شبكة ذي قار
عـاجـل










 في فجر يوم 8/ نيسان الحالي ارتكبت القوات العراقية مجزرة جديدة في مدينة أشرف هزت الضمير العالمي و استنكرها كل محبي السلام في العالم ، فقد قامت قوات يزيد عددها عن 2500 من الجيش و الشرطة و من بعض المقربين للنظام الإيراني بمداهمة هذه المدينة و احتلال أجزاء كبيرة منها مستخدمة الرصاص الحي في هذا الاعتداء ، و المدينة يقطنها 3400 معارض إيراني ينتمون إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة للنظام القائم في طهران و من بينهم 1000 امرأة بأمر مباشر من قادة الحرس الثوري الإيراني و قوة القدس الإيرانية ، و بسبب تبعية العديد من المتنفذين في حكومة بغداد فقد كانت تلبية أوامر طهران سريعة باقتحام هذه المدينة و تصفية ساكنيها جسديا و بأي أسلوب كان ، و هكذا فقد استخدمت هذه القوات الرصاص الحي لضرب السكان العزل من السلاح و الضرب بالهراوات حتى الموت و الدهس بالعجلات المدرعة المجنزرة و غير المجنزرة مما أدى إلى استشهاد 34 شهيدا و أصيب أكثر من 300 جريح تم اختطاف بعضهم و احتجازهم مما أدى إلى استشهاد ستة منهم بسبب الإهمال و عدم علاجهم في المستشفيات من الجروح التي أصيبوا بها و من بين الشهداء حوالي سبعة نساء و البعض منهن في العقد الثاني من عمرهن .


جاءت هذه الجريمة بعد الجريمة التي ارتكبتها هذه القوات ضد سكان أشرف في تموز عام 2009 التي وقع فيها أكثر من 10 شهداء و أعداد كبيرة من ألجرحي بعد شهور طويلة من الحصار الشديد الذي فرض على هذه المدينة و الحرب النفسية و أساليب الترغيب و الترهيب التي كانوا يتعرضون لها من خلال نصب حوالي 240 جهاز مكبر للصوت تعمل ليلا و نهارا يبث فيها التهديد و الوعيد وأنواع السب و الشتائم و يتوعدوهم بالويل و الثبور و عظائم الأمور ، و منع عن المدينة كل أنواع الأدوية الضرورية و تعرض المرضى الذين يراجعون المستشفى التي أنشأها المجاهدون و التي استولت عليها القوات الحكومية إلى مضايقات عديدة و إهانات ، كما أن هذه القوات كانت تمتنع نقل المرضى إلى مستشفيات خارج المدينة لغرض العلاج و أن تم ذلك يرفضون اصطحاب مرافق له خاصة عندما يتطلب الأمر نقل أحدى النساء الى مستشفى مما أدى الى عزوف سكان هذه المدينة على مراجعة هذه المستشفى إلا عند الحالات الحرجة جدا .. و في أحيان كثيرة كان يمنع عنهم الغذاء من خلال تهديد المتعهدين و ملاحقتهم بالإضافة إلى شحة الماء و الوقود بكل أنواعه في محاولة ميؤسة و مفضوحة إلى دفع سكان هذه المدينة الموافقة على ترك المدينة و تسليم أنفسهم لجلاديهم في طهران .

 

و في بيان صدر من ألأمانة العامة للمقاومة الإيرانية و التي حمل فيها ريس وزراء العراق بتنفيذ هذه الجريمة طلبت تقديم المساعدة لجرحى هذا الهجوم و علاجهم لعدم وجود علاج و ضمادات لتطبيب المصابين بجروح جراء إطلاق الرصاص الحي أو الذين دهسوا بالعجلات المدرعة و بقوا على قيد الحياة أو الذين تعرضوا الى الضرب المبرح بواسطة الهراوات و الكثير منهم فارق الحياة نتيجة لهذه الجروح .


أن هذه الجريمة التي ارتكبت بحق لاجئين عزل من السلاح و مشمولين بحماية اتفاقات جنيف و القوانين الدولية ستجعل مركبتي المجزرة عرضة للمسائلة الدولية و ستقوم المحاكم المختصة بقضايا حقوق الإنسان و خاصة الجرائم التي تعد من جرائم الإبادة الجماعية للجنس البشري و هذه المجزرة من ضمنها بملاحقة كل من أمر بها و نفذها و شارك فيها على حد سواء و سيكون الثمن باهظا على كل من سفك قطرة دم و أي روح أزهقت بغير حق من سكان أشرف .


كما أن قوات الاحتلال الأمريكي التي لا زالت متواجدة في العراق تتحمل نفس المسؤولية القانونية التي يتحملها رئيس وزراء العراق و القادة من الجيش أو الشرطة بسبب عدم تدخلهم لحماية هذه المدينة استنادا للاتفاق المبرم بينهم و بين سكان المدينة عند دخولهم العراق و احتلاله و على المحاكم الدولية أن تسائلهم كما تسائل المسؤولين العراقيين عن هذه المجزرة .


كما أن هذه الجريمة تبين بشكل واضح ولا لبس فيه لمن لا يعتقد بخطورة الدور الإيراني في العراق و تأثيره في مجريات الأمور السياسية و الأمنية و الاقتصادية و الذي يعتبر تدخلا فاضحا في الشأن الداخلي العراقي و الذي يمر عبر بوابات الأحزاب السياسية الطائفية الموالية لنظام طهران الفاشي.


و استمرارا للأسلوب الوحشي و الهمجي الذي تتعامل به القوات الأمنية مع سكان هذه المدينة ، لم يسمحوا لهم بدفن موتاهم الذين استشهدوا منذ العدوان في 8/4/2011 و لحد ألان و يمارسون ضغوطا صارمة و غير إنسانية حتى على الموتى الذين قضوا على أيديهم .


لذلك نطالب كل أحرار العالم أن يحث المجتمع الدولي على حماية هذه المدينة و سكانها و خاصة الدولة الغازية التي تدعي الحرية و الديمقراطية و تحافظ على مبادئ حقوق الإنسان في العالم و أن يهتز ضميرها .


و للتأكيد على الهمجية التي اتبعتها قوات الحكومة العراقية ضد سكان أشرف و مدى الجرم المرتكب بحق هذه المدينة أرفق لكم فلما يوثق هذه الجريمة و هو فلم من عشرات الأفلام المفجعة لكل إشراف العالم .

 







 

 

 





الثلاثاء١٥ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منصور الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة