شبكة ذي قار
عـاجـل










كتابة وصياغة و نشر البيانات من أصعب المعاناة الذهنية لأنها ليست بالاختيار الشخصي في توقع مستويات النجاح وفي التأثير أو الخسارة في جانبيها على المنتمي وعلى الهدف الجماهيري، أو الهدف السياسي التعبوي الرسمي والشعبي، وإنما هي تماما بالاختيار المحسوب في دقة المضمون المعبر عن المرتكز الفكري للحركة الثورية ،والظرف ودرجة التعبير من خلاله نحو الاجتياز وتحقيق حالة القناعة بمن يعيه في القراءة أو السماع ، أو عند التحليل والاستنتاج في الرؤية الإستراتيجية ، وصحة القول بما يخدم ألفكره التي جاءت لتبرر، أن يكون هذا البيان المخصص لطرح الموقف المتعلق بشأن هذه القضية أو تلك، مثال: الموقف من نظام سياسي، من تظاهره أو انتفاضه أو ثوره أو تغيير بمطلب جماهيري في قطر من أقطار العرب، بعيدا عن الكيل بمكيالين لان في ذلك عيبا فكريا وتعبويا ،شعبيا ورسميا. وسببا لبلية فكرية وسياسيه تؤدي إلى إضعاف العلاقة الحزبية الجماهيرية ، وإضعاف او إنهاء العلاقة بمن جسرت معه العلاقة الايجابية خلال هذا الظرف العسير، إضافة إلى أن المواقف مواقف وإلا لماذا صعد المناضلون أعواد المشانق.


إن من يكتب بيانا للحركة الثورية التي ينتمي إليها وهو في واجباته عليه ، إن يبتعد تماما عن الذاتية الشخصية ، وان يكون ملما بفكره الذي ينتمي إليه ،يدرك علاقة الفكر بالجماهير ، والموقف المبدئي من الانظمه السياسية التي لاتعبر عن تطلعات وحريات الشعب العربي في هذا القطر أو ذاك ، أن يعرف صفات الحركة التي ضمته بين صفوفها ، أن يعي تماما .. ماهو الوسط الذي يخاطبه في بيانه وتصريحه والكتابة عنه واليه ، أن يدرك تماما ماهي العلاقة التي يتعامل بها حزبه الثوري أو حركته الثورية ، أن يتعامل مع نموذجية التعبير في اختيار الكلمة أو المفردة أو صياغة الجملة والمضمون بما يحقق القوة باجتياز المحنة في هذا الظرف والمرحلة باتجاه الهدف ، أن يقارن بين حركته الثورية والحركات السياسية الأخرى في طرح المواقف وأساليب التعبئة والكسب السياسي بعيدا عن المكافيليا،أن يعي علاقة البيان او الرسالة بالنتيجة و ما يسببه البيان او الرسالة من مشكلة او معضلة او أزمة ، أن لم يكن في معناه أوان لم تكن في معناها ، وان حساب النتائج في سياقات العلمية للحركة الثورية تكون قد حسمت أساسا وفق التزام الحركة الثورية بجماهيريتها، وبخطابها السياسي ظرفيا ومرحليا ومبدئيا، في طرحه بعد أن خرج من مطبخ عصف الأفكار وصداع الرأس المتصل بالتفكير السديد.


الظروف بنات المرحلة، والحركة الثورية ، في نضالها الكفاحي الصعب اليومي ، عليها أن تفهم من خلال شبكات أعضائها في الواجبات والمهام ، الوعي المسبق للبيان ومخاطر إصداره في الوقع والتأثير، وبما يتوجب على مناضليها من استيعاب الظرف في التصرف والسلوك الثوري ، وإدراك جدلية الفكر والممارسة عند التعامل مع هذه الأمواج المتلاطمة في بحور السياسة وغياب القانون وتفشي شريعة الغاب، وشدة الأزمات في مستوياتها الفكرية والسياسية والامنيه، المسؤولية صعبه ، لكنها مسؤولية الواجب الوطني والقومي وهي مسؤولية نضالية ثوريه علميه أخلاقيه تفتح باب التفاؤل من خلال العمل الصادق الناجح والموقف السياسي المعبر عن روحه الفكرية والمبدئية الذي يعطي في البيان والإعلام والإعلان التجسيد الحي لمفردات التطبيق في أطار إستراتيجية العمل بتصور اشمل وأدق لحسابات التأثير الايجابي باتجاه الهدف الذي نتوخاه.


حزبنا ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، وعلى امتداد تاريخه وعبر محطات نضاله السري و الايجابي ، تخللته مواقف سلبيه، في البيانات والشعارات وتجارب الحكم ، وحسبت عليه وعطلت العديد من علاقاته السياسية والجماهيرية مع الشعب العربي ، وحتى على مستوى الفكر في العديد من الكتابات التي لم تحسب على أساس الرؤية ، لما هو التزام فكري و لما هو آت أو لما هو قادم مع ان مستوى فكره راق، فكر فيه مفاتيح الاستيعاب والتطور وثقافته محترمه في مستوى العلمية لإدراك القوانين المحركة في أوساط الشعب العربي وفي تقدير المواقف ذات الدقة في دراسة وفهم المعطيات مع وضع الحسابات للاحتمالات المتوقعة ، ولكن ما يؤسف له، أن الأخطاء كثرت، البعض منها كان قاسيا في الانعكاس السلبي على مسيرته وسبب نكسات،ونكسات كبرى،والبعض الآخر كان بمستويات التفسير المبرر في حينه، ولكنها أرشفت طي التراكم الذي لم يعالج بما يخدم يوم غد، وأسباب ذلك معروفه، ومنها عدم ممارسة النقد البناء ومنها عدم التعمق في البحث العلمي في التحليل والاستنتاج والاستشارة ، وازدواجية التفكير لدى البعض من قياداته ، وقد مرت ولكنها تعطي موقفا، ملخصه( إننا لم نعالجها). وكان بالإمكان معالجتها خلال تجربة أل (35) عام ، وارى عدم التطرق اليها الآن ،هو التزام ، لذلك من الواجبات التي تلزمنا.. طرحها عبر اطر تنظيمية وفكرية خادمة لمؤتمرات الحزب القادمة عندما تكون بالمستوى الفكري النضالي المستوعب للمصائب التي يمر بها البعث سابقا وحاليا لأسباب تتحملها القيادة .


المرحلة ألان التي يمر بها البعث العربي الاشتراكي كحركة ثورية ، مرحلة خطيرة ، مرحلة صعبه في التعامل اليومي ، مرحلة مقاومة ونضال شاق وطويل وصعب ، مرحلة فيها شراسة الأعداء، مرحلة تتطلب نوع نوعي خاص من الإدراك والاستيعاب والعلم والقيادة والاداره ، مرحلة تتطلب نوع خاص من الشجاعة في طرح الأفكار وفي المواقف والبيانات والإعلام والثقافة ، بعيدا عن الاجتهاد الخاطئ الذي لم يحسب الوثوب والخطوة إلى الإمام ، ولم يحسب المراجعة لما مر، لم يحسب موضوعة الصلابة والمرونة عند الاجابه على السؤال المركب لماذا وكيف ومتى؟؟؟ ،علينا أن نستفيد من دروس وتجارب ومحطات كنا لا نحسن فيها تقدير الموقف ، في طرح الموقف والخطاب السياسي والبيان والمنشور والرسائل. الظرف الذي نحن فيه، ظرف يتطلب وعي تام للارتفاع إلى مستوى التكامل بين المقاومة والإعلام والمواقف السياسية والخارجية ولما في ذلك من انعكاس في البيانات التي تمثل الهوية الفكرية والمبدئية وأخلاق البعث الجماهيرية ، أن نتعامل مع مقاسات واضحة بين الانعكاس في مدياته الايجابية ونحذر من الانعكاس في مدياته السلبية بهدف تعبئة الناس وجماهيرنا انطلاقا من علاقة الحزب بالجماهير وليس مع الأنظمة المعطلة لطاقاتها وحرياتها وعيشها، والعمل في السياسة لصالح المبدأ والهدف بطرق مستفيدة من الدرس الذي فت العظم والعضد في بنيان هذا الحزب الراقي ، علينا أن نصغي لأعضاء الحزب ، علينا أن نسمع أرائهم، علينا أن نلغي اللافتة المريضة التي تتصدى للرأي والمقترح والفكرة والاستشارة، والتي تقول ..( تعرف القيادة كل شيء!!، والقيادة وضعت لكل شيء خطة وحسابات !!،والمرحلة الحالية ألغت مثل هذه العناوين التي تتحدثون عنها !! ) وهذا بحد ذاته يعد خلافا لمنطق الحركة الثورية ودستورها ونظامها الداخلي بل نسفا لها.


وللمطابخ في تهيئة الزاد الصحي من الشراب والطعام حياة وفي مطابخ السياسية والأفكار وتهيئة الخطط وإنضاج البيانات سند قوي لنهوض الحزب وحركته اليومية ، سند تعبوي للعمل المقاوم في التفاف بني البشر الأخيار حوله، وخلق وعي لمن هو مغفل حتى يعي لينتقل نحو الإطار الصحيح لخدمة القضية ، قضية عراقنا الأشم، في بلوغ مستوى تحريره واستقلاله ، والتواصل مع شعبنا وجماهيرنا في العراق وفي الأمة في تطلعاتها وأهدافها في العيش والحرية والسياسة وهو الالتزام الحقيقي لحزبنا وبما تلزمنا مبادئ وأهداف ودستور الحزب ، لضمان سر حيويته وديمومته وإمعانا للإدراك الصائب لمبرراته وابرز سماته التي من خلالها تتفاعل معادلة الفكر والتطبيق ، والاستيعاب المتطور للمبادئ نحو السياسة ومسارحها ومجالاتها وقنواتها : الضابطة للتصرف والسلوك الثوريين المعبرين عن الروح الجماهيرية العالية لتحقيق حالة الالتفاف حول البعث الناصع بفكره الجماهيري نحو تعبئة خلاقه، وللبيانات والتصريحات والإصدارات اثر طيب في القبول عندما تكون كما عرف المناضلون البعث التاريخي وفي قوته .... حرارة أشواط الثورة لمواجهة العدو بمختلف مسمياته، وطرده من العراق الأبي.

 

 





الاربعاء١٦ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مزهر ألنوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة