراق وتتدعي بأنها ستخرج لو طالبنها بالخروج لكن العراقيون في نظر أمريكا هم المالكي وإتباعه ، هم الأشخاص والأحزاب التي شاركت في احتلال العراق ، والعراقيون في نظر أمريكا هم الحكومة العراقية التي تتدعي أنها صعدت بفعل الانتخابات والأصابع البنفسجية .
وكل حديثها تصب في خدمة هؤلاء العصابات الذين يؤيدونها في مخططاتها وقراراتها .


العراقيون هم طائفة حزب الدعوة العميل لإيران والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والأحزاب العميلة لهذه الدولة وتلك .
العراقيون في نظر أمريكا فئة قليلة أيدت مشروعها الاستعماري ألاحتلالي .
لذلك وجب علينا أن نثبت أولا بالاعتصام والتظاهر وبكل الوسائل أن هؤلاء لا يمثلوننا كشعب.
علينا أن نعتصم ونتظاهر ونجرد هؤلاء من شرعيتهم ونطالب بإسقاطهم لنسحب البساط من تحت إقدام قوات الاحتلال.
إجبار هؤلاء على الرحيل عن ديارنا وبلادنا تتم بشتى الوسائل:بالاعتصام ، والتظاهر ، وبحمل السلاح.بكل شي وأي شي.
اعتصمت الموصل والانبار وواسط فلتعتصم بغداد والناصرية والعمارة والبصرة وكركوك وصلاح الدين.
لتعتصم السليمانية واربيل ودهوك والسماوة .
كفى مذلة وكفى اهانات وكفى قتل وتدمير وفساد ..
وتحية لكل مقاوم قاوم ويقاوم وسيقاوم بالسلاح.
وتحية لكل من اعتصم وتظاهر.
إذا الشعب يوما أراد الحياة والتحرير فلا بد أن يستجيب القدر.



Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 

 





السبت٢٦ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة